أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد صالح سلوم - من بغدادَ العلم إلى رياضِ و دوحة الخيانة: سقوطُ الضمير العربي















المزيد.....

من بغدادَ العلم إلى رياضِ و دوحة الخيانة: سقوطُ الضمير العربي


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 8539 - 2025 / 11 / 27 - 09:23
المحور: كتابات ساخرة
    


كانت دمشق وبغداد والقاهرة وقرطبة عامرة بالنور والعلم في عصور سابقة ، بينما يقبع اليوم فيها جيش من الأقلام المأجورة والشاشات المستأجرة، يتقاضون أجرهم بالدولار والريال القطري والسعودي والشيكل معاً، ويبيعون ضميرهم بثمن بخس دراهم إماراتية معدودة. لم يعد الانحطاط مجرد تراجع في العلوم أو ضمور في الآداب، بل صار حالة وجودية كاملة، صار نظاماً سياسياً واقتصادياً وإعلامياً يدار من غرف مغلقة في لانغلي وتل أبيب والرياض وابوظبي والدوحة، ويُنفَّذ بأيدٍ عربية تتكلم بلكنة الخليج وتسبح بحمد الإمبريالية بلسان أهل الحرمين الذين صاروا حراساً على مصالح البيت الأبيض.

كل شيء في هذا النظام الجديد واضح وضوح الشمس في الظهيرة: إذا أردت أن تكون مذيعاً في قناة فضائية كبرى، أو كاتباً في صحيفة «عالمية»، أو «خبيراً استراتيجياً» يُستدعى للبرامج الحوارية، فعليك أن تتعهد بالولاء التام لأجندة واحدة لا ثاني لها. عليك أن تُسبِّح بحمد «الاعتدال» الذي يعني في قاموسهم الخضوع الكامل، وأن تُكفِّر كل من نطق بكلمة «مقاومة» أو «استقلال» أو «كرامة». عليك أن تُشيطِن سورية لأنها صمدت، وأن تشتم عبد الناصر لأن شبحه لا يزال يرعب المستعمر، وأن تتهم إيران بكل موبقة لأنها تجرأت فبنَت مفاعلاً وصاروخاً ومصنعاً بدل أن تكتفي ببيع النفط الخام وشراء السلاح الأمريكي. عليك أن تُعلن أن حزب الله إرهابي، وأن الحوثيين خونة، وأن الحشد الشعبي ميليشيا طائفية، وأن حماس متطرفة لأنها ترفض أن تموت بهدوء. وفوق كل ذلك، عليك أن تُقدِّس الكيان الصهيوني وتُسميه «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط»، وأن تُبرِّر كل قنبلة فسفورية تسقط على رؤوس الأطفال في غزة بأنها «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».

إذا فعلتَ ذلك كله بمهارة وإخلاص، فُتحت لك الأبواب على مصاريعها: عقود بالملايين، استديوهات مكيفة، سفريات في الدرجة الأولى، لقاءات مع مسؤولين غربيين يبتسمون لك ابتسامة المُعلِّم للتلميذ المجتهد، وتغريدات من حسابات إلكترونية مأجورة تمدح «موضوعيتك» و«شجاعتك». أما إذا انحزتَ لضميرك، وقلتَ كلمة حق في زمن الخيانة العظمى، فستجد نفسك فجأة بلا منبر ولا راتب ولا حتى صفحة على فيسبوك، وسيُتَّهم فوراً بأنك «عميل لإيران» أو «مرتزق للأسد» أو «متأسلم» أو «شيوعي متطرف»، وسيُغلَق حسابك البنكي، وستُمنع من السفر، وربما تجد نفسك ذات يوم متهماً بـ«تمويل الإرهاب» لأنك تبرعت بخمسين دولاراً لعائلة شهيد في بيروت أو غزة.

هكذا صار الوطن العربي سوقاً للضمائر المستعملة، يُباع فيه الشرف بالجملة والمفرق، ويُشترى فيه الصمت بثمن أعلى من الكلام. لم يعد الأمر مجرد فساد مالي أو سياسي، بل صار انهياراً أخلاقياً شاملاً يشمل النخبة قبل العامة، والمثقف قبل الجندي، والصحفي قبل السياسي. صرنا نعيش في زمن يُكرَّم فيه الخائن ويُهان فيه الشريف، يُعطى فيه المنبر لمن يبيع وطنه ويُسكَت فيه من يدافع عنه، يُموَّل فيه القلم الذي يكتب ضد مصلحة شعبه ويُجفَّف فيه الحبر الذي يخط كلمة «حرية».

