أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - كان صرحا من خيال... فهوي !!















المزيد.....

كان صرحا من خيال... فهوي !!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8540 - 2025 / 11 / 28 - 18:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرأت علي موقع فيسبوك منشورا للسيد جمال سلطان، وهو فيما أظن مقرب من الاخوان، أو ربما هو إخواني - فلا أحد يعرف لهذا التنظيم الغريب رأسا من رِجل - وهو يعيش في اسطنبول، يطالب فيه الإخوان بحل أنفسهم وإنهاء جماعتهم، وحيثياته في ذلك أن مائة عام كافية للحكم علي جماعة إنتقلت من فشل الي فشل، ورمت عشرات الآلاف من أعضاءها حول العالم في السجون بدون أن يجني المسلمين ولا دولهم من وراء ذلك خير قليل أو كثير..
ورأيي ان السيد جمال سلطان غابت عنه أشياء هامة هي من تحكم الموضوع كله، وهي كالأتي..

١ - الموضوع أكبر ألف مرة من أعضاء الاخوان او حتي قادتهم، فالقرار ليس قرارهم، بل قرار من انشأ الجماعة من مائة عام، ويمد في أسباب حياتها وقوتها حتي اليوم...

لقد كان إنشاء جماعة الاخوان المسلمين في عام ١٩٢٨ قرارا واعيا اتخذته الامبراطورية الأكبر في العالم وقتها، وهي الامبراطورية البريطانية، وكان انشاء الجماعة يحقق للإمبراطورية البريطانية مجموعة من الاهداف، من بينها:
يحقق لها أولا وجود تيار سياسي يستند الي الدين وجلاله يستطيع أن يقف أمام الأفكار الوطنية التي بدا أن لها الغلبة علي عقول وقلوب شعوب الشرق وقتها...

كانت أفكار الوطنية هي من حركت جموع المصريين عام ١٩١٩ للتخلص من احتلال البريطانيين لوادي النيل، وهو ما كان كفيلا لو حدث أن يضيع من اكبر إمبراطوريات العالم أهم مستعمراتها، ويشجع غيرها علي المطالبة بالمثل...

وكانت حركة المصريين طلبا للاستقلال تحت تأثير أفكار الوطنية المصرية قد تميزت بالشجاعة والعناد والاصرار، وجرب معها البريطانيين كل الوسائل وفشلوا، جربوا القوة ولم تنجح، وجربوا وسائل السياسة ولم تنجح كثيرا، وجربوا معها وسائل المكر والدهاء البريطاني المعتاد ونجحوا في ابطاء حركتها ولكن لم ينجحوا في وقفها أو تقليل اندفاعها...

وكان الحل الذي توصل اليه جهاز الاستشراق البريطاني متعاونا مع رجال الامبراطورية هو ... الدين...

فلا شئ يستطيع الوقوف امام الوطنية المصرية المتدفقة سوي الدين، وبصنع تنظيم يركز علي النواحي الأممية في الدين، وليس النواحي الوطنية يمكن ضرب وحدة المصريين في مقتل...
وقد أثبت تفكير الأسد البريطاني العجوز أن تخطيطه لم يذهب هباء...

٢ - أثبت تنظيم الإخوان أنه مفيد بصورة عظيمة لمن انشأه - وهم البريطانيين - ومن ورثه منهم بغد غروب شمس الامبراطورية البريطانية، وهي الامبراطورية الأمريكية...
فقد حاربوا في الثلاثينات والاربعينات - لمصلحة البريطانيين - أفكار الوطنية المصرية المطالبة بالاستقلال، التي رفع لواءها حزب الوفد سياسيا ومفكري مصر الاحرار ثقافيا، وبدلا من المطالبة بالاستقلال والتحرر الوطني جعل الإخوان قضية المصريين العاجلة ليس استقلال بلادهم من محتليها؛ بل بعدهم عن الدين وعدم تطبيقهم لشريعته...

وحاربوا في الخمسينات والستينات أفكار القومية العربية، التي رفع لواءها جمال عبد الناصر ومعه مجموعة لامعة من مفكري مصر والأمة العربية..

