أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - علا مجد الدين عبد النور - بين الجهل و التجهيل ,,متى ننضج ديمقراطياً؟!














المزيد.....

بين الجهل و التجهيل ,,متى ننضج ديمقراطياً؟!


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8535 - 2025 / 11 / 23 - 11:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


إلى متى سيتعامل صُنّاع القرار في مصر مع الشعب باعتباره طفلًا ساذجًا فاقدَ الأهلية في ما يخص العمل السياسي والحزبي؟
ومن أين يأتي النضج السياسي من الأساس إذا غابت الممارسة الحقيقية، والتجارب الفعلية، والحياة الحزبية القائمة على التنافس الطبيعي، والصراع الفكري، ومعارك «تكسير العظام» بين أحزاب السلطة والمعارضة؟

عندما قامت ثورة يناير، وأُجري أول استفتاء شعبي حول (الدستور أم الانتخابات)، وعاد للمواطنين حقّهم الدستوري في المشاركة، بدا المشهد كعرس حقيقي.
رقصت النساء والأطفال أمام اللجان الانتخابية فرحًا بعودة الحقوق، وأملًا في غدٍ أفضل كان يبدو قريبًا وممكنًا.

لكن اليوم، وبعد ما يقارب خمسة عشر عامًا على الثورة، نجد أنفسنا أبعد ما يكون عن حياة حزبية ناضجة. فلا يمكن تمييز توجهات حزب عن آخر، ولا نلمس أي تأثير سياسي فعلي لهذه الأحزاب في الشارع أو حتى داخل البرلمان.
وتحوّلت تلك الأحزاب، سواء المعارضة منها أو المحسوبة على النظام، إلى أداء دور خدمي اجتماعي وترفيهي يشبه دور الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني.


( مباراة بلا منافسين)

ومع اقتراب المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، بدأتُ –كأي ناخبة تهتم بالسياسة وتمتلك الحد الأدنى من الثقافة السياسية– البحث عن أسماء المرشحين وبرامجهم.
وبين القوائم ظهرت «القائمة الوطنية من أجل مصر» التي ملأت لافتاتها الشوارع منذ أسابيع. وحين حاولت تتبّع القوائم المنافسة… لم أجد!

فقد جرى استبعاد ثلاث قوائم كاملة من خوض مقاعد «القائمة المغلقة المطلقة»، رغم إعلانها استيفاء شروط الترشح: الجيل – القائمة الشعبية (صوتك لمصر) – نداء مصر.
النتيجة؟ فوز القائمة الوطنية بالتزكية بنصف مقاعد المجلس.

تضم القائمة 12 حزبًا، على رأسها «مستقبل وطن» صاحب الأغلبية، إلى جانب أحزاب: الجبهة الوطنية، حماة الوطن، الجمهوري، الوفد، التجمع، المصري الديمقراطي الاجتماعي، العدل، الإصلاح والتنمية، إرادة الجيل، الحرية المصري، حزب المؤتمر، إضافة لتنسيقية شباب الأحزاب.
وليس هذا هو اللافت الأكبر… بل التركيبة الداخلية للقائمة: تحالف واسع بين السلطة والمال يضم رجال وسيدات أعمال ومطورين عقاريين ووزراء سابقين.

هذا المشهد يعيد إلى الذاكرة انتخابات 2010 حين احتكر المال والسلطة المجال السياسي بالكامل، وسط غياب أي منافسة حقيقية.

وليس ذلك فقط انتهاكًا لجوهر العملية الديمقراطية، بل تناقضًا مباشرًا مع مواد الدستور والقوانين المنظمة التي تكفل التعددية، وتكافؤ الفرص، وشفافية العملية الانتخابية، وحق المواطنين في الترشح والطعن والمشاركة الحرة.
كلها مبادئ تهتزّ اليوم أمام واقع انتخابي أشبه بـ«مباراة بلا منافسين».