والأنكى أن هؤلاء المرتزقة لم يعودوا يخجلون. صاروا يتباهون بخيانتهم، يتفاخرون بعلاقاتهم مع السفارات الأمريكية والإسرائيلية، ينشرون صورهم مع ضباط الموساد والسي آي إيه في حفلات الكوكتيل، ويضحكون ملء شدقيهم وهم يقبضون الشيكات الموقَّعة باسم «الديمقراطية» و«حقوق الإنسان». وزير خارجية قطر الأسبق لم يكن يكذب حين قال بصراحة نادرة إن بلاده لا تفعل شيئاً إلا بأوامر أمريكية. كان يعترف بما يعرفه الجميع ولا يجرؤ أحد على قوله: إن هذه المحميات لم تُخلَق إلا لتكون قواعد متقدمة للمشروع الإمبريالي، وإن شيوخها ليسوا إلا موظفين كباراً في شركة أمريكية مسجلة في تكساس، يتقاضون رواتبهم من بيع النفط ويؤدون مهامهم بإخلاص الجندي الذي يعرف أن راتبه مرتبط بطاعته.

لكن الخيانة ليست قدراً. الصين تُعلِّمنا أن شعباً يقرر أن يحمي نفسه قادر على أن يقطع دابر الطابور الخامس في ليلة واحدة. عندما قررت قيادة الحزب الشيوعي الصيني أن الخيانة جريمة لا تُغتفر، لم تتردد في إعدام العملاء دفعة واحدة، ولم ترحم دمعة أم ولا صرخة طفل. كان القرار قاسياً، لكنه كان الثمن الوحيد للصعود من الفقر إلى القوة، من الاحتلال إلى الاستقلال، من الذل إلى الكرامة. لو تركت الصين لعملاء السي آي إيه أن يعبثوا بأمنها الوطني لما بنت جسراً ولا طريقاً سريعاً ولا مدينة ذكية. التنمية لا تتعايش مع الخيانة، والاستقلال لا ينبت في تربة موبوءة بالعملاء.

نحن العرب نملك من الثروة ما يفوق الصين أضعافاً، ونملك من التاريخ ما يجعلنا أحق بالعزة من أي أمة أخرى، لكننا اخترنا أن نبقى عبيداً مستأجرين، نرقص على إيقاع الموسيقى الأمريكية ونغني للسيد الأبيض الذي يدفع أكثر. صرنا نُعاقب من يرفع رأسه، ونكافئ من ينحني، نُعلي من شأن من يبيع ونحتقر من يشتري لشعبه لقمة العيش بكرامة. صرنا نصدّق أن الخيانة «براغماتية»، وأن الشرف «مثالية»، وأن الذي يموت دفاعاً عن وطنه «متطرف»، بينما الذي يبيع وطنه «واقعي» و«ناجح».

لكن التاريخ لا يرحم. سيأتي يوم تدرك فيه شعوبنا أن الصمت على الخيانة هو خيانة، وأن مدح الخائن جريمة لا تقل عن الخيانة نفسها. سيأتي يوم تبصق فيه الشعوب على وجوه هؤلاء المرتزقة في الشوارع، وترفض أن تشتري جريدتهم أو تشاهد قنواتهم أو تستمع لأكاذيبهم. سيأتي يوم تُقاطَع فيه منتجات المحميات التي تموّل الخيانة، وتُحاصَر فيه السفارات التي تشتري الضمائر، وتُحاكم فيه المحطات التي تبث السم باسم «الإعلام الحر». ذلك اليوم ليس بعيداً، لأن الشعوب حين تستيقظ لا يوقفها شيء، ولا يرحم غضبها خائناً ولا عميلاً ولا سيدَه الذي يختبئ خلف المحيطات.

حتى ذلك اليوم، يبقى السؤال المُرّ يتردد في الضمير العربي: متى نعامل الخيانة كخيانة؟ متى نُعلِّق المرتزق على أعواد المشانق بدل أن نُعلِّق له الميكروفونات؟ متى ندرك أن وطناً لا يحمي نفسه من الخونة محكوم عليه بالموت البطيء؟ إن لم نفعل، فسنظل نكتب التاريخ بدم أبنائنا ونقرأه بعار أحفادنا، وستبقى فلسطين تنزف، وسورية تُحرَق، ولبنان يُجَوَّع، واليمن يُقتَل، ونحن نصفق للجلاد ونشتم الضحية، حتى نستيقظ ذات صباح فنجد أنفسنا قد بِعنا الوطن بأكمله، ولم يبقَ لنا حتى قبر نُدفَن فيه بكرامة.

