أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا مجد الدين عبد النور - أبجدية السياسة ....-الحياة السياسية-














المزيد.....

أبجدية السياسة ....-الحياة السياسية-


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8539 - 2025 / 11 / 27 - 02:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أن تعرّفنا في المقال السابق على معنى السياسة وضرورة فهمها، ننتقل اليوم إلى خطوة جديدة في سلسلة "أبجدية السياسة"، لنتساءل: كيف بدأ الإنسان يعرف الحكم؟ وكيف تشكلت الحياة السياسية؟


منذ اللحظة الأولى التي وقف فيها الإنسان ليكوّن جماعة، ويدافع عن أسرته الصغيرة في قلب الكهوف، وُلدت السياسة—حتى وإن لم يكن الاسم قد وُجد بعد.
كان البشر يتجمعون حول من يملِك القوة أو الحكمة أو القدرة على الحسم. شيخ القبيلة، قائد الصيد، كبير العائلة… تلك كانت البدايات الأولى للحُكم قبل أن نعرف المدن والحدود والدساتير.

ومع مرور القرون، تحوّلت السلطة من يد الزعيم إلى سلالات ملكية في مصر القديمة وبلاد الرافدين، حيث انتقلت القوة من الأب إلى الابن، وصارت السلطة “ميراثًا” لا مجرد اختيار.
ثم جاءت اليونان وروما لتمنح العالم أول نماذج الحكم المنظّم، بجيوش مركزية ومؤسسات تتجاوز حدود القبيلة، وتُدير أراضي واسعة وفق قوانين واضحة.

كل هذا التطور البشري، بكل ما حمله من صراع ونفوذ وتحالفات، لم يكن سوى النواة الأولى لما نطلق عليه اليوم (الحياة السياسية).


ما المقصود بالحياة السياسية؟

الحياة السياسية ليست مجرد برلمان أو حكومة أو انتخابات تُجرى كل عدة سنوات.
هي عالمٌ كامل من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية، من الأحزاب إلى جماعات الضغط، من المجتمع المدني إلى الأفراد أنفسهم حين يقررون المشاركة أو الاعتراض أو طرح رؤية جديدة.

إنها شبكة من القرارات والتفاعلات التي تنظّم شؤون الدولة وتوزّع السلطة والموارد وتُحدّد كيفية إدارة مصالح الناس.
فحين يشارك مواطن في انتخابات، أو يكتب آخر رأيًا، أو تضغط مجموعة لتحقيق مطلبٍ عام… كل ذلك حياة سياسية.

وتتشكل هذه الحياة من عناصر أساسية:

السلطة وصنع القرار وهي القدرة على فرض القرارات وتوزيع القيم داخل المجتمع.

المشاركة السياسية، من التصويت إلى الترشح إلى الاهتمام بالشأن العام.

المؤسسات السياسية، وتمثلها الحكومة، البرلمان، الأحزاب… وهياكل الحكم المختلفة.

المجتمع المدني ويضم الجمعيات والكيانات التطوعية والأفراد الذين يصنعون فضاءً عامًا حرًا.
أما القوانين والتشريعات، فهي الإطار الذي يضبط حركة السلطة والمجتمع.


السياسة—في معناها الأوسع—قد تتجاوز الدولة نفسها. فهي موجودة داخل الأسرة والعمل، في أي علاقة يحاول فيها طرف التأثير على آخر أو تحقيق هدفٍ في سياق قوة ما.
ولهذا تبدو الحياة السياسية في جوهرها آلية لحل المشكلات، إما بالقوة ،أو بالحوار أو بالتفاوض والتحالفات.


ديفيد إيستون ورؤية الاتزان السياسي

عندما قال عالم السياسة ديفيد إيستون إن الحياة السياسية هي “عالم القوى الرسمية وغير الرسمية دون تمييز”، كان يشير إلى أمر بالغ الأهمية:
أن السياسة لا تصنعها الحكومة وحدها، بل تُصنع في المساحة التي يلتقي فيها الرسمي باللارسمي، الدولة بالمجتمع، النص القانوني برغبات الناس.

في هذا العالم تتفاعل الأحزاب، ومنظمات المجتمع المدني، وجماعات الضغط، مع المؤسسات الرسمية الثلاث:

1. السلطة التشريعية، و تضم البرلمانات والمجالس النيابية، حيث تُسن القوانين.

2. السلطة التنفيذية، ويمثلها رئيس الدولة، رئيس الحكومة، الوزراء، الإدارات الحكومية، الجيش والشرطة…
وهم من يطبقون السياسات ويحفظون مصالح الدولة.

