أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - مدينة بلا آلهه - الفصل الخامس














المزيد.....

مدينة بلا آلهه - الفصل الخامس


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8515 - 2025 / 11 / 3 - 12:26
المحور: الادب والفن
    


خرجت تتمشي بين مباني مخيمها ،بِدت ضائعة بلا حبيب لم يعرف القلب غيره وبلا صديقة عمرها ، بينما راحت الأسئلة تلتهم عقلها إلتهاماً
أين هما ؟، هل هما معاً بالاساس ؟ هل لغيابهما علاقة بالكتب ؟ ربما غيابهما متعمد ... هل اختطفهما رجال رئيس المدينة ؟
حتى وإن ظهر موسى هل ستدافع عن حبها أم تمتثل لأمر ربها وتتركه ؟
الهواء البارد يلفح وجهها، ولكن القلق يشعل قلبها جحيماً. صرخت ديجا بنفاذ صبر: أين اختفيتما؟

الفرصة

موسى جلس على الكرسي، يواجه رئيس المدينة الذي ابتسم بخبث :
أين وجدتم الكتب يا موسى ؟
موسى : ماريا من وجدتهم .. لا أعرف أين
_ طيب أين تخفيهم ؟
موسى: لقد اقسمت إن وجدت تلك الكتب سوف أحرقها ، ماريا لا تريد ذلك ولهذا لم تخبرنا
اقسم لك يا سيد أنني لا أعرف مكانها .
رئيس المدينة بود مصطنع : مصدقك يا موسى
وأعدك أننا سنجد هذه الكتب على أي حل وأعدك أيضاً إن تعاونت معنا ووجدتها أن حياتك ستتغير .
تابع : تحب تشتغل في الحكومه ؟
وظيفة مكتبية، راتب ثابت، حياة بلا تعب. بدلًا من نبش ركام المدينة، يمكن أن تكون جزءًا من نظامنا.
اكتفى موسى بالصمت ، وإيماءه توحي بالقبول بعد
فاحتجزوه لليلتين ثم أُطلقوا سراحه كطعم ينتظر آكله .
ودعه رئيس المدينه بكلمات مقتضبة : يمكنك أن تذهب ، و اقنع ماريا بتسليم الكتب أو أعثر عليها بنفسك ، وتذكر هناك فرص في الحياة لا تتاح لنا مرتين.


الحرية تنتظرنا !

ظهر ظل ماريا بين الزقاق، كالريح التي تحمل خبرًا لم يسمعوه بعد. التقت موسى وديجا، وعيونهم تنضح بالأسئلة .

ديجا : أين كنت يا ماريا ؟ ولم لم تخبريني أنهم إعتقوا موسى ؟
ماريا بصوتٍ هادئ : إختبأت لأفكر ، كنت أعلم أنهم سيطلقون سراحه لا يريدون إلا الكتب .
موسى : رئيس المدينة عرض علي أن أعمل معهم في مقابل أن أدلهم على مكان الكتب .
ماريا: يجب أن نسلمها. لا يمكننا المقاومة أكثر .
نظرا إليها بريبة لم يكن هذا رأيها في البداية .
موسى : ستنفجر المدينة إن عادت الطائفية
ماريا : أثق في رئيس المدينة ، لا تقلقوا أظنه سيضبط الأمن بين الناس .
تابعت : وانتما ماذا ستفعلا ؟
موسى : سنهرب
ديجا : لكن… ماذا عن أهلي؟ عن المدينة؟ عن كل ما سنتركه ؟"
أمسك يدها برفق، عيونه تلمع بالإصرار:
ديجا… أنا أيضاً سأترك أهلي وفرصة العمل الحكومي ، كل ما سنتركه يفرقنا ، لن ينجو حبنا إن بقينا. يجب أن نبدأ حياة جديدة، حياة لنا فقط.
أومأت ديجا بالموافقة ، لكن قلبها ظل يخفق خوفًا من المجهول.
ماريا : إذن متفقين .. وأنا أيضاً سأرحل معكما !!
سأذهب لرئيس المدينة الآن وأسلمه الصندوق .
ولنلتقي في المساء ، سنرحل الليلة .
رمقاها بذهول فتابعت : أنتما صديقي واخوتي. لن اترككما .
أكنلت : إذا خرجنا من المدينة الليلة، سنستطيع الوصول إلى الغابة جنوب الأسوار قبل الفجر، من هناك سيكون الطريق أقل خطورة.
ديجا بذعر : أشعر أننا نستدعي غضب الإله .
موسى : الحب ليس خطيئة. الله لا يأمرنا بالكراهية أو الحرمان من سعادتنا. دعينا نثبت أن الحب أقوى من أي نص أو دين.
ماريا : معه حق ، نحن لن نمنع الناس من معرفه
كلمه الرب ، وانتما لا تحرما نفسيكما من أن تحيا بسعادة .
انفجرت ديجا باكية : هذا كثير ما تطلبانه صعب
ابتسم موسى برقة، وهو يضمها إلى صدره: الصعب هو أن نفترق يا حبيبتي ، دعينا نترك المدينة، كل التعصبات، كل القيود.
بعدما نهرب سأتزوجك فوراً ، لنعيش الحياة التي نستحقها .
مسحت دموعها وابتسمت و قلبها ينبض بين الخوف والأمل .
ماريا : حسنًا، إذن فلنبدأ… خطوة خطوة، بلا ضجيج، بلا أثر. الحرية تنتظرنا!!.


