أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سهام يوسف علي - ماوراء الاستيراد القياسي للذهب في العراق














المزيد.....

ماوراء الاستيراد القياسي للذهب في العراق


سهام يوسف علي

الحوار المتمدن-العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 13:43
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ما وراء الاستيراد القياسي للذهب في العراق

في عام 2024، استورد القطاع الخاص العراقي نحو 12.5 مليار دولار من الذهب وفق بيانات الجمارك الإماراتية، وهو تقريبًا أربعة أضعاف قيمة استيرادات 2023 التي بلغت حوالي 3.2 مليار دولار. هذا الرقم الضخم يطرح تساؤلات جادة حول سلوك المستثمرين والأفراد، وأسباب تحويل جزء كبير من الأموال إلى سلعة غير منتجة بدل الاستثمار في الإنتاج والتنمية.

في المقابل، سجل البنك المركزي العراقي مشتريات رسمية بلغت 20.1 طنًا في 2024، مقارنة بـ12.3 طن في 2023 و33.9 طن في 2022، وفق بيانات World Gold Council (WGC)، لتعزيز الاحتياطي الرسمي للبلاد الذي بلغ حوالي 162 طنًا أواخر 2024. ومن المهم التأكيد أن الرقم 12.5 مليار دولار يخص القطاع الخاص حصريًا، ولا يشمل مشتريات البنك المركزي.

استيراد بما يقارب 12 مليار دولار من الذهب في عام واحد رقم ضخم جدًا لاقتصاد مثل العراق. هذا يعادل 73% من إجمالي الإنفاق الاستثماري الحكومي لذات السنة،رقم قياسي بهذا الحجم لا يعكس فقط توجه العراقيين نحو الملاذات الآمنة بدل الاستثمار في الإنتاج والتنمية، بل يسلط الضوء على ثغرات كبيرة في الرقابة المالية والاقتصادية.

الذهب كأداة للتحوط أم لغسيل الأموال؟
لا يمكن تفسير استيراد الذهب بهذا الحجم على أنه مجرد وسيلة للتحوط المالي، فالأثرياء يدركون أن الاحتفاظ بالذهب يجمد أموالهم ولا يدر أرباحا مباشرة، ما يجعل الادعاء بأن هذه الاستراتيجية تمثل تحوطًا اقتصاديًا مستدامًا بعيدًا عن المنطق."

كذلك لا يمكن الاعتماد على الذهب كوسيلة للدفع بديلاً عن الدولار مع الدول الأخرى، لأن الاستيراد يتم غالبًا بالدولار نفسه، واستخدام الذهب لا يقلل الطلب على الدولار بل يضيف تكلفة إضافية للنقل والتأمين والتخزين. هذا يدحض فكرة أن الذهب وسيلة لتجنب الاعتماد على الدولار أو التعامل مع الدول المحظور مصرفيًا، لأن التحديات اللوجستية والتحويلية تجعل هذا الخيار أقل كفاءة من التعامل المباشر بالدولار.

الأرجح أن غياب الشفافية في مسارات الذهب بعد دخوله العراق يعزز الشكوك حول استخدامه في عمليات مالية مشبوهة، خصوصًا إعادة تصديره إلى الإمارات ودول مجاورة للاستفادة من فروقات الأسعار وسعر الصرف، فالذهب، بهذه السعة، يصبح أداة مثالية لغسيل الأموال والتحايل على القوانين المالية والضريبية، بما في ذلك تحويل الأموال غير المشروعة إلى أصول ملموسة يمكن إعادة بيعها أو تحويلها بسهولة.
الاستهلاك المحلي مقابل التصدير
رغم حجم الاستيراد الكبير، يظل الاستهلاك المحلي للذهب محدودًا نسبيًا. وفقًا لتقرير وزارة التجارة العراقية، بلغ إجمالي صادرات العراق من الذهب في عام 2023 حوالي 1.3 مليار دولار أمريكي، مع تصدير أكثر من ثلث هذه الكمية إلى الإمارات العربية المتحدة. في المقابل، بلغ إجمالي واردات العراق من الذهب في نفس العام حوالي 2.2 مليار دولار أمريكي، ما يشير إلى أن جزءًا كبيرًا من الذهب المستورد لا يُستهلك محليًا، بل يُعاد تصديره إلى دول مجاورة للاستفادة من فروقات الأسعار وسعر الصرف.

