أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - كيف تخطط روسيا لصدم الغرب؟















المزيد.....

ألكسندر دوغين - كيف تخطط روسيا لصدم الغرب؟


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8515 - 2025 / 11 / 3 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألكسندر دوغين
فيلسوف روسي معاصر
مقابلة على قناة سبوتنيك TVضمن برنامج إيسكالاتسيا

31 أكتوبر 2025


ترجمة وإعداد د. زياد الزبيدي

مقدمة المترجم
ألكسندر دوغين يحذر من أن حملة "صدمة ورعب" فقط هي التي يمكن أن تحطم غرور الغرب وتؤكد قوة روسيا. وهنا لا بد من التذكير أن مصطلح " الصدمة والرعب" shock and awe قد أطلق على حملة القصف الجوي ضد بغداد عام 1991.وهو يدعو لتفعيل أدوات السياسة والإقتصاد والعلم لمواجهة الصلف الغربي. ولا يشعر بالحرج عندما يضع إصبعه على أوجه القصور في الواقع الجيوسياسي و الوضع الإستراتيجي لروسيا. حديث بالغ الأهمية من مفكر يطلق عليه "عقل بوتين". نص طويل ولكنه غني بالمفاهيم، ويستحق القراءة.

*****

سؤال - أود أن أبدأ بموضوع كبير حقًا، يتضح أهميته للجميع. أمس أعلن فلاديمير بوتين عن إختبارات ناجحة لصاروخ "بوريفيستنيك" – صاروخ جديد قادر على الدوران حول الكوكب لأشهر، مما يبقي الغرب أو أي دولة أخرى في حالة توتر. وسائل إعلام غربية مثل "نيويورك تايمز" أطلقت عليه لقب "تشيرنوبيل الطائر"، قائلة إنه يزعزع الإستقرار ويعقد السيطرة على الأسلحة. رد الفعل الغربي كان حادًا جدًا. أنا مهتم: كيف سيؤثر هذا الصاروخ على توازن القوى؟ ما هي المزايا التي يمنحها لنا في المرحلة الحالية؟

جواب - سأعترف مسبقًا بأنني لست خبيرًا في التسلح وأخشى أن أبدو هاويًا في هذا المجال. أنا عالم إجتماع؛ أدرس الجيوسياسة وعلم النفس السياسي، لذا سأحلل الموضوع من تلك الزوايا، ربما بلمسة فلسفية.

يبدو لي أن ترامب، تحت تأثير المحافظين الجدد، شكل تصورًا خاطئًا عن موقف روسيا في الصراع الأوكراني – عن قدراتنا، مصالحنا، قيمنا، ما نحن مستعدون لفعله وما لسنا مستعدين له. مع ترامب هذا، المقتنع بأنه يكفي الضغط أو التهديد أو رفع الصوت لينتهي الصراع في أوكرانيا، لن نجد أرضية مشتركة. يجب تصحيح إعتقاده هذا؛ يجب إعادة تهيئة تفكيره. الكلمات وحدها تجعل ذلك صعبًا. كانت هناك مفاوضات في أنكوراج، محادثات بين رئيسنا وترامب. إنه رجل مدفع أو إندفاعي، يعيش اللحظة، سريع الغضب، عدواني، لكنه يحترم القوة والرد الحاسم. فهمنا أننا جربنا نهجًا مختلفة في التواصل معه، لكنه لا يقبل الوضع "الناعم". يقرأ كل لطف كضعف.

عندما نقول "نحن منفتحون على الحوار"، يعتقد أننا نفتقر إلى القوة لمواصلة الحرب. عندما نعرض تسوية، يرد: "فقط بشروطنا – وقف إطلاق نار، وسنحل الأمر لاحقًا". معاملة روسيا – قوة نووية وعسكرية وإقتصادية عظيمة – كتابعة، كمحمية مثل أوروبا أو أوكرانيا أو إسرائيل، هو نهج خاطئ جذريًا. فهمنا ذلك. اللطف، التصريحات، الصيغ المعقولة لا تعمل معه. يرى اللطف كضعف، المعقولية كجبن، الإستعداد للتسوية كإستسلام. هذا خطأ مطلق ولم يكن كذلك أبدًا. يجب إظهار القوة. تحدث الرئيس فلاديمير بوتين عن ذلك، مذكرًا بـ"أوشيلومليني" ("الصدمة" shock، "الإذهال" stunning) – يجب صدم الغرب بأفعالنا. إختبار "بوريفيستنيك"، "تشيرنوبيل الطائر"، خطوة في ذلك الإتجاه. لكن هذا غير كافٍ؛ يجب التقدم أكثر.

يجب جعل الغرب يخاف، لأن الحجج العقلانية قد أستنفدت. فقط شيء مرعب حقًا سيجبرهم على التحدث إلى روسيا كند.

سؤال - أليس مجرد حقيقة أن "بوريفيستنيك" يمكنه البقاء في الجو لفترة طويلة، وهو غير قابل للتتبع أو الإسقاط، مخيفًا بما فيه الكفاية؟

جواب - المشكلة أن الغرب يستقبل تصريحاتنا بالشك. قرأت الصحافة الغربية: كثيرون يسمون "بوريفيستنيك" خدعة، سلاحًا خياليًا، يشككون في خصائصه، واثقون من أنهم سيجدون تدابير ضده. سيكون هذا هو الحال دائمًا: عروض قوتنا تواجه عدم الثقة وإتهامات بالخداع. "دميتري سيمس" يؤكد بشكل صحيح: يلزم عرض قوة حقيقي للخروج من نطاق الخدعة.

الغرب يمارس الخداع بمهارة أكبر: قدراتهم المتواضعة تنفخ إلى "إختراقات كبرى". ترامب يعمل بالمبالغة: "رائع! عظيم! مطلقًا!" خطابه عن القوة والثقة يسحر كما تسحر الكوبرا الأرنب. دبلوماسيتنا لـ35 عامًا بنيت بشكل مختلف: "لنتجنب الصراعات، نجد تسوية، نأخذ المصالح بعين الإعتبار". ردًا عليها – "رائع، سنسحقكم!" ضربات دقيقة لم تمس البرنامج النووي الإيراني تُقدم كإنتصار. الإعلام يلتقطها، وترامب نفسه يصدق أن إيران "سقطت على ركبتيها". هذه نبوءات تتحقق ذاتيًا: يعلنون "ضربة مدمرة"، يظهرون نتيجة مُفبركة – وتعمل في الواقع الإفتراضي. اختراعنا وحججنا لا تثير إعجابًا. فشل ترامب يُعلن إنتصارًا، يتردد عبر الإعلام.

نحتاج إلى ضربة في نقطة حساسة لا يمكن تجاهلها. ما هي – لا أعرف. الرئيس يتحدث عن "أوشيلومليني" أي صدمة أو إذهال: يجب صدم الغرب. أطلقنا "بوريفيستنيك"، لكن لا رد فعل. حتى لو خافوا، يتظاهرون بأن روسيا تخدع، الإقتصاد ضعيف، العقوبات فعالة، يمكن مصادرة الأصول. نواجه الجحيم. ترامب، رغم أنه يبدو أفضل، يستمر في حرب بايدن عمليًا. كان يقول دائمًا "هذه ليست حربي"، لكنه يتصرف كأنها حربه. قريبًا سيقول: "هذه حربي، وسأفوز بها في يوم واحد". يجب تشديد خطابنا بشكل حاد. هم لا يراعون الرسميات، بينما نحن لا نزال نتلقى الضربات بلطف. "كيريل دميترييف"، بروح غورباتشوف، يحاول تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة، لكنهم يرون ذلك كعلم أبيض، كإستسلام.

سؤال - سنتحدث لاحقًا عن زيارة كيريل دميترييف – رئيس صندوق الإستثمار المباشر الروسي – وعن التطبيع أو عدمه في العلاقات الروسية الأمريكية. أريد العودة إلى عبارتك عن "أوشيلومليني". سابقًا ذكرت أن هذا يمكن أن يكون بداية "عملية أوشيلومليني" في أوكرانيا، مرتبطة بضربات على البنية التحتية. ما هي "عملية أوشيلومليني"؟ هل تقصد عرض قوة على ساحة المعركة بصواريخنا؟

جواب- مرة أخرى، أنا لست خبير أسلحة، لكني أدرس الوعي الجماعي. أحيانًا طائرة مسيرة صغيرة موجهة بدقة تنتج تأثيرًا أكبر من تدمير كل البنية التحتية الأوكرانية إذا مر الأخير دون ملاحظة.

نعيش في عالم الرموز والصور، حيث لا إرتباط مباشر بين قوتنا وإدراكها. لست أقول ما يجب ضربه – يجب حساب النماذج. على سبيل المثال، هناك زيلينسكي – واقع واحد؛ بدونه – واقع مختلف جدًا. هم واثقون من أننا لا نستطيع الوصول إليه. هدفهم ليس إنقاذ أوكرانيا بل خوض حرب علينا بأيدٍ أخرى. طالما زيلينسكي موجود، حتى لوحده، فهو مدمج في دعايتهم، وكل شيء "رائع، رائع". دمر البنية التحتية – سيخفونها. العسكريون يرون الخرائط الحقيقية وصور الأقمار الصناعية، لكن الجمهور الذي يقرر العقوبات أو الضربات يُظهر له لقطات مفبركة. التلاعب بالواقع ليس جديدًا؛ إنه نهج الغرب ما بعد الحداثي في الـ30 عامًا الأخيرة. عملية عسكرية بدون دعم إعلامي، بدون صور مذهلة، حتى لو مولدة بالذكاء الإصطناعي، لا تُعتبر ناجحة. يلزم مزيج من الفعل العسكري، السياسة، التصريحات، الصور البصرية، والعروض لإقناع المشاهد. إذا لم يُظهر، فكأنه لم يحدث.

لم نكن مستعدين لهذا النوع من الحرب – إنه تحدٍ جديد لنا. نقيس النجاح بعدد القتلى، الأراضي المحررة، نرحم الأعداء، نعد "لفتة حسن نية" لـ20,000 قاتل في مرجل . ما يلزم هو فعل "أوشيلومليني" يصيب الخصوم، لا أنفسنا. هذا يتطلب ليس فقط إستراتيجية عسكرية بل إتقان إعلامي. لإذهال الغرب، خاصة في سياق تصعيد ترامب، يجب جعلهم يصرخون: "مرعب بشكل رائع، الروس تجاوزوا كل الحدود!" – بينما يصرون على أننا ضعفاء، لا نتقدم، نتجنب الخطوات الحاسمة ونتنازل.

لكن هناك أفعال لا يمكن للخطاب تشويهها. يجب تنفيذها. الطرق موجودة.

سؤال - ذكرت ضربات على شارع بانكوفا. هل ذلك عامل الإذهال؟

جواب - الضربة على بانكوفا نوقشت كثيرًا حتى فقدت معناها. لا أعرف ما سيكون – طائرة مسيرة صغيرة، حمامة إلكترونية، عنصر مجهري غير قابل للكشف، أو "بوريفيستنيك" ينزل كالسماء. ربما بعوضة صغيرة تقضي على يرماك وبودانوف، أو شيء أساسي. أنا لا أتخذ قرارات، لا أعرف قدراتنا ولا أقدم نصائح. المسؤولون يجب أن يقرروا. لكن: الإعلان عن "أوشيلومليني" وعدم إنتاج صدمة خطير.

خطابنا يشتد، نعرض القدرات، والناس يتوقعون الخطوة التالية منا. يجب إذهالهم حتى يصدم الأعداء حقًا. أتابع رد الفعل الغربي – يسكتون عن "أوريشنيك" و"بوريفيستنيك". ترامب لا يظهر علامات صدمة. أحلل نفسيته، علم الإجتماع، الجيوسياسة، حتى أصغر إيماءاته، في هذه اللعبة المرعبة للتصعيد حيث مصير البشرية على المحك. لكن لا صدمة.

