أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علا مجد الدين عبد النور - هل يحتفل العالم بميلاد شخصية أسطورية ؟!















المزيد.....

هل يحتفل العالم بميلاد شخصية أسطورية ؟!


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 7847 - 2024 / 1 / 5 - 07:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يوم يفصل مسيحيو الشرق عن الاحتفال بميلاد السيد المسيح والذي يوافق اليوم السادس من شهر يناير من كل عام . بعد أن سبقهم الغرب بالاحتفال في 25 ديسمبر الماضي .
و المسيحية هي أكبر أديان العالم المعتنقة، وتشكل ثلث سكان العالم منذ مئة عام وحتى الآن ، حيث يبلغ عدد معتنقيها 2.8 مليار شخص في 120 دولة من أصل 190 دولة .
هذا بالإضافة إلى المسلمين والذين يشكلون حوالي 25% من سكان العالم ويؤمنون بيسوع (عيسى ابن مريم) رسولاً من الله من أولي العزم من الرسول . والنبي المبشر بقدوم رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.

فهل يحتفل أكثر من نصف سكان العالم بميلاد رجل عاش بيننا أم أننا نحتفل بميلاد أسطورة خلقت لأسباب سياسية بحتة واستمرت حتى يومنا هذا ؟


هل ولد في 25 ديسمبر أم في 6 يناير ؟

على الرغم من أن الكتاب المقدس لا يذكر تاريخ أو موعد محدد لميلاد يسوع المسيح فإن آباء الكنيسة قد حددوا ومنذ مجمع نيقية عام 325 الموعد بتاريخ 25 ديسمبر والذي كان قبل المسيحية عيدًا وثنيًا لتكريم الإله الروماني سول إنفكتوس الذي يرمز للشمس، ومع عدم التمكن من تحديد موعد دقيق لمولد يسوع حدد آباء الكنيسة عيد سول إنفكتوس كموعد الذكرى، رمزًا لكون المسيح «شمس العهد الجديد» و«نور العالم». ويعد عيد الميلاد جزءًا وذروة «زمن الميلاد» الذي تستذكر فيه الكنائس المسيحية الأحداث اللاحقة والسابقة لعيد الميلاد كبشارة مريم وميلاد يوحنا المعمدان وختان يسوع، ويتنوّع تاريخ حلول الزمن المذكور بتنوع الثقافات المسيحية غير أنه ينتهي عادة في 6 يناير بعيد الغطاس، وهو تذكار معمودية يسوع.


هل يسوع المسيح حقيقة ؟

في مقال نشر في العام 2015 بصحيفة الجارديان
ذكر أن الأدلة التاريخية التي تخص يسوع الناصري قديمة العهد ومنتشرة على نطاق واسع ، وتكمن قيمة هذه الأدلة في أنها مبكرة ومفصلة ، حيث أن أول الكتابات المسيحية التي تحدثت عن يسوع هي رسائل سانت بول، والتي يؤكد الباحثون على أن أقدم هذه الرسائل كتبت بعد 25 عاما فقط من وفاة المسيح، في حين أن السيرة الذاتية المفصلة عن يسوع في العهد الجديد من الأناجيل يعود تاريخها الى حوالي 40 عاما بعد وفاته. كل هذا مترافق مع شهادات العديد من شهود عيان عاشوا آنذاك، كما إن تلك المصادر تقدم الوصف الذي يتوافق مع ثقافة وجغرافيا فلسطين في القرن الأول.
ومن الصعب أيضا أن نتصور لماذا قد يخترع الكتاب المسيحيين شخصية المنقذ اليهودي (المسيح) في ذلك الزمان والمكان –تحت احتلال الإمبراطورية الرومانية – حيث كان هناك شكوك وريبة قوية تدور حول اليهودية.

