أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - السرد، القارئ، والأنطولوجيا الإنسانية















المزيد.....

السرد، القارئ، والأنطولوجيا الإنسانية


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 8518 - 2025 / 11 / 6 - 00:47
المحور: الادب والفن
    


منذ أن وطأت قدم الإنسان الأرض، وُجدت الحكاية معه. فالسرد حاجة أنطولوجية؛ وسيلة للكائن البشري لفهم العالم، ولإعادة صياغة ذاته عبر اللغة، وصياغة العالم كما يراه ويعيشه. في هذا السياق، تصبح الحكاية وسيلة للبقاء الذهني والثقافي، وطريقة لإضاءة الفجوات بين الخبرة والمعنى، بين الوجود والوعي.
حين يقرأ الناقد، يتقدّم مسلحًا بمنهجية صارمة تحدد علاقته بالنص، فهو يتعامل مع الرواية أو الشعر كوحدة نسقية قابلة للتحليل، التفكيك، والمقارنة. الناقد هنا يحاكم النص، ويستعيد عناصره البنيوية، الفكرية، والرمزية، ويقيّمها ضمن سياق نظري محدد. أما القارئ العادي أو النوعي، فيقترب من النص بدافع الذائقة، بالمتعة الفكرية والحسية، وبالرغبة في المشاركة العاطفية، فيتولد فهمه من التقاطع بين المعرفة والانفعال، بحيث يختلف تفسيره باختلاف موقعه النفسي والاجتماعي والثقافي من النص.
أستحضر هنا تجربة شاكر النابلسي في مقدمته النقدية لقراءة شعر سعدي يوسف، حيث بدأ بالشكوى من تعالي الشاعر وامتناعه عن الرد على رسائله. ورغم هذه الملاحظة الشخصية، فصّل النابلسي في الكتاب بين الموقف الفردي والقراءة الموضوعية، فبرزت المفارقة بين المحاسبة النقدية للنص والتورط العاطفي للمتلقي مع الكاتب.
القارئ النوعي، هنا، لا يقرأ بدافع الحب أو الكراهية فقط، وإن كانت هذه العواطف جزءًا من تجربته الإنسانية الطبيعية. فبعض القرّاء يظلّون أسرى الشخصيات الروائية لفترة طويلة بعد الانتهاء من القراءة: توفيق في "المسرات والأوجاع"، أو حميدة في "زقاق المدق". هذه القدرة على الاستمرار في الوجود النفسي للقصة، حتى بعد غيابها عن الورق، هي ما يميز قوة السرد، حين يصبح أكثر من مجرد كلمات، ويبدأ بالإقامة في الوجدان، وفي نسيج الذاكرة الإنسانية.