3. السلطة القضائية، وتمثلها المحاكم بمختلف درجاتها، التي تضع القوانين وتفصل في النزاعات.
و تشكل هذه السلطات أعمدة الدولة التي تقوم عليها حياة سياسية مستقرة أو تتعرض للاضطراب.


ما الذي يجعل الحياة السياسية “حقيقية”؟

ليست كل دولة تملك مؤسسات تسمى ديمقراطية تعيش بالفعل حياة سياسية صحية،
فالحياة السياسية الحقيقية تقوم على خمسة مقومات رئيسية:

1. التداول السلمي للسلطة
انتقال السلطة بانتخابات حرة تُحترم نتائجها.

2. حرية التعبير والمساءلة
بوجود منصات حرة وصحافة قوية وقدرة الشعب على محاسبة الحاكم.

3. المساواة في الحقوق والواجبات
حقوق متساوية وهوية وطنية جامعة لا تُقصي أحدًا ، وبدون تمييز قائم على جنس أو دين أو لون أو وضع مادي .

4. أحزاب سياسية تنافسية
تطرح برامج واقعية وتتنافس على خدمة الناس لا على البقاء في السلطة.

5. رقابة دستورية فعالة
تضمن توافق القوانين مع الدستور، وتحول دون الانزلاق نحو دولة بوليسية.



كيف نقيم جودة الحياة السياسية؟

يمكن قياس جودة الحياة السياسية من خلال رضا المواطنين عن سياسات الحكومة، ومدى استجابتها لاحتياجاتهم الفعلية.
لكن الأمر لا يقف هنا؛ فهناك مؤشرات أخرى مثل: الحقوق والحريات ،التعليم والصحة ، نسبة البطالة، مستويات المعيشة، و حتى الناتج المحلي الإجمالي—رغم أنه اقتصادي بالأساس—فهو يظل مؤشرًا مهمًا على جودة الحياة.


الخاتمة

الحياة السياسية ليست مجرّد مؤسسات أو قوانين، بل هي شبكة من العلاقات بين الدولة والمجتمع والمواطن.
وكلما فهم الفرد هذه الشبكة، استطاع أن يدافع عن حقه، ويطالب به، ويكون جزءًا من صناعة حاضره ومستقبل وطنه.

في المقال القادم من سلسلة "أبجدية السياسة" سنقترب أكثر من المؤسسة التشريعية، ونسأل:
ما هو مجلس النواب؟ وما دوره الحقيقي؟

يتبع،،،



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن يرضى عنك المتأسلمون حتى تتبع ملتهم!!
- أبجديّة السياسة: لماذا يجب أن نفهم السياسة؟
- بين الجهل و التجهيل ,,متى ننضج ديمقراطياً؟!
- ولنا في الخيال حب ...حين تلمع الاغنية ويبهت الفيلم!!
- الخروج من اللعبة_ الأخيرة
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية_ سيدات السلطة2
- المرأه المصريه و حقوقها السياسيه_ (سيدات السلطة)
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية (2)
- الخروج من اللعبة (5)
- بين استعراض الإيمان واستعراض الجسد… مصر تدفع ثمن التريند
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية
- انتخبوني وستجدون ما يسركم! - الجزء الثالث والاخير
- انتخبوني وستجدون ما يسركم! (الجزء الثاني)
- -انتخبوني وستجدون ما يسركم-
- مدينة بلا آلهه _ الجزء السادس و الأخير
- مدينة بلا آلهه - الفصل الخامس
- مدينة بلا آلهه _ الجزء الرابع
- مدينة بلا آلهه - الجزء الثالث
- مدينة بلا آلهه -الجزء الثاني
- مدينة بلا آلهة


المزيد.....




- خلاف غير مسبوق يهزّ المنظومة الأمنية الإسرائيلية ونتنياهو يت ...
- مصر - الجزائر: الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يؤكد على الطا ...
- غموض بحالة عنصري الحرس الوطني بعد تعرضهما لإطلاق نار بواشنطن ...
- تايلاند تغرق في فيضانات تاريخية بسبب أمطار لم تهطل منذ 300 ع ...
- انقلاب يهزّ غينيا بيساو: عسكريون يعتقلون الرئيس ويعلّقون الع ...
- فيديو - حريقٌ كارثي في هونغ كونغ: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 3 ...
- موريتانيا: تنبؤ بـ-سجن الرئيس- بعد انتهاء مأموريته؟
- فيديو: أبرز ملامح مشروع الخدمة العسكرية الطوعية في فرنسا
- الاتحاد الأوروبي يعلق على استدعاء الرئيس التونسي قيس سعيد لل ...
- ويتكوف يزور موسكو الأسبوع المقبل لبحث السلام في أوكرانيا


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علا مجد الدين عبد النور - أبجدية السياسة ....-الحياة السياسية-