أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علا مجد الدين عبد النور - المرأه المصريه و حقوقها السياسيه_ (سيدات السلطة)














المزيد.....

المرأه المصريه و حقوقها السياسيه_ (سيدات السلطة)


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8531 - 2025 / 11 / 19 - 12:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بعد أن استعرضنا في الجزئين السابقين ملامح حضور المرأة المصرية في الحياة السياسية، والعقبات التي ما زالت تُقيّد مشاركتها الفعلية في دوائر صنع القرار ،وجدنا أنه من الضروري التطرّق إلى الدور السياسي الذي لعبته زوجات رؤساء مصر عبر العقود .

ومن هنا يبرز منصب “سيدة مصر الأولى” بوصفه مساحة رمزية شديدة الخصوصية؛ إذ تُلقَّب زوجة الرئيس بهذا اللقب الشرفي غير الرسمي، الذي يمنحها وضعًا اعتباريًا مميزًا في المناسبات الدبلوماسية والعامة.

ومع ذلك… يظل هذا الدور غريبًا بطبيعته:
منصب بلا تعريف قانوني، عمل بلا راتب،
ومنبرٌ سياسيٌّ بلا سلطة.
إنهن نساء… لم يدخلن البرلمان ولم يحملن حقائب وزارية، لكنّ بعضهن أثّر في القرار العام من بعيد، وبعضهن ترك بصمة لا يمكن تجاهلها
سواء بوعيٍ سياسي، أو بمجرد حضور ألقى بظلاله على الدولة.

فالمرأة هنا ليست مسؤولة سياسية، لكنها ليست بعيدة عن السياسة أيضاً؛ إنها تقف في مساحة رمادية بين الظل والبروتوكول، بين القرب من السلطة والبعد عن القرار.


الملكية: بداية تجاور المرأة و السلطة

في عام 1919، تزوّجت نازلي من السلطان أحمد فؤاد (الذي أصبح أول ملوك مصر بعد إعلان المملكة عام 1922)، وتُوجت معه كأول ملكة في العصر الحديث، متصدّرةً المشهد السياسي والاجتماعي داخل القصر.

لعبت الملكة نازلي دورًا محوريًا بعد وفاة الملك فؤاد في تمكين ابنها الملك فاروق من اعتلاء العرش؛ إذ لم يكن قد بلغ السنّ القانونية التي تتيح له ممارسة سلطاته، وكانت لجنة الوصاية برئاسة الأمير محمد علي توفيق تهدد مستقبله السياسي.
استصدرت نازلي فتوى من الإمام المراغي تجيز للفرد التصرّف في أمواله عند سن الخامسة عشرة، ما سمح لفاروق بتسلّم الحكم وهو في السابعة عشرة ميلاديًا والثامنة عشرة هجريًا، وفقًا للدستور الذي يعتمد التقويم الهجري.

وبعد تولّي فاروق العرش، أصبحت نازلي “الملكة الأم”، ومارست نفوذًا سياسيًا غير مباشر. ففي أزمة 4 فبراير 1942، حين ضغط اللورد الانجليزي كيلرن لعزل فاروق، أقنعت الملك بقبول طلب الانجليز بتعيين مصطفى النحاس باشا رئيسًا للوزراء، وهي خطوة حالت دون إبعاده عن الحكم.

وقد لطّخت فضائح لاحقة صورتها السياسية—خصوصًا زواج الأميرة فتحية من رجل مسيحي— ما وضع القصر في حرج ديني وأخلاقي دفع بالملك فاروق إلى نفيها، ثم أصدر قرارًا في أغسطس 1950 بحرمانها من لقب الملكة الأم


الزوجات الملكيات: تأثير رمزي بظلال سياسية

لم يكن لزوجات الملك فاروق دور سياسي مباشر، بل كان لهن أدوار رمزية ومراسمية كزوجات ملكيات. ومع ذلك، فقد ارتبطت بعضهن ببعض الأحداث السياسية بشكل غير مباشر، مثل الملكة فريدة (ملكه مصر القرينة) التي وصفتها مجلة "لايف" بأنها "رصيد سياسي ذي قيمة" للملك فاروق.
اعتبر الشعب المصري الملكة فريدة بطلة قومية حين امتنعت عن الظهور مع الملك فاروق في المناسبات الخاصة أو العامة اعتراضاً منها على فساده -علاقاته النسائية-، وخرج الشعب في المظاهرات ضد الملك يوم طلاقها منه يهتفون "لا ملكة إلا فريدة" و "حذاء فريدة فوق رأس فاروق"، وهي لحظة اعتُبرت من العلامات التي مهّدت لسقوط حكم فاروق..

بعد طلاقها عام 1948، كرّست جهودها للعمل الإنساني ، حيث ساهمت في إنشاء مجالس لحقوق الإنسان، وعملت على لجان المصالحة في أفريقيا، وترأست لجنة الخبراء لإنشاء مراكز لتنمية المرأة.
كما توسطت لدى الرئيس المصري الراحل أنور السادات لنقل رفات الملك فاروق من حوش الباشا إلى مسجد الرفاعي بالقاهرة، وهو دور له أهمية تاريخية.