●من تيار الوعي إلى عودة الحكاية

رغم ما ناله تيار الوعي من تمجيد نقدي واسع في تاريخ الرواية الحديثة، وبخاصة بعد صدور "يوليسيس" لجيمس جويس، فإن هذا الإعجاب ظلّ حبيس الأوساط الأكاديمية والنقدية، ولم يمتدّ بالقدر نفسه إلى جمهور القرّاء. فالرواية التي اعتُبرت يومًا ذروة التجريب السردي والتمثيل الأعظم لتعقيد الوعي الإنساني، ظلّت عسيرة التلقّي، مغلقة الأفق أمام القارئ العادي، أو حتى القارئ الأدبي الذي لا يملك أدوات تحليل لغوي وفلسفي كافية.
قرأتُ "يوليسيس" أول مرة بترجمة طه محمود طه، فكانت تجربةً شاقة ومضنية؛ نصّ يلمع في بعض ومضاته لكنه يرهق في مجمله. ثم جاءت ترجمة صلاح نيازي لتقدّم وضوحًا نسبيًا في البنية اللغوية، غير أنها لم تغيّر جوهر المعاناة، إذ بقي النصّ موجهًا للعقل النقدي لا للمتعة القرائية. بدا جويس وكأنه يكتب ضد القارئ، لا له، في محاولة لتفجير اللغة من داخلها حتى تغدو الوعي ذاته مادةً سردية.
لقد مثّل تيار الوعي منذ ظهوره النظري مع وليم جيمس عام 1884 محاولةً جذرية لإعادة بناء الذات داخل اللغة، لا خارجها. فالرواية صارت وعاءً لتجربة الفكر، ومختبرًا للغة في أكثر أشكالها تشظّيًا وغموضًا. هذه النقلة كانت ثورية بحق في مطلع القرن العشرين، إذ نزعت عن السرد طابعه الخطي وأحالته إلى تدفق ذهنيّ غير منضبط، يعيد تشكيل العلاقة بين الزمن الداخلي واللغة. ومع ذلك، فإن هذا التحوّل لم يكن بلا ثمن، إذ فقدت الرواية شيئًا من قدرتها على التواصل مع المتلقي، وأصبحت خبرة القراءة نفسها أقرب إلى تمرين ذهني منها إلى متعة جمالية.
ومع التحولات الثقافية والفكرية التي أعقبت الحداثة وما بعدها، برزت الحاجة إلى عودة الحكاية. فالرواية المعاصرة — خصوصًا في أميركا اللاتينية — أعادت اكتشاف السحر الكامن في السرد البسيط، دون أن تتخلى عن عمق الرؤية أو عن وعيها بالحداثة. أعمال مثل "مئة عام من العزلة" لماركيز أو "حفلة التيس" لليوسا أو "بيت الأرواح" لإيزابيل الليندي، قدّمت نموذجًا سرديًا متوازنًا، يجمع بين التجريب والإنصات إلى صوت الحكاية الأصلية التي تأسر القارئ قبل الناقد. لقد أعادت تلك الأعمال الاعتبار للقصّ بوصفه فعلاً إنسانيًا أوليًا، وللدهشة الأولى التي ينطوي عليها فعل الحكي قبل أن تلتهمها التنظيرات.
في هذا السياق، يمكن القول إن السرد ما بعد ما بعد الحداثة — أو ما يُعرف أحيانًا بـ"ما بعد التجريب" — لم يتخلّ عن الوعي النقدي، لكنه كفّ عن معاداة القارئ. صار يبحث عن توازن جديد بين الفكر والخيال، بين اللغة كأداة للتفكيك واللغة كجسر للتواصل. فالحكاية هنا لم تعد ساذجة، بل واعية بذاتها، مدركة لتاريخها، لكنها في الوقت نفسه تُعيد للقراءة ذلك البُعد الإنساني الذي افتقده تيار الوعي، حين استغرق في الذات إلى حدّ العزلة.
إن عودة الحكاية هي استعادة للبساطة بوصفها شكلًا من أشكال النضج. فبعد قرنٍ من التجريب، اكتشفت الرواية أن أقصى درجات العمق يمكن أن تتحقق عبر أبسط صور القصّ، حين تُصاغ الحكاية بلغة ترى العالم كحياةٍ تتجدّد كلما رُويت من جديد.

