أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - انتخبوني وستجدون ما يسركم! - الجزء الثالث والاخير















المزيد.....

انتخبوني وستجدون ما يسركم! - الجزء الثالث والاخير


علا مجد الدين عبد النور
كاتبة

(Ola Magdeldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8524 - 2025 / 11 / 12 - 00:50
المحور: الادب والفن
    


بعد أيام من التخطيط والمشاحنات، بدأت القطط تجهيز قوائمها بعد عقد التحالفات.

القائمة 1: رمز الوردة –و تضم بسبوسة وبندق وبعض القطط المسربةوالمعاقة .

القائمة 2: رمز الورقة – وتضم عتريس و عم مكرونه ، القط زينهم الأعرج وبعض الإناث الطموحات .
شمشون يصر على الترشح بشكل فردي، يقول بصوت عالٍ:
"أنا فتوة الحي، أنا لوحدي قائمة! والرمز بتاعي ورقة شجر ، أي قط يختارني يحط ورقة شجر في الصندوق".
وملقاط أيضًا يرفض الانضمام لأي قائمة قائلاً:
"أنا الشيخ ملقاط… مستقل… فوق القوائم ورمزي (داري فود)!"
وهكذا تقام الانتخابات بين قائمتان و مرشحان فرديان .


الحملات الانتخابية:
لم يتحدث شمشون لجموع القطط ولكنه عمل بجد ، فكثف هجماته على الكلاب في المنطقة بمساعدة أعوانه من القطط البلطجية حتى خلا الحي تقريباً من الكلاب ، وتزوج ما يزيد عن 20 قطة حتى يضمن ولاء الجيل الجديد من القطط! ، عمل على فض المشاجرات بينهم و كان دائماً في نصرة الضعيف .

القائمتان إلتزمتا بالجولات في كل شوارع المنطقة ، يعدون القطط بحياة أفضل ووضع قوانين تضمن للجميع حقوقهم ، ومع إقامة ولائم للقطط من بقايا صيوانات المرشحين البشر .
أما الشيخ ملقاط فآثر السلامة وابتعد عن عصابه شمشون وجولات القوائم واتجه لأرض فضاء واسعة بجوار الكنيسة القديمة ( أرض آمنة تتجمع فيها القطط لترتاح من ضوضاء الشوارع وأخطارها .
وقف ملقاط فوق حجر، نفخ صدره، ورفع ديله كأنه إمام مسجد كبير، ثم قال بصوت جهوري:
“اسمعوا يا إخواني…
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
دخلت امرأة النار في هرّة…”
اتلفتت القطط نحوه، بعضهم شهق… والآخر أعاره الانتباه.
أكمل ملقاط بثقة:
“وده ليه؟
علشان الست الظالمة حبست الهِرّه _ اللي هي القطة_ وما رضيتش تأكلها… لحد ما ماتت.
شفتوا؟
شفتوا إحنا غاليين عند ربنا إزاي؟
إحنا مخلوقات ليها مكانتها!”

بدأت بعض القطط تهز ديلها إعجابًا…
وأخرى تمتمت:
“معقولة؟ ربنا بيحبّنا قوي كده؟”

أحس ملقاط بنجاح خطته فتابع :
“انتخبوني… الشيخ ملقاط!
ودعونا نرفع شعار:
الإيمان هو الحل!”
لا تنتخبوا قوائم لا تعلمون من هو المسؤول الحقيقي فيها ولا شمشون ... اللي اتجوز امه والعياذ بالله!
سادت لحظة صمت تبادلت فيها القطط النظرات ، ثم شرعوا بالانصراف واحدة تلو الأخرى.

ملقاط بفزع:
“استنّوا .. يا جماعة متروحوش!” ، إلتفت إليه قط عجوز قائلاً بسخرية : نص القطط اتجوزت أمهاتها يا ملقاط وبعدين "إحنا مسيحيين يا شيخ!!”

تجمّد ملقاط و اتسعت عيناه وتدلى ذيله وهو يتابع القطط ترحل وهو متسمر على الحجر كتمثال غبي!
يهمس لنفسه:
“يا نهار أسود عالكسفة!
نزل عن الحجر وهو يفكر ، إذا كان الإيمان ليس حلاً.. يبقى أكيد التموين هو الحل!!



صمت انتخابي!

كان الحي يغرق في الصمت الانتخابي للبشر والقطط معاً ... استلقى شمشون يستريح في الساحة المحيطة بالكنيسة يستعد ليوم الغد ، و راح عتريس و ملقاط يتابعان التحضيرات لتسهيل عملية التصويت .
ووسط كل هذا الترقب ووسط كل هذه الأحلام بغد أفضل كان كل من بسبوسه وبندق يعيشان حلماً خاصاً ..
اعترف لها بندق بحبه وذابا في ليلتهما الأولى معاً، بسبوسة : لو فزنا هنتجوز؟
لعق بندق وجهها وقال: لو فزنا أو مفزناش لازم تعرفي ان اللي حصل بينا حقيقي ، أنا بحبك يا بسبوسة وطبعاً أتمنى أعيش معاكي عمري كله .
جلست بجواره تطالع الحي من بعيد ، تفتكر بكرة هيكون أحسن؟ هنقدر نساعد الناس؟
بندق بثقة: بسبوستي عاوز أفهمك حاجة ، خدمة الناس مش محتاجة منصب ، اللي عاوز يساعد غيره هيساعدهم من نفسه.
حكت رقبتها بقدمها ثم هزت رأسها باندهاش .



الحقيقة
قبل الفجر، تجمعت القطط في الميدان وقد احضروا صندوق كرتون كبير عليه ملصق"قابل للكسر" ، قطط عجائز يتحركون ببطء للإشراف عملية التصويت ، أجواء التوتر والفوضى تمتزج بالحماس والضحك.
توافدت القطط في مجموعات تدلي بأصواتها في الصندوق المخبأ خلف الشجرة الضخمه على طرف الميدان.
مرت ساعة وانتهى التصويت ، جرت القطط القوية الصندوق في وسط الميدان وشرعت القطط العجائز في فرز الاصوات .
ورقة .. قطعه دراي فود .. ورده .. ورقه شجر وهكذا حتى فرغ الصندوق.
اعادت القطط الفرز مرتين ، ثم نظروا إلى الجموع في ذهول : "ملقاط إكتساح!"
شمشون في غضب: حلو ... قابلوا بقى اللي هيحصل .. من اللحظة دي ملكوش حامي.
عتريس وبسبوسة وبندق يتبادلون نظرات ضائعة: مستحيل كيف حدث هذا؟!
أما ملقاط فصاح: "كسبت! أنا نائب الأمة!"
إنصرف الجميع في صمت قاتل حتى مؤيدو ملقاط إنصرفوا ولم يحتفلوا به.

في المساء ذهب ملقاط لبندق كان هناك هرج حول فيلته، ملقاط: إيه عندكم فرح؟
بندق :لا صاحبي فاز في الانتخابات زيك كده يا سيادة النائب! ، تابع بابتسامة هادئة:
"أنا عارف انت كسبت ازاي."
ملقاط بثقة:
"حب الناس يا أخي… نعمة كبيرة!"
يضحك بندق:
"ومحل أكل القطط اللي اتسرق من يومين؟ مين اللي اشترى الأصوات؟ كيلو دراي فود وعلبة تونة لكل قط… مفيش حاجة بتستخبى في المنطقة."
ملقاط بغضب : محصلش
ثم بتردد يتابع: اللي حصل حصل ساعدني اكون نائب كويس .
بندق ببرود: انت لازم تهرب!

ملقاط:
“إيه؟!”
بندق:
"تهرب لمكان بعيد… وما ترجعش إلا قبل الانتخابات الجاية بشهر."

ملقاط مصدوماً: "ليه؟!"

بندق بابتسامة باردة: "علشان اللي بيمسِك منصب… الناس بتدوّخه. طلبات طلبات طلبات… فاِهرب وانا كمان ماشي"
يتابع: "صاحبي البشري فاز زي ماقلتلك وإحنا هننتقل للساحل الشمالي!"

ملقاط يصرخ:
"طب والمجلس؟!"

بندق: معرفش! ، اسمع كلامي يا ملقاط أنا متربي على لعبة الانتخابات من زمان.

بعد يومين ..
عتريس يتجول في الميدان والحي، يبحث عن صديقيه:لا أثر لملقاط ولا لبندق.. الحي صامت وفارغ ، لا صراخ ولا ضحك حتى البشر أزالوا لافتاتهم وتركوا الحي غارق في الوحده.
كلهم رحلوا وكأنهم لم يكونوا ... وكأن ماحدث حلم ابداً لن يتحقق!
استفاق من شروده عندما فزع من صوت فرامل سياره جامحة ومواء قطة تستغيث..
تمتم بيأس: الله يرحمها شكلها ماتت.

النهاية



#علا_مجد_الدين_عبد_النور (هاشتاغ)       Ola_Magdeldeen#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخبوني وستجدون ما يسركم! (الجزء الثاني)
- -انتخبوني وستجدون ما يسركم-
- مدينة بلا آلهه _ الجزء السادس و الأخير
- مدينة بلا آلهه - الفصل الخامس
- مدينة بلا آلهه _ الجزء الرابع
- مدينة بلا آلهه - الجزء الثالث
- مدينة بلا آلهه -الجزء الثاني
- مدينة بلا آلهة
- اول مفاوض في التاريخ
- حسني مبارك المغتال تاريخياً
- لماذا نكتب ؟
- إلحاد بدون تكوين
- هكذا يحتفلون باليوم العالمي للمرأة
- تعالوا إلي يا جميع المتعبين (2)
- ( تعالوا إلي يا جميع المتعبين )(1)
- هلاوس في عنبر العقلاء(٨)
- هل يحتفل العالم بميلاد شخصية أسطورية ؟!
- وقت مناسب
- هلاوس في عنبر العقلاء ..(ليلة رأس السنة)
- صفحات نسوية مشرقة في سجل العام الأسوأ على المرأة العربية 202 ...


المزيد.....




- حضور فلسطيني قوي في النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي ...
- للمرة الثانية خلال شهور.. تعرض الفنان محمد صبحي لأزمة صحية
- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...
- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علا مجد الدين عبد النور - انتخبوني وستجدون ما يسركم! - الجزء الثالث والاخير