|
|
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخُّل الْغَيْبِيّ عَنْ مُرُونَة الْكَيْنُونَة وَصِرَاع الْإِرَادَات الْوُجُودِيَّة -الْجُزْءُ الخَامِسُ و الثَّلَاثُون-
حمودة المعناوي
الحوار المتمدن-العدد: 8530 - 2025 / 11 / 18 - 16:58
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
_ سجلات الأكاشا: المكتبة الكونية، تقنيات التوليف الطقسي، وجدلية تعديل النمط الأصلي للكينونة
تُعتبر سجلات الأكاشا (Akashic Records) في الفلسفة الروحانية والأنظمة السحرية العليا مثل الثيوصوفيا و التقاليد الهرمسية بمثابة مكتبة كونية أو الذاكرة الكونية. يُفترض أنها مستودع شامل وغير مادي يسجل كل حدث، فكر، كلمة، وعمل حدث أو سيحدث لكل كائن و كينونة في الوجود. هذه السجلات لا تُخزن المعلومات بشكل خطي، بل هي شبكة طاقية على مستوى الأكاشا (الأثير/العنصر الخامس) تحمل البصمات الوجودية والنمط الأصلي (Blue-print-) لكل كيان. بالتالي، فإن الوصول إلى الأكاشا ليس مجرد قراءة للتاريخ، بل هو الوصول إلى الجوهر الميتافيزيقي للكينونة بما يشمل مصيرها وإمكاناتها الكامنة. في إطار السحر، تُعدّ القدرة على الوصول إلى الأكاشا و تعديلها الهدف الأسمى للتحكم المطلق في الواقع، حيث يُنظر إليها على أنها المستوى الأعمق للعمل السحري، المتجاوز للتأثيرات المادية أو الطاقية السطحية. الوصول إلى سجلات الأكاشا لا يتم بالطرق الحسية أو العقلية المباشرة، بل يتطلب تقنيات سحرية وروحية متقدمة تُعرف بإسم الإستبصار الكوني أو الإسقاط الأثيري الموجه. 1. تقنية التردد والإتصال الطقسي (Ritual Frequency Alignment): تعتمد هذه التقنية على رفع تردد الوعي الذاتي للساحر إلى تردد الأكاشا. يتم ذلك عبر طقوس تأملية عميقة، إستخدام رموز هندسية مقدسة (ماندالات أو سجيلات)، أو إستخدام ترددات صوتية مُحددة (مانترا). الهدف هو إحداث حالة من الغيبوبة الواعية (Trance State) التي تسمح للساحر بفصل وعيه عن الزمان والمكان الماديين. في هذه الحالة، يمكن للوعي الأثيري للساحر أن يُبحِر في بحر الأكاشا. 2. إستخدام مفاتيح الكيانات (Entity Keys): يُفترض في بعض المدارس السحرية أن كيانات أثيرية معينة مثل المعلمين الصاعدين، أو أرواح الحكمة تعمل كـأمناء على هذه السجلات. يتضمن الطقس السحري هنا إستدعاء هذه الكيانات و التحالف معها للحصول على إذن أو مفتاح طاقي يسمح بالإطلاع على ملفات الكينونة المستهدفة. إن الوصول هنا هو تقنيًا عملية توليف للوعي ليتزامن مع بنية الذاكرة الكونية، وهو يُعدّ من أعقد الممارسات وأخطرها روحيًا. تعديل بيانات الكينونة في سجلات الأكاشا هي النقطة الأكثر جدلًا وصعوبة تقنية وفلسفية. يعتقد بعض الفلاسفة الروحيين أن الأكاشا تسجل النمط الأصلي والإمكانية الكاملة للكينونة، وأنها ثابتة لا تتغير كليًا، لأنها تعكس الحقيقة المطلقة. في هذا المنظور، لا يمكن