●الرواية بين الفكرة والسرد

ليس من مهمة الروائي أن يتحوّل إلى فيلسوف أو مؤرخ أو مفسّرٍ للتجربة الإنسانية عبر خطابٍ فكريّ مباشر. وظيفة الرواية، في جوهرها، تجسيد الفكرة داخل الحكاية بحيث تنبض من داخل السرد لا من فوقه. فكلّ محاولة لفرض الرؤية الفكرية على النص من الخارج، تُعرّضه لخطر التحوّل إلى بيانٍ مؤدلج أو موعظةٍ مغلّفة بالجمال اللغوي.
الروائي الحقيقي هو من يجعل الفكر يتخفّى في الجمال، ويجعل الحكاية قادرة على التفكير دون أن تتخلّى عن سحرها الأول؛ سحر السرد الذي يروي ويُدهش ويُغوي القارئ بالمعنى عبر اللذة لا عبر التنظير.
من هذا المنظور، تمثّل رواية "موت صغير" لمحمد حسن علوان تجربةً فريدة في تحقيق هذا التوازن الدقيق. فهي تكتب سيرة ابن عربي كإنسانٍ داخل الحكاية لا كرمز صوفي متقلّب بين الحبّ والعزلة والرغبة في الفناء. لقد استعاض علوان عن اللغة الوعظية أو التحليل الفلسفي ببنية سرديةٍ تنقل التصوّف من فضاء التأمل العقلي إلى تجربةٍ روائية ملموسة. ومن هنا جاءت جاذبية الرواية: فهي تُرضي القارئ الباحث عن الحكاية، وتشبع في الوقت ذاته رغبة الناقد في التفكيك والتأويل.
إن نجاح "موت صغير»" نقديًا وجماهيريًا لا يمكن عزله عن هذا الوعي الجمالي: أن الحكاية هي وسيلة الفلسفة الأكثر إنسانية. ولذا فإن مؤشر المبيعات — على ما قد يراه البعض معيارًا سطحيًا — يظلّ دليلًا على قدرة النص على النفاذ إلى الوجدان الجمعي، أي على نجاح الأدب في الحياة لا في القاعات الأكاديمية فقط.
غير أن المعادلة لا تسير دائمًا على هذا النحو؛ فليس كلّ ما يحقق الرواج يتمتع بقيمة فنية راسخة. فالرواية المعاصرة، في ظلّ اقتصاد السوق الثقافي، باتت تتحرك داخل شبكةٍ معقّدة من الإعلام، والتسويق، والجوائز، والمنصات الرقمية، مما يجعل استقبالها نتاجًا لعوامل تتجاوز النصّ ذاته.
رواية "ساعة بغداد" لشهد الراوي مثلًا، وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية، وحازت انتشارًا واسعًا، لكنها أثارت تباينًا في التلقي: بعض القرّاء وجدوا فيها مرآةً لجيلٍ جريحٍ عاش الحرب والاغتراب، فيما رأى آخرون — وأنا منهم — أن الرواية لم تنضج بعد فنيًا بالقدر الذي يسمح لها بتمثيل مأساة جيلٍ بأكمله. ومع ذلك، فإن حضورها في المشهد السردي يظلّ مهمًا، لأنها تكشف عن تحوّل الذائقة وعن رغبة القرّاء في استعادة الحكاية التي تمسّ واقعهم المباشر، حتى وإن جاءت اللغة أو البناء دون التوقّع النقدي.
إن تعدّد الذائقة اليوم دليل علامة حيوية؛ فالسوق الأدبية الحديثة تعكس ديمقراطية القراءة، حيث لم يعد الحكم النقدي وحده هو الفيصل. إنّ القارئ المعاصر، بتنوّع خلفياته ووسائط تلقيه، يشارك في صياغة المعنى وتحديد مصير النصّ في المجال الثقافي.
قد يشتري القارئ رواية ولا يُعجب بها، لكن هذا الفعل ذاته — فعل الشراء والقراءة والتداول — يعني أن الأدب ما زال حيًّا في الوعي العام، يتحرّك ويُثير الجدل ويستدعي الرغبة في القول والاعتراض.
ولعلّ القيمة الأعمق للرواية، في زمنٍ تهيمن فيه الصورة والسرعة، تكمن في قدرتها على إبطاء العالم، على منح القارئ فرصةً للتفكير داخل الحكاية، لا خارجها. فحين تنجح الرواية في خلق هذا الشرخ الصغير في الزمن، تصبح الفكرةُ فعلًا سرديًا، ويصير السردُ نفسه شكلاً من أشكال الفلسفة الحيّة.

●الجوائز والتناص في الرواية العراقية

حين أعدتُ قراءة "فرانكشتاين في بغداد" لأحمد سعداوي، بدا لي أن سرّ جاذبيتها لا يكمن فقط في براعة البناء السردي أو في استثمارها لرمز "الوحش" بوصفه استعارة عن تفكك الجسد الوطني، انما في قدرتها على توظيف التناص كأداة فكرية لتفكيك التاريخ العراقي الحديث. فالرواية تتقاطع بوضوح مع "أموات بغداد" لجمال حسين علي في فكرة استحضار الجثث بوصفها الذاكرة المادية للعنف، كما تتجاوب مع "مقتل بائع الكتب" لسعد محمد رحيم، التي جعلت من القتل نافذةً على خراب الثقافة، ومع "حارس التبغ" لعلي بدر، حيث يتحول التناص نفسه إلى لعبة ميتاسردية بين الوثيقة والخيال.
هذه النصوص، وإن بدت متباعدة في مقاصدها وشخوصها، تلتقي في هاجس واحد: البحث عن هوية عراقية مهددة، عن معنى الوجود وسط أطلال الحروب والأنظمة والانكسارات. فالتناص هنا يتحول إلى آلية سردية للمقاومة، إذ تستعير الروايات من بعضها ومن الذاكرة الجمعية أدوات البقاء. حتى "الوحش" في رواية سعداوي يمكن قراءته ككائن تناصيّ بامتياز، مركّب من أشلاء نصوص وجثث رمزية، يجسد الذات العراقية المتنازعة بين الموت والرغبة في الاستمرار.
أما الجوائز، فهي لم تصنع هذه الروايات بقدر ما منحتها شرعية المرور إلى الوعي العالمي، لتدخل الرواية العراقية في مدار النقاش الثقافي العربي والعالمي معًا. لكن القيمة الحقيقية تكمن في أن هذا الجيل من الروائيين استطاع أن يحوّل الخراب إلى لغةٍ سردية، وأن يجعل من التناص والجوائز معًا علامتين على نضج التجربة العراقية وقدرتها على أن تحكي نفسها من قلب الركام لا من خارجه.

