أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سهام يوسف علي - هل يعود العراق إلى “الورقة البيضاء”؟ ولماذا قد تكون الخيار الوحيد أمام الحكومة المقبلة؟














المزيد.....

هل يعود العراق إلى “الورقة البيضاء”؟ ولماذا قد تكون الخيار الوحيد أمام الحكومة المقبلة؟


سهام يوسف علي

الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 19:16
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


بينما ينشغل المشهد السياسي بالتحالفات الانتخابية، تتكشف في الخلفية أزمة مالية تتصاعد بصمت . ومع تراجع أسعار النفط، واتساع فجوة العجز، وتراجع الاحتياطي، يعود سؤال واحد إلى الواجهة:
هل يعود العراق إلى “الورقة البيضاء”؟
ليس كوثيقة سياسية، بل كخيار مالي اضطراري؟
الحقيقة أن الظروف التي دفعت العراق عام 2020 إلى صياغة تلك الورقة، هي نفسها تقريبًا التي يعيشها العراق في 2025:
1. عجز الموازنة الكبير
مع العجز المتوقع الذي قد يتجاوز 15 تريليون دينار، لا تستطيع الحكومة الاستمرار في الإنفاق بنفس الوتيرة دون أن تستنزف الاحتياطيات أو تلجأ للاقتراض الداخلي والخارجي بمعدلات غير مسبوقة.
2. تراجع الاحتياطيات الأجنبية
الاحتياطيات انخفضت من 111.7 مليار دولار في 2023 إلى 98.1 مليار دولار حتى أيلول 2025، أي فقد العراق أكثر من 13 مليار دولار خلال عامين. هذا الهبوط يضع ضغطًا مباشرًا على قدرة البنك المركزي على دعم سعر الصرف واستقرار العملة.
3. ارتفاع النفقات التشغيلية
النفقات التشغيلية، خصوصًا الرواتب والإعانات، تمثل أكثر من 80٪ من الموازنة، وهي ضخمة جدًا مقارنة بالإيرادات غير النفطية. أي محاولة للاستمرار في “سياسة الشعبوية” عبر زيادة الإنفاق ستؤدي إلى مزيد من العجز واستنزاف الاحتياطيات.
4. محدودية قدرة الحكومة على الاقتراض
الدين الداخلي تجاوز 90 تريليون دينار، والسوق المحلية لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من أدوات الدين، ما يعني أن التمويل عبر الاقتراض لن يكون متاحًا بنفس السهولة السابقة.
5.اسعار النفط تهبط إلى نطاق 60–65 دولارًا
6.توقع غياب موازنة فعلية للعام القادم
بهذه المعطيات، يصبح السؤال ليس: هل ستعود الحكومة إلى الورقة البيضاء؟
بل: هل تملك خيارًا آخر أصلًا؟
أولاً: لماذا عودة الورقة البيضاء واردة منطقياً؟
1) لأن البدائل غير موجودة في المدى القصير والحكومة المقبلة أمام خيارين أحلاهما مرّ:
إمّا مجاراة الشعبوية ← نفقات تشغيلية أعلى + عجز أكبر + احتياطي أقل
أو مواجهة الحقيقة ← ضبط الإنفاق + وقف التعيينات + إصلاحات غير شعبية
2) لأن المؤسسات الدولية ستدفع بهذا الاتجاه
صندوق النقد والبنك الدولي اعتبرا الورقة البيضاء، خارطة طريق قابلة للتطبيق، ومع انخفاض الاحتياطي، قد يصبح العراق بحاجة إلى أدوات تمويل خارجية، وهذا سيعيد الوثيقة تلقائيًا للواجهة.
ثانياً: ما الذي يمكن تطبيقه فعليًا من الورقة البيضاء؟
ليس كل الورقة، بل الجزء الذي يمكن تمريره سياسيًا من دون صدمة اجتماعية:
1. تنظيف ملف الرواتب (الازدواج – الفضائيون – الرواتب غير المستحقة).
2. إصلاح الكهرباء ، ليس من خلال رفع الأسعار، بل من خلال العدادات الذكية ،الجباية ،معالجة التجاوزات
3. ضبط المنافذ الحدودية والضرائب ،بإمكانها مضاعفة الإيرادات غير النفطية خلال سنة واحدة.
4. تحديث النظام المالي والمصرفي واعتماد الدفع الإلكتروني، تقليل الكاش، نظام الضرائب الرقمي ،كلها أدوات تقلل التهرب وتضبط الإنفاق.
ثالثاً: ما الذي لن تُطبّقه الحكومة من الورقة البيضاء؟
لا يمكن تمرير الأجزاء التالية سياسيًا في المدى القصير:
تخفيض الرواتب الحكومية
رفع أسعار الوقود بشكل صادم
تغيير سعر الصرف
هذه ملفات مؤجلة لأن تكلفتها السياسية أعلى من قدرة أي حكومة على تحملها.
خامساً: لماذا المدى القصير هو المحرك الأساسي؟
رغم أن الإصلاح الحقيقي في العراق يحتاج سنوات طويلة، إلا أن طبيعة الأزمة المالية الحالية تجعل المدى القصير هو العامل الحاسم في القرارات الحكومية. فالعجز المتزايد، وتراجع الاحتياطي، وغياب الموازنة القادمة، كل ذلك يفرض على الحكومة المقبلة أن تتحرك بسرعة خلال الأشهر الأولى من عمرها، العراق اليوم لا يملك رفاهية الانتظار، فالسياسات طويلة الأجل مثل تنويع الاقتصاد، تطوير الصناعة، أو تحسين كفاءة الضرائب ، لن تظهر نتائجها قبل 3 إلى 7 سنوات، بينما الدولة تحتاج إلى تأمين الرواتب، تمويل الإنفاق الأساسي، والمحافظة على استقرار سعر الصرف الآن، وليس لاحقاً.
لهذا، تصبح الأدوات القصيرة الأجل ، ضبط النفقات، مراجعة الرواتب والحماية الاجتماعية، وإعادة ترتيب الأولويات، هي المحرك الرئيسي للسياسة المالية في اللحظة الراهنة.
في المدى الطويل… كلنا موتى.”كما قال كينز

