أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - مصر العربية أم الفرعونية؟!(2)














المزيد.....

مصر العربية أم الفرعونية؟!(2)


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8544 - 2025 / 12 / 2 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأسيسًا على ما تقدم في المقال السابق، تحت العنوان ذاته، يطرح جمال حمدان تساؤلات ثلاثة: أين الحقيقة إذن في عروبة مصر؟ وأين هي الفرعونية القديمة؟ أهناك حقًّا فارق بين نوع العروبة شرق السويس وغربها كما يزعم بعض الدعاة؟
ويبدأ الإجابة بحقيقة أن الفرشة الجنسية الأساسية، التي كانت تغطي نطاق الصحارى في العالم القديم من المحيط إلى الخليج كانت تنتمي إلى أصل واحد متوسطي. وفي العصر المطير، حين كانت الصحراء سفانًا(تعبير مجازي يخص استخدام الجمال للتنقل في الصحراء/ع) يسودها صيد الحجري القديم، كانت كثافة السكان مخلخلة جدًّا، ولكنها غطائية عالمية عميقة بصفة عامة. وقد كانت الحركة والهجرة والترحُّل ظواهر دائمة. ومن الطبيعي في حالة كهذه أن يكون الاختلاط الجنسي أساسيًّا، ولا محل لعزلة أو نقاوة.
وقد ترتب على ذلك مع عصر الجفاف أن تجمعت كل مجموعة من هؤلاء السكان في رقعة محدودة، وبذلك تحول الغطاء العالمي إلى الأرخبيل الجزري الذي نعرف الان. بيان ذلك، أنه حدث "تقطع" في الغطاء القديم المتجانس جنسيًّا إلى عدة رُقعٍ متباعدة جغرافيًّا، ولكنها تظل متجانسة جنسيًّا. وهذا ما يراه جمال حمدان مفتاحَ أنثروبولوجية العالم العربي.
وعليه، يؤكد أن شعوب المنطقة، قبل العرب والإسلام، هم أساسًا واصلًا أقارب انفصلوا جغرافيًّا، ابتداء من العراق إلى الشام إلى الجزيرة العربية، ومن مصر إلى المغرب أو السودان. أما التوطن المحلي والمؤثرات الدخيلة الموضعية، والتزاوج الداخلي الذي حدث بعد ذلك، فلا يمكن أن ينتج أكثر من ابتعادات محلية ضئيلة لا تغير من وحدة الأصل الدموي وتجانس العِرق، وإن تطورت اللغات والألسن بين سامي وحامي. ويظل العالم العربي، أو بيت العرب الجغرافي الكبير هو "دوار العرب"، بحسب جمال حمدان، بمعنى الأسرة الموسعة، التي تضم أسرًا نووية أو خلوية عدة. هذه واحدة، كما يقول جمال حمدان. أما الثانية، بحسبه، فتؤكد سابقتها، رغم اغفالها دائمًا. هنا، ثمة توظيف بارع لما يُعرف دينيًّا أن اسماعيل ابو العرب العدنانيين، وهو في الوقت عينه، أي اسماعيل، ابن ابراهيم العراقي من هاجر المصرية. كما أن العرب العدنانيين هم أبناء اسماعيل من زوجة مصرية أيضًا. وإذا كان لهذا أي معنى أنثروبولوجي، فلا يمكن أن يكون إلا شيئًا واحدًا، هو أن العرب أصلًا أنصاف عراقيين- أنصاف مصريين.
ويستحضر جمال حمدان زواج نبي الاسلام عليه السلام من مارية المصرية، وحديثه المعروف عن مصر للعرب "إن لكم فيها ذمة ورحمًا". ويستحضر أيضًا قولة عمرو بن العاص:" أهل مصر أكرم الأعاجم كلها، وأقربهم رحمًا بالعرب عامة، وبقريش خاصة". إذن، صلة مصر بالعرب نسب ودم قبل أن تصبح صلة ديانة ولغة.
ويستغرب جمال حمدان الإلحاح على أن العرب واليهود "أبناء عمومة"، لأن اسحق أبا اليهود أخ غير شقيق لاسماعيل أبي العرب. بينما نتغافل عن علاقة الأبوة والبنوة بين المصريين والعرب، فضلًا عن العلاقة غير المباشرة بين المصريين والعراقيين، على الأساس نفسه. ويضيف جمال حمدان حقيقة علمية أنثروبولوجية في غاية الأهمية والخطورة، مفادها أن اليهود ليسوا من بني اسرائيل بعد أن ذاب هؤلاء في الشتات بالاختلاط الجنسي مع "الجوييم" أو الأغيار والتحول إلى غير اليهودية. وليس يفوتنا التذكير بدخول ملايين الأوروبيين اليهودية، فكان من نسلهم السواد الأعظم من يهود العالم.
تأسيسًا على ما تقدم، يتساءل جمال حمدان: أفلا يكون تعريب العراق أو مصر فيما بعد، عملية زواج أقارب مباشرة، ولا نقول نوعًا من التلقيح الذاتي، أو الزواج الداخلي على نطاق جغرافي عريض؟ (يتبع)



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (7) احتقانات واجتماعات و ...
- مصر العربية أم الفرعونية؟! (1 )
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (6) ارهاصات سبقت الثورة
- لماذا يندفع البرتقالي لوقف الحرب في أوكرانيا !
- وليس بعد الفَسْحَلَة غير الاستباحة !
- زيلينسكي يتهيأ لتجرع سُم الهزيمة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (5) خَطِيِّة الناس برقبت ...
- أحمر حمار في الغابة/ قصة قصيرة
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (4) هل توافقون على إقامة ...
- وهم حوار الأديان!
- أقدم مخطوطات القرآن الكريم
- هل يتجه عالمنا إلى الفوضى؟!
- الغنيمة
- المرأة العربية قبل الإسلام
- الأردنيون مسؤولون عن انحباس المطر !
- الرافد الرئيس للتكفير في ثقافتنا
- شيء من اللامعقول تحت المجهر
- ثورة البلقاء ومشروع الدولة الماجدية (3) قدوم الأمير عبدالله ...
- الشِّيْخَة
- أنموذج بئيس لتطبيق الشريعة الإسلامية في السودان !!!


المزيد.....




- من هوليوود إلى العالم العربي.. الجلد الأسود يتربّع على عرش ص ...
- هل يثق الأوكرانيون بمبعوث ترامب للتفاوض بشأن السلام مع روسيا ...
- رغم سمعتها الخطيرة.. ما سرّ تزايد أعداد السيّاح في الصومال؟ ...
- قصف متجدد على غزة.. إعلام إسرائيلي: مقتل منفذ عملية إطلاق ال ...
- هل يمكن أن يحصل نتنياهو على عفو عام من تهم الفساد؟
- الطريق العابر لسيبيريا مشلول بسبب ازدحام مروري بطول 85 كيلوم ...
- لقاء متوقع بين ترامب ونتنياهو.. إسرائيل تواصل توغلها في ريف ...
- سريلانكا: لقطات جوية تكشف حجم الفيضانات مع أكثر من 365 قتيلا ...
- احتجاج في بلغاريا يتحول إلى عنف في صوفيا مع معارضة الحشود لم ...
- بداية مفاجئة: فلسطين تتغلب على قطر في افتتاح كأس العرب 2025 ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - مصر العربية أم الفرعونية؟!(2)