أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - رياض قاسم حسن العلي - الترجمة كجسر للتواصل الثقافي عبر التاريخ: نحو فهم نظري وتاريخي لدور الترجمة في تشكيل الوعي الإنساني















المزيد.....



الترجمة كجسر للتواصل الثقافي عبر التاريخ: نحو فهم نظري وتاريخي لدور الترجمة في تشكيل الوعي الإنساني


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 8355 - 2025 / 5 / 27 - 20:50
المحور: قضايا ثقافية
    


ليست الترجمة مجرّد عملية لغوية محضة تنقل النصوص من لغة إلى أخرى، بل هي في جوهرها فعلٌ تأويلي مركب، يتجاوز نقل الدلالات إلى إعادة إنتاج المعنى ضمن سياق ثقافي مختلف. إنها لحظة عبور لا تتعلّق بالكلمات فحسب، بل تتعلّق بالأفق الحضاري الذي تنشأ فيه النصوص وتُعاد صياغتها. ولهذا السبب، اعتبر كثير من المفكرين – مثل فالتر بنيامين، وجاك دريدا، ولورانس فينوتي – الترجمة فعلاً فلسفيًا وإشكاليًا، يكشف عن لا تناظر الثقافات، ويجسّد توتر المعنى بين الذات والآخر.
----------------
● الترجمة في العصور القديمة: جسر الحضارات ونقل المعارف عبر القرون

تُعدّ الترجمة ظاهرة حضارية عريقة الجذور، بل يمكن اعتبارها من أقدم أشكال التفاعل والتبادل بين المجتمعات الإنسانية المختلفة. فمنذ فجر الحضارات، لعبت الترجمة دورًا محوريًا في تيسير التواصل الدبلوماسي والتجاري، وامتد تأثيرها العميق ليشمل نقل الأفكار والمعتقدات الدينية، وصولًا إلى تبادل المعارف والعلوم.
في الشرق الأدنى القديم، كانت الحاجة إلى التفاهم المتبادل بين القوى الإقليمية الدافع الأولي لظهور أشكال مبكرة من الترجمة. فقد استلزمت العلاقات المعقدة بين مصر الفرعونية وبلاد ما بين النهرين (سومر، أكاد، بابل، آشور) وجود أفراد يمتلكون القدرة على فهم لغات الآخرين، سواء لأغراض سياسية تتعلق بالمعاهدات والرسائل الملكية، أو لأغراض اقتصادية تتعلق بالتبادل التجاري. وبالمثل، فإن التفاعلات بين الإمبراطورية الفارسية الشاسعة وامتداداتها الشرقية نحو الحضارة الهندية، لا شك أنها تطلبت وجود وسطاء لغويين لتسهيل التواصل بين الثقافات المتباينة.
شهد العصر الهيلينستي، الذي أعقب فتوحات الإسكندر الأكبر، نقلة نوعية في دور الترجمة. فقد أصبحت الإسكندرية، البؤرة الحضارية الجديدة، مركزًا عالميًا لتلاقح الثقافات والمعارف. ففي رحاب مكتبة الإسكندرية الشهيرة بُذلت جهود حثيثة لجمع تراث الأمم المختلفة، من الهند وبلاد فارس وصولًا إلى الحضارات اليونانية والمصرية القديمة.
في هذا السياق، برزت حركة ترجمة نشطة ومنظمة، حيث قام علماء ومترجمون بنقل النصوص من لغاتها الأصلية إلى اليونانية. وقد شملت هذه الحركة ترجمة نصوص في الفلك والرياضيات والفلسفة والطب وغيرها من المجالات. وتعدّ الترجمة السبعينية للتوراة العبرية إلى اليونانية من أبرز الأمثلة على هذا النشاط الفكري الهائل.
لقد أسهم هذا التلاقح المعرفي، الذي تمّ عبر جسر الترجمة، إسهامًا حاسمًا في إرساء اللبنات الأولى للعلوم التي ازدهرت لاحقًا في الحضارة اليونانية، ومن ثم انتقلت إلى الحضارات الأخرى. فالكثير من المفاهيم والأفكار الفلكية والرياضية والفلسفية التي تطورت في اليونان استندت جزئيًا على معارف أقدم تم نقلها عبر الترجمة.
وهكذا، يتضح أن الترجمة في العصور القديمة لم تقتصر على مجرد نقل الكلمات من لغة إلى أخرى، بل كانت أداة فاعلة في التبادل الثقافي والحضاري، وفي تقدم المعرفة الإنسانية وتطورها عبر التاريخ.

● بيت الحكمة والحضارة الإسلامية الذهبية: الترجمة بوصفها مشروعًا حضاريًا تأسيسيًا لإعادة بناء المعرفة

يمثل العصر العباسي، ولا سيما الحقبة التي ازدهر فيها "بيت الحكمة" في العاصمة العباسية بغداد، صفحة مشرقة في تاريخ الفكر الإنساني، حيث بلغت حركة الترجمة أوجها، محولةً إياها من مجرد أداة للتواصل إلى مشروع حضاري وإبستمولوجي طموح. لم تكن الترجمة في هذا السياق مجرد نقل سطحي للنصوص من لغة إلى أخرى، بل كانت عملية إعادة بناء معرفي، ودمج لثقافات متنوعة ضمن رؤية إسلامية عقلانية، مما أثمر حضارة إسلامية أغنت العالم بإسهاماتها الجليلة في مختلف العلوم والفنون.
قبل تأسيس بيت الحكمة رسميًا، كانت هناك بالفعل جهود فردية ومؤسسية مبكرة للترجمة في العالم الإسلامي. فمع اتساع رقعة الدولة الإسلامية، برزت الحاجة إلى فهم وإدارة شؤون مناطق ذات تقاليد إدارية وعلمية راسخة، مثل بلاد فارس ومصر والشام. وقد بدأت ترجمة بعض النصوص العملية والإدارية والطبية بشكل متقطع.
إلا أن التأسيس الفعلي لحركة ترجمة واسعة النطاق ارتبط بالخلفاء العباسيين، الذين أدركوا القيمة الاستراتيجية للمعرفة في بناء دولة قوية ومزدهرة. وقد تجسد هذا الإدراك في إنشاء "بيت الحكمة" في بغداد خلال عهد الخليفة المأمون (توفي 833م)، وإن كانت بذوره قد نبتت في عهد هارون الرشيد. لم يكن بيت الحكمة مجرد مكتبة أو دار للترجمة فحسب، بل كان مجمعًا علميًا يضم مترجمين وعلماء ومفكرين، ومجهزًا بمكتبة ضخمة جمعت نفائس الكتب والمخطوطات من مختلف الحضارات.

لم تقتصر جهود الترجمة في بيت الحكمة على مجال واحد، بل شملت طيفًا واسعًا من المعارف والعلوم. فقد تم نقل أعمال فلاسفة اليونان العظام مثل أفلاطون وأرسطو، وأعمال علماء الرياضيات مثل إقليدس وبطليموس، ونصوص في الطب لـ جالينوس وأبقراط، بالإضافة إلى نصوص من الحضارة الفارسية في الأدب والتاريخ والعلوم، ومن الحضارة الهندية في الرياضيات والفلك والطب.
كانت هذه النصوص المترجمة بمثابة الأساس الذي انطلقت منه النهضة العلمية والفكرية في الحضارة الإسلامية. فقد وفرت للعلماء المسلمين قاعدة صلبة من المعارف التي تراكمت عبر قرون في حضارات أخرى، مما سمح لهم بالتفاعل معها نقدًا وتطويرها وإضافة إسهاماتهم النوعية إليها.

الأمر اللافت في حركة الترجمة في العصر العباسي أنها لم تكن مجرد نقل ميكانيكي للنصوص. بل كانت عملية إبداعية تهدف إلى استيعاب المعرفة الأجنبية وتوطينها ضمن الإطار الفكري والثقافي الإسلامي. وقد برز في هذا السياق فلاسفة وعلماء كبار مثل الكندي والفارابي ، وابن سينا الذين لم يكتفوا بترجمة النصوص، بل قاموا بتحليلها ونقدها ومحاولة التوفيق بينها وبين مبادئ الدين الإسلامي والعقل.
على سبيل المثال، سعى الفارابي إلى التوفيق بين فلسفة أفلاطون وأرسطو، وقدم رؤيته الخاصة للمدينة الفاضلة المستوحاة من الفكر السياسي اليوناني مع مراعاة القيم الإسلامية. كما قام ابن سينا بتطوير الفكر الطبي اليوناني وأضاف إليه اكتشافات جديدة في كتابه الشهير "القانون في الطب"، الذي ظل مرجعًا أساسيًا في الطب لقرون عديدة في الشرق والغرب.