للسحر أن يُلغي ما هو مسجل، بل يمكنه فقط أن يؤثر على كيفية تجلي هذا النمط في الواقع المادي (الطبقة السطحية من الوجود). يُمكن للسحر أن يُعيق مسار الكينونة المسجل، لكنه لا يُغير الجوهر الكامن. يُمارس السحرة الذين يؤمنون بقدرة التعديل تقنية تسمى إعادة البرمجة الكارميّة. هذه التقنية لا تحاول محو الماضي الذي هو سجل ثابت، بل تحاول تعديل عقد الكينونة المستقبلي أو الروابط الكارميّة. يتم ذلك عبر تكثيف نية الساحر وتحويلها إلى نموذج فكري طاقي (Thought-Form) يتم إرساله إلى الأكاشا. هذا النموذج الفكري يعمل كـتحديث بيانات يُقنع الشبكة الكونية بأن المسار الجديد هو الأكثر إحتمالية. هذا التعديل يتطلب قوة إرادة هائلة وطقوسًا مُعقدة تتجاوز الوعي البشري العادي. إن التعديل هنا ليس محوًا، بل هو إعادة توجيه المسار عبر إضافة بصمات جديدة من الإرادة القوية. فإذا كان سجل الكينونة يحتوي على مسار للفشل، فإن الطقس يسعى لإضافة بصمة النجاح بقوة هائلة لكي تُصبح هي الواقع المختار في المستقبل. محاولة تعديل سجلات الأكاشا تُعتبر أخلاقيًا قفزة في عالم السحر الأسود المطلق، لأنها تتعدى على الـسيادة الكونية و حرية التطور الروحي للكيان. يُعتقد أن الساحر الذي يحاول تعديل سجلات الأكاشا لكيان آخر يتحمل أقصى درجات العبىء الكارمي، لأنه يتدخل في المسار الروحي المقدر للكيان. هذا الفعل قد يؤدي إلى تبعات وجودية خطيرة تعود على الساحر نفسه (قانون الإنعكاس/الثلاثية). الكينونة التي يتم تعديل بياناتها قد تواجه تفككًا في هويتها الأصلية، حيث لا تتطابق السجلات الداخلية لـ من أنا مع ما هو مسجل في الذاكرة الكونية، مما يُحدث فراغًا وجوديًا عميقًا. تتضمن الممارسة السحرية المتقدمة تقنية للوصول إلى سجلات الأكاشا، تعتمد على التوليف الواعي والطقوس الرمزية. أما التعديل، فهو ممكن تقنيًا في إطار إعادة توجيه المسار الكارمي عبر قوة الإرادة المطلقة، لكنه يظل محل خلاف فلسفي، ويحمل أشد العواقب الكارمية على الساحر و الكينونة المستهدفة.
_ البرمجة السحرية الشرطية: زرع الإشارات الخفية في مسار المصير (Fateful Path)
إن إعتبار السحر تقنية لزرع إشارات خفية في مسار مصير الكينونة (Fateful Path) يمثل نموذجًا متقدمًا لفهم العمل السحري، يتجاوز فكرة التأثير اللحظي أو القسري المباشر. هذا المفهوم يُعرف في السحر المتقدم بـالبرمجة السحرية الشرطية (Conditional Magical Programming). المصير، في هذا السياق، لا يُنظر إليه كخط مستقيم ثابت، بل كشبكة من الإحتمالات والمفترقات الكارمية التي تتفاعل مع إختيارات الكينونة. الساحر، بدلاً من تغيير المصير جذريًا وهو أمر يتقاطع مع قدرة الكينونة على تعديل الأكاشا كما ذكرنا سابقاً، يعمل على إدخال مُحفّزات طاقية كامنة، أو إشارات خفية، تبقى نائمة حتى تتحقق شروط محددة في الواقع. هذا النموذج يُحوّل السحر من قوة دفع فورية إلى قوة جذب آجل، حيث يظل التأثير كامنًا ينتظر اللحظة المناسبة للنشاط، مما يضمن ديمومته وتخفيه عن الدفاعات الروحية للكينونة. لزرع هذه الإشارات في مسار المصير، يعتمد السحر على آليات متطورة تجمع بين علم الرمز و الطاقة والإرادة: 1. بناء النموذج الفكري المُعلَّق (Suspended Thought-Form): يُقوم الساحر ببناء نموذج فكري (Egregore) ذي شحنة طاقية عالية، يحمل أمرًا طقسيًا محددًا مثل؛ عندما ترفض الكينونة س عرض ص، ينشط تأثير ع . لا يتم إطلاق هذا النموذج الفكري مباشرة نحو الكينونة، بل يتم تعليقه في الأثير المحيط بها أو في أحد مراكزها الطاقية (الشاكرات)، خاصة الشاكرة المتعلقة بالقرار والمصير مثل شاكرة الضفيرة الشمسية. هذا النموذج يعمل كـلغم طاقي خفي لا ينشط إلا عند تلبية الشرط. 2. الربط بالذاكرة الكونية (Fateful Anchoring): يتم ربط الإشارة السحرية بحدث مُتوقع أو شرط وجودي مُحتمل في مسار الكينونة. يتم ذلك عبر إستخدام رموز أو مواد طقسية تُمثل الشرط المراد تحقيقه مثل ربط الطقس بعقد عمل مستقبلي أو علاقة شخصية جديدة. فلسفيًا، هذه العملية تُنشئ وعدًا طاقيًا كاذبًا في المصير، حيث تُصبح الإشارة الخفية جزءًا من السيناريوهات المحتملة التي تُدركها الكينونة على مستوى الوعي الباطن. 3. الشروط المُنشّطة (Activation Conditions): تُعد هذه الشروط هي الجزء التقني الأكثر أهمية. يُمكن أن تكون الشروط نفسية مثل الشعور باليأس المطلق، أو الغضب الشديد، أو الحب المفاجئ. مادية مثل دخول مكان معين، أو لمس شيء محدد، أو رؤية شخص ما. زمنية فلكية مثل يوم معين، أو عبور فلكي محدد. بمجرد تحقق الشرط، تُرسل الإشارة المُعلَّقة شحنتها الطاقية الكاملة، فتنقل الكينونة فجأة من مسارها الطبيعي إلى مسار التأثير السحري المُعدّل. يُثير هذا المفهوم تحديًا فلسفيًا يتعلق بتأثير السحر على الإرادة الحرة في اللحظة التي تنشط فيها الإشارة. إن زرع الإشارات الخفية هو محاولة للتحايل على المناعة الروحية المكتسبة. عندما يكون التأثير كامنًا، لا يمكن للدفاعات الروحية للكينونة أن تكتشفه وتطوره ضده مناعة. وعندما ينشط التأثير، فإنه يفعل ذلك في لحظة ضعف أو إرباك (تحقيق الشرط)، مما يضمن إختراقًا فعالًا في الوقت الأكثر ملاءمة للساحر. يعيش الكيان المستهدف في ظل وهم أن قراراته وأفعاله نابعة بالكامل من إرادته. لكن الحقيقة هي أن مساره يحتوي على أفخاخ طاقية تنتظر لحظة معينة للإنفجار. عندما ينشط التأثير، يُعتقد الفرد أن ما حدث هو جزء من القدر المحتوم، مما يُعزز التفسير الوجودي القائل بأن السحر يُستخدم لتخفيف عبىء المسؤولية عبر خلق وهم الحتمية الخارجية. في النهاية، يُعتبر السحر كـزرع إشارات خفية تقنية عالية الدقة تعمل على تلويث الخيارات المستقبلية للكينونة، مما يضمن أن تتخذ الكينونة القرار الذي يخدم هدف الساحر عندما تتهيأ الظروف المحددة سلفاً.
_ العقد السري والميثاق الطاقي: بيع الوجود الآجل للكيانات غير البشرية
يُعدّ العقد السري أو الميثاق الطاقي بين الساحر خاصة في ممارسات السحر الأسود أو الرمادي و الكيانات غير البشرية كالأرواح، الجن، أو القوى الشيطانية محورًا أساسيًا في فهم العلاقة بين السحر والكينونة. هذا العقد ليس مجرد إتفاق لفظي، بل هو آلية تقنية روحانية مُحكمة تُحوّل جزءًا من السيادة الوجودية للساحر إلى الكيان المتعاقد معه. فلسفيًا، يُمثّل العقد محاولة من الساحر للتحايل على القوانين الكونية عبر مبادلة مصدر طاقي دائم (كنز وجودي أو روحي) بقوة مؤقتة وسلطة على العالم المادي. القوة تتدفق للساحر، بينما الثمن يُدفع لاحقًا، وغالبًا ما يكون على مستوى الكينونة بعد التحلل المادي، مما يضمن للكيانات المتعاقدة مصدر طاقة دائمًا و مضمونًا. العقد السري يتضمن بنودًا تقنية دقيقة تُركّز على التبادل الطاقي، وتُعدّ بمثابة شروط خدمة وجودية. هذه البنود لا تُكتب بالحبر، بل تُثبَّت عبر النية المُركّزة، الطقوس الدامية، و الرموز الأثيرية: 1. بند الضمان الطاقي (The Energetic Guarantee): يلتزم الساحر بتقديم مصدر مستمر من الطاقة الحيوية أو الطاقة السلبية المُركزة كطاقة الخوف، الكراهية، أو الألم الناتج عن أفعاله السحرية كـعملة دفع فورية. هذا البند يُحوّل الكينونة إلى مولّد طاقي أو مغناطيس يجذب هذه الطاقات السلبية ويغذي بها الكيان المتعاقد معه أثناء حياته. هذا الإستنزاف الطاقي يؤدي إلى تآكل الغلاف الأثيري للساحر، مما يجعله أكثر هشاشة ويقلل من مناعته الروحية ضد الهجمات المستقبلية حتى من الكيان نفسه. 2. بند التنازل الجزئي عن الإرادة (Partial Cession of Will): يوافق الساحر على أن تكون بعض قراراته مُوجّهة أو مُعدّلة من قِبل الكيان المتعاقد، خاصة القرارات التي تخدم هدف الكيان مثل إغراء ضحايا جدد أو نشر الفوضى. هذا البند يُقلّل من السيادة الذاتية للساحر أثناء حياته. يصبح جزء من إرادته غير مُلكه الخاص، مما يُعزّز التعديل في البوصلة الأخلاقية كما ذكرنا سابقاً، ويُفقد الساحر تدريجيًا إحساسه بذاته الحقيقية ليصبح مجرد أداة بيد الكيان، وهو ما يسرّع عملية تجميعه للعبىء الكارمي. 3. بند رهن الذاكرة الكينونية (The Pledge of the Soul Record): يُعد هذا البند الأهم، حيث يوافق الساحر على أن يصبح سجل الأكاشا الخاص به (ذاكرته الروحية الكاملة) مُتاحًا أو مُحتجزًا من قبل الكيان بعد الموت. هذا هو جوهر الثمن. الكينونة بعد الموت أو ما يُعرف بالجسد الأثيري الروحي تسعى بطبيعتها إلى التطهير والتحرر والإنتقال إلى مستويات وعي أعلى. هذا البند يمنعها من ذلك، ويجعلها رهينة في البعد الأثيري الأدنى، حيث يتم إستغلال طاقتها وذاكرتها المجمعة كـغذاء وجودي أو مصدر قوة للكيان المتعاقد. هذا هو ما يضمن ديمومة العقد الطاقي حتى بعد فناء الجسد المادي. التأثير التقني لهذه البنود يتجلى بأقسى صوره في مرحلة ما بعد الموت، وهي المرحلة التي كان الساحر يسعى خلالها للحصول على القوة لتجنبها أو التحكم فيها: 1. حرمان الكينونة من التحرر (Denial of Spiritual Release): بدلًا من أن تتبع الكينونة مسار التحلل الطبيعي للعودة إلى مصدرها الكوني (المنبع الروحي)، يفرض عليها العقد رباطًا طاقيًا قسريًا يشدها إلى البعد الذي يسكنه الكيان المتعاقد. هذا يمنعها من تحقيق الخلاص الروحي ويجبرها على البقاء في دائرة الألم و الوعي المُقيّد. 2. التفكك المُسيطر عليه (Controlled Disintegration): الكيان المتعاقد يستغل الكينونة كسلسلة من البيانات والطاقة الوجودية. يتم تفكيك الكينونة ببطىء وتدريجياً ليس بهدف الفناء، بل بهدف الإستهلاك المُنظَّم لطاقتها الجوهرية. يُصبح مصير الكينونة هو الاستعباد الروحي الدائم أو التحوّل القسري إلى كيان تابع أو مُدمَج ضمن وعي الكيان المتعاقد، مما يمحو هويتها الفردية بشكل نهائي. السحر، في هذا الإطار، هو تقنية بيع الوجود الآجل (Selling Future Being) مقابل القوة العاجلة. الكينونة تصبح ضماناً يتم تسييله بعد الموت لضمان إستمرار قوة الكيان المتعاقد.
_ إستغلال كينونة الوعود القديمة: السحر كتقنية تنقيب و تفعيل للعهود السابقة
يستند تحليل إستغلال التقنية السحرية لـكينونة الوعود أو العهود القديمة (Ancient Vows´-or-Pacts) إلى المفهوم الفلسفي للتناسخ (Reincarnation) والإستمرارية الكينونية (Ontological Continuity). في هذا الإطار، لا تنتهي الكينونة بفناء الجسد، بل تستمر الروح في التطور عبر حيوات متعددة. تحمل هذه الروح معها بصمات وجودية و التزامات كارمية من الحيوات السابقة، بما في ذلك أي وعود أو عهود سواء كانت إيجابية أو سلبية، واعية أو سحرية تم قطعها بقوة الإرادة الروحية. هذه الوعود، بمجرد قطعها، تتحول إلى كيانات طاقية مُستدامة أو قوانين طاقية داخلية تظل مُدمجة في الهيكل الأثيري للكيان الجديد. إنها تُشكّل ما يُسمى بـكينونة الوعود القديمة، وهي طبقة من الذاكرة الروحية تُحدّد جزءاً من مسار الكارما و المصير في الحياة الحالية. يُدرك السحر المتقدم هذا البعد، ويسعى إلى إستغلال هذه العهود القديمة كنقاط ضعف أو ثغرات وجودية لضمان رسوخ تأثيره، مما يجعل الكينونة الحالية خاضعة لتأثيرات لم تخترها بوعيها الحالي. يعمل السحر كتقنية تنقيب طاقي للوصول إلى هذه الكينونة القديمة من الوعود، ومن ثم تفعيلها لخدمة هدف الطقس الحالي. 1. تقنية الرنين الروحي (Spiritual Resonance): لا يستهدف الساحر الوعي الحالي للكيان الذي قد يمتلك مناعة مكتسبة، بل يستهدف التردد الأصلي للوعد المُسجّل في الأكاشا (الذاكرة الكونية). يتم ذلك عبر إستخدام رموز أو لغات طقسية كانت سائدة في العصر الذي قُطع فيه الوعد، أو إستخدام مواد عضوية مرتبطة بتاريخ الكينونة إن أمكن الوصول إليها. الهدف هو إحداث رنين طاقي بين الطقس الحالي والطاقة المُخزنة للوعد القديم. عندما يحدث الرنين، يجد السحر جسرًا روحيًا مباشراً للوصول إلى الجوهر الكينوني. 2. آلية التفعيل القسري (Forced Activation): الوعود القديمة غالبًا ما تكون كامنة أو نائمة ما لم يتم إستيفاء شروطها الكارميّة. يعمل السحر كـمُفجّر طاقي يُجبر هذه الوعود على التفعيل الفوري. فمثلاً، إذا كان الكيان قد قطع في حياة سابقة عهد فقر أو تضحية ذاتية، يستطيع الساحر إرسال إشارة سحرية تُنشّط هذا العهد في الحياة الحالية. النتيجة هي أن الكينونة تبدأ بالتصرف بسلوكيات مُدمّرة للذات كالزهد المفرط أو رفض الثروة، ليس كخيار واعي، بل كـإستجابة طاقية قهرية للوعد المُنشّط سحرياً. هذا يُمثّل أقصى درجات التحكم المصيري من خلال الإستغلال. 3. ربط النية الحالية بالنية القديمة: يتمثل جوهر التقنية في دمج نية الساحر الحالية مثل التسبب في مرض الكيان مع نية الوعد القديم مثل عهد التكفير عن خطيئة قديمة. يتم تقديم النية السحرية الحالية على أنها تلبية أو إكمال للوعد القديم. هذا الخداع الطاقي يجعل الوعي الباطن للكيان المُستهدف يُقاوم أقل أو حتى يتقبل التأثير السحري، لأنه يُفسّره على أنه سداد دين كارمي مُستحق. إن إستغلال كينونة الوعود القديمة يُثير تحديات وجودية عميقة بخصوص مفهوم الحرية الكينونية في الحياة الحالية. تصبح الكينونة الحالية في حالة من العبودية الطاقية لماضيها البعيد، مما يُنكر عليها حقها في إعادة تعريف ذاتها بالكامل في هذه الحياة. فالحياة الجديدة تُصبح مجرد إمتداد للديون وليست فرصة للتحرر. هذا التقييد الروحي يُقلل من الإرادة الحرة للكيان ويُحوّلها إلى مجرد متلقٍ للتبعات الكارمية المُسرَّعة. بدلاً من السماح للديون الكارمية بالتوازن والتحرر بشكل طبيعي عبر الوعي والتطور الروحي و هو المسار الطبيعي للروح، فإن التدخل السحري يُسرّعها و يُشوهها، مما يُنشئ تراكماً غير طبيعي للعبىء الكارمي لا يخدم التطور الروحي للكيان، بل يخدم أجندة الساحر. هذا التشويه يؤدي إلى إضطراب في الهوية الروحية للكيان. تُعد التقنية السحرية القادرة على إختراق مستويات الوعي العميق أداة فعالة لإستغلال كينونة الوعود القديمة، حيث تعمل على تنشيط الإتزامات الروحية المنسية. هذا الإستغلال يخلق قيوداً طاقية لا يمكن للوعي الحالي للكيان إكتشافها بسهولة، مما يُثبت أن السحر قادر على تجاوز حدود الحياة الواحدة والعمل على مستوى الاستمرارية الكينونية.
_ سرقة الإنجاز الكينوني: تقنية نقل الأوعية الطاقية و الإعتداء الوجودي المزدوج
يُعدّ مفهوم سرقة الإنجاز الكينوني أو تحويل البركات أحد أشكال السحر الأسود المتقدم الذي يفترض أن المكاسب و الإنجازات ليست مجرد نتائج مادية أو عقلية، بل هي طاقة وجودية مُكثّفة (Condensed Ontological Energy) تُشكل جزءاً لا يتجزأ من رصيد الكينونة الروحي والكارمي. الإنجاز الكينوني، سواء كان نجاحاً مادياً باهراً، أو صحة مثالية، أو بركة في الزواج، أو حتى تطوراً روحياً معيناً، يُنظر إليه على أنه مُلكية طاقية يُمكن سحبها وإعادة توجيهها. هذا النوع من السحر يتجاوز التأثير على القرارات أو المشاعر كالحب أو الكراهية، ويتغلغل في بنية الإستحقاق الوجودي للكينونة، مما يُنشئ خللاً كارمياً وجذرياً. تعتمد تقنية سرقة الإنجاز على مبدأ نقل الأوعية الطاقية، و هي عملية معقدة تنطوي على ثلاث مراحل رئيسية: 1. تقنية التحديد والترميز (Identification and Coding): يقوم الساحر أولاً بتحديد الإنجاز أو البركة المراد سرقتها مثل بركة الرزق أو الذكاء. يتم إنشاء رمز طاقي أو تعويذة تُطابق التردد الجوهري لهذا الإنجاز في الكينونة المُستهدفة. هذا الرمز لا يهاجم الكينونة مباشرة، بل يهاجم الوعاء الطاقي الذي يحتفظ بهذا الإنجاز ضمن الهالة الأثيرية. يتم تقنياً تثبيت الوعاء الطاقي للإنجاز، مما يجعله مُستقلاً عن مصدره الأصلي ويُسهّل سحبه. 2. آلية السحب والتفريغ (Siphoning and Draining): تُستخدم رموز أو كيانات وسيطة تعمل كـقنوات شفط طاقي (Energetic Siphons). يتم ربط هذه القنوات بالوعاء الطاقي المُثبَّت في الكينونة المُستهدفة. يُطلَق على هذا النوع من السحر أحياناً اسم سحر السرقة الكارميّة. يتم السحب بشكل تدريجي و مُتقطع لضمان عدم إثارة رد فعل عنيف من الدفاعات الروحية للكينونة المُستهدفة. تبدأ الكينونة المُستهدفة بملاحظة تدهور غير مُبرّر في المجال المُستهدف فشل متكرر بعد نجاح، مرض مفاجئ، جفاف مصادر الرزق. فلسفياً، لا يتم إلغاء العمل أو الجهد الذي بذلته الكينونة، لكن ثمار هذا الجهد تُصبح غير مرئية أو غير قابلة للإستفادة، لأن الطاقة الوجودية التي تُغذّيها قد سُحبت. 3. تقنية إعادة البرمجة و الزراعة" (Reprogramming and Implantation): يتم تنظيف الطاقة المسروقة و إعادة برمجتها لتناسب التردد الوجودي للكينونة المُتلقية. ثم يتم زرع هذه الطاقة في الوعاء الطاقي المُناظر في الكينونة المُتلقية، و غالباً ما يتم ذلك عبر طقوس التكريس أو التقديس التي تُقنع الوعي الباطن للكيان المُتلقي بأنه يستحق هذا الإنجاز. تبدأ الكينونة المُتلقية في جني الثمار غير المستحقة (نجاح مفاجئ، بركة غير مُتوقعة)، مما يُنشئ وهم الجدارة المصطنعة. تُعتبر سرقة الإنجاز الكينوني إعتداءً وجودياً مزدوجاً وله تداعيات أخلاقية وكارمية هائلة. يُصاب الكيان بما يُعرف بـالإفلاس الوجودي، حيث يشعر بفراغ داخلي رغم بذل الجهد، و يُصبح مُهدّداً بفقدان ثقته في قوانين العدل الكوني. يُمكن أن يتطور الأمر إلى إكتئاب كارمي نتيجة الإحساس بأن جهوده لا تُثمر أبداً، وهو ما يُعدّ إستنزافاً لـالأمل الروحي. الكينونة المُتلقية تُدرج في سجلها الكارمي ديناً هائلاً ناتجاً عن إستهلاك طاقة ليست لها حق فيها. هذا يخلق تشوهاً في التطور الروحي، حيث أن النمو الذي حققته لم يكن نابعاً من عملها الداخلي، مما يجعلها عرضة للإنهيار عندما يضعف التأثير السحري أو يُكسر، لأنها لم تبنِ أساساً حقيقياً. نعم، يمكن للسحر أن يعمل كتقنية فعالة لـسرقة الإنجازات أو البركات الكينونية عبر تقنية سحب الوعاء الطاقي وإعادة برمجته. هذا الفعل يُعدّ تدخلاً ميتافيزيقياً في الإستحقاق الوجودي للكيان، وينتج عنه إختلالات كارمية وأخلاقية عميقة لكلا الكيانين، ويُعدّ أحد أخطر أشكال السحر الأسود لأنه يستهدف جوهر القيمة الذاتية للكيان.
#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
-
السِّحْرُ قِنَاع الأُنْطُولُوجْيَا: كَيْفَ يُكْشِفُ التَّدَخ
...
المزيد.....
-
الحكم بالسجن على المعتدى على أريانا غراندي في عرض -Wicked- ب
...
-
مصر.. تامر حسني يخضع لعمل جراحي استأصل جزءًا من كليته
-
الكويت.. الداخلية تعلن ضبط شبكة متورطة بستهيل استقدام عاملات
...
-
الرئيس اللبناني: حزب الله بشقه العسكري انتهى.. ولاريجاني -اه
...
-
مقاتلات تحلق وعزف موسيقي.. شاهد كيف استقبل ترامب ولي العهد ا
...
-
لقاء ابن سلمان وترامب.. هل ستبيع أمريكا طائرات إف 35 للسعودي
...
-
بعد دعوة السيسي.. مصر تبطل نتائج 19 دائرة انتخابية
-
أحمد أبوزيد.. نصائح صانع المحتوى المصري للمبتدئين وما تعلمه
...
-
ماذا يعني إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن الآن؟
-
قائد الجيش اللبناني يلغي زيارة كانت مقررة للولايات المتحدة..
...
المزيد.....
-
قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف
...
/ محمد اسماعيل السراي
-
تقديم وتلخيص كتاب " نقد العقل الجدلي" تأليف المفكر الماركسي
...
/ غازي الصوراني
-
من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية
/ غازي الصوراني
-
الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي
...
/ فارس كمال نظمي
-
الآثار العامة للبطالة
/ حيدر جواد السهلاني
-
سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي
/ محمود محمد رياض عبدالعال
-
-تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو
...
/ ياسين احمادون وفاطمة البكاري
-
المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة
/ حسنين آل دايخ
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|