رياض قاسم حسن العلي
الحوار المتمدن-العدد: 8438 - 2025 / 8 / 18 - 04:56
المحور:
الادب والفن
حين انسحبنا من كازينو لبنان…
بالكاد كانت قدماي تسحبني وأنا حيّ،
ورأسي يتأرجح إلى الخلف، يبحث عنك يمحمد،
قدماي المثقوبتان تدوران بين البيبان، بين الشوارع ..
بين صدى خطواتنا القديمة، بين الظلال التي ترفض أن تموت…
هل تذكر يمحمد؟
تلك المقابر في الفيصلية…
هل تذكر يا ضياء؟
قدماك التي شكّت في كل النصوص،
وميثم الذي كان يحدثك عن الماركسية في ناصية الشارع،
وأنا أستمع إلى حسن بريسم،
وأنت تصرخ بي لأن الرفيق سعدون يقف في الركن المقابل…
جررت قدمي…
ورأيت رفاق الفيصلية في زوايا شارع المكاتب،
في مقهى منكاش، في محل وسام…
أوووف يمحمد…
العباس عليك…
هل رأيت الفيصلية في آذار؟
هل تعرف أن سميرة جاءتني في دكان عبود بسوق الذهب،
والثورة تُذاع على موجات مونت كارلو؟
لقد ذكروا الفيصلية، يمحمد…
كنا صغارًا نغرد بضحكات بيضاء،
مدللين…
ننام بحنين أمهاتنا اللواتي لم يعرفن ماذا كنا نفعل…
هل تذكر يمحمد…
كنت أقرأ، وسحبتني إلى كازينو لبنان،
قلت لي: علي حسن المجيد هناك، وصبيح المحكمة يحاصره…
حملت سلاحي معك، يمحمد…
لكن أمك لم تعرف أنني سأعود دون رأسك…
سيد جعفر يسألني: كيف ستجيب أم محمد؟
ذهبت إلى ميثم…
ميثم الذي مات بعدك بسنوات…
هل تعرف يا محمد أن كل الشهود ماتوا؟
عدنان وماهر وضياء وميثم…
لم يبقَ في هذه الحياة سوى أنا…
علي چلچل الليل بين الراح والجاي…
وقرب مكينة الثلج كانت تُروى الحكايات…
هل تعرف يا محمد أن لا قبر لك؟
خلص باكيت الجكاير…
دلّني… گبرگ وین؟
#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