وحارب الاخوان المسلمين الاتحاد السوفييتي وراء دعوة المخابرات المركزية الأمريكية للجهاد ضده في أفغانستان في الثمانينات، حتي انهار الاتحاد السوفيتي وتفتت الي مجموعة من الدول...

واتخذت الولايات المتحدة منهم - ومن جماعات خرجت من وعاءهم - ذريعة لما سمي الحرب العالمية علي الارهاب في بداية القرن ٢١ ، وهي واجهة سياسية أخفت الولايات المتحدة وراءها هدفها الحقيقي، وهو السيطرة علي دول ومناطق معينة كانت تحتاج الي ذريعة مقبولة أمام العالم وأمام الشعب الأمريكي للتحرك تحتها ووضع تلك البلاد والمناطق المطلوبة تحت وصايتها...

وتحت هذه الذريعة دخلت امريكا أفغانستان عام ٢٠٠١ ، واحتلت العراق عام ٢٠٠٣ ، وحاولت تغيير الشرق الأوسط كله وابدال نظمه الحاكمة بنظم أخري بدءا من عام ٢٠٠٤ - عام ظهور مشروع الشرق الأوسط الكبير - وهو المشروع الذي تعثر سنوات قليلة قبل نجاحه المؤقت عام ٢٠١١ بثورات الربيع العربي المدارة والمتحكم فيها امريكيا، قبل تعثرها هي الاخري بعد اندفاعه جريئة احرزت بعض النجاح...

يتحدث السيد جمال سلطان أن الإخوان ينتقلون منذ مائة عام من فشل الي فشل، ولم يسأل السيد جمال فشل بالنسبة لمن بالضبط ؟!
للأسف لم يفشل من صنع الاخوان وأطلقهم علي الشعوب العربية والإسلامية، بل نجح نجاحا باهرا فيما أراد، ربما لم ينجح الاخوان في تحقيق أهدافهم المعلنة والدعائية، وذلك ببساطة لأن أهداف الاخوان مستحيلة التنفيذ، ومن صنعهم كان يعرف ذلك من اليوم الأول، فهي مجموعة من الأهداف الطوباوية التي تنفع في ضم الانصار وحشد الجموع وليس أكثر، ولكن لا قيمة عملية يعتد بها لتلك الأفكار...

لقد حكم الاخوان دولا كثيرة ولم يظهروا أية براعة، بل العكس، فقد دخلوا ببعض الدول في صراعات داخلية وخارجية، وفتتوا دولا اخري وأنهوا وحدتها - والسودان مثال على ذلك - وأخر دليل علي الفرق الشاسع بين الشعار المعلن الذي يجذب الجمهور وبين الواقع ما أعلنه الحكم الحالي في دمشق - الجولاني وتنظيم هيئة تحرير الشام - من شعارات وما يطبقه اليوم علي أرض الواقع...

هي مجموعة من شعارات تلعب علي المخيلة الدينية لشعوب متدينة، دون أن يكون وراء الشعار أي فرصة حقيقية لصنع مستقبل مأمون...

٣ - أن تنظيم الإخوان مازال حتي اليوم يحقق فوائد كبري للغرب، ومنها أنه يمكن استخدامه كعامل قلق للنظم التي تريد أمريكا وبريطانيا زعزعتها، والاخوان المسلمين بارعون في صنع الاضطرابات وإثارة الفتن، ومعهم الدين يغطي، حتي لو تلاعبوا بمبادئ هذا الدين وقداسته، ولكن وراءهم قطيع مستعد دوما أن يسمع ويطيع...

وأخر خدمات الاخوان لأمريكا وبريطانيا انهم استطاعوا قلب النظام في دمشق لمصلحة تنظيمهم ومعهم كوكتيل من جماعات جهادية وسلفية متعددة...
بالإضافة الي الخدمة الكبري التي قدمها فرع الاخوان المسلمين في فلسطين - حركة حماس - بقيامها بعملية متهورة وغير مخطط لها بصورة جيدة كان من نتيجتها أن اعطت القوة الغاشمة لإسرائيل أن تقتل بدم بارد ٧٠ الف فلسطيني وأن تدمر جميع مدنه، وتشرد شعب غزة في الخيام تمهيدا لتهجيره خارج وطنه، وكادت اسرائيل أن تنجح في خطتها العتيدة لولا وقوف مصر بشجاعة وعناد في رفض تلك الخطط، مهما كانت الضغوط أو الاغراءات...