لكن الأمل لا يزال حياً، لأن في كل أمة قلة ترفض الخنوع، وفي كل جيل شباب يحملون في قلوبهم نار الأرض التي لم تبع بعد. تلك القلة هي بذرة الغد، وذلك الجيل هو أمل الأمة. عندما يقرر الشعب أن يكفي، فلا قوة على وجه الأرض تستطيع أن توقفه، ولا مال في العالم يستطيع أن يشتري صوته، ولا تهديد يستطيع أن يُسكته. عندها ستسقط المحميات، وتنهار الأباطرة الورقية، وتعود الأمة لنفسها، فتجد أنها كانت دائماً أغنى وأعز وأقدر مما ظنت، وأن الذي كان ينقصها ليس المال ولا السلاح، بل قرار واحد فقط: أن تكون حرة.


…….

كيف تصير خائنًا ناجحًا في عشر خطوات (دليل الإعلامي الخليجي)



ازدهرت بغدادُ والقاهرةُ ودمشقُ وقرطبةُ، بالعلم والنور في عصور سابقة ، وكان الناسُ يقرؤون أرسطو وأفلاطون تحت ضياء القناديل، بينما يتربّع اليوم جيشٌ من الأقلام المستأجرة والشاشات المؤجورة، يتقاضون أجرَهم بالدولار والريال والشيكل وأحيانًا بقسائم خصمٍ في مقاهي الغرب. يبيعون ضمائرَهم بثمنٍ بخسٍ، دراهمَ معدودة، وربما بدعوةٍ إلى مأدبةٍ فاخرةٍ تحوي كبسةً وصورةً تذكاريةً مع سفيرٍ مبتسم. لم يعد الانحطاطُ مجرّد تراجعٍ في العلوم أو ضمورٍ في الآداب، بل صار عرضًا هزليًّا يوميًّا يبثّ على مدى أربع وعشرين ساعة، يحمل اسمًا رسميًّا هو «الشرق الأوسط الجديد»، وشعارَه الخفيَّ «مَن باعَ باع، ومَن اشترى ربح».

كلّ شيءٍ في هذا النظام الجديد واضحٌ كوضوح إعلانات التخسيس على الشاشات: إذا أردتَ أن تصير نجمًا إعلاميًّا، فعليك أن تحفظَ كتيبًا صغيرًا طُبع في لانغلي بعنوان «محظورات ومباحات الإعلامي العربي المحترف». أوّلُ سطرٍ فيه: لا تذكر كلمة «مقاومة» إلا إذا كنتَ تعني مقاومةَ الرغيف الإضافيّ في الحمية. ثاني سطر: إذا رأيتَ صاروخًا إيرانيًّا فاصرُخ «يا للمفاعل النووي»، وإذا رأيتَ قنبلةً إسرائيليةً فقل «دفاعٌ مشروعٌ عن النفس، بارك الله فيهم». ثالث سطر: عبد الناصر ميتٌ منذ سبعين سنة، لكنّ شبحَه لا يزال يُرعب المستعمرَ، فكلّما ذُكر فقل «ديكتاتور شموليّ»، حتى لو كنتَ تتحدّث عن وجبة الغداء. رابع سطر: حزبُ الله إرهابيّ حتى لو وزّع مساعداتٍ على الفقراء، و«إسرائيل» ديمقراطيةٌ حتى لو قصفتْ مستشفى وقالت «خطأ تقنيّ».

إذا أتقنتَ هذه الدروس بنجابةٍ وإخلاص، تخرّجتَ فورًا بشهادة «خبير استراتيجيّ معتمد من الوحدة 8200»، وانفتحتْ لك أبوابُ الشهرة على مصاريعها: استوديو مكيّف، كاميرا عالية الوضوح، مكياجٌ يخفي حتى عيوبَ الروح، وراتبٌ شهريّ يكفي لشراء جزيرةٍ اصطناعيةٍ في دبي. وكلّ ما عليك مقابل ذلك أن تكرّر جملةً واحدةً كلّ يوم بألف طريقة: «المشكلة في إيران وسوريا وروسيا والصين وحماس والحوثيين وحزب الله وكلّ دولةٍ لا تشتري أسلحةً أمريكيةً أو لا تُقبّل حذاءَ البيت الأبيض». فإذا فعلتَ ذلك بابتسامةٍ عريضة، وصفتْك الحساباتُ المأجورةُ في تويتر بـ«الصوت الشجاع المناضل من أجل الحرية»، وأرسلوا لك دعوةً لحفلة كوكتيل في السفارة الأمريكية مع مقبّلاتٍ وشمبانيا وصورةٍ جماعيةٍ مع القنصل وهو يبتسم ابتسامةَ «كلبنا الوفيّ».