●السرد العراقي وبدايات الوعي الواقعي

يمكن القول إن بدايات السرد العراقي الحديث تميّزت بمحاولات تأسيسية لعبت دورًا محوريًا في صوغ الوعي الواقعي، حيث برزت أسماء مثل غائب طعمة فرمان وعبد الملك نوري وفؤاد التكرلي كنواة لهذه الحركة الأدبية. هذه الأعمال كانت نصوصًا تحمل وعيًا جماعيًا متشكّلًا من الداخل، يلتقط التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية دون أن يلجأ إلى وعظ أو خطاب مباشر.
روايات مثل "النخلة" و"الجيران" و"الرجع البعيد" تُظهر هذه الخاصية بوضوح؛ فهي تُسجّل تغيّر العلاقات داخل المجتمع العراقي، وتُصوّر التوتر بين التقليد والتحديث، بين الفرد والجماعة، من خلال مراقبة دقيقة للحياة اليومية. ما يميز هذه النصوص هو قدرتها على نقل الواقع عبر السرد نفسه، بحيث يصبح القارئ شاهدًا على التحولات لا متلقٍ للنظريات.
أما عبد الملك نوري، فهو يمثل نقلة نوعية في السرد العراقي، إذ أدخل التحليل النفسي والذاتية المكثفة إلى القصة، متأثرًا بتيارات الوعي الفرويدي والحديث الأوروبي، لكنه وظفها لنسج شخصيات تتصارع مع دواخلها، وتكشف عن الاضطرابات النفسية والاجتماعية في آن واحد. بهذا المعنى، يصبح السرد العراقي الواقعي أداة استكشاف للوعي الإنساني داخل الواقع العراقي المعقد.
ويرى بعض النقاد أن "النخلة والجيران" تمثل أولى الروايات العراقية المكتملة فنيًا، لأنها جمعت بين الواقعية الصادقة وتماسك البناء الروائي، مع إدراك عميق للأبعاد الاجتماعية والإنسانية للشخصيات. لقد نجحت هذه الرواية في تحقيق التوازن بين التفاصيل اليومية والعمق النفسي والاجتماعي، وهو ما يجعلها حجر الزاوية في تاريخ الرواية العراقية، ومثالًا على قدرة الأدب المحلي على الحوار مع التجارب العالمية دون أن يفقد خصوصيته الثقافية.

●سؤال الارتباط باليسار

يبقى السؤال: لماذا ارتبط السرد العراقي في مراحل نشوئه المبكرة بالماركسية والتيارات اليسارية؟ يمكن القول إن هذا الارتباط كان نتاج تلاقي بين الهمّ الاجتماعي والموقف الفكري الذي اختاره الروائي العراقي. فقد وفّر الفكر اليساري إطارًا أخلاقيًا وإنسانيًا متماهيًا مع تجربة الكاتب، إذ كان يقدّم منظورًا متكاملًا لفهم الظلم والطبقات والحرمان، من دون أن يغلق الباب أمام الإبداع الروائي أو التجريب الفني.
الروائي العراقي في تلك المرحلة كان يكتب من شارع يتنفس السياسة والجوع والكرامة، من بيئة ملموسة تتأرجح بين القمع والانكسار والأمل. لذلك كانتةالواقعية موقف فكري وسياسي: رؤية للعالم تُعبّر عن الالتزام بالقضايا الإنسانية والاجتماعية، مع سعي دائم لتصويرها في نصّ يحافظ على صدقها الروائي.
بهذا المعنى، يمكن فهم ارتباط السرد العراقي باليسار كاستجابة للحاجة إلى تفسير المجتمع الداخلي ومقاومة الإقصاء والظلم، وليس كاتباع أيديولوجي أعمى. فالكتابة الواقعية كانت تتماهى مع فلسفة اليسار في حرصها على الإنسان قبل أن تكون نصًّا، وعلى القيم الاجتماعية قبل أن تكون شكلاً سرديًا. ومن هنا جاء انسجام السرد العراقي المبكر مع تلك التيارات: لأنه كان تصوير للواقع، ونقد له، ومحاولة لإعادة تشكيله عبر الفن.

القارئ لا يملك أن يكون تابعًا أعمى للناقد، كما أن الرواية ليست ملزمة بأن تلتزم بمعايير المؤسسات الأدبية أو الثقافية. فالسرد، في جوهره، فعل تواصل إنساني قبل أن يكون فناً أو ممارسة نقدية، وحكاية تُروى كمحاولة مستمرة لتذكير الإنسان بنفسه، بقدراته على الفهم والتأمل، وبقدرته على التعامل مع العالم من خلال اللغة.
كل نصّ سردي، مهما كانت زخرفته أو بساطته، يسعى إلى خلق فضاء ذهني مشترك بين الكاتب والقارئ، حيث يُستدعى كل منهما لتفسير الواقع وتفكيك التجربة الإنسانية. وبالتالي، فإن قيمة الرواية تقاس بمدى قدرتها على إثارة سؤال الوجود والوعي في ذهن القارئ، وعلى جعل اللغة أداة لا لتكريس السلطة، بل لفهم العالم من الداخل.
باختصار، السرد رحلة مشتركة بين عقلين وبصيرتين، حيث كل حكاية تُروى تمثل تذكيرًا بقدرة الإنسان الدائمة على الفهم والتأمل، وبأن اللغة، رغم هشاشتها أحيانًا، تبقى أداةً للتواصل العميق والبقاء الثقافي.



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باروخ سبينوزا: الفيلسوف الذي عاش منفياً من معابد البشر
- عودة إلى سبينوزا مرة أخرى ورؤيته في علم الأخلاق
- الفردية والإيديولوجيا: قراءة فلسفية ونفسية في فكر كارل يونغ
- أفول أوروبا: بين النقد الجذري لأونفراي والسخرية الاستراتيجية ...
- القنفذ والشعر: دريدا وبلاغة المأزق
- حين تتحول الكلمات إلى أصنام: رؤية فلسفية للغة والفكر
- التسعينات: نوستالجيا الخراب هوامش غير مكتملة
- رافاييل: الجمال والانسجام
- وهم الاختيار في الديمقراطية المعاصرة
- الإنسان المعاصر بين الواقع والواجهة
- حين يستحم النص: لعبة ما بعد الحداثة في -حمّام النساء- لندى س ...
- الموضوعية والذاتية: إشكالية الفكر بين الحياد والانحياز
- في نقد الإيديولوجية النسوية
- الوطن بين الاسلام السياسي والماركسية والقومية والاستعمار / ر ...
- الصداقة في الجامعة والجيش والسجن
- نساء الخلفاء: وثيقة عن الحريم والسلطة وتحولات النفوذ النسائي ...
- مجرد ذكرى يمحمد
- هد وانا اهد
- يمحمد
- منقذي من الظلال


المزيد.....




- الفيلم الكوري -أخبار جيدة-.. حين تصنع السلطة الحقيقة وتخفي أ ...
- بالاسم والصورة.. فيلم يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- إطلاق الإعلان الترويجي الأول للفيلم المرتقب عن سيرة حياة -مل ...
- رئيس فلسطين: ملتزمون بالإصلاح والانتخابات وتعزيز ثقافة السلا ...
- السباق نحو أوسكار 2026 ينطلق مبكرًا.. تعرف على أبرز الأفلام ...
- شاهد رجل يقاطع -سام ألتمان- على المسرح ليسلمه أمر المحكمة
- مدينة إسرائيلية تعيش -فيلم رعب-.. بسبب الثعابين
- اتحاد الأدباء يحتفي بشوقي كريم حسن ويروي رحلته من السرد إلى ...
- الناصرية تحتفي بتوثيق الأطوار الغنائية وتستذكر 50 فناناً أسه ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - السرد، القارئ، والأنطولوجيا الإنسانية