أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - مدينة بلا آلهه _ الجزء الرابع














المزيد.....

مدينة بلا آلهه _ الجزء الرابع


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 02:48
المحور: الادب والفن
    


في مكتب رئيس المدينة

المكتب غارق في عتمة خافتة. الضوء ينساب من بين ستائر رمادية مهترئة.
جلس رئيس المدينة خلف مكتبه، يعبث بخاتمه الذهبي.
وقفت ماريا أمامه في برود مصطنع .
رئيس المدينة:
سمعنا أنكِ وجدتِ شيئًا في الأنقاض.. كتب أليس كذلك .
ماريا : يجد النباشون الكثير من الكتب كل يوم عن أي الكتب تتحدث ، كان الاجدر بسيادتك سؤال كبير النباشين فعنده نسلم ما جمعناه .
رئيس المدينة مبتسماً بخبث : يعني ملاقيتيش الكتاب المقدس والقرآن؟! ، انتي مش فاهمة ، يا بنتي المدينة لا تحتمل العودة إلى الفوضى.

ماريا: المدينة كلها تتحدث ، أظنها إشاعات يا فندم ، لو كانت حقيقة لكانت ظهرت تلك الكتب .
تابعت: في رأيي السلام الذي يقوم على الصمت، هو هدنة بين كذبتين.

رمقها رئيس المدينة بنفاذ صبر وأشاح بيده وهو يقول: مصدقك يا ماريا إذهبي الآن ، لكن لا تبتعدي كثيرًا. بعض الطرق لا تؤدي إلى بيوتنا... بل إلى نهايتنا.
أومأت رأسها موافقة وأسرعت بالخروج وهي تدرك أن رئيس المدينة يعرف كل شيء فقط ينقصه الدليل .
وفي الخارج إستقبلتها ديجا بقلق : عملتي إيه ؟
ماريا: الحكومة عارفه كل حاجة
موسى : الكتب دي لازم تتحرق
ماريا: إذهبوا الآن ولنهدأ قليلاً ونفكر ، يجب ألا نلتقي إلا في العمل .
موسى : لا ، سأحرقها الليلة، ولتنتهي هذه اللعنة.



صلاة لم تقبل !!

غرفة ضيقة يغمرها ضوء مصباح زيتي.
الأم تمشط شعر ابنتها ببطء، كأنها تزيل عنه خطاياها.
الأم: كنت أعرف أن النهاية ستكون مؤلمة.... الفتاة التي تتبع قلبها لا تنجو، هو يهودي وأنتِ...
قطعتها ديجا: هو انسان وأنا إنسانه، يا أمي.
الأم: إن الدين عند الله الإسلام ، ده كافر يا خديجة يا اللي اسمك على اسم أم المؤمنين ،
السماء لا ترى البشر، ترى الاسلام .
ديجا (بهمس):
إذن سأعيش في أرض لا ترفع عينيها إلى السماء.
الأم : مش هتعيشي يا خديجة .
لو اتجوزتي يهودي يبقى حلال قتلك ، تركت المشط وخرجت بهدوء .
ديجا تبكي بصمت، والضوء يرتجف على وجهها كصلاة لم تُقبل.



الذي جمعه الحب لا يفرقه كتاب!!

في الزقاق الخلفي قرب مخزن النباشين
ماريا (بصوت قاطع):
لا أحد يطهر العالم بالنار يا موسى، النار لا تنقّي... هي تمحو الذاكرة.
موسى:
لكنها تمنحنا بداية جديدة.
ماريا:
البدايات التي تبنى على الرماد، تلد رمادًا جديدًا.
ديجا : لن نستطيع إخفاء الكتب إلى الأبد ، سلميها لرئيس المدينة يا ماريا وليحدث ما يحدث ، أمي تقول أن ما نفعله سيجلب علينا غضب الله .
موسى غاضباً : ههههههه أي إله بالضبط ؟!
ديجا : إستغفر الله ، الظاهر ماما كان عندها حق ، وأنا ظننت بسذاجة أن الله جمعنا .
موسى : بل جمعنا الحب يا ديجا .
ماريا : مش بس الحب ، جمعنا الفرح والفقر والجوع والصداقة ، إنسانيتنا اللي جمعتنا يا ديجا .
لمعت عينا موسى بدموع جاهد لإخفائها ، ضم ديجا إليه بقوة كادت تكسر أضلاعها : فوقي يا حبيبتي ، إذا كان حبنا حرام.. فليشهد الرب أني أحببتك أكثر مما أحبّ جنته.
دفعته ديجا برفق وأسرعت بالرحيل ، ورائحته تلتصق بأنفاسها كذنب قديم.
حاول اللحاق بها ولكن ماريا منعته قائلة : اتركها الآن يا موسى .. ديجا تحبك وستعود .

انفجرت أصوات صفارات الشرطة في الشارع، والظلام يكتنف المكان. وقف موسى وماريا أمام باب المخزن، وقلوبهما تخفق بعنف.
صاح ضابط: ايديكما للأعلى
حاول موسى المقاومة، لكن دون جدوى ، قيدوه وجرّوه بعيدًا عن ماريا.
دفعت ضابطة ماريا للخلف وقالت بحزم: ستسلمين الكتب، وإلا…
ساكنة كالحجر تنظر لصديق عمرها يؤخذ بعيدا
قلبها يغلي بين عجز وخوف ، تعرف أن الأسوء القادم .



وحدة وضياع ...

إنهارت ماريا باكية ، للمرة الأولى في حياتها تدرك معنى اليتم .. هي يتيمة بلا رفيقيها
ديجا التي أصبحت خديجة في ليلة وضحاها وموسى الذي يدفع ثمن إصرارها على الاحتفاظ بهذه الكتب ، رئيس المدينة الذي قرر أن يلاعبها بالطريقة القذرة و حتى ابناء المدينة السذج الذين يأملون في عوده الرب !
مسحت ماريا دموعها وهي تتقدم بخطوات ثقيلة عائدة إلى مخيمها ، وقداحتها في يدها تصدر شررًا صغيرًا كلما حاولت إشعال سيجارة. فجأة، تلقت ضربة عنيفة على رأسها.
دارت الأنفاق من حولها ،طعم الدم يملأ فمها ، قبل أن تسقط غارقةً في الظلام إلتقطت أذناها همساً : لم يكن عليك أن تفتحي هذا الصندوق !!
ِ
يتبع ،،



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة بلا آلهه - الجزء الثالث
- مدينة بلا آلهه -الجزء الثاني
- مدينة بلا آلهة
- اول مفاوض في التاريخ
- حسني مبارك المغتال تاريخياً
- لماذا نكتب ؟
- إلحاد بدون تكوين
- هكذا يحتفلون باليوم العالمي للمرأة
- تعالوا إلي يا جميع المتعبين (2)
- ( تعالوا إلي يا جميع المتعبين )(1)
- هلاوس في عنبر العقلاء(٨)
- هل يحتفل العالم بميلاد شخصية أسطورية ؟!
- وقت مناسب
- هلاوس في عنبر العقلاء ..(ليلة رأس السنة)
- صفحات نسوية مشرقة في سجل العام الأسوأ على المرأة العربية 202 ...
- في وداع العام الأسوأ للمرأة العربية 2023
- من أجل فشل زيكو !!
- عنف يتصاعد بعد 512 يوم من مناهضة العنف ضد النساء!!!
- حواء المكرمة -أحياناً-
- هلاوس في عنبر العقلاء (قسم النساء)


المزيد.....




- سميرة توفيق في أبوظبي: الفن الأصيل ورمز الوفاء للمبدعين العر ...
- -الخارجية- ترحب بانضمام الخليل إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبد ...
- جمعية الصحفيين والكتاب العرب في إسبانيا تمنح ‏جائزتها السنوي ...
- فيلم -Scream 7- ومسلسل -Stranger Things 5- يعدان بجرعة مضاعف ...
- طبيبة نرويجية: ما شاهدته في غزة أفظع من أفلام الرعب
- -ذي إيكونومست- تفسر -وصفة- فنلندا لبناء أمة مستعدة لقتال بوت ...
- لن تتوقع الإجابة.. تفسير صادم من شركة أمازون عن سبب تسريح نح ...
- حزب الوحدة ينعى الكاتب والشاعر اسكندر جبران حبش
- مسلسلات وأفلام -سطت-على مجوهرات متحف اللوفر..قبل اللصوص
- كيف أصبح الهالوين جزءًا من الثقافة السويسرية؟


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - مدينة بلا آلهه _ الجزء الرابع