لم نكمل المهمة. الهدف ليس إقناع أنفسنا بقوتنا، بل هزّهم. إذا قال ترامب "هذه ليست حربي"، قطع قنوات الدعم وترك الأوروبيين يحلونها بأنفسهم، فإننا صدمّنا أحدًا. يجب صدم لندن، باريس، ميرتس في برلين. هجوم الطائرات المسيرة المجهولة أقلقهم – جعلهم غير مرتاحين، لكنهم لم يصدموا. يلزم شيء لا يصدق. كفى التساهل مع الوهم بأنهم يأخذوننا على محمل الجد. نحن أقوى، أخطر، أقوى مما يعتقدون. يجب إثبات ذلك – تلك هي عملية "أوشيلومليني". حتى الآن لا نتائج. يجب الإستمرار.

سؤال - دعني أوضح: كيريل بودانوف مدرج في قائمة الإرهابيين والمتطرفين. أريد إضافة إلى كلماتك: قال ترامب "هم لا يلعبون ألعابًا معنا، ونحن لا نلعب معهم". ماذا يمكن أن تعني هذه العبارة؟

جواب - لا شيء. إنها كسعال صغير. يمكننا قول الشيء نفسه: "نحن نلعب، هم يلعبون". عندما لا يكون لترامب ما يقوله، يصدر تعليقًا سخيفًا يبدو عقلانيًا لكنه بلا معنى. يعني أننا لم نصدمه. عندما نصدمه، سيتحدث بتماسك. الآن، إنه تضليله المعتاد – فسرها كما تشاء؛ هو نفسه لا يفهم ما يقوله. عزمه على الإنتقال إلى جولة جديدة من التصعيد النووي لم ينكسر. للأسف.

سؤال - سؤال أخير عن "عملية أوشيلومليني". ألا تعتقد أنه، على سبيل المثال، إذا تم إزالة يرماك أو زيلينسكي كما تقترح، فإن الإعلام والسياسيين الأوروبيين سيستخدمون ذلك فورًا لخلق صورة شهيد وشرح لمواطنيهم أن هناك الآن تهديدًا مباشرًا يتطلب الإستعداد لحرب مع روسيا؟ الآن يرسمون صورة غامضة، يتلاعبون بالحقائق، وهذا سيعطيهم أداة مثالية.

جواب - ربما يحدث ذلك. لكن إذا كان أحدهم يشتهي حربًا ضدنا، فسوف يبدأها – بحجة أو بدون. أنا لا أصر على قرارات محددة. "عملية أوشيلومليني" أُعلنت، وأعتقد أنها في وقتها وصحيحة. ومع ذلك، شكلها هو صلاحية حصرية للقائد الأعلى والقيادة العسكرية السياسية. أنا لا أقترح أو ألمح – أرفع فقط صورًا وأمثلة.

لكن لاحظ: إذا لم نصدمهم، فسوف يستعدون للحرب بنجاح أكبر وأسرع. نقول: "سنصدمهم الآن"، لكن لا نفعل. ثم هم أنفسهم سينظمون إستفزازًا – يرسلون "بعوضة" إلى زيلينسكي، يلومون الروس، ينسبون أي شيء إلينا. عمليات العلم الكاذب هي معيار السياسة الحديثة. إذا بقينا غير نشطين، فسوف يفعلونها لنا ويستخدمونها ضدنا.

الواقع فقد مصداقيته – لا يوجد. الصور تقرر كل شيء. لدينا عجز في صورة القوة. يقولون: الروس خطرون، لكنهم غير مهمين. نهدد، لكننا عاجزون. هذا يمهد الأرض لعدوانهم: صورة عدو شرير لكنه ضعيف، مثل صدام حسين أو حماس. يدفعوننا إلى هذا الفخ، ونحن لا نقاوم. نكرر: "نحن سلميون، لا نسعى للهجوم". يردون: "هم ضعفاء، يخفون تهديدهم، يخافون الكشف". هذه حرب معلوماتية أحادية الجانب.

هناك فرص نادرة – قليلة، لكنها موجودة – يمكن أن تقوض إستراتيجيتهم للهجوم المعلوماتي. يجب ضرب فقاعتهم المعلوماتية، لا الغرب أو أوكرانيا. هذه الفقاعة خطيرة: تخلق صورة تبرر حربًا حقيقية ضدنا – توماهوك، غواصات نووية، كما يتحدث ترامب. يعتقدون أن ضربات مثل تلك على إيران ستجبرنا على الإستسلام. كلما أعلنا: "لن نهاجم، نتبع القواعد"، كلما تعمق إنطباع ضعفنا. نأسر 20,000 جندي أوكراني، نتبادلهم، ننشئ ظروفًا – يُرى ذلك كضعف. كيف نغير ذلك؟ – لا أعرف. لكن يجب.

يجب تشغيل آليات تأخذ البعد المعلوماتي بعين الإعتبار. كذبهم ليس غير ضار – يؤدي إلى ضربات صاروخية على أراضينا. ثم سنضطر للرد بقسوة. يدمجون كل شيء – التوجه السلمي، الصلابة، المفاوضات، الخطوات الحاسمة – في روايتهم. كيف نعطل حرب معلوماتهم في هذه النقطة الحرجة؟ يجب منع الغرب من العدوان الذي يزحف نحونا. التوازن بين المعقولية والقوة يتطلب ضبطًا دقيقًا. التصعيد أو التهرب اللامتناهي معادل للإستسلام.

هذا فن الحرب، السياسة العليا، النضال من أجل السيادة والمصالح الوطنية. السياسة نضال من أجل الوجود – فئة فلسفية. بعض الحكام يمتلكون هذا الفن، آخرون يؤدون إلى الخراب. يجب عدم الركون إلى الأمجاد – غيوم العاصفة تتجمع فوقنا. حان الوقت للبحث عن حلفاء لحرب محتملة.

أقترح تحالفًا عسكريًا مع الصين: إذا فهم الغرب أن هجومًا علينا سيثير ردودًا من الحلفاء، فسيردعهم ذلك. إذا تحول إنتباههم إلى تايوان، يجب دعم الصين. نحن على حافة ذلك. روسيا والصين، كقوى إقتصادية وجيوسياسية وعسكرية، قوة هائلة. يجب تعزيز الروابط مع الهند ودول أخرى. إختبار ليتموس هو عدوان الولايات المتحدة على فنزويلا وكولومبيا. إذا غيروا الأنظمة هناك، فهو تهديد لنا. إنها عقيدة مونرو الخاصة بهم، "أوكرانياتهم"، ولن يتوقفوا. النجاح سيعزز ثقتهم بأنهم يمكن أن يفعلوا ضدنا وضد الصين. يجب تكثيف العمل الجيوسياسي في أمريكا اللاتينية. إذا سمحنا لترامب بتغيير الأنظمة هناك بسهولة، فسوف يسوء موقفنا.

سؤال - إذن يجب توريد أسلحة؟

جواب - للجميع – إيران، حزب الله، فنزويلا. بنشاط، بكميات كبيرة، دون قيود، كما تفعل الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه نقول: "نحن من أجل السلام، ترامب، أنت رائع، لكن هذا بيزنيس". مادورو يدفع مقابل صواريخ "أوريشنيك"، أنظمة دفاع جوي – صفقة. كما يقول ترامب "إنها صفقة". عِش مع الذئاب – عوِ كالذئب. تلك هي "أوشيلومليني".

ونحن نقول: "لن ندعم حماس، حزب الله، سنصل إلى إتفاقات في سوريا، سنساعد إيران من بعيد، لن نبرم تحالفات عسكرية داخل بريكس". هذا يجعلنا "تشيبوراشكا" – شخصيات كرتونية غير مخيفة، مجنونة، تستعد لهجوم. الغرب يصور الحرب ضد روسيا ك "كرتون".

يجب تعطيل خطتهم لحرب "كرتونية" الآن. ترامب قوي في أيديولوجية MAGA، لكنه يتصرف بشكل وحشي، ليس على حسابنا. رهاننا ليس فقط خط التماس، بل موقف روسيا العالمي. نحن قطب، ويجب أن يكون لنا موقف في الشرق الأوسط، أصدقاء وأعداء، ندخل تحالفات، نقدم مساعدات عسكرية ومالية، متوقعين المقابل. هذا يتعلق بأفريقيا، آسيا، أمريكا اللاتينية. القوة العظمى تهتم بكل شيء، حتى جزر فوكلاند. هل لدينا موارد؟

إذا إفتقرنا إلى الموارد، فكل تنازل سيكلفنا فقدان السيادة. نحن محاصرون، والعدو سيطالب بمزيد – إستعمار روسيا. الغرب يتحدث عن ذلك صباحًا مساءً، يخلق موارد لإنهيارنا – مؤامرات، عمليات تغيير نظام. إذا أظهرنا ضعفًا – أفريقيا، أمريكا اللاتينية، الشرق الأوسط، آسيا لن تكون لنا. ثم سيقولون: "سيبيريا ليست لكم، شمال القوقاز ليس لكم".

الهيمنة الغربية آلة تعمل في واقعيات شبكية جديدة. الذكاء الإصطناعي مثال. نأخذه دون فهم أن في جوهره، كما مع إيلون ماسك، ألغام ليبرالية مزروعة. يمكن أن ينفجر كجهاز النداء لحزب الله. لا ندرك حجم المواجهة التي نحن فيها بالفعل. لا نفهم الجانب التقني، تجنيد علومنا، ثقافتنا، إقتصادنا بالمنح. الغرب إخترقنا، تاركًا أبوابًا خلفية في كل معهد – ديمقراطية، سوق حر. في التسعينيات سلمّنا العدو مفاتيح المدينة. ولم نحرر أنفسنا تمامًا بعد. نحارب على كل المستويات، بما في ذلك المعلوماتي، لكن لا نعرف دائمًا كيف. نعتقد أن الصراع يمكن توطينه، لكنه عالمي.

سؤال - نفكر بمصطلحات حسن النية، لكن العالم غير مستعد لها. ذكرت الحلفاء والصين. أريد توضيح: رحلة دونالد ترامب التي تحدث الآن، واللقاء مع شي جين بينغ في 30 أكتوبر – ماذا نتوقع منها؟ بعض المواقع تكتب أن ترامب سيحاول دفع القوة الصينية بعيدًا عن روسيا.

جواب - هو بالتأكيد يذهب جزئيًا لذلك، لكن ليس فقط. ترامب إتخذ مواقف محافظين جدد، تاركًا فلسفة MAGA. هو أداة في أيدي أشخاص مثل ليندسي غراهام. هدفه خلق تحالفات في جنوب شرق آسيا بإستخدام الترهيب، الرشوة، عروض يعتقد أن الصين لن ترفضها. إنها حرب. يقول: "أنا أتنافس مع الصين"، لكنه يحاربنا. بايدن، أوباما، المحافظون الجدد – ذلك هو ترامب اليوم.

زيارته خطوة عدائية. ينسج المؤامرات ويتفاوض على صفقات موجهة ضدنا. يعتقد أنه يسيطر على كل شيء، لكن روسيا دولة سيادية ولا تطيعه. تعثر في صراعنا، متوقعًا إنتصارًا سهلاً. أوروبا أيضًا تتذمر، لكنها تتبع المحافظين الجدد. وذلك خطير.

ترامب لا يتشاجر فقط مع الصين – يذهب لصفقات ضدنا. شي جين بينغ غير محتمل أن يتخذ إجراءات جذرية ضدنا، لكن يجب العمل حتى لا يحدث ذلك. نحتاج إلى بناء شراكة مكثفة مع الصين. رئيسنا يعمل على ذلك بلا كلل، لكن آليات السياسة الروسية أحيانًا غير مضبوطة لهذه التحديات – بطيئة جدًا، بيروقراطية، خاملة. بوتين يتصرف كبطل يعتمد عليه مصير البشرية، لكن توجيهاته تغرق في الأوراق، الرأسي يصبح أفقيًا. يجب التسريع – في التحالفات، العسكرية، الإقتصادية، الإستراتيجية، مع من يشاركون أجندة متعددة الأقطاب. "عملية أوشيلومليني" لها مستويات، بما في ذلك خطوات إيجابية في السياسة العالمية، جذب أصدقاء جدد ودعم الحلفاء.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 758 - غزة: هذه الأرض النازفة – مراجعة لرواية جو ...
- ألكسندر دوغين: «توماهوك، المقامرة النووية، ووداع ترامب لأمري ...
- طوفان الأقصى 757 - لماذا يخاف ترامب من نتنياهو؟
- ألكسندر دوغين: الصراع الأوكراني أشعله دعاة العولمة؛ وروسيا، ...
- طوفان الأقصى 756 - غزة اليوم هي غيتو وارسو بالأمس
- طوفان الأقصى 755 - غزة كما تراها روسيا: عن المعايير المزدوجة ...
- ألكسندر دوغين - السيادة والحرب
- طوفان الأقصى 754 - الإنسانية الإنتقائية: مقارنة بين حرب كوسو ...
- ألكسندر دوغين - السيادة الفلسفية أساس إستقلال الدولة
- طوفان الأقصى 753 - قبرص في لعبة الأمم
- طوفان الأقصى 752 - صحيفة ديلي ميل: من -فندق حماس- إلى نفي ال ...
- ألكسندر دوغين - اليابان “لنا”؟ موسكو أمام فرصة لإعادة ضبط ال ...
- طوفان الأقصى 751 - ميكو بيليد: ابن الجنرال الذي تمرّد على أس ...
- ألكسندر دوغين - الغرب المنقسم على ذاته: بين الليبرالية العال ...
- طوفان الأقصى 750 - روسيا وسوريا: ما هو الجديد؟
- ألكسندر دوغين – لروسيا أهداف جديدة في العملية العسكرية الخاص ...
- طوفان الأقصى 749 - بيني موريس والقضية الفلسطينية: من «المؤرخ ...
- طوفان الأقصى 748 - الإعلام العربي في حرب الإبادة على غزة: حي ...
- تشي غيفارا: الأسطورة التي لا تموت
- طوفان الأقصى 747 - القوة الناعمة الإسرائيلية: من كيان دولة ف ...


المزيد.....




- بالنص والفيديو.. شريهان تستعيد مشاركتها التاريخية في احتفالي ...
- مصدر يوضح لـCNN تفاصيل مساعي إدارة ترامب للدفع بقرار أُممي ب ...
- ميرتس: لا أساس قانوني لبقاء السوريين وأدعوهم للعودة لإعادة إ ...
- رونالدو يعلن اقتراب اعتزاله ويستعد للفصل الأخير من مسيرته
- ماكرون يعلن إطلاق سراح فرنسيين كانا محتجزين في إيران منذ عام ...
- غوتيريش: مجلس الأمن مرجعية أي كيان ينشأ لغزة وحان وقت السلام ...
- وفاة ديك تشيني أحد أبرز مهندسي غزو العراق عن 84 عاما
- بدء محاكمة لافارج الفرنسية بتهمة -تمويل الإرهاب- في سوريا
- صحف عالمية: تقارير تكشف جرائم الدعم السريع بالفاشر ودعوات لت ...
- للحد من الاحتباس الحراري.. ماسك يخطط لـ-حجب الشمس-


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - ألكسندر دوغين - كيف تخطط روسيا لصدم الغرب؟