ناريمان صادق، الزوجة الثانية لفاروق، فكانت آخر ملكات مصر؛ حملت لقب ملكة مصر والسودان القرينة لمدة 14 شهرًا فقط قبل سقوط الملكية عام 1952 .


من الملكية للجمهورية..تغيّر النظام وتغيّر الدور

مع قيام الجمهورية، اختفى الدور السياسي تقريبًا لزوجات الرؤساء الأوائل.

السيدة عائشة لبيب، زوجة الرئيس محمد نجيب، لم تلعب أي دور سياسي معروف ، واكتفت بدورها "كربة منزل".

كذلك الحال بالنسبة للسيدة تحية كاظم، زوجة الرئيس جمال عبد الناصر التي لم تظهر سياسيًا، لكنها كانت سندًا كبيرًا لعبد الناصر في حياته الشخصية (كأم وزوجة) ، وداعمة له قبل قيام ثورة يوليو 1952.


برأيي، فقد كان هذا الغياب انعكاسًا لطبيعة المرحلة ، حيث حُظرَت الأحزاب و ترسّخ حكم الضباط الأحرار، وانشغلت الدولة ببناء وطن يتعافى من الاحتلال وأعباء الحقبة الملكية.
ويظهر ذلك في رفض الرئيس جمال عبد الناصر بأن تلقب زوجته بسيدة مصر الأولى معللاً ذلك بأن زوجته ليست أفضل المصريات علماً ولا وطنية حتى تنال تلك المكانة لمجرد كونها زوجة الرئيس.

في الوقت ذاته، كانت المرأة المصرية تخطو أولى خطواتها نحو نيل بعض حقوقها فكانت مجانية التعليم سبباً لزيادة نسبة تعليم الفتيات.
ومنحت المرأة حق الانتخاب والترشح عام 1956، كما شهدت هذه الفترة تعيين أول وزيرة مصرية، حكمت أبو زيد، وزيرة للشؤون الاجتماعية عام 1962.


وهكذا نرى أن حضور زوجات ملوك ورؤساء مصر لم يكن يومًا حضورًا شكليًا محضًا، ولا دورًا سياسيًا صريحًا، بل ظلّ يتحرّك دائمًا في تلك المساحة الرمادية بين التأثير الخفي والغياب المقصود.
لقد عكست أدوارهن تحوّلات مصر نفسها، من مملكة تبحث عن الاستقلال، إلى جمهورية تشقّ طريقها وسط تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية.

لكن ما عرضناه هنا ليس سوى نصف الحكاية.
فالدور الأكثر حضورًا ووضوحًا في ذاكرة المصريين سيتجلى لاحقًا مع السيدتين جيهان السادات وسوزان مبارك، ثم مع التحولات الكبرى التي شهدتها مصر بعد ثورة 2011 ،وهذا ما سنستكمله في الجزء الرابع من هذا المقال.



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية (2)
- الخروج من اللعبة (5)
- بين استعراض الإيمان واستعراض الجسد… مصر تدفع ثمن التريند
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية
- انتخبوني وستجدون ما يسركم! - الجزء الثالث والاخير
- انتخبوني وستجدون ما يسركم! (الجزء الثاني)
- -انتخبوني وستجدون ما يسركم-
- مدينة بلا آلهه _ الجزء السادس و الأخير
- مدينة بلا آلهه - الفصل الخامس
- مدينة بلا آلهه _ الجزء الرابع
- مدينة بلا آلهه - الجزء الثالث
- مدينة بلا آلهه -الجزء الثاني
- مدينة بلا آلهة
- اول مفاوض في التاريخ
- حسني مبارك المغتال تاريخياً
- لماذا نكتب ؟
- إلحاد بدون تكوين
- هكذا يحتفلون باليوم العالمي للمرأة
- تعالوا إلي يا جميع المتعبين (2)
- ( تعالوا إلي يا جميع المتعبين )(1)


المزيد.....




- تونس تحذر من مخاطر التفكك الأسري بسبب ارتفاع معدل الطلاق
- اختتام أعمال المؤتمر الإقليمي الخامس للملتقى العربي للنساء ذ ...
- مصر: قصة الطفلة “حور”..حاولت الانتحار بسبب التنمر
- ثلاث طالبات من القدس يُحققن إنجازًا في علم الأعصاب
- الاحتلال يواصل انتهاكاته: تهجير قسري لـ76 مريضًا/ة من مستشفي ...
- -وما خفي أشد قسوة- أسيرة محررة تكشف فظائع التعذيب والاغتصاب ...
- المغرب: إدانة حقوقية لتقاعس السلطات مع قضية اغتصاب متكرر لفت ...
- الأمم المتحدة: 17 مليون يمني/ة يواجهوا/ن الجوع الشديد
- بدء محاكمة امرأة متهمة بطعن مسافرين في محطة قطارات هامبورج
- المندوبية الدائمة لفلسطين بالجامعة العربية تؤكد دور المرأة ا ...


المزيد.....

- الحقو ق و المساواة و تمكين النساء و الفتيات في العرا ق / نادية محمود
- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - علا مجد الدين عبد النور - المرأه المصريه و حقوقها السياسيه_ (سيدات السلطة)