● الحضارة الإسلامية: ليست مستهلكة بل مولّدة للمعرفة

إن التركيز على الجانب النقدي والإبداعي في تعامل علماء المسلمين مع المعارف المترجمة يدحض مقولة أن الحضارة الإسلامية كانت مجرد "ناقلة" أو "مستهلكة" لمعارف الآخرين. بل كانت الحضارة الإسلامية قوة مولّدة للمعرفة بامتياز، حيث تفاعلت بشكل جدلي مع الإرث الفكري المترجم، وأخضعته للتمحيص والتدقيق العقلي، وأضافت إليه إسهاماتها الأصيلة في مختلف المجالات.
ففي الرياضيات، طور المسلمون نظام الترقيم الهندي وأدخلوا الصفر، وأسسوا علم الجبر. وفي الفلك، قاموا برصد النجوم وحساب حركاتها بدقة، وأنشأوا المراصد الفلكية. وفي الكيمياء، قاموا بتجارب رائدة وأسسوا أسس هذا العلم. وفي الفلسفة، قدموا شروحات وتحليلات عميقة لأعمال الفلاسفة اليونانيين، وطوروا مذاهب فلسفية جديدة.
إن مشروع الترجمة في العصر العباسي، والذي تجسد في مؤسسة بيت الحكمة، لم يكن مجرد حدث عابر في التاريخ. بل كان مشروعًا حضاريًا استراتيجيًا ساهم بشكل حاسم في ازدهار الحضارة الإسلامية وتقدم العلوم والمعارف الإنسانية. لقد حول المسلمون الترجمة من مجرد وسيلة لنقل النصوص إلى أداة لإعادة بناء المعرفة وتوليدها، مما جعل من الحضارة الإسلامية في عصرها الذهبي منارة للعلم والثقافة تأثيرًا عميقًا على مسار التاريخ الفكري للبشرية.

● من عتمة القرون الوسطى إلى نور الحداثة: الترجمة بوصفها محركًا للتنوير الأوروبي وإعادة تشكيل الوعي

تمثل الفترة الانتقالية من أواخر العصور الوسطى الأوروبية إلى عصر النهضة ومن ثم إلى الحداثة، حقبة تحولات جذرية مست جوانب الحياة الفكرية والاجتماعية والسياسية. وفي قلب هذه التحولات، لعبت الترجمة دورًا محوريًا بوصفها أداة لإعادة الاكتشاف الذاتي للحضارة الأوروبية، ومحفزًا لظهور حركة التنوير التي شكلت العالم الحديث.
في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تمر بما يُعرف بـ "العصور المظلمة"، حافظ العالم الإسلامي على جذوة المعرفة الكلاسيكية وطورها في شتى المجالات. وبحلول القرن الثاني عشر الميلادي وما تلاه، بدأت أوروبا تستشعر الحاجة إلى استعادة هذا الإرث المعرفي الغني. هنا، برزت الترجمة بوصفها الجسر الذي عبرت عليه كنوز المعرفة من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية، لغة العلم والثقافة في أوروبا آنذاك.
فقد تدفق إلى أوروبا سيل من النصوص المترجمة من العربية، شملت أعمال فلاسفة اليونان القدماء مثل أرسطو وأفلاطون (التي وصلت إلى أوروبا غالبًا عبر وسيط عربي)، وإسهامات علماء المسلمين في الطب (مثل مؤلفات ابن سينا والرازي)، والرياضيات (بما في ذلك النظام العددي الهندي العربي والجبر)، والفلك، والكيمياء، والبصريات. مراكز مثل طليطلة في الأندلس وصقلية في جنوب إيطاليا أصبحت مراكز نشطة للترجمة، حيث عمل مترجمون من خلفيات ثقافية متنوعة على نقل هذه المعارف إلى اللاتينية.
لم يكن تأثير هذه الترجمات مقتصرًا على إمداد أوروبا بمعلومات جديدة فحسب، بل كان له أثر عميق على إعادة صياغة الفكر الأوروبي. فقد قدمت هذه النصوص رؤى جديدة حول طبيعة الإنسان، وقدرات العقل، ومنهجيات المعرفة. على سبيل المثال، إعادة اكتشاف فلسفة أرسطو، من خلال الشروح والتعليقات التي قدمها فلاسفة مسلمون مثل ابن رشد، أحدثت ثورة في الفكر اللاهوتي والفلسفي في الجامعات الأوروبية الناشئة.
كما أن التقدم العلمي الذي حمله معه التراث العربي، في مجالات مثل الطب والرياضيات والفلك، فتح آفاقًا جديدة للبحث والاستقصاء، وساهم في تحدي النظرة السائدة للعالم القائمة على سلطة الكنيسة وحدها. لقد وفرت الترجمة أدوات فكرية ومنهجية جديدة ساعدت في بزوغ فجر الفكر العلمي التجريبي في أوروبا.
يمكن النظر إلى حركة الترجمة في هذه الفترة بوصفها مولّدًا مبكرًا لبعض مبادئ التنوير. فعندما تعرف الأوروبيون على تراث فكري وعلمي غني ازدهر خارج نطاق سلطة الكنيسة المباشرة، بدأوا في التساؤل عن الأسس التقليدية للمعرفة والسلطة. لقد أظهرت لهم الترجمة أن هناك طرقًا أخرى للتفكير وفهم العالم.
لم تكن هذه العملية أحادية الاتجاه، بمعنى أن أوروبا لم تكتفِ باستقبال المعرفة المترجمة، بل تفاعلت معها بشكل داخلي. فقد أدت هذه المعارف الجديدة إلى نقاشات وجدالات فكرية حادة، وساهمت في ظهور مفكرين بدأوا في تحدي الأفكار القديمة والدعوة إلى استخدام العقل والمنطق في فهم العالم.
بمعنى أعمق، ساهمت الترجمة في توسيع أفق مفهوم "الإنسان" في أوروبا. فمن خلال التعرف على إنجازات حضارات أخرى، أدرك الأوروبيون أن الإمكانات الإنسانية أوسع مما كان يُتصور في إطار القرون الوسطى. كما عززت الترجمة فكرة أن "المعرفة" ليست حكرًا على جهة معينة، بل هي تراث إنساني مشترك يمكن استعادته وتطويره. والأهم من ذلك، أنها شجعت على الاعتماد على "العقل" بوصفه أداة أساسية لاكتساب المعرفة وفهم العالم.
يمكن القول بإن حركة الترجمة التي انطلقت في أوروبا خلال العصور الوسطى المتأخرة والنهضة لم تكن مجرد نقل للكلمات من لغة إلى أخرى. بل كانت عملية حيوية لإعادة إحياء التراث الفكري والعلمي، وتوفير أدوات معرفية جديدة، وتوسيع الآفاق الفكرية، وإعادة ترتيب العلاقة بين الإنسان والسلطة والمعرفة. لقد كانت الترجمة بحق محركًا أساسيًا لعملية التنوير الأوروبي، وساهمت بشكل مباشر في بزوغ فجر العالم الحديث الذي نعيشه اليوم. إنها تجسد قوة الحوار بين الحضارات وأهمية تبادل المعارف في تقدم البشرية.

