علا مجد الدين عبد النور
كاتبة
(Ola Magdeldeen)
الحوار المتمدن-العدد: 8509 - 2025 / 10 / 28 - 02:59
المحور:
الادب والفن
مدينة بلا آلهة.
يحكى انه كان هناك مدينة غرق سكانها في الحروب، التعصب، والعنصرية حتى هجرها الإله وهجرته ، على جانب الطريق مبنى يبدو من بقاياه انه كان كنيسة بصليب اسمنتى هزيل يتدلى معانقاً الرصيف، و ظل لتمثال المسيح لم يتبقى منه سوى كفٌ مثبتة بمسمار صدئ، بينما اختفى باقي الجسد كأنما قام من جديد ملتحقاً بالآب في الملكوت . وعلى الجانب الآخر تلوح بقايا مئذنه مهوله باتت مأوى للقطط و متعاطي المخدرات معلنةً على استحياء انها جزء من مسجد كان يذكر فيه اسم الله كثيراً .
كانت ماريا تسير ببطء وسط الركام، تتفادى قطع الزجاج المبعثرة، وتجمع ما تجده اشياء مدفونه ، علها تحصل على ملابس أو قطعة نقود منسية أو حتى جهاز كهربائي يمكن أن تبادله ببعض الطعام والماء . وبينما تقلب ماريا في الأرض ، لمع شيء تحت الغبار.
جثت على ركبتيها، أزاحت التراب بحذر، حتى لمست معدنًا بارداً. صندوق صغير، مغلق بإحكام، ابتسمت ماريا كمن وجد قطعة دجاج في حساءه ، ومنت نفسها بأن يحوي هذا الصندوق على قطع من ذهب او حتى رزمة من النقود .
بسرعه فتحت الصندوق ووجدت بداخله كتابين قديمين محفوظين بعناية ، الصفحات صفراء لكنها سليمة، كأن الزمن لم يجرؤ على لمسّها. توقّفت أنفاسها للحظة، لا لِخيبة أملها في الفوز بالكنز المدفون ، بل لانهما حقاً كنز لا يقدر بثمن
ليسا مجرد كتابين .. انهما أهم وأخطر كتابين
اغلقت ماريا الصندوق بفزع .. دفنته في مكانه وهالت عليه التراب ...
جلست مسنده ظهرها لبقايا حائط واشعلت سيجارة وهي تتمتم :"الكتاب المقدس و القرآن
، أنا ملكة العالم" !!!!!!
يتبع ,
#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)
Ola_Magdeldeen#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