المخاطر الاقتصادية
1. استنزاف العملة الصعبة: إذا كان الذهب يُستورد ويُعاد تصديره أو يُهرَّب، فهذا يعني نزيفاً مباشراً للاحتياطي من الدولار.
2. تراجع الثقة بالقطاع المصرفي: الإقبال على الذهب كبديل عن الادخار في البنوك يعني تعطيل قدرة هذه الأخيرة على تمويل الاقتصاد.
3. جزء كبير من هذه التدفقات قد يُستخدم لغسيل الأموال، التهرب الضريبي، والتحايل على الرقابة المالية، ما يزيد من هشاشة الاقتصاد ويقوض الثقة في المؤسسات.

تجاهل الحكومة لهذه الظاهرة يعني استمرار الاقتصاد العراقي في دائرة استهلاك الموارد وتكديس الثروات خارج النشاط الإنتاجي، مع انعكاسات محتملة على التضخم، سعر الصرف، والاستقرار المالي العام. الذهب في العراق اليوم ليس مجرد سلعة استهلاكية، بل يعكس مؤشرات على هشاشة بعض جوانب الاقتصاد والممارسات المالية، ويستدعي مراقبة وإدارة دقيقة لتفادي مخاطر أكبر على الاستقرار الاقتصادي



#سهام_يوسف_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد العراقي يتجاوز طاقته الاستيعابية: مؤشرات النصف الأو ...
- حفلة التيوس
- الانتقائية في معيار -حسن السيرة والسلوك-: أزمة الديمقراطية ا ...
- حين يُصبح الانحياز صوتًا بلا عقل
- الاستثمار بين السيادة والتنمية: قراءة موضوعية في المادتين ال ...
- موازنة فريدة- وتجربة لم تكتمل: قراءة نقدية في خطاب الحكومة ع ...
- تحليل نقدي للتقرير الوطني الطوعي الثالث للعراق: بين الإنجازا ...
- تصريحات وزيرة المالية حول تأخر جداول الموازنة: قراءة في المب ...
- سنأخذ النفط العراقي-... هل ستتحقق نبوءة ترامب؟
- التبادل التجاري بين العراق والولايات المتحدة: فائض رقمي يخفي ...
- العراق بين شبح العجز وغياب الإصلاح: قراءة نقدية لتقرير صندوق ...
- قراءة في تحذيرات صندوق النقد للعراق
- عن الجامعات العراقية ومؤشر النزاهة البحثية.. الحقيقة ليست في ...
- التسوّل في العراق... حين يصبح الفقر تجارة والفساد راعيًا لها
- الجامعات العراقية وتصنيف -العلم الأحمر-: أزمة نزاهة البحث ال ...
- بين الإعلانات المليارية والحقائق المالية: خرافة الاستثمار ال ...
- العرض، موسم السُخرة، وكرنفال الهبات
- الضوضاء الملونة- لا تُقنع الأسواق ولا تُعالج الأزمة
- السلف الحكومية في العراق ضمن كشف حساب الدولة 2024: تمويل طار ...
- تعليق بطاقات الدفع الإلكتروني الدولية في العراق: قرار مالي أ ...


المزيد.....




- قمح مقابل سيارات صينية.. روسيا تلجأ إلى المقايضة وسط ضغط الع ...
- الذهب عند ذروة قياسية مع تراجع الدولار وسط آمال خفض الفائدة ...
- محكمة أميركية ترفض السماح لترامب بعزل عضو بالمركزي
- حملة دولية تطالب بوقف التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية
- المركزي السوري: سنصبح -نمر- منطقة الشرق الأوسط خلال 5 سنوات ...
- الاقتصاد الإبداعي.. قوة صاعدة تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي
- وزير المالية الياباني: سندرس بعناية إجراءات للضغط على روسيا ...
- رسوم ترامب -المخفضة- على السيارات اليابانية تدخل حيز التنفيذ ...
- هل تعيد تركيا إحياء خط الحجاز الحديدي؟
- ما أسباب انتعاشة -الأسهم الآسيوية-؟


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سهام يوسف علي - ماوراء الاستيراد القياسي للذهب في العراق