الورقة البيضاء ستعود… لكن باسم آخر“وثيقة الاستدامة المالية”، “خارطة الإصلاح الاقتصادي”، “برنامج التوازن” لكن المحتوى سيكون مستمدًا من نفس المبادئ.



#سهام_يوسف_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفوذ الأميركي الثلاثي في العراق: بين الحاجة والهيمنة
- انتخابات تخطف الأبصار لكنها لا تضيء الطريق
- لماذا لا نملك -لي كوان يو- عراقياً؟
- ليس في الجراب غير الطائفية
- حين يبكي العراق: أسطورة الأنهار والدموع
- اقتصاد يئنّ... وساسة يتحدثون عن الرفاهية
- الرفاه الريعي في العراق: حين يجد العراقي الموز ولا يجد الكهر ...
- العراق في تقرير آفاق الاقتصاد الإقليمي لصندوق النقد الدولي 2 ...
- فتاوى ضد التغيير: حين صار الوطن كافرا والفساد مؤمنا-
- العراق: دولة غنية بالفقر
- العراق... الكنز الذي سرق نفسه
- نقل المصانع الإيرانية إلى العراق بين فرص الاستثمار ومخاطر ال ...
- 2.1%؟!: العراق بين الأرقام المعلّبة وواقع البطالة الحقيقي
- سندات الخزينة لدفع مستحقات المقاولين: قراءة في الدين الداخلي ...
- سندات الخزينة لدفع مستحقات المقاولين: قراءة في الدين الداخلي ...
- العراق بين تحولات الديموغرافيا وأزمات التنمية: قراءة في معضل ...
- عباءة الذهب… وجسد العراق العاري
- مليار دينار بلا عمل: البرلمان العراقي يبتلع المال ويعطل الاق ...
- ماوراء الاستيراد القياسي للذهب في العراق
- الاقتصاد العراقي يتجاوز طاقته الاستيعابية: مؤشرات النصف الأو ...


المزيد.....




- -المثلث الذهبي-.. بؤرة المخدرات الآسيوية
- حين تُقصف الذاكرة: الإحتلال يعيد إنتاج النكبة في مخيمات غزة! ...
- كم جنت أميركا من بيع مقاتلات إف-35 في العالم؟
- إيفو: 8.1% من الشركات الألمانية تعتبر نفسها في وضع حرج
- لاغارد: التجارة الداخلية وسيلة أوروبا للتغلب على رسوم ترامب ...
- تقرير امريكي يكشف: هيمنة الجماعات المسلحة على الاقتصاد الرقم ...
- د.مجدلاني : اليابان يمكنها الاستثمار بالسلام في المنطقة وتحو ...
- الاقتراض الحكومي في بريطانيا يتجاوز التوقعات في أكتوبر
- صادرات تركيا إلى دول مجموعة العشرين تتجاوز 100 مليار دولار
- صعود الميليشيات الإلكترونية في العراق: هيمنة الجماعات المسلح ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوري: من احتكار الدولة إلى احتكار النخب تحولات هي ... / سالان مصطفى
- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سهام يوسف علي - هل يعود العراق إلى “الورقة البيضاء”؟ ولماذا قد تكون الخيار الوحيد أمام الحكومة المقبلة؟