٤ - ان السيد جمال سلطان ينسي أن جماعة الإخوان كبرت وتفرعت وأصبح لها اليوم أبناء وأحفاد بلا عدد، فالاخوان أصبحوا مظلة كبري يتحرك تحت أفكارها - حتي لو اختلفت في بعض التفاصيل - مئات التنظيمات والجماعات حول العالم، وهذه التنظيمات والجماعات تقدم بدورها للغرب خدمات لا تحصي، حتي لو ظهر من خطابها الدعائي انها ضد هذا الغرب الصليبي الكافر !!
والقرار الخاص بتقرير مصير جماعة الاخوان لابد له أن يبت أيضا في مصير آلاف التنظيمات من أبنائها وأحفادها...

النية الحسنة للسيد جمال سلطان، والتي يفترض فيها ان الاخوان سادة انفسهم ومالكوا أمر تنظيمهم - وبالتالي قدرتهم علي حله والتخلص منه وترك الكلمة فيه للتاريخ - يلزمه قراءة تاريخ الاخوان في المائة عام الماضية، وماذا فعلوا بأوطانهم، وماذا قدموا لأعداء امتهم من خدمات جليلة...

يومها سيعرف ان الكلمة النهائية في مصير الاخوان وألاف التنظيمات المشابهة لن يتقرر في القاهرة أو دمشق أو حتي الدوحة أو اسطنبول أو جاكرتا أو غيرهم من عواصم العالم الإسلامي، بل سيتقرر مصير الاخوان - وألاف التنظيمات المشابهة - في لندن وواشنطن... بالتحديد وحصريا....



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقلاب السياسي..
- هل حدث تزوير في الانتخابات؟!
- لماذا أكبر دولتين في العالم غير ديموقراطيتين ؟!
- إعادة تدوير السلع القديمة...
- انتخابات مجلس النواب... والأموال..
- العلم... والدولة..
- أنور السادات... والتطرف الديني.
- الإخوان والسجون... قصة غير مروية..
- أنور السادات... نظرة أخري..
- الخلافة.. في ثوبها العثماني.. وفي ثوبها الأموي !!
- من خسر... ومن فاز ؟
- جمال عبد الناصر... واليوتيوب !!
- سيناء... وماذا لو كانت في حوزة اسرائيل حتي اليوم؟!
- عودة من أجازة مفروضة...
- مصر... وأين موقفها بالضبط في الحرب بين إيران وإسرائيل..
- أهداف أمريكا من الحرب... وهل تحققت أم لا ؟
- أهداف إيران من الحرب... وهل تحققت أم لا ؟
- قصة 12 يوم من الحرب في الشرق الأوسط من أربع زوايا مختلفة...
- لمصر... وليس لإيران.
- ما هي نقاط قوة ايران... وما هي نقاط ضعفها؟


المزيد.....




- تقرير CNN من موقع إطلاق النار على الحرس الوطني في واشنطن
- قطر تُعلّق على التوغل الإسرائيلي في ريف دمشق: -انتهاك صارخ ل ...
- الجيش الإسرائيلي يقتل رجلين بعد استسلامهما على ما يبدو خلال ...
- لقطات جوية تكشف دمارا جراء سيول مفاجئة وانهيارات أرضية في إن ...
- تركيا.. طيور تحلق بطريقة لافتة!
- أوروبا ليغ: ليون إلى الصدارة وأستون فيلا يواصل عروضه القوية ...
- قصص مؤلمة للحوامل النازحات من مدينة الفاشر
- عاجل | مصدر في الجيش السوداني للجزيرة: قواتنا تصدت لهجوم للد ...
- الإنجيليون في قلب دبلوماسية ترامب الأفريقية
- إعصار ديتوا يخلف 46 قتيلا وعشرات المفقودين في سريلانكا


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - كان صرحا من خيال... فهوي !!