ولأن هذه المشكلة ليست حدثًا عابرًا، بل امتدادًا لذهنية سياسية قديمة، كان لا بد من الانتقال للسؤال الأعم:

شعب غير مؤهل… أم دولة لا تريد تأهيله؟

في تصريح سابق للواء عمر سليمان، قال إن الشعب المصري «غير مستعد» للديمقراطية – وهي نسخة مخففة من مقولة أحمد نظيف قبل الثورة: «الشعب غير مؤهل لها».
وهما عبارتان لا أختلف معهما كليًا؛ فالديمقراطية ليست مجرد صناديق، بل تحتاج إلى تعليم متطور لا يعتمد على الحفظ، وإلى دولة قانون حقيقية، ونظام سياسي علماني لا يستخدم الأديان كستار.

نعم، يعاني المجتمع من الأمية والجهل السياسي، وهذا يمثل عائقًا نسبيًا.
لكن الخطأ ليس في الجهل وحده… بل في غياب المناخ الصحي الذي يسمح للمواطنين بالتكيف مع مبادئ الديمقراطية، عبر نشر الوعي، وتوجيه المؤسسات الثقافية والإعلامية، وتربية الأجيال على قيم المشاركة، ثم حماية هذا كله بممارسات ديمقراطية حقيقية داخل الأسرة، والمدرسة، والجامعة، والعمل، والمجالس المحلية والنيابية.

الديمقراطية، في النهاية، لا تُتعلم من الكتب… بل تُكتسب بالتجربة.

ويبقى السؤال،،

ويبقى السؤال الجوهري: متى سننضج ديمقراطيًا إذا لم نمارس الديمقراطية ونتعلمها؟

فلن يكتسب الناس القدرة على المشاركة ما لم تُفتح لهم أبوابها، ولن يتعلموا الاختلاف ما لم يُسمح لهم بممارسته.
فالديمقراطية لا تُمنح من أعلى، ولا تُكتسب بالخطابات؛ بل تتخلق بالاحتكاك والتجربة وتحمّل تكلفة التعددية.
ومن دون ذلك… سيبقى الشعب متَّهَمًا بعدم الجاهزية، بينما تُسلب منه الأدوات التي تجعله جاهزًا.



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولنا في الخيال حب ...حين تلمع الاغنية ويبهت الفيلم!!
- الخروج من اللعبة_ الأخيرة
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية_ سيدات السلطة2
- المرأه المصريه و حقوقها السياسيه_ (سيدات السلطة)
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية (2)
- الخروج من اللعبة (5)
- بين استعراض الإيمان واستعراض الجسد… مصر تدفع ثمن التريند
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية
- انتخبوني وستجدون ما يسركم! - الجزء الثالث والاخير
- انتخبوني وستجدون ما يسركم! (الجزء الثاني)
- -انتخبوني وستجدون ما يسركم-
- مدينة بلا آلهه _ الجزء السادس و الأخير
- مدينة بلا آلهه - الفصل الخامس
- مدينة بلا آلهه _ الجزء الرابع
- مدينة بلا آلهه - الجزء الثالث
- مدينة بلا آلهه -الجزء الثاني
- مدينة بلا آلهة
- اول مفاوض في التاريخ
- حسني مبارك المغتال تاريخياً
- لماذا نكتب ؟


المزيد.....




- شاهد ردود فعل سكان من نيويورك على لقاء ممداني وترامب في المك ...
- -من أين لك هذا؟-.. رجل الدين السوري عدنان العرعور يشعل ضجة ب ...
- بالأرقام.. تأثير سد النهضة على مصر و9 نقاط تنشرها الدولة وسط ...
- العودة إلى سوريا ـ نقاش سياسي يربك السوريين في ألمانيا
- خطة ترامب للسلام في أوكرانيا: زعماء غربيون يؤكدون أنها -تحتا ...
- ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات في فيتنام إلى 90 قتيلا
- تركيا تستضيف وأستراليا تقود مفاوضات -كوب 31- بعد أزمة مطولة ...
- محمود ممداني.. الوالد المفكر مُلهم عمدة نيويورك
- لماذا لا تكبح الولايات المتحدة جماح الاستيطان الإسرائيلي؟
- ترامب يحاصر زيلينسكي بخطته لإنهاء حرب أوكرانيا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - علا مجد الدين عبد النور - بين الجهل و التجهيل ,,متى ننضج ديمقراطياً؟!