● الترجمة في العصر الحديث: جدلية العولمة والتوتر بين التوحيد الثقافي والتأكيد على الاختلاف

يشهد العصر الحديث تحولات جذرية في طبيعة التفاعلات الإنسانية، مدفوعة بالثورة الصناعية، وتصاعد الإمبراطوريات الاستعمارية في الماضي، وهيمنة قوى العولمة في الحاضر. وفي خضم هذه التحولات، تبرز الترجمة بوصفها ظاهرة معقدة ومتعددة الأوجه، تحمل في طياتها إمكانات التواصل والتفاهم، ولكنها تنطوي أيضًا على مخاطر الهيمنة الثقافية وطمس الهويات.
مع توسع الإمبراطوريات الاستعمارية في القرنين التاسع عشر والعشرين، لعبت الترجمة دورًا محوريًا في ترسيخ سلطة المستعمر. فقد استُخدمت لترجمة القوانين والنظم الإدارية والتعليمية إلى لغات الشعوب المستعمرة، مما سهل عملية فرض السيطرة ونشر الثقافة الغربية. كما استُخدمت في دراسة وفهم المجتمعات المستعمرة، غالبًا من منظور استشراقي يختزل هذه الثقافات ويضعها في مرتبة أدنى.
إلا أن الترجمة لم تكن مجرد أداة للهيمنة، بل تحولت أيضًا إلى وسيلة للمقاومة واستعادة الذات. مفكرون وقادة حركات تحرر وطني مثل مهاتما غاندي، فرانتز فانون، وإدوارد سعيد، أدركوا القوة الكامنة في اللغة والترجمة في تشكيل الوعي ومقاومة الاستعمار الثقافي. فقد سعوا إلى استعادة "الصوت المقموع" للشعوب المستعمرة من خلال الكتابة والترجمة، وتفكيك الخطابات الاستعمارية التي عملت على تهميشهم. على سبيل المثال، قام غاندي بترجمة نصوص هندية إلى الإنجليزية لتعريف العالم بفلسفته ورؤيته، بينما حلل سعيد في كتابه "الاستشراق" كيف أنتج الخطاب الغربي صورة مشوهة للشرق، وكيف يمكن للغة والترجمة أن تساهم في تفكيك هذه الصورة.

●الترجمة في سياق ما بعد الاستعمار: فعل مقاومة وإعادة كتابة للسرديات المهيمنة

في أعقاب الحقبة الاستعمارية، اكتسبت الترجمة دلالات جديدة تتجاوز وظيفتها التقليدية بوصفها مجرد وسيلة لنقل المعرفة بين اللغات. في هذا السياق النقدي ما بعد الاستعماري، برزت الترجمة كفعل مقاومة فعال، وأداة لإعادة تشكيل الخطابات التي هيمنت عليها المركزيات الغربية لفترة طويلة. لم تعد الترجمة مجرد جسر لغوي، بل أصبحت ساحة لإعادة الاعتبار للغات المهمشة، واستعادة الأصوات المقموعة، وتحدي السرديات الكبرى التي فرضها الاستعمار.

لقد عمل الاستعمار، عبر آلياته المختلفة، على تهميش وإقصاء لغات وثقافات الشعوب المستعمرة، مفروضًا لغته وثقافته بوصفها المعيار والمقياس. في هذا السياق، أصبحت الترجمة أداة حاسمة لتفكيك هذه المركزية الغربية. من خلال ترجمة الأعمال الأدبية والفكرية من اللغات "الطرفية" إلى اللغات "المركزية" (والعكس أيضًا)، يتم تحدي فكرة وجود مركز ثقافي واحد مهيمن، وإبراز ثراء وتنوع المعارف والخبرات الإنسانية التي غالبًا ما تم تجاهلها أو تشويهها.

أحد أهم جوانب الترجمة كفعل مقاومة في سياق ما بعد الاستعمار هو دورها في إعادة الاعتبار للغات التي تم تهميشها أو التقليل من شأنها خلال الحقبة الاستعمارية. من خلال ترجمة الأدب والفكر من هذه اللغات، يتم إظهار قدرتها على التعبير عن تجارب إنسانية عميقة ومعقدة، وتأكيد قيمتها بوصفها حاملة لثقافات فريدة.
بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الترجمة في إبراز سرديات بديلة غالبًا ما تم إسكاتها أو تهميشها من قبل الخطابات الاستعمارية. فقد أعادت الترجمة الاعتبار للقصص الشعبية التي تحمل في طياتها حكمة ومعارف المجتمعات المحلية، وللحكايات النسوية التي تقدم منظورًا مغايرًا للتاريخ والتجربة، وللتواريخ الشفوية التي تحتفظ بذاكرة المجتمعات التي لم تُدوّن تاريخها بالضرورة باللغة المهيمنة.

في هذا المنظور، لم تعد الترجمة مجرد نقل أمين للنص الأصلي، بل أصبحت فعلًا من أفعال "إعادة الكتابة" (rewriting). يرى منظرو ما بعد الاستعمار أن المترجم ليس مجرد وسيط محايد، بل هو فاعل يتدخل في النص، ويقوم بانتقاء وتأويل وإعادة صياغة بهدف إبراز جوانب معينة أو تحدي افتراضات ضمنية.
هذه "إعادة الكتابة" لا تعني بالضرورة تشويه النص الأصلي، بل تعني وضعه في سياق جديد، وتسليط الضوء على الأصوات والتجارب التي تم تهميشها. إنها عملية بناء سردية بديلة تتحدى السرديات المهيمنة وتعمل على تفكيكها. من خلال هذا الفعل الإبداعي لإعادة الكتابة، تصبح الترجمة أداة قوية لبناء فهم أكثر شمولية وتنوعًا للعالم.

● نقد مفهوم "الأصالة" و"الأمانة" في الترجمة ما بعد الاستعمارية

في هذا السياق النقدي، يتم إعادة النظر في المفاهيم التقليدية للـ "أصالة" و "الأمانة" في الترجمة. ففي ظل وجود علاقات قوة غير متكافئة بين اللغات والثقافات، قد يكون التركيز الصارم على "الأمانة" بالمعنى التقليدي بمثابة إعادة إنتاج للهيمنة، حيث يتم إخضاع النص "الطرفي" لمعايير اللغة "المركزية".
بدلًا من ذلك، يركز منظور ما بعد الاستعمار على "الأمانة" للمعنى الأوسع للنص، بما في ذلك سياقه الثقافي والسياسي، وهدفه في تحدي الهيمنة. قد يتضمن ذلك اتخاذ خيارات ترجمة "غير تقليدية" تهدف إلى إبراز الاختلاف والتنوع بدلًا من التذويب في اللغة المستهدفة المهيمنة.
في نهاية المطاف، يُنظر إلى الترجمة في سياق ما بعد الاستعمار بوصفها فعلًا سياسيًا وأخلاقيًا. إن خيارات المترجم ليست محايدة، بل تحمل في طياتها مواقف تجاه قضايا السلطة والهوية والعدالة. من خلال اختيار النصوص التي تُترجم، والطريقة التي تُترجم بها، يمكن للمترجم أن يساهم في تعزيز التنوع الثقافي، وإسماع أصوات المهمشين، وتحدي الهيمنة.
لقد تحولت الترجمة في عالم ما بعد الاستعمار من مجرد أداة لنقل المعرفة إلى فعل مقاومة وإعادة كتابة. إنها أداة لتحرير الخطاب من مركزياته الغربية، وإعادة الاعتبار للغات المهمشة والسرديات البديلة، وبناء فهم أكثر تنوعًا وعدالة للعالم. من خلال تحدي المفاهيم التقليدية للأصالة والأمانة، وإدراك البعد السياسي والأخلاقي للترجمة، يمكننا أن نرى كيف تصبح الترجمة قوة فاعلة في تشكيل عالم أكثر تعددية وإنصافًا.

● الترجمة في عصر العولمة: حضور ثقافي وتحديات التماثل القسري

في عصر العولمة المعاصر، الذي يتسم بتزايد الترابط بين الدول والثقافات عبر وسائل الاتصال الحديثة، اكتسبت الترجمة أهمية متزايدة. لقد ساهمت في إبراز حضور الثقافات غير الغربية في الفضاء العالمي، حيث تُترجم الأعمال الأدبية والفنية والفكرية من لغات مختلفة إلى لغات عالمية واسعة الانتشار، مما يتيح لها الوصول إلى جمهور أوسع ويعزز التنوع الثقافي.
ومع ذلك، يطرح هذا الواقع أيضًا تحديات نظرية وفكرية عميقة تتعلق بالتماثل والاختلاف. فمع هيمنة اللغة الإنجليزية بوصفها لغة السوق العالمية، والعلم، والدبلوماسية، يثار التساؤل حول ما إذا كانت الترجمة تساهم بشكل غير مباشر في فرض نوع من التماثل اللغوي والثقافي القسري. هل يؤدي التركيز المفرط على الترجمة إلى الإنجليزية إلى تهميش اللغات والثقافات الأخرى؟ وهل يمكن للترجمة أن تحافظ على خصوصية واختلاف الثقافات الأصلية دون الوقوع في براثن التنميط أو الاختزال؟

● نظريات الترجمة المعاصرة وجدلية التماثل والاختلاف

تنكب نظريات الترجمة المعاصرة على هذه الإشكاليات، وتسعى إلى تطوير مناهج تأخذ في الاعتبار البعد الثقافي والأيديولوجي للترجمة. هناك اتجاهات نظرية تشدد على أهمية "تغريب" النص المترجم، أي الحفاظ قدر الإمكان على العناصر الثقافية واللغوية الغريبة للنص الأصلي، بهدف تعريف القارئ بثقافة الآخر بدلًا من تذويب النص في الثقافة المستهدفة. في المقابل، هناك اتجاهات أخرى تركز على "تطبيع" النص، أي جعله أكثر سلاسة وقربًا من ثقافة القارئ المستهدف.
تثير هذه النقاشات أسئلة فلسفية حول طبيعة الهوية والاختلاف والتواصل بين الثقافات. هل يمكن تحقيق تواصل حقيقي دون نوع من التماثل؟ وإلى أي مدى يجب أن نسعى للحفاظ على الاختلافات الثقافية في عملية الترجمة؟ وهل الترجمة بطبيعتها تنطوي على قدر من "الخيانة" للمعنى الأصلي والسياق الثقافي؟
في هذا السياق، لم تعد الترجمة تُنظر إليها مجرد عملية لغوية تقنية، بل بوصفها فعلًا أخلاقيًا وسياسيًا. فخيارات المترجم في التعامل مع النص الأصلي – سواء في اختيار المفردات أو بناء الجمل أو التعامل مع الإشارات الثقافية – تحمل دلالات أيديولوجية ويمكن أن تؤثر على كيفية فهم القارئ للثقافة الأخرى.
لذلك، يدعو العديد من منظري الترجمة إلى ضرورة وعي المترجم بتحيزاته الثقافية والأيديولوجية، والسعي إلى تحقيق قدر أكبر من العدالة والإنصاف في تمثيل الثقافات الأخرى. كما يُشددون على أهمية تطوير آليات للترجمة متعددة الاتجاهات، لا تقتصر على نقل النصوص إلى اللغات المهيمنة، بل تشجع أيضًا على الترجمة بين اللغات "الأقل انتشارًا"، لتعزيز التنوع الثقافي الحقيقي.
في العصر الحديث، تتجلى الترجمة في مفترق طرق بين قوى العولمة التي تسعى نحو نوع من التوحيد الثقافي، وبين الحاجة الملحة إلى الحفاظ على التنوع الثقافي واحترام الاختلاف. لم تعد الترجمة مجرد أداة لنقل المعلومات، بل أصبحت ساحة للتنافس والتفاوض بين الثقافات، ومجالًا خصبًا للتنظير الفكري حول قضايا الهوية، والاختلاف، والتواصل، والسلطة. إن فهم الدور المعقد للترجمة في عصرنا يتطلب منا تجاوز النظرة التقنية الضيقة، والنظر إليها بوصفها فعلًا ثقافيًا وسياسيًا له تداعيات عميقة على تشكيل عالمنا المعاصر.

