أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - اول مفاوض في التاريخ














المزيد.....

اول مفاوض في التاريخ


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8507 - 2025 / 10 / 26 - 12:03
المحور: الادب والفن
    


أول مفاوض في التاريخ

قبل أن تُسطَّر القوانين، وقبل أن يُنفَخ في الطين ، كان هناك صوتان في الأبدية.
صوتٌ خُلق من النور، يأمر بالعدل.
وصوتٌ من نارٍ، يرى نفسه أحقّ بالعظمة.

وحين نُطِق بالحكم، لم يصمت المذنب.
لم يطلب غفرانًا، ولم يسجد ندمًا،
بل وقف، متماسكًا، يتفاوض.

قال: "أمهلني إلى يوم يُبعثون."
فجاء الرد: "إنك من المنظرين."

ومنذ تلك اللحظة، بدأ أول حوارٍ في التاريخ بين الرحمة والكبرياء،
بين السجود والرفض، بين الطاعة والاختيار.


أنا أول مفاوض في التاريخ
لم أُخلق من طينٍ رخوٍ يلين تحت القدم.
أنا من نارٍ، خلقت لكي لا تنطفئ.
كنت أظن أن النور وحده يعرف العلوّ، حتى رأيت الطين يُكرَّم بالسجود.

تقولون عني “الشيطان”، “المطرود”، لكن لا أحد منكم سمع حكايتي مني.ولم يسأل أحدكم:
كيف لمخلوقٍ ارتكب معصيةً واحدة، أن يؤخَّر عقابه إلى آخر الزمان؟
أليس هذا تفاوضًا؟
أليست تلك أول صفقة في تاريخ الوجود؟
نعم، أنا من فاوض الخالق.
حين سقطت، لم أصرخ.
رفعت رأسي وقلت: "أمهلني، الى يوم يُبعثون."
لم أطلب الرحمة، بل الوقت.
ولأن التفاوض قوة، أُعطيت ما طلبت.


— لحظة السقوط
كنتُ هناك، بين صفوفٍ من نور،
كنا نُسبّح دون انقطاع، نعرف اننا الاعلون الملائكه المقربون ، حتى جاء الأمر الذي شقّ الصمت: "اسجدوا لآدم."
رأيتهم يسجدون، صفًا بعد صف،انتظرتُ، ظنًّا مني أن الأمر سيمرّ بي كما مرّ بهم.
لكن حين بلغني الصوت، شعرتُ ولأول مره معنى أن تخلق من نار ، وكيف لهذه النار أن تحرق قلبا وتغلي كبدا من الصدمه والغيره ، نظرتُ إلى الخالق وتساءلت هل أسجد لقطعه من طينٍ؟!!!
أنا أقدم، أنا أصفى، أنا أرى ما لا يرون.
فجاء الرد، بسيطًا… قاطعًا… لا يحتمل نقاشًا:
"اخرج منها، فإنك رجيم."
وما ان اصدر الاله حكمه الابدي بلعني وطردي من رحمته ، رفعت رأسي وقلت:
"ربّ، فأنظرني إلى يوم يُبعثون."
لم أطلب غفرانًا، بل مهلة.
ولم أقدّم ندمًا، بل حُجة.
وما زلت أؤمن… أن طلبي ذاك، كان أعظم انتصارٍ لمخلوقٍ مرفوض.


— عهد النار
خرجتُ من النور إلى العدم، لا زمن هناك ولا مكان، كان السكون كثيفًا، والنار في داخلي تهمس:
"أنت لم تُهزم… لقد فاوضت الخلود."
نظرتُ إلى الأرض من بعيد، رأيت الطين يتحرك بخطواتٍ مترددة، رأيتُه يتعلم الأسماء، يضحك، يخطئ، ويُغفر له.
تساءلتُ:
كيف لمخلوقٍ وُلد من ضعفٍ أن يُمنَح فرصةً بعد أخرى، وأنا، الذي عبدتُ قرونًا، أُدان بمعصيةٍ واحدة؟ حينها عرفت دوري.
أنا لست الشر، بل الامتحان.
لست اللعنة، بل الدرس.
أنا الصوت الذي يذكّركم بحرية الاختيار،
وكلما اخترتم، أزداد حضورًا.
قالوا إنني عدوّ الإنسان،
لكنّي كنت دائمًا مرآته،
أريك ما تقدر عليه إن لم تُطع،
وأريك ما تُنقِذك منه الطاعة


— اللقاء الأول
رأيته للمرة الأولى خارج الجنة،
لم يكن النور يكسوه كما كان من قبل،
كان يرتجف بين الحنين والخوف،
ينظر إلى السماء وكأنه ينتظر صوتًا لا يعود.
اقتربتُ منه، لا لأغويه… بل لأراه.
كيف يبدو الطين حين يتنفس الندم؟
قلتُ له بهدوء:
"ها نحن سواء يا ابن الطين… أنت سقطتَ بعفوٍ، وأنا سقطتُ بعناد."
نظر إليّ بعينين فيهما دهشة الطفل وغضب الإنسان،
وقال: "أنت السبب."
ابتسمتُ قائلا : لا يا آدم.. أنا الاختبار.
أما أنت، فأنت القرار
صمت قليلًا، ثم تابعت:
"لم أكرهك يومًا، كل ما اردته فقط أن أعرف: لماذا انت ؟ وبعد حكم ربك اردت ان اعرف أيهما أقوى؟
أمرُ الخالق… أم رغبةُ المخلوق؟"
لم يفهم سؤالي وتمتم مستعيذا بالله منى ، تركته يمضي نحو أرضه الجديدة، وانا اتحسر
لم أكن يوما شيطانًا...
كنت فقط أول من تساءل واول من قال: لا.


انا البطل الحكاية
تمضي القرون، وتغيّرت الوجوه، لم اتغير انا , انتم فقط من تتغيرون ، تبنون المعابد لتعبدوه، وتصنعون المرايا لتعبدوا أنفسكم.
وفي كل مرّة تختارون، أبتسم…
ليس لأنكم أخطأتم، بل لأنكم أحرار.

الخطيئة ليست هدفي، بل الدرس.
والعقاب ليس نهايتي،بل هو دوري في مسرحٍ خُلِق من التوازن.
انا البطل الشرير الوسيم في قصه الخلق ..
انزعوني من كتبكم المقدسه وانظروا كيف اصبحت قصتكم ممله .
لست شيطانا ولا رجيم ... انا البطل الاول والآخر (أول متمرد في التاريخ،
وأنا آخر الابطال المساقين الى الجحيم )

تمت



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسني مبارك المغتال تاريخياً
- لماذا نكتب ؟
- إلحاد بدون تكوين
- هكذا يحتفلون باليوم العالمي للمرأة
- تعالوا إلي يا جميع المتعبين (2)
- ( تعالوا إلي يا جميع المتعبين )(1)
- هلاوس في عنبر العقلاء(٨)
- هل يحتفل العالم بميلاد شخصية أسطورية ؟!
- وقت مناسب
- هلاوس في عنبر العقلاء ..(ليلة رأس السنة)
- صفحات نسوية مشرقة في سجل العام الأسوأ على المرأة العربية 202 ...
- في وداع العام الأسوأ للمرأة العربية 2023
- من أجل فشل زيكو !!
- عنف يتصاعد بعد 512 يوم من مناهضة العنف ضد النساء!!!
- حواء المكرمة -أحياناً-
- هلاوس في عنبر العقلاء (قسم النساء)
- هلاوس في عنبر العقلاء (٧)
- هلاوس في عنبر العقلاء (٦)
- سلاح الدعاء النووي!!
- صراع الآلهه في فلسطين


المزيد.....




- زينة زجاجية بلغارية من إبداع فنانين من ذوي الاحتياجات الخاصة ...
- إطلاق مؤشر الإيسيسكو للذكاء الاصطناعي في العالم الإسلامي
- مهرجان كرامة السينمائي يعيد قضية الطفلة هند رجب إلى الواجهة ...
- هند رجب.. من صوت طفلة إلى رسالة سينمائية في مهرجان كرامة
- الإعلان عن الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي ...
- تتويج الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...
- -ضايل عنا عرض- يحصد جائزتين في مهرجان روما الدولي للأفلام ال ...
- فنانون سوريون يحيون ذكرى التحرير الأولى برسائل مؤثرة على موا ...
- -تاريخ العطش- لزهير أبو شايب.. عزلة الكائن والظمأ الكوني
- 66 فنا وحرفة تتنافس على قوائم التراث الثقافي باليونسكو


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - اول مفاوض في التاريخ