أما إذا تجرّأتَ يومًا وقلتَ كلمةً من عندك، مثل «ربما فلسطين محتلّةٌ فعلًا»، فستجد نفسك في اليوم التالي خارج الاستوديو، خارج القناة، خارج البلد، وربما خارج التاريخ. يُغلَق حسابُك البنكيّ، يُحظَر حسابُك الإلكترونيّ، يُلغى جوازُ سفرك، ويُعلَن أنك «عميلٌ لإيران» أو «مرتزقٌ للأسد»، وتوضَع صورتُك في المطارات مع تعليق «ممنوعٌ من دخول جنة الخليج». وإذا تبرّعتَ بخمسين ريالًا لأيتام غزة، اتّهموك فورًا بتمويل الإرهاب، وافتتحوا لك ملفًّا في الإنتربول، وبقوا يبحثون عنك حتى يجدونك في مقهى شعبيّ تأكل فولًا وتشرب شايًا بالنعناع.

هكذا صار الوطنُ العربيّ سوقَ نخاسةٍ للضمائر، لكن بفخامةٍ خمس نجوم: البضاعةُ نظيفة، التغليفُ فاخر، والزبونُ دائمًا على حقّ. الخائنُ يُكرَّم بوسام «صاحب السموّ الإعلاميّ»، والشريفُ يُطرَد من عمله ويُتّهم بأنه «يحرّض على الكراهية». المذيعُ الذي يقول «إسرائيل صديقتنا» ينال فيلا في لندن، والصحفيّ الذي يكتب «فلسطين قضيتنا» يجد نفسَه يبيع فلافل على الرصيف. صرنا نعيش في زمنٍ يُعطى فيه المنبرُ لمن يبيع أمَّه، ويُسكَت فيه من يدافع عن أمّه، وكلّ ذلك باسم «حرية التعبير» التي يفهمونها على أنها حريةُ التعبير عن رأي السفارة فقط.

والمضحك المبكي أن هؤلاء المرتزقة صاروا يتباهون بخيانتهم كأنها إنجازٌ علميّ. ينشرون صورَهم في حفلات الكوكتيل مع ضباط الموساد ويكتبون تحتها «لقاء مثمر مع أصدقاء السلام». يذهبون إلى مؤتمرات في واشنطن ويعودون يقولون «شفتم؟ أمريكا تحبني أكثر منكم». وزير خارجية قطر الأسبق قالها بصراحةٍ نادرة: «كلّ ما نفعله بأوامر أمريكية»، فصفقوا له وقالوا «يا سلام على الشفافية»، ولو قالها وزيرٌ إيرانيّ لاتّهموه بالعمالة والخيانة العظمى. أولئك الأمراءُ صاروا موظّفين كبارًا في شركة «أمريكان بتروليوم آند كومباني»، راتبهم من بيع النفط، وعملهم اليوميّ تلميعُ حذاء السيد الأبيض وهم يردّدون «يا مالكَ قلبي أنت».

لكن الخيانة ليست قدرًا. الصين تُعلّمنا درسًا يوميًّا: إذا وُجِد عملاءُ للسي آي إيه، فاقطعْ دابرهم في ليلةٍ واحدة، ثم ابنِ الجسور والمصانع والصواريخ. الصين فعلت ذلك فصارت ثاني أقوى دولةٍ في العالم. ونحن نملك من الثروة ما يفوقها أضعافًا، لكننا اخترنا أن نرقص على إيقاع الجاز الأمريكيّ، وكلما زدنا رقصًا ازداد الراتب.

سيأتي يومٌ يقول فيه الشعب «حسبنا»، فيبصق على وجه المذيع المأجور في الشارع، ويرمي جريدته في القمامة، ويقاطع البترول الذي يدفع ثمن خيانته، ويحاصر السفارات التي تشتري الضمائر. يومئذٍ سيهرب المرتزق بتذكرة درجة أولى إلى لندن، فيجد الطائرة تعود فارغة، لأن الشعب قرّر أن يقود البلاد بنفسه.

لكن حتى ذلك اليوم، دعونا نضحك قليلًا: تخيّلوا برنامجًا واقعيًّا اسمه «الخائن الأكبر»، يتنافس فيه الإعلاميون أسبوعيًّا من يسبّ سوريا الاسد أكثر، من يمدح إسرائيل أجمل، والجائزة الكبرى فيلا في تل أبيب وجنسية فخرية. الجمهور يصوّت، والفائز يخرج في النهاية يقول «بعتُ ضميري لكني اشتريتُ مستقبلًا أفضل»، فيصفق الجمهور ويقول «برافو يا بطل».

غير أن الأمل باقٍ. ففي كلّ شارع ولدٌ صغير يلعب الكرة ويقول «لما أكبر سأحرّر الكون من أيديكم». وفي كلّ حارة بنتٌ تقرأ كتب عبد الناصر خلسةً تحت الغطاء بضوء الهاتف. وفي كلّ مدينة شابٌ يكتب على الجدار «فلسطين حرّة» ثم يجري قبل أن تمسكه الشرطة. أولئك هم الذين سيغيّرون العالم، لأنهم لم يبيعوا بعد، ولم يستأجروا، ولا يزال لديهم ضميرٌ ليس للبيع.

وفي اليوم الذي يقولون فيه «كفى»، ستسقط القنوات، وتنهار الأبراج الزجاجية، ويعود الوطن إلى أصحابه، فيجمع بين النفط والشرف معًا، وتكون لنا قناةٌ فضائيةٌ واحدةٌ اسمها «قناة الحقيقة»، وشعارها «إن شئتَ الكلام فتكلّم، وإن شئتَ البيع فاذهب بِع جزمتك في سوق الجمعة». وسيكون ذلك اليوم أجملَ يومٍ في التاريخ، لأننا سنضحك أخيرًا من قلوبنا، لا بأوامر من السفارة.



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يصبح الربحٌ إلهاً: سيرة الإبادة الرأسمالية:من بوتوسي إ ...
- مجرمو السيليكون: من وادي الكاليفورنيا إلى قبور غزة
- القرم إلى الأبد والغاز بالروبل
- الاغتيالات : كيف تكشف ضربات إسرائيل الأخيرة عجزها الاستراتيج ...
- الجنوب يتحرّر والمركز يتفكّك ( كتيب )..مقارنات بين امين وبري ...
- الجنوب يتحرّر والمركز يتفكّك(كتيب )..مقارنات سمير امين مع بر ...
- «الفراغ العظيم: انهيار النظام الإمبريالي وإمكانية العالم الج ...
- من أوشفيتز إلى غزة: دراسة نقدية أدبية في شهادات بريمو ليفي و ...
- «قمرٌ على سريرٍ وميلٌ في قامة» كتيب حول مداخلة في الشعر العر ...
- -من أوشفيتز إلى غزة: ذاكرة الناجين وصرخة الأحياء- ..بين شهاد ...
- «دمٌ تحت الشمس ودمعٌ تحت القمر» مقارنة بين رواية رجال تحت ال ...
- سوريا الأسد: مقاومة العقل أمام دواعش الريال والدرهم
- رواية : ارض الرماد والأنين ..فصلان
- رواية : شجرةُ لينَ تُضيءُ الكونَ
- الصين: أمل البشرية في اشتراكية عالمية
- العقوبات: مِعول السيادة
- إمبراطوريات إبداعية بلا متاعب
- سلاح الكرامة والسيادة في مواجهة نفق الدولة الفاشلة
- «الجنجويد والدعم السريع: استعمار جديد في السودان»..ملخص كتاب ...
- من تأسيس الكيان الوهابي الى غرف الموك وخلايا التجسس في اليمن


المزيد.....




- نساء غانا المنفيات إلى -مخيمات الساحرات-
- شاب من الأنبار يصارع التحديات لإحياء الثقافة والكتاب
- -الشامي- يرد على نوال الزغبي بعد تعليقها على أغانيه
- وثائقي -المنكوبون- التأملي.. سؤال الهروب من المكسيك أم عودة ...
- فيلم -صوت هند رجب-.. حكاية طفلة فلسطينية من غزة يعرض في صالا ...
- الأطفال في غزة يجدون السكينة في دروس الموسيقى
- قرع جدران الخزّان في غزة.. قصيدة حب تقاوم الإبادة الجماعية ا ...
- رعب بلا موسيقى ولا مطاردات.. فيلم -بطش الطبيعة- يبتكر لغة خو ...
- -صوت هند رجب-: فيلم عن جريمة هزت ضمير العالم
- وزارة الثقافة تنظم فعالية


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد صالح سلوم - من بغدادَ العلم إلى رياضِ و دوحة الخيانة: سقوطُ الضمير العربي