أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - انتخبوني وستجدون ما يسركم! (الجزء الثاني)















المزيد.....

انتخبوني وستجدون ما يسركم! (الجزء الثاني)


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8522 - 2025 / 11 / 10 - 12:01
المحور: الادب والفن
    


بعد ما قال عتريس جملته التاريخية:
«احنا هنعمل مجلس نواب زي البشر!!»
هلل ملقاط: ينصر دينك! .. يعني إيه عدم المؤاخذة أنا مش فاهم أيتوها حاجة؟!!
تلمع عينا بندق: مجلس نواب يحتاج إلى انتخابات!.
ينتشر الخبر بين القطط ، قط يسخر وقط يهتم وآخر يقول “يا مجانين” وهو يتمطع فوق صندوق للقمامه
وفي خلال ساعات لم يعد هناك حديث بين القطط سوى عن “الانتخابات”.


الإجتماع الأول بعنوان"محدش فاهم حاجه!!"

تجمعت القطط في الميدان الكبير الذي يتوسط المدينة، في الثالثة صباحاً ،حيث لا بشر ولا سيارات، مائه قط يخلقون حالة من العبث ، قط يجري وراء ذيله ، الثاني يتنازع مع آخر للفوز بقطة جلست تتابع النزال بكثير من الدلال ،
وملقاط يحاول سرقة بقايا علبه سردين من أمام قط انشغل في حك ظهره .
يرى عتريس المشهد فيصرخ : إيه التهريج ده احنا لسه ما بدأناش المجلس… وبدأنا نخرب!"
يبتلع ملقاط السردين ويهتف : سكوووووت ثم ينظر لعتريس : كمل يا شبح .
عتريس : باختصار كده لأني مش فاهم أوي
فيه حاجه اسمها مجلس الشعب بيعملها البشر وبيختاروا عدد من الاشخاص تساعد الناس في حل مشاكلهم ، ويكونوا مسؤولين قدامهم .
مين يحب يترشح ؟

صوت من بعيد ينادي : أنا .
يخترق الصفوف فيظهر قط ضخم البنية بندبات تغزو جسده : “شمشون” ، محسوبكم شمشون قاهر الكلاب ونص القطط من صلبي عدم المؤاخذه ، يتابع : معايا هتلاقوا الأمان ، لأني هخلص على كل الكلاب في المنطقة .
تموء القطط إعجابا بشمشون فيقطع مواءها صوت أنثوي: بسبوسة ، هترشح علشان أحل مشاكل القطط الإناث اللي بتتجوزوهم وترموهم هما وعيالكم في الشارع ، يواجهوا البرد والجوع والخطر لوحدهم .
يتمتم عتريس : كلامها مقنع
ملقاط: عندها حاجات تانيه مقنعه أكتر!!

يتقدم قط عجوز اسمه “مكرونة” ليلقي خطاب ترشحه ، تحدث عن عمره الذي قضاه في الشوارع وخبرته في حل مشكلات القطط ، كان خطاباً طويلاً لم يفهموا معظمه حتى أن بعضهم غلبه النعاس!!
ملقاط: حلو مكرونة ده شكله برلماني قديم!. ، ثم صرخ موقظاً لهم: أنا ملقاط أشهر من نار على علم ، ياما قسمنا اللقمة سوى ، _ يرد صوت من بعيد :"قصدك ياما نشلتنا!" ، يتجاهله ملقاط ويتابع : مش محتاج أقولكم غير إن عنوان حملتي "الضاني حق لكل قط!"

توالى ظهور القطط المترشحة ومعها تضخمت الوعود الانتخابيه :

– “هفتح صناديق السمك يوم الجمعة مجاناً!”
– “هعمل ممرات آمنة لعبور الطريق!”
– “هخلي البشر يعاملونا باحترام!”
– “همنع رش الماء علينا!”
– “هضع قانون يلزم البشر بتوفير مناطق نعيش فيها!"
والقطط تصفق… وتصدق.
يصل بندق متأخراً ويلاحظ ما يحدث ويقول لعتريس: ايه كمية المرشحين دول ، مش أي حد يعرف يحكم… السياسة دي مش لعبه.
يرد عتريس بثقة :
“لا… أنا شفت السلطة بعيني.
عاوزين يبقى لينا صوت.”
بندق : كده هتبقى فوضى لازم تتفقوا على عدد محدد .. 12 مثلاً يخوضوا المعركة الانتخابية ويفوز منهم ستة يكونوا ممثلين عن جميع فئات القطط .
شمشون: طب العركه الانتخابيه دي هتقوم امتى ؟ أنا بعون الله اكومهم كلهم في ظرف ساعه! .
بندق بذعر : هي مش خناقة .. انا اقصد إننا هنعمل انتخابات وكل قط يختار عاوز مين يتكلم عنه .
تعالت الأصوات المعترضة قطعها عتريس : النهار قرب يطلع ، روحوا دلوقت وفكروا مين هيترشح ومين يصلح لخدمتنا .
انصرف الجميع بينما بقي عتريس واقفاً وسط الميدان يتابع الآمال العظيمة والتطلعات السريعة التي باتت تخنق هواء الفجر البارد.



الإيمان هو الحل

في الحارة الشرقية ، أضيق شوارع المنطقة كجرح مفتوح في بطن المدينة.
بيوت متصدعة ، وممرات تفوح منها رائحة الفقر .
كان ملقاط يتمشى بخطوات سريعة، رافعاً ذيله بفضول :
“أكيد هنا… أكيد في صيوان، والناس الغلابة دول لازم مرشح يطعمهم. واللي يطعم الناس… يسيب لهم بواقي تكفيني أسبوع.”
وعند أول منعطف… تجمّد.
الصيوان موجود…بلا رائحة طعام
وقف ملقاط على أطراف أصابعه يطالع المشهد في الداخل، رجل بلحية طويلة وجلباب أبيض يقف على منصة خشبية متواضعة، تعلوه لافته واحدة كتب عليها ..«الإيمان هو الحل»
وأمامه طاولة عليها أكياس من السكر والزيت والشاي.
الرجل لا يصرخ… ولا يعد بشيء ، فقط يقرأ آيات من القرآن ، ويمسح على رأس طفل، ويبتسم بوقار.
وفجأة… الناس تتدفّق عليه كأنه المهدي المنتظر ، النساء تمسك طرف جلبابه، رجال يقبّلون يده، هدير أصوات… صراخ… دعاء…
مزيج غريب من الشغف والرجاء.
جلس ملقاط على طرف الصيوان، يراقب في ذهول وفكر :
“طيب… لو هو شيخ… وأنا قط… طب ما أبقى أنا الشيخ ملقاط .. الله أكبر… الشيخ ملقاط حبيب الرحمن!
أهو بدل ما أجري ورا اللقمة… اللقمة هي اللي تجري ورايا!”

رفع ذيله، ومشي بخطوات واثقة…
وفي رأسه يختمر شعار حملته الانتخابيه :
“االإيمان… هو الحل!”
“االتموين… هو الحل!”


معركه انتخابية !

الهواء مشحون ، بين أصوات العربات البعيدة وهدير فيلم عربي يخرج من شباك مفتوح ، كان عتريس يتمشى حين أتاه ملقاط فزعاً : إلحق القطط بتموت بعضها في ساحة القمامة!
أسرعا إلى هناك بصحبة بندق الذي وصله الخبر .
أربع قطط ملقاة على الأرض، تحاول النهوض؛ دماء بسيطة، جروح تبرز من الفراء، وصرخات تتعالى (أنا أحق بالمنصب).
صعد عتريس على صخرة تتوسط ساحة القمامة بغضب وقال : اسمعوا يا همج، يا شوية جهلاء… مش لازم نموت بعض على المنصب. احنا هدفنا في النهايه خدمة القطط.
القطة بسبوسة بحزم: وإنت بتتكلم عن خدمة القطط… مين هيمثّل الإناث ؟
زينهم (الأعرج): وانا اللي بعاني من عاهة… كل سلم، كل شارع بعديه بيكون حكم بالإعدام عليّا. أنا ممثل القطط المعاقة ولن اتنازل عن ترشحي.
شمشون: المنطقة لازم يكون فيها فتوه يحميها وينصر الضعيف ويطرد الكلاب ، أنا الأحق بالمنصب!
وقف عتريس يتابع وجوه القطط المتحفزة وقد ألحمه المنطق ، نظر إلى بندق الذي أشار إليه بالابتعاد و صعد إلى الصخره بهدوء وقال: من يومين شفت يافطه ضخمة في الشارع .. عليها صور لمرشحين كتير مع بعض .
دي اسمها ( القائمة) ، وبدل ما نعمل الانتخابات بين 12 مرشح فردي ممكن تعملوا قوائم تتنافس مع بعضها ويكون فيها ممثل عن اي مجموعة في مجتمع القطط ( إناث . رجال . معاقين . قطط مسربة من بيوت وغيرها)
نظر الجميع إليه بانبهار ، وقد اعجبتهم الفكرة
“وهكذا… اتفقت القطط.
ستُقام الانتخابات… بالقائمة.”

يتبع,,,



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -انتخبوني وستجدون ما يسركم-
- مدينة بلا آلهه _ الجزء السادس و الأخير
- مدينة بلا آلهه - الفصل الخامس
- مدينة بلا آلهه _ الجزء الرابع
- مدينة بلا آلهه - الجزء الثالث
- مدينة بلا آلهه -الجزء الثاني
- مدينة بلا آلهة
- اول مفاوض في التاريخ
- حسني مبارك المغتال تاريخياً
- لماذا نكتب ؟
- إلحاد بدون تكوين
- هكذا يحتفلون باليوم العالمي للمرأة
- تعالوا إلي يا جميع المتعبين (2)
- ( تعالوا إلي يا جميع المتعبين )(1)
- هلاوس في عنبر العقلاء(٨)
- هل يحتفل العالم بميلاد شخصية أسطورية ؟!
- وقت مناسب
- هلاوس في عنبر العقلاء ..(ليلة رأس السنة)
- صفحات نسوية مشرقة في سجل العام الأسوأ على المرأة العربية 202 ...
- في وداع العام الأسوأ للمرأة العربية 2023


المزيد.....




- زلزال في -بي بي سي-: فيلم وثائقي عن ترامب يطيح بالمدير العام ...
- صورة -الجلابية- في المتحف تثير النقاش حول ملابس المصريين
- مهرجان -القاهرة السينمائي- يعلن عن أفلام المسابقة الدولية في ...
- زلزال في -بي بي سي-: فيلم عن ترامب يطيح بالمدير العام ورئيسة ...
- 116 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة.. الإعلان التشويقي لفيلم مايكل ...
- -تحيا مصر وتحيا الجزائر-.. ياسر جلال يرد على الجدل حول كلمته ...
- منتدى مصر للإعلام يؤكد انتصار الرواية الفلسطينية على رواية ا ...
- بابكر بدري رائد تعليم الإناث في السودان
- -على مدّ البصر- لصالح حمدوني.. حين تتحول الكاميرا إلى فلسفة ...
- هل تحلم بأن تدفن بجوار الأديب الشهير أوسكار وايلد؟ يانصيب في ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - انتخبوني وستجدون ما يسركم! (الجزء الثاني)