( ويجز ونظرية الزاوية الجديدة)

علا مجد الدين عبد النور
كاتبة
(Ola Magdeldeen)

الحوار المتمدن-العدد: 7183 - 2022 / 3 / 7 - 08:33
المحور: الادب والفن
    

كل القصص من حولنا مكررة ، فالعصيان أول خطايانا
والقتل أول جرائمنا  على الأرض ، الحب ، الغيرة ، الفقد كلها قصص قديمة بعمر البشرية .

وهنا تظهر عبقرية الكاتب في إختيار قصة مكررة بزاوية جديدة ، وهذا ما فعله "ويجز" تحديداً
بقصة حب تقليدية  من طرف واحد يعيشها شاب يتألم بإصرار على أن تمنحه حبيبته الفرصة  لأن يسعدها ،  قصة تقليدية يطرحها "ويجز" مطرب الراب المصري في أغنية( البخت) من كلماته وألحانه جعلتها  تتقدم لتحقق أرقامًا قياسية و تتصدر المركز الأول على موقع يوتيوب حيث تخطت  الأغنية حاجز الـ12 مليون مشاهدة بعد أيام قليلة من طرحها واحتلت المركز الخامس عالميًا.
كما أنه حصل على لقب الفنان الأكثر استماعًا في مصر على منصة Spotify  في العامين ٢٠٢٠ و ٢٠٢١ ،
بينما حصل الفنان عمرو دياب على المركز الثاني.

قد يرى البعض أن ما حدث هو صدفه أو "فرقعة" لأغنية شبابية لامست القلوب .

ولكن "ويجز" كحالة  تستحق الوقوف عندها قليلاً وتحليل لم إستطاع هذا الشاب بسنوات عمره ال٢٤ أن يحدث هذا التأثير .
فكلمات أغانيه صعبة الفهم والتفسير  ، ولكن هذه هي الفرادة في الكتابه ، فاللغة العربية ٢٨ حرف محدد وكلماتها معروفة ولكن أن يغزل هذه الكلمات ويضفرها في جمل  تجمع العربية بإنجليزية لم تستخدم من قبل فتلك هي العبقرية  ، ثم يمزجها بألحان الراب  الصاخبة ويعبر عن نفسه بأسلوب جيله الفريد والصادم في كثير من الأوقات و بعفوية مطلقه تجعله لا يضع نفسه في مقارنه مع غيره من مغني المهرجانات أو مطربي الأغاني الكلاسيكية.


ويجز، هو مطرب راب مصري من أصل يمني مشهور، اسمه الحقيقي أحمد علي نشأ في حي الورديان بمحافظة الإسكندرية في مصر عام 1998، كان يعمل في احدى شركات الاتصالات قبل اتجاهه الى الغناء وكان قريب جدا لمركز مرموق بها، ولكنه قرر ترك وظيفته والتركيز على حلم الشهرة والغناء.



قتل الملل للمبتدئين !!!

في كتاب (القتل للمبتدئين) للكاتب والسيناريست  أحمد مراد ، والذي يتناول فيه قضية الكتابه الروائية تحديداً وكيف أن ملل المتلقي هو أكثر ما يسعى الكاتب لقتله، ويطرح في الكتاب ما قد يصيب الكاتب من إنسداد إبداعي أو الوقوع في فخ البحث عن قصة جديدة لم تكتب بعد .

كتب أحمد مراد ( ستبدو الإجابة عجيبة حين أخبرك بأن القصة القوية هي القصة النابعة من فكرة سخيفة ، فكل فكرة مغايرة للمنطق ، معارضة للتفكير الطبيعي تستفذ الثوابت،  ويضطر العقل أن يتصدى لها بالمنطق، ويصمها بالسخافة،  قد تكون أكثر الأفكار الناجحة في جذب الجمهور ، فالجمهور يرى الحياة بمنظور الفص الأيسر من المخ ، الفص الأقرب لعمل الكمبيوتر في تلقيه للبيانات ومعالجتها،  وإصدار رد فعل تلقائي تجاه المعطيات المسلم بها)  ،ثم يتابع في فقرة أخرى ( أن المشاهد والقارئ لن يصنعا ذلك الخيال ولكن الكاتب يصنعه عن طريق إطلاق العنان للطفل الساكن بداخله في الفص الأيمن من المخ ، العقل الباطن الذي لا يلتزم بقوانين الحياة العادية ) .

وهذا بالضبط ما فعله "ويجز" ليس فقط في أغنيته الأخيرة (البخت) ، ولكن في كل كلماته وأغانيه ، وأكاد أجزم أن هذا الشاب يستطيع أن يتحرك  بسلاسة بين فصي مخه بسهوله تفوق سهوله حك أنفه ، فيطلق العنان لمخيلته أن تسبح في عالم متكامل من اللامعقول ، ويكتب من الكلمات ما قد تحتاج لسماعه عده مرات حتى تستطيع بفص مخك الأيسر أن تدركه. 
وهذا ما أكده تحديداً في منشور له على تويتر ، كتب فيه (عندما أفكر في الأمر ، يبدو وكأنني اعزف كل مقطوعاتي مرة واحدة ،  فأنا أكثر من شخص داخل رأسي) .

كما أن الأزمات التي يتعرض لها المبدعون تكون المحرك الأساسي لشعورهم بالإلهام ، فالكتابة من الأساس تنبع من الألم بشكل لافت .
(إرنست هيمنجواي) الروائي الحاصل على جائزة نوبل ، ولورد (بايرون) الشاعر البريطاني رائد المدرسة الرومانسية في الشعر ، (مايكل جاكسون)  ملك موسيقى البوب حتى يومنا هذا ، (بوب مارلي) وغيرهم عانوا جميعاً من بعض الهوس أو المرض النفسي الذي أنتج لنا كل هذا الإبداع .

  

#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات