أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض قاسم حسن العلي - شذرة 13 الارادة الانسانية














المزيد.....

شذرة 13 الارادة الانسانية


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 8040 - 2024 / 7 / 16 - 16:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا الموضوع شغل المتكلمين منذ زمن بعيد والعديد من المشتغلين في المجال الديني، وهو هل الإنسان مسير أم مخير؟ ومن المؤكد أن لكل طرف أدلته وحججه وشبهاته وينظر إليه من زاوية عقيدته أو النصوص التي وصلت إليه أو منتهى علمه وثقافته، أو رأي السلطة التي يعمل عندها.
لكن لا بد لنا هنا أن نفرق بين حالتين: الأولى هي الأفعال التي يقوم بها الإنسان سواء عن طريق سبق الإصرار والترصد بحسب تعبير فقهاء القانون، أي أن يكون واعيًا ومدركًا بدوافعها وتتجه نيته إلى القيام بها، وبين الأفعال التي يقوم بها لكن رغماً عنه ولكن نتائجها حدثت بسبب فعله هو ولا توجد قصدية لإحداث الفعل ولا النتيجة. ، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، ثمة أشياء تحدث لا دخل للإنسان بها مثل الولادة والموت والمرض وعمل أجهزة الجسم وأحوال الطبيعة بشكل عام.
فالله سبحانه وتعالى وضع القوانين والسنن والضوابط والقواعد بحيث إذا تحققت حدثت النتيجة. فإذا أطلق أحدهم النار على الآخر وهو مدرك وواعٍ لما يقوم به واخترقت الرصاصة جسد إنسان آخر وأصابت جزءًا معينًا من جسده فإنه يموت بمعنى أن قانون الموت قانون عام وهو نتيجة لأسباب عديدة محكومة بقوانين وضوابط وقواعد لا يمكن التخلص منها. ، ومثال آخر، أن الإنسان الذي يقع في النهر أو أي مسطح مائي ويبقى فيه وقتًا معينًا دون وسائل مساعدة فإنه سيموت غرقًا تبعًا لقاعدة معروفة وهي انقطاع الأكسجين عن رئتيه. ، ومعنى المكتوب هو هذه القاعدة الثابتة، والقواعد الآلهية قواعد عامة مجردة، وحسب التعريف القانوني، وهذه القاعدة العامة والمجردة لا تكون موجهة لشخص معين بذاته أو أشخاص معينين، أو بواقعة معينة أو بوقائع معينة أو محددة بذاتها، وإنما تكون موجهة لعموم الناس وأيضًا على الوقائع التي تنطبق عليها الأوصاف والشروط المحددة في هذه القاعدة.
لذلك فإن كل أفعال الإنسان تقع بناءً على إرادته بغض النظر عن الدوافع التي أدت إلى هذا الفعل، فلا يوجد إجبار. ، والعلم الإلهي بصدور الفعل عن الإنسان هو العلم بالأسباب والنتائج من ناحية والعلم بالواقعة من باب أن كل ما حدث يعلمه الله لأنه ببساطة قد حدث ، لأن الله لا يحده زمان ولا مكان، فكل ما حدث ويحدث وسيحدث هو قد حدث ويعلمه الله. وللتقريب أكثر، فإن الأمر يشبه أن يشاهد من وضع قانون كرة القدم مباراة مسجلة وهو يعلم بنتيجتها وكل أحداثها ويعلم بالقانون الذي وضعه، لكنه لا يتدخل بتصرفات اللاعبين.
ربما طرح الأمثلة أفضل لتبيان الفكرة، لنفترض أن شخصًا ما يعمل خادمًا في بيت وأرسله صاحب البيت إلى الأسواق ليشتري حاجيات ما وتابع صاحب البيت خادمه عبر الكاميرات وهو يذهب إلى الأسواق ورأى كل ما يفعله ، فهنالك صاحب البيت علم ما فعله الخادم وفي نفس الوقت لم يجبره على فعل أي شيء، فقط أرسله إلى الأسواق ليجلب حاجيات معينة وربما مكتوبة ، وفي نفس الحالة وبعدم وجود الكاميرات فإن صاحب البيت يعرف أن الخادم حينما يذهب إلى الأسواق سيمشي من شارع ما وبالتأكيد سيعرج على صديقه الذي يعمل في الدكان المجاور وسيشتري سندويش شاورما من المطعم القريب، لكن صاحب البيت وهو يعلم بتصرفات الخادم لم يجبره على فعل شيء.
فكل شيء قد حدث في علم الله، وهذا العلم لا ينفي حرية الاختيار للإنسان.



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرة 12 العقيدة والانسان
- غدير الاتمام لدين أكتمل/ رؤية شخصية
- ليس شعرا بل واقعة حدثت
- شذرة 10. الفرق الإسلامية/ التوافق والاختلاف
- شذرة 11 الدين والحرب
- شذرة 9 نظرة إلى التراث
- شذرة 7
- عبد الإله منشد المحمداوي وملحمة يمحمد
- شذرة 6 النص والنسخ
- شذرة 5
- شذرة 4
- فيصلية الروح
- في شارع بشار
- شذرة 3
- شذرة 2
- شذرة عن رجال الدين
- شيء عن النسوية
- نص بلا معنى
- علي بن ابي طالب وكوثا
- اقرأ


المزيد.....




- من سوريا إلى ألمانيا .. العنف الطائفي وصل الشتات السوري
- صحيفة سويسرية: الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط بين التهديد ...
- حركات يهودية مناهضة للصهيونية تتحدى إسرائيل من أوروبا
- وفاة شاب في الجامع الأموي.. السبب يشعل مواقع التواصل
- الأردن.. النيابة تستدعي -متسترين- على أملاك جماعة الإخوان
- مقتل الشاب يوسف اللباد بعد اعتقاله بالجامع الأموي يثير جدلا ...
- النيابة الأردنية تستدعي متهمين -بالتستر- على أملاك جماعة الإ ...
- مكتبة الفاتيكان.. صرح تاريخي وإرث معرفي يمتد لقرون
- فلسطين.. ملثمون يعتدون بالضرب على رئيس بلدية الخليل أثناء خر ...
- سوريا: وزيرا الداخلية والعدل يتعهدان بمحاسبة المتورطين في حا ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض قاسم حسن العلي - شذرة 13 الارادة الانسانية