أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - الخروج من اللعبة (٤)














المزيد.....

الخروج من اللعبة (٤)


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 6975 - 2021 / 8 / 1 - 00:09
المحور: الادب والفن
    


كتالوج آدم

الملل ، صفة الإنسان الأصيلة التي حقنها الله تحت جلودنا قبل أن ينفخ فينا من روحه،  ربما كان هذا هو المسبب الحقيقي لوفاتنا ، غريب أن يرزع الله فينا مسبب نهايتنا حتى من قبل أن نبدأ .
اما الفضول فهو وقودنا الساذج للإستمرار في رحلتنا المحفوفة بخيبات الأمل المتتالية ، فنتوق ونحن أطفال لنصبح كآباءنا،  تقتلنا تلميحاتهم المستترة عن أشياء نجهلها، وما أن نعرفها حتى نجدها عادية ، ما كانت لتستحق منا كل هذا الإهتمام، ولكنه شرك وقعنا به وانتهى الأمر ، وأصبح علينا التعامل مع حياة الكبار بكل ما فيها من سعي لاهث خلف مسؤوليات لم نرد يوما حملها،   ثم يأتي الطمع الساذج في حياة سعيدة و كاملة  فنحاول جاهدين أن نخلق جنتنا على الأرض  نغتصب  الطبيعة إغتصاباً  ، نعتصرها لتخرج كنوزها لنا وحدنا  نحن البشر أسياد الأرض وخلفاء الله عليها وما أن ننجح في جعل حياتنا أكثر رفاهية حتى تنهار الصحة وتعطب أجهزة اجسادنا واحدا تلو الآخر ،  نتوقف عن العمل بعد تمرد أجسادنا المنهكة لسنوات ،  ويُفعّل الملل الذي سبق وحقنه بنا الخالق  بجرعة منشطة من عدم جدوى اي شيء ، لننتهي وقد أدركنا مع آخر الرحلة أنها مجرد رحلة ، لعبة لا فوز فى نهايتها ولا جائزة ، لقد كانت الحياة في حد ذاتها الجائزة ، أهملناها باحثين عن شيء آخر لن يأتي ابدا
نموت فتبتلعنا الأرض ، تعتصر جثثنا كما إعتصرناها من قبل تجدد شبابها بنا وتعود صبية من جديد تزهر أفخاخاً بضه تغري أجيالاً جديدة من الحمقى .    

خواريزميات
جلس ياسر وقد ألصق ركبتيه على صدره حابساً افكاره ، دقات قلبه وحتى انفاسه ، مانعاً نفسه من الصراخ ، أنا ولد ذلك الأحمق المتبول لا إرادياً .
اللعنة عليك ليلى وعلى كل تاءات التأنيث،  اللعنة على ضلع آدم الذي خرجت منه حواء تتمايل بغنج مؤنسة وحشه طالبها صارفة عنه الملل بأشكال من التكدير والزن حتى ضاقت عليهم الجنة بما رحبت فاستحقا حياتهما الأرضية .
إذن فآدم هو من يستحق اللعن هو من فتح علينا بوابات الجحيم المؤنثة.
فكر ، ماذا تريد هذه الغبية ؟ وهل تظن أنني سأختار الطفل بالطبع سأختار حياتي ، أم تراها ستعترف ونموت كلينا .
ولماذا؟
وماذا سيفعل الطفل بحياته، اترانا نعيش في النعيم حتى تمنح الطفل فسحة منه،  تعرف جيداً أن زواجنا كان مخدراً يعيننا على تحمل حياتنا القاسية ، وتأتي الغبية لتمنح الصغير فرصة ليعاني في أمل أن تتحسن الأوضاع ، أن يهطل المطر وأن تنفجر الأرض عيوناً وأنهار ، إننا في آخر الزمان يا ليلى ، تقتلينا لتمنحي ولدك مقعداً في الصف الأول ليشهد نهاية العالم !! 

لقد جف النيل الذي لم نراه بالأصل  ، وهذا يجعلنا في آخر الزمان، تذكر ما ورد في  الكتاب المقدس ان هلاك الدنيا يبدأ بهلاك مصر عن طريق جفاف النيل، ففي سفر أشعياء
"وتنشف المياه من البحر، ويجف النهر وييبس، وتنتن الأنهار، وتضعف وتجف سواقي مصر، ويتلف القصب والأسل، والرياض على النيل على حافة النيل، وكل مزرعة على النيل تيبس وتتبدد ولا تكون، والصيادون يئنون، وكل الذين يلقون شصا في النيل ينوحون، والذين يبسطون شبكة على وجه المياه يحزنون". 

ولم يختلف الأمر كثيراً في الإسلام ، قال القرطبي في التذكرة، وروى من حديث حذيفة بن اليمان عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: "ويبدأ الخراب في أطراف الأرض حتي تخرب مصر و مصر آمنة من الخراب حتى تخرب البصرة، وخراب البصرة من الغرق و خراب مصر من جفاف النيل".

والنيل نشف يا ليلى ، من زمااااااااان
ولا أظننا في زمن المعجزات حتى يعود ، لن أعترف ولن أدفع حياتي ثمناً لنشوة وطأتك التي  هي حقي ، ألست حفيدة حواء مؤنسة الوحشة ، إنه قدرك وعليك تحمله وحدك  ، وإن كنت اتبعت خطه أم موسى التي ألقت ابنها في اليم فبالتأكيد ستعودين لتقفي أثره، وسأقتلك حينها ، فلا تتأخري .

في مخيم النساء
جلس الشيخ محمد في رصانة متصنعة غاضاً بصره عن جنة الفواكة المحرمة التي لم يطأها منذ سنوات ،النساء ، لقد نسي كيف هو شكل حواء ، يزرنه أحياناً في أحلامه كرشفات عسل تزيد ظمأً  ولاتروي عطشاً ، وحتى الظرف المهبب الذي هو فيه ومحاولته لغض بصره لم يمنع خياله وبصيرته من وقاحة يتمناها وسعادة بمقابلة مريم ست الحسن وعيونها العسلية ، وثوبها الذي على اتساعه يقف منهزماً امام تضاريس أبت أن تتوارى خجلاً ، مرت ست سنوات منذ أن قابل مريم لتحديد حصة كل مخيم من مياه البئر الكبير ، ولكنه على يقين أنها إستدارت وإزدادت حسناً .
فكر ، لمَ لمْ توافق نساؤنا على تعقيم أنفسهن كما فعلت نساء الغرب ، لكان الوضع أسهل ( كان الكل انبسط) ، لا يمكن للرجال فعل هذا ، فحولة الرجل خط أحمر والموت عنده أهون من موت (الغالي) .
لقد كانت بلبعة حبوب منع الحمل وغيرها من وسائل تحديد النسل مسؤولية النساء منذ عهد التلفزيون البائد ، ولكن كيف تتخلى حواء عن سلاحها الوحيد في ربط آدم "بالعيال" ، سلاح أنا حامل الذي تفجره في وجهه كلما إستشعرت إنشغاله بأنثى غيرها ، وبدون هذا السلاح لن يلعبن ، أنتن أحرار ، ها أنتن تولدن وتتعفن على أغصانكن دون أن تذقن مباركة آدم ونعيم أحضانه. 
قطعت مريم حبل أفكاره بسكين عطرها الذي سبقها بالحضور،  في رداء حريري اسود يكشف عن ساقين كالمرمر لم يمسسها بشر ، وهو أكثر ما يغري فيها ،لحظات صمت قصيرة فعل بمخيلته فيها ما فعل ، ثم جاهداً حاول صبغ صوته بالبرود وبعد سلام مقتضب فاجأته أنها تعرف سبب زيارته
- لقد جئت من أجل الطفل ، إنه ابن ليلى ، لقد إختفت بالأمس وبالتأكيد لم نكن نعرف بأمر حملها ، حتى وجدنا رسالتها اليوم معلقة في بوابة المخيم
- ماذا كتبت فيها؟؟ هل لي أن أقرأها؟

،،،،،،،،،،،، يتبع . 

  






    



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من اللعبة (3)
- الخروج من اللعبة ٢
- الخروج من اللعبة
- هل كنت لتستمر؟
- ( هل أفقد ترتيل كلمات الله تأثيرها ؟ )
- لم تخبرني , ماهو إسمك؟!
- بعيداً عن تحليل الخبراء ..أحمد مراد يبدع من جديد في (لوكانده ...
- إليك قلمي أكتب
- قبل أن تقول أحبك !!
- إبريل غلاسبي.. سفيرة الجحيم
- ثروات ننسى جمعها!!
- مشهد الممرضة في في مستشفى الحسينية متوقع وسيتكرر
- دعوة للصحوة في كتاب - كن أنت -
- إعتياد
- ميلاد
- ليس دفاعا عن محمد رمضان، عندما يكون الصيد في الماء العكر فاض ...
- ليس توحيدا وما هو بنور


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - الخروج من اللعبة (٤)