لقد ظهر استخدام كلمة مسيحي لأول مرة بين سنتي 42 - 43 م، وأقدم نص مكتوب يذكر كلمة «مسيحي» ورد بكتابات المؤرخ تاسيتس (المولود سنة 56 ميلادي)، ويبدو أن كلمة «مسيحي» في الأصل أطلقت على أتباع يسوع الأوائل بهدف التوبيخ والتحقير من شأنهم، ولكن شاع استخدامها فيما بعد وأقرها المسيحيون فيما بينهم، حيث تقول دائرة المعارف الكتابية تحت مادة «مسيح - مسيحيون»:
مسيحيون ... ولعلها (أي كلمة مسيحي) كانت تنطوي أساساً على نوع من التهكم، ويبدو أن المسيحيين أنفسهم لم يتقبلوا هذا الاسم بصدر رحب في البداية، ولكنه على توالي الأيام، التصق بهم وصاروا يعرفون به" ،ويذهب كاتبو قاموس الكتاب المقدس لنفس الرأي فيقولون تحت مادة «مسيحي»:
مسيحيون دعي المؤمنون مسيحيين أول مرة في أنطاكية (اع 11: 26) نحو سنة 42 أو 43 م. ويرجّح أن ذلك اللقب كان في الأول شتيمة
(1 بط 4: 16)..."


شهادة المؤرّخ اليهودي الروماني يوسيفوس فلافيوس قبل سنة 93م

كان العلاّمة أوريجانوس من أوائل الذين ذكروا أعمال المؤرّخ يوسيفوس بكثرة واستشهدوا بها في القرن الثالث الميلادي. إنّ أقدم إشارة واضحة إلى السيّد المسيح في المؤلفات غير المسيحية تعود إلى المؤرّخ اليهودي يوسيفوس، وفيها يصف المسيح بأنّه "رجل دين يأتي بأعمال عجيبة ويعظ الناس وقد اتّبعه عدد كبير من اليهود والوثنيين".



شهادة الوالي الروماني إپلينيوس الصغير حوالي سنة111م

كتب إپلينيوس الصغير حاكم آسيا الصغرى للامبراطور"ترايانوس" تقريراً وتحقيقاً عن المسيحيين وأوضاعهم وأحوالهم: "يجتمع المسيحيّون في أيام محدّدة قبل طلوع الشمس، ويُنشدون معاً نشيداً للمسيح كريستوس".



التلمود

وهو من كتابات حاخامات اليهود والمصدر الأوّل للشريعة الدينية اليهودية واللاهوت اليهودي، ولا يُعَدّ التلمود مصدراً تاريخياً من الدرجة الأولى، لأنّه كُتِب كردّ فعل على الإنجيل في الشؤون التي تعني السيّد المسيح والسيّدة العذراء والرسل والكنيسة. وورد في التلمود: "عشيّة الفصح عُلّق يسوع (أي صُلب) لأنّه أغوى اسرائيل بالسحر".



الدليل الأثري على الإيمان المبكر بألوهية يسوع

في عام 1968 اكتشف علماء الآثار الذين كانوا يعملون في كفر ناحوم أنه تحت بقايا كنيسة من القرن الخامس مثمنة الشكل وضعت بقايا كنيسة من القرن الرابع تم بناؤها بدورها حول منزل من القرن الأول تم استخدامه كمكان اجتماع مسيحي منذ النصف الثاني من القرن الأول. وتم العثور على الكثير من الصلوات ليسوع محفورة على جدران هذا المنزل الذي من القرن الأول ، وتتضمن هذه الصلوات ذكر “يسوع المسيح، الفادي” وطلب “ايها السيد يسوع المسيح ساعد عبدك”.

ان الكتابة على الجدران التي تشير إلى يسوع على أنه السيد والمسيح ، فتقدم دليلاً قوياً على أن الغرفة كانت تستخدم كمكان للعبادة المسيحية – من المؤكد تقريبًا أنها الغرفة التي استخدمها يسوع، وربما منزل سمعان بطرس (لوقا 4: 38) … وبالنظر إلى أن التقليد المبكر الذي يعود إلى القرن الأول، فمن المؤكد أن هذا هو المكان الذي مكث فيه يسوع ، وهو ما يتوافق مع ما كتبته الكاتبة Egeria في عام 380م بناءًا على والدة الإمبراطور قسطنطين أنه “قد تحول منزل بطرس “المتقدم في الرسل” الذي في كفر ناحوم الى كنيسة والتي لا تزال أسوارها الأصلية قائمة حتى الآن، وهو المكان الذي شفى فيه الرب يسوع المفلوج” .


يسوع المسيح حجر الزاوية للإسلام .

يؤمن المسلمون بأن المسيح عيسى ابن مريم قد بَشَّر أتباعه بالنبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فقد جاء في القرآن : (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ) الصف/6.

كما أن القرآن قد ذكر عيسى عليه السلام 25 مرة في عدة آيات ، فلفظ (عيسى ابن مريم) على سبيل المثال ورد (16) مرة في القرآن الكريم، ومن ذلك قوله -تعالى-: (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ). [البقرة: 87] ، و لفظ (المسيح) قد ورد (11) مرة في القرآن الكريم، ومن ذلك : (وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي). [المائدة: 72]

كما ورد ذكر عيسى ابن مريم في أحاديث عدة منها :
روى أحمد (9349) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (أنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ... ثم ذكر نزوله عليه السلام في آخر الزمان. ثم قال: فَيَمْكُثُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّيَ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ وَيَدْفِنُونَهُ). صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2182).

وهنا يبرز دور (يسوع) عيسى بن مريم كأساس قام عليه الدين الإسلامي ، بداية من كونه مبشراً بقدوم النبي محمد (لم يكن بينهما نبي آخر) ، و نزوله في آخر الزمان كشاهد وحكم على البشرية .
وبالتالي فإن الإعتقاد بصحة الفرضية التي تدعي بأن يسوع الناصري شخصية وهمية، أو اختراع روماني وجد لإجهاض ثورات اليهود المتكررة ،
قد ينسف إدعاء محمد صلى الله عليه وسلم بأنه خاتم الانبياء وأن الاسلام هو آخر رسالات الله إلى عباده .


نور العالم
يقول المؤلف والمؤرخ الأمريكي "كينيث سكوت لاتورت" : ‏«ما من شخص عاش على هذا الكوكب ترك بصمة في حياة الناس أكثر من [يسوع]،‏ ولا يزال تأثيره فيهم يتعاظم يوما بعد يوم».‏

و مع أنّ السيّد المسيح بقي على الأرض لفترة قصيرة (لمدّة 33 عامًا) ولكن تعاليمه بقيت خالدة في جوهرها تتحدّى الزمن مغيرة لمسار البشريّة إلى الرقيّ و المحبّة وخدمة الآخر .
فكان بحق كما قال عن نفسه : «أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ»." (يوحنا 8: 12).

فكل عام ونور العالم حيٌّ وباقي إلى أبد الآبدين ، آمين .



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقت مناسب
- هلاوس في عنبر العقلاء ..(ليلة رأس السنة)
- صفحات نسوية مشرقة في سجل العام الأسوأ على المرأة العربية 202 ...
- في وداع العام الأسوأ للمرأة العربية 2023
- من أجل فشل زيكو !!
- عنف يتصاعد بعد 512 يوم من مناهضة العنف ضد النساء!!!
- حواء المكرمة -أحياناً-
- هلاوس في عنبر العقلاء (قسم النساء)
- هلاوس في عنبر العقلاء (٧)
- هلاوس في عنبر العقلاء (٦)
- سلاح الدعاء النووي!!
- صراع الآلهه في فلسطين
- اكلات عيد الغطاس في الدول العربية
-  -النسيمي- الذي رأى نور الله فقتله عشاق الظلام
- -إنهم يقتلون النساء- في 2022
- سياسة تلوح خلف شباك المرمى
- شعلة العقدة
- هاجر
- ( ويجز ونظرية الزاوية الجديدة)
- هلاوس في عنبر العقلاء (٥)


المزيد.....




- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علا مجد الدين عبد النور - هل يحتفل العالم بميلاد شخصية أسطورية ؟!