الهروب

تسلل الثلاثة عند منتصف الليل ، خطواتهم محسوبة، أنفاسهم متقطعة، والظلال تتراقص حولهم كأشباح الماضي.
استمروا بالسير رغم الظلام ، كل خطوة تقربهم من الحرية، وكل ظل يذكرهم بأن الخطر لم ينته بعدِ .
مشوا لساعات حتى وصلوا اسوار المدينة من ناحية الجنوب ، توقفت ماريا للحظة ، نظرت إلى مدينتها المطلة من بعيد ثم نظرت إليهما بحزم وقالت : من أراد التراجع فليتراجع الآن ، إن عبرنا هذه الاسوار فلا مجال للعودة .
إبتسم موسى بحماس وضغط على يد ديجا : لن أعود ، لن أخسر حبيبتي .


إلى أين ؟

إبتلعتهم الغابة بأشجارها الكثيفة وظلالها الحاضنة ، واصلوا السير حتى مغيب الشمس ، لم يجازفوا بالتوقف خشية أن يلحقهم من في المدينة ، ولكن التعب تمكن منهم فقرروا المبيت ، إختاروا مكاناً مناسب ونصبوا خيمتهم واشعلوا النيران .
أدت ماريا لهم حساءاً لذيذاً و استلقوا يتحدثون قبل النوم.
ديجا : أمي ستقتلني إن عثرت علىّ.
موسى مازحاً : أظن أن اهلي سيفرحون لغيابي ، وفرت عليهم عناء إطعامي و فراش إضافي لإخوتي .. منزلنا مكدس بالبشر يا ديجا ، لن يلحظوا غيابي قبل إسبوع !
ماريا : أبي سيلحظ غيابي فوراً ، لمعت عيناها بالموع وتابعت : سيعتاد الأمر وربما سينشغل في دراسة الكتاب المقدس .
ديجا : هل تظنون أن رئيس المدينة سوف يااحقنا ؟
ماريا : إن إكتشف أمر الكتب سيلاحقنا لا محالة .
نهض موسى وديجا فزعين : ماذا ؟!!
مال بال الكتب ، ألم تسلميه إياها ؟
نظرت إليهم ماريا بابتسامة هادئة ثم فجرت الخبر :الكتب التي سلمتها لرئيس المدينة كانت نسخاً معدلة .. لقد هربنا بالكتب الأصلية !!

يتبع ...



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة بلا آلهه _ الجزء الرابع
- مدينة بلا آلهه - الجزء الثالث
- مدينة بلا آلهه -الجزء الثاني
- مدينة بلا آلهة
- اول مفاوض في التاريخ
- حسني مبارك المغتال تاريخياً
- لماذا نكتب ؟
- إلحاد بدون تكوين
- هكذا يحتفلون باليوم العالمي للمرأة
- تعالوا إلي يا جميع المتعبين (2)
- ( تعالوا إلي يا جميع المتعبين )(1)
- هلاوس في عنبر العقلاء(٨)
- هل يحتفل العالم بميلاد شخصية أسطورية ؟!
- وقت مناسب
- هلاوس في عنبر العقلاء ..(ليلة رأس السنة)
- صفحات نسوية مشرقة في سجل العام الأسوأ على المرأة العربية 202 ...
- في وداع العام الأسوأ للمرأة العربية 2023
- من أجل فشل زيكو !!
- عنف يتصاعد بعد 512 يوم من مناهضة العنف ضد النساء!!!
- حواء المكرمة -أحياناً-


المزيد.....




- ليوناردو دافنشي: عبقري النهضة الذي كتب حكاية عن موس الحلاقة ...
- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - مدينة بلا آلهه - الفصل الخامس