أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - علا مجد الدين عبد النور - بين استعراض الإيمان واستعراض الجسد… مصر تدفع ثمن التريند














المزيد.....

بين استعراض الإيمان واستعراض الجسد… مصر تدفع ثمن التريند


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8527 - 2025 / 11 / 15 - 04:55
المحور: قضايا ثقافية
    


لم يكن الشاب الذي وقف في قاعة المتحف المصري الكبير ليقرأ القرآن بصوت مرتفع يبحث عن لحظة روحية خالصة، بقدر ما كان يبحث عن كاميرا تُوثِّق بطولة مصطنعة.
مشهد ذلك الشاب ذكرني بالفتاة التي تصدرت التريند عام 2020 ،عندما قامت بتصوير جلسة “فوتوسيشن” مرتدية زيًا فرعونيًا بطريقة مثيرة أمام أهرامات الجيزة.
مشهدان متناقضان ظاهرياً لكنهما ينبعان من نفس الفكرة وهي استغلال المحرّمات لصناعة ضجة سريعة تُبقي اسم صاحبها يومًا أو حتى شهراً في فضاء السوشيال ميديا.

فنحن، شئنا أم أبينا، نعيش في ثقافة يحرّكها مثلث المحرمات:
الدين… الجنس… والسياسة.
ثلاثة أضلاع لا تحتاج إلى محتوى حقيقي كي تصنع شهرة، يكفي فقط الاقتراب منها؛ بل يكفي أحيانًا مجرد الإشارة إليها حتى تتصدر المشهد لذلك يلجأ صناع التريند—وحتى الهواة منهم—إلى استخدام هذه المناطق الحسّاسة بوصفها الوقود الأسهل لجلب الانتباه وتأجيج مشاعر الجمهور.

فالشاب الذي قرأ القرآن وسط السياح لم يكن يمارس تدينًا خاشعًا عفوياً ، بل مارس وصاية دينية صاخبة، أجبر الآخرين—متعمداً—على سماع ما لم يطلبوه ، و بدا وكأنه يحمل تفويضًا خفيًا بنشر الدعوة في غير مكانها.
فالهداية شأن إلهي، لا مهمة فردية يقوم بها شاب يحمل هاتفًا ويستغل قدسية النص ليلتقط “تريندًا” سريعًا.

وفي الجهة الأخرى وقفت الفتاة أمام الهرم واستغلت الجسد بوصفه الطعم الأسهل للمشاهدات ، والنتيجة واحدة ... ضجة، اعتقال مؤقت، إعفاء سريع، ثم شهرة لا تستند إلى موهبة ولا رسالة.
ربما لو ارتفع سقف الحريات في المجتمع، لما اضطر أحد للخوض في هذه “المناطق المحظورة” ، فالمجتمعات التي لا تهلع من النقاشات المفتوحة، ولا تعتبر الدين والجسد والسياسة مناطق ملغّمة، لا تنتج هذا النوع من المحتوى الرخيص، فالممنوع لا يجذب طالما أنه ليس ممنوعًا بالأصل .

إن المشكلة الحقيقية ليست في هؤلاء الأفراد، بقدر ما هي في مناخٍ اجتماعي يمنح الصدمة قيمة تفوق عشرات الأفكار الحقيقية، وفي ثقافة تُربّي بعض المتدينين على أنهم وكلاء للهداية، وتمنح بعض الباحثين عن الشهرة إحساسًا بأن أي تجاوز يمكن أن يصنع مجدًا مؤقتًا.

لكن تظل الأزمة الأكبر حين تتحوّل هذه الأفعال إلى تهديد مباشر للسياحة في مصر ، فالمتاحف والمزارات التاريخية ليست خلفية لعرض التدين أو الجسد أو البطولة الزائفة، إنها ذاكرة وطن، ومصدر دخل قومي لا يحتمل العبث ولا الاستعراض، وحمايتها واجب وطني لا يقبل التهاون.



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة المصرية وحقوقها السياسية
- انتخبوني وستجدون ما يسركم! - الجزء الثالث والاخير
- انتخبوني وستجدون ما يسركم! (الجزء الثاني)
- -انتخبوني وستجدون ما يسركم-
- مدينة بلا آلهه _ الجزء السادس و الأخير
- مدينة بلا آلهه - الفصل الخامس
- مدينة بلا آلهه _ الجزء الرابع
- مدينة بلا آلهه - الجزء الثالث
- مدينة بلا آلهه -الجزء الثاني
- مدينة بلا آلهة
- اول مفاوض في التاريخ
- حسني مبارك المغتال تاريخياً
- لماذا نكتب ؟
- إلحاد بدون تكوين
- هكذا يحتفلون باليوم العالمي للمرأة
- تعالوا إلي يا جميع المتعبين (2)
- ( تعالوا إلي يا جميع المتعبين )(1)
- هلاوس في عنبر العقلاء(٨)
- هل يحتفل العالم بميلاد شخصية أسطورية ؟!
- وقت مناسب


المزيد.....




- ماذا قال ترامب عن -الفتيات- المشار إليهن في رسالة إبستين؟
- حصريا لـCNN: مسؤولون أمريكيون يحاولون إثناء ترامب عن استئناف ...
- هل سهلت إسرائيل خروج طائرة فلسطينيين نحو جنوب أفريقيا؟
- استعداد عسكري أميركي لإصدار أوامر الهجوم على فنزويلا
- تسليم السلطة الفلسطينية هشام حرب إلى فرنسا هل هو -مقايضة سيا ...
- مجلس الأمن يجدد العقوبات على الحوثيين عاما آخر
- حالات اختناق بقنابل الغاز ومصابان برصاص الاحتلال في الضفة
- مقتل 7 وإصابة 27 في انفجار بمركز شرطة في كشمير الهندية
- مادورو يوجه رسالة إلى ترامب: -نعم للسلام-
- هجوم بصواريخ -كاتيوشا- يهزّ منطقة المزة في دمشق.. والدفاع ال ...


المزيد.....

- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - علا مجد الدين عبد النور - بين استعراض الإيمان واستعراض الجسد… مصر تدفع ثمن التريند