أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سهام يوسف علي - التبادل التجاري بين العراق والولايات المتحدة: فائض رقمي يخفي هشاشة اقتصادية














المزيد.....

التبادل التجاري بين العراق والولايات المتحدة: فائض رقمي يخفي هشاشة اقتصادية


سهام يوسف علي

الحوار المتمدن-العدد: 8399 - 2025 / 7 / 10 - 13:25
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


في السنوات الثلاث الأخيرة، شهد التبادل التجاري بين العراق والولايات المتحدة الأميركية أرقامًا لافتة للانتباه من حيث الحجم والنسبة، حيث تشير بيانات trademap إلى أن صادرات العراق إلى الولايات المتحدة قد بلغت:

أكثر من 10.3 مليار دولار في عام 2022،

وانخفضت إلى 8.9 مليار دولار في عام 2023،

ثم تراجعت إلى 7.6 مليار دولار في عام 2024.

في المقابل، بلغت صادرات الولايات المتحدة إلى العراق في نفس السنوات:

نحو 950 مليون دولار في 2022،

ثم ارتفعت إلى 2.25 مليار دولار في 2023،

قبل أن تنخفض مجددًا إلى 1.66 مليار دولار في 2024.

وعليه، فإن الميزان التجاري يميل لصالح العراق بفائض يتجاوز 22 مليار دولار خلال ثلاث سنوات. للوهلة الأولى، قد يُفهم من هذا الفائض أن العراق يتمتع بعلاقة تجارية رابحة مع الولايات المتحدة، لكن نظرة أدق إلى مكونات هذا التبادل تُظهر صورة مختلفة تمامًا.
تعتمد الصادرات العراقية إلى الولايات المتحدة بشكل شبه كامل على النفط الخام، الذي يمثل أكثر من 99% من مجموع الصادرات، في حين أن باقي البنود لا تتجاوز قيمتها مجتمعة عشرات الملايين من الدولارات، وتتوزع بين منتجات فنية، غذائية، وأثرية.
من ناحية أخرى، فإن ما تستورده بغداد من واشنطن يشمل أجهزة ومعدات طبية وصناعية متطورة، مركبات، مواد غذائية مصنّعة، تقنيات، وأنظمة اتصالات... أي أن كل ما يُستورد يحمل قيمة تكنولوجية مضافة عالية.

بالتالي، فإن الفائض التجاري الكبير الذي يظهر في الأرقام يخفي في الواقع عجزًا هيكليًا في الاقتصاد العراقي، الذي لم ينجح بعد في تصدير أي منتج صناعي أو زراعي ذي قيمة تنافسية عالية.

هل تشمل الرسوم الجمركية النفط العراقي؟
تُطرح مؤخرًا تساؤلات بشأن إمكانية فرض رسوم جمركية أميركية على صادرات العراق، وخاصة النفط. حتى الآن، لم تفرض الولايات المتحدة رسومًا على النفط الخام المستورد، باعتباره سلعة استراتيجية تؤثر مباشرة على الاقتصاد الأميركي، وسعر الطاقة في الداخل.

لكن في حال تغير الموقف السياسي، يمكن لواشنطن أن تلجأ إلى أدوات غير جمركية، مثل:

فرض حصص استيراد على النفط العراقي،

تأخير التصاريح التنظيمية أو البيئية،

أو استخدام الضغط السياسي لتحويل عقود الشراء إلى دول بديلة.

وهذه أدوات ليست معلنة كرسوم، لكنها تحقق نفس الغرض: إزاحة العراق من السوق الأميركية أو تقليص حصته.

معنى الفائض التجاري... ومن يربح حقًا؟
عندما يصدّر بلدٌ ما مواد خامًا ويستورد سلعًا نهائية متطورة، فإنه يخسر فعليًا رغم تحقيق فائض في الميزان التجاري. فالقيمة الحقيقية تكمن في سلاسل الإنتاج، والمهارات، والتكنولوجيا، وهي مجالات لا يزال العراق غائبًا عنها تمامًا.

ورغم أن الأرقام تشير إلى فائض تجاري نسبته تتجاوز 70% لصالح العراق، فإن القيمة الاقتصادية الحقيقية والتأثير الصناعي يميل لصالح الولايات المتحدة، التي تصدّر ما تنتجه من اقتصاد معرفي وصناعي متطور، بينما يعتمد العراق على مورد واحد معرض للتقلبات العالمية.

التبادل التجاري مع الولايات المتحدة يكشف عن اختلال هيكلي عميق في الاقتصاد العراقي، يُخفيه فائض عددي في الميزان التجاري. وإذا استمر العراق في تصدير النفط فقط، واستيراد كل شيء آخر، فإن أي هزّة في أسعار الطاقة أو تغيير في السياسات الأميركية قد يُفجّر أزمة تجارية ومالية مفاجئة.

الرهان الحقيقي ليس في تحقيق فائض مؤقت، بل في بناء قاعدة إنتاج حقيقية تعزز موقع العراق في التجارة الدولية وتقلل من تبعيته للنفط والضغوط الخارجية



#سهام_يوسف_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين شبح العجز وغياب الإصلاح: قراءة نقدية لتقرير صندوق ...
- قراءة في تحذيرات صندوق النقد للعراق
- عن الجامعات العراقية ومؤشر النزاهة البحثية.. الحقيقة ليست في ...
- التسوّل في العراق... حين يصبح الفقر تجارة والفساد راعيًا لها
- الجامعات العراقية وتصنيف -العلم الأحمر-: أزمة نزاهة البحث ال ...
- بين الإعلانات المليارية والحقائق المالية: خرافة الاستثمار ال ...
- العرض، موسم السُخرة، وكرنفال الهبات
- الضوضاء الملونة- لا تُقنع الأسواق ولا تُعالج الأزمة
- السلف الحكومية في العراق ضمن كشف حساب الدولة 2024: تمويل طار ...
- تعليق بطاقات الدفع الإلكتروني الدولية في العراق: قرار مالي أ ...
- موازنة على أرائك مهترئة: العراق بين النفقات الحاكمة والملاعق ...


المزيد.....




- مسؤولون عراقيون: البلد لن يتأثر بالضرائب الأميركية الجديدة
- مؤتمر آسيان يعزز الشراكات الاقتصادية وسط محاذير الاستقطاب
- الاتحاد الأوروبي يهدد بفرض رسوم جمركية مضادة على أميركا
- رحيل رفعت السيد العوضي رائد الاقتصاد الإسلامي وباحث الإعجاز ...
- الجزائر والاتحاد الأوروبي يتفقان على إضفاء التوازن على الشرا ...
- بريطانيا مفلسة والسبب سندات ابتكرتها قبل 40 عاما
- هددت بإجراءات مضادة.. بروكسل تنتقد رسوم ترامب الجديدة
- ترامب يفرض رسوما جمركية 30% على الاتحاد الأوروبي والمكسيك
- الصين تطالب أميركا بوقف تسييس القضايا التجارية
- مدن سودانية تنهض من رماد الحرب والخرطوم تتراجع


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سهام يوسف علي - التبادل التجاري بين العراق والولايات المتحدة: فائض رقمي يخفي هشاشة اقتصادية