● الترجمة في مرآة الفلسفة: إشكالية نقل المعنى بين عوالم لغوية متمايزة

تتجاوز الترجمة حدود العمليات اللغوية التقنية لتلامس صميم الأسئلة الفلسفية المتعلقة بطبيعة اللغة، والفكر، والمعنى، وإمكانية التواصل بين العوالم الدلالية المختلفة. إن فعل الترجمة ذاته يطرح تساؤلات عميقة حول جوهر المعنى: هل هو كيان ثابت وقابل للنقل، أم أنه متجذر بعمق في البنية الفريدة لكل لغة وثقافتها؟ هذا التساؤل يقودنا إلى استكشاف رؤى فلاسفة بارزين قدموا تصورات متباينة حول هذه الإشكالية.
في قلب النقاش الفلسفي حول الترجمة يكمن التمييز بين اعتبار اللغة مجرد "وسيط" شفاف لنقل أفكار ومعانٍ موجودة مسبقًا، وبين اعتبارها "بنية" نشطة تشكل طريقة تفكيرنا وإدراكنا للعالم. إذا كانت اللغة مجرد وسيلة، فإن ترجمة المعنى تبدو عملية ممكنة نسبيًا، حيث يتم استبدال رموز لغوية بأخرى مع الحفاظ على الجوهر الدلالي. أما إذا كانت اللغة بنية مُشكِّلة، فإن نقل المعنى يصبح أكثر تعقيدًا، إذ ينطوي على محاولة لتجسيد فكرة مُصاغة ضمن نظام لغوي وثقافي معين في نظام آخر ذي خصائص مختلفة.

● بول ريكور و"ضيافة اللغة": استقبال الآخر في فضاء الذات اللغوية

يقدم الفيلسوف الفرنسي بول ريكور رؤية ثرية للترجمة من منظور أخلاقي وفينومينولوجي. يرى ريكور أن الترجمة تفترض مبدأ "الضيافة اللغوية" (linguistic hospitality). هذه الضيافة لا تعني استيعاب الآخر أو إذابته في الذات اللغوية للمترجم والقارئ، بل استقباله ضمن شروط هذه الذات، مع الاعتراف بفرادته واختلافه. في هذا السياق، يصبح فعل الترجمة بمثابة لقاء بين عالمين لغويين، حيث يسعى المترجم إلى إيجاد أرضية مشتركة للتفاهم دون إنكار الاختلافات الجوهرية. يشدد ريكور على أن الترجمة الناجحة تنطوي على نوع من "الخسارة" ،حيث لا يمكن استنساخ المعنى الأصلي بشكل كامل، ولكن هذه الخسارة هي الثمن الضروري لتحقيق "ربح" يتمثل في توسيع آفاق الفهم والتعرف على الآخر.

●مارتن هايدغر واستحالة الترجمة التامة/ اللغة بوصفها بيت الوجود

على النقيض من ذلك، يرى الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر صعوبة، بل ربما استحالة، تحقيق ترجمة تامة. بالنسبة لهايدغر، ليست اللغة مجرد أداة للتواصل، بل هي "بيت الوجود" (Haus des Seins)، أي أنها تشكل الأساس الذي يتجلى من خلاله وجودنا وفهمنا للعالم. بما أن كل لغة تحمل في طياتها تاريخًا ثقافيًا وفلسفيًا فريدًا، فإن محاولة نقل معنى متجذر في لغة معينة إلى أخرى تواجه صعوبة جوهرية. يرى هايدغر أن الكلمات ليست مجرد علامات اعتباطية، بل تحمل ثقل التجربة الوجودية للمتحدثين بها. وبالتالي، فإن الترجمة قد تفضي إلى تشويه أو تقليل من عمق المعنى الأصلي، حيث يتم إخضاعه لبنية لغوية مختلفة ذات تاريخ وجودي مغاير.

● جاك دريدا وتفكيك "الفارق": اللغة بوصفها مساحة للانزياح لا التطابق

يقدم الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا منظورًا تفكيكيًا للترجمة. انطلاقًا من مفهومه الأساسي عن "الفارق" (différance) – الذي يجمع بين معنى الاختلاف والتأجيل – يرى دريدا أن الترجمة تكشف عن الطبيعة غير الثابتة والمتأرجحة للمعنى في أي خطاب. فكل لغة وكل كلمة تحمل في طياتها شبكة معقدة من العلاقات مع كلمات أخرى غائبة وحاضرة، مما يجعل المعنى دائمًا قيد التشكل والانزياح. بالنسبة لدريا، لا تسعى الترجمة إلى تحقيق "مطابقة" مستحيلة بين النص الأصلي والنص المترجم، بل تكشف عن "الفارق" الكامن في كليهما. تصبح اللغة في عملية الترجمة مساحة للانزياح الدلالي، حيث يولد معنى جديد من خلال التوتر بين اللغتين والثقافتين المعنيتين. الترجمة، بهذا المعنى، ليست مجرد نقل، بل هي إنتاج لـ "نص جديد" يحمل آثار النص الأصلي ولكنه يتميز بفرادته.
---------
تتجاوز هذه الرؤى الفلسفية حدود نظرية الترجمة لتلامس قضايا أوسع تتعلق بالتواصل بين الثقافات، وفهم "الآخر"، وحدود المعرفة الإنسانية. فإشكالية ترجمة المعنى تذكرنا دائمًا بالتحديات الكامنة في محاولة فهم عالم مختلف عن عالمنا، سواء كان هذا الاختلاف لغويًا أو ثقافيًا أو فكريًا. إنها تدعونا إلى التواضع المعرفي وإدراك أن الفهم الكامل قد يكون هدفًا بعيد المنال، لكن السعي إليه عبر جسر الترجمة يظل ضروريًا لإثراء تجربتنا الإنسانية وتوسيع آفاقنا الفكرية.

إن البعد الفلسفي للترجمة يكشف عن تعقيد هذه العملية التي تبدو بسيطة للوهلة الأولى. فالسؤال عما إذا كان يمكن ترجمة المعنى يقودنا إلى تأملات عميقة حول طبيعة اللغة والفكر والوجود. تقدم رؤى ريكور وهايدغر ودريدا ثلاث مقاربات مختلفة لهذه الإشكالية، تؤكد جميعها على أن الترجمة ليست مجرد استبدال كلمات، بل هي تفاعل معقد بين عوالم دلالية، يحمل في طياته إمكانات الفهم والاختلاف على حد سواء. إن استكشاف هذه الأبعاد الفلسفية يثري فهمنا للترجمة ودورها الحيوي في تشكيل تواصلنا الإنساني والمعرفي.

● الترجمة بوصفها شرطًا من شروط الوجود الثقافي

إنّ تاريخ الترجمة هو، في جوهره، تاريخٌ موازٍ لتاريخ الإنسانية ذاتها. فكلّ حضارة لا تترجم تموت اختناقًا داخل ذاتها. والترجمة ليست فقط جسرًا بين اللغات، بل هي أيضًا جسرٌ بين الذوات، بين الذكرى والنسيان، بين الذات والآخر، بين الذاكرة الفردية والوعي الجمعي. إنها الوسيلة التي نعيد بها إنتاج المعنى في عالم يتغير باستمرار، ونتأمل بها أنفسنا من خلال مرآة الآخر.



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق شرق والغرب غرب-: تحليل لخطاب الثنائية في ضوء النقد ما ...
- النقد الانطباعي: تأملات في التجربة الجمالية والوعي الذاتي
- تأثير النقد الغربي في الأدب العربي: من الترجمة إلى التمثّل
- من يكتب التاريخ؟ في أنماط السرد، ومحو الآخر، ومقاومة النسيان
- زهرة الخشخاش لخيري شلبي/ حكاية البحث عن الوجود والاغتراب الا ...
- موت إلهٍ من بابل
- مجرد ذكرى
- محو الآخر هوامش غير مكتملة
- المركزية البغدادية وهامش المحافظات
- شقشقة عراقية 4 غضب العراقي وحزنه
- شقشقة عراقية 3
- شقشقة عراقية ( 2)
- شقشقة عراقية
- ظهيرة سوق البصرة القديم
- شذرة 15 الدين والتحريم
- شذرة 14 الدين والأخلاق
- حسين منه وهو من حسين
- شذرة 13 الارادة الانسانية
- شذرة 12 العقيدة والانسان
- غدير الاتمام لدين أكتمل/ رؤية شخصية


المزيد.....




- شاهد كيف يحدد ترامب الجدول الزمني لكل شيء تقريبًا بـ-خلال أس ...
- ماذا نعلم عنه؟.. مقتل ضابط روسي بارز بانفجار داخل روسيا
- مسؤول إسرائيلي يكشف لـCNN الموافقة على اقتراح أميركي لوقف إط ...
- كيف يساعد الغرب روسيا في تمويل حربها على أوكرانيا؟
- في تحد للسلطة.. نساء إيران تحملن -نعش الحجاب- إلى مثواه الأخ ...
- الخارجية الروسية: نأمل أن تحذو كييف حذو موسكو في جدية التفاو ...
- موسكو: فريق ترامب يتعامل مع روسيا بعقلانية وبراغماتية أكثر
- العليمي يروي لـRT قصة أربع طائرات دمرتها إسرائيل في مطار صنع ...
- -مبعوث الرب-.. منشور غامض من الرئيس الأمريكي يثير الجدل
- -الاعتراف بدولة فلسطين مطلب سياسي-.. ماكرون يدعو لتشديد المو ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - رياض قاسم حسن العلي - الترجمة كجسر للتواصل الثقافي عبر التاريخ: نحو فهم نظري وتاريخي لدور الترجمة في تشكيل الوعي الإنساني