أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد سليمان - هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون إنسانياً؟ … قراءة في أطروحات رزكار عقراوي














المزيد.....

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون إنسانياً؟ … قراءة في أطروحات رزكار عقراوي


أحمد سليمان
شاعر وكاتب في قضايا الديمقراطية

(Ahmad Sleiman:poet And Writer On Democratic Issues)


الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 21:58
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مع تحوّل الإنسان في عصر الذكاء الاصطناعي إلى أشبه بعَبْدٍ للتكنولوجيا، تتحكم الخوارزميات في قراراته، وفي طريقة تفكيره، وفي مسار حياته اليومية. في هذا المشهد الرقمي المهيمن، يقف رزكار عقراوي، متسائلاً: هل يمكن أن تُستعاد هذه القوة الرقمية لتصبح أداة تحرر، بدل أن تظل أداة قمع وسيطرة؟

مواجهة الهيمنة :

في كتابه الأخير «الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحدّيات اليسار والبدائل الممكنة: التكنولوجيا في خدمة رأس المال أم أداة للتحرر؟»، يأخذنا عقراوي في رحلة فكرية بين رقعة السيطرة الرقمية وميدان الحرية الممكن. يرى الكاتب أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أدوات تقنية، بل مشروع سلطوي جديد يعيد إنتاج علاقات القوة، تمامًا كما احتكر رأس المال وسائل الإنتاج في القرون الماضية. وهنا يصبح الوعي الرقمي للمجتمع المدني، وقدرة اليسار على بناء أدوات مستقلة، شرطًا لاستعادة الحرية وفرض العدالة الاجتماعية.

الفجوة الرقمية وأميّة التقدميين:

يركز الكتاب على الفجوة الرقمية بين اليسار والرأسمالية، موضحًا أن اليسار غالبًا ما يفتقر إلى الأدوات التقنية والرؤية السياسية لاستخدامها بفعالية. الأمية الرقمية، بحسب عقراوي، ليست مجرد عجز عن تشغيل الأجهزة، بل غياب القدرة على فهم بنية الأنظمة الرقمية وكيفية تأثيرها على الحياة اليومية والوعي الجماهيري. ولذلك، يؤكد ضرورة تطوير قدرات تقنية مستقلة داخل التنظيمات التقدمية، لتصبح أدوات النضال الرقمي متاحة وفاعلة، بعيدًا عن سيطرة السوق وخوارزميات الربح.

الشباب... طاقة التحول:

يلعب الشباب دورًا محوريًا في هذا التحوّل الرقمي. فهم القوة الحركية القادرة على تجديد أدوات النضال السياسي والاجتماعي في العصر الرقمي. يشدد عقراوي على أهمية تمكين الشباب داخل التنظيمات اليسارية، ليس فقط لتقليص الأمية الرقمية، بل لتصميم أدوات ومنصات تشاركية مفتوحة المصدر تُعيد توجيه التكنولوجيا نحو خدمة الإنسان، بعيدًا عن مصالح الشركات الكبرى.

أمميات رقمية يسارية:

إلى جانب ذلك، يدعو عقراوي إلى تأسيس أمميات يسارية رقمية، تعبر الحدود الوطنية والفكرية، لتطوير بدائل تشاركية وعادلة للذكاء الاصطناعي. هذه الأمميات الرقمية لا تمثل تحالفات شكلية فحسب، بل هي شبكة عمل عملية لدعم العدالة الاجتماعية والمساواة، ومواجهة تحكم الشركات الكبرى بالمعلومة والتقنيات، مع الحفاظ على التنوع الثقافي والمعرفي.

التكنولوجيا ليست محايدة:

يحذر عقراوي من المخاطر التي ترافق استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة قمع ومراقبة، مؤكدًا أن التكنولوجيا ليست محايدة، بل تحمل دائماً أيديولوجيا تعكس مصالح من يملكها. لذلك، يجب استخدام هذه الأدوات نقديًا وحذرًا، مع تطوير بدائل إنسانية تعزز الديمقراطية الرقمية، وتحمي خصوصية البيانات، وتضمن الشفافية.

التكنولوجيا والعدالة الاجتماعية:

الكتاب، بلغة واضحة وميسرة باللغتين العربية والإنجليزية، يسعى إلى فتح نقاش واسع حول العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، ويقدّم رؤية عملية لكيفية تحويل الذكاء الاصطناعي إلى قوة تحرّر اجتماعي، بعيدًا عن هيمنة السوق. وفي ختام القراءة، يطرح عقراوي سؤالًا جوهريًا: هل سنجعل الذكاء الاصطناعي أكثر شبهاً بنا في إنسانيتنا، أم سنستسلم لمنطق الربح الذي يفرضه رأس المال؟



*الكتاب متاح مجانًا عبر الموقع الشخصي للمؤلف، كما يمكن الحصول عليه من خلال  «أمازون»
https://www.amazon.com/stores/Rezgar-Akrawi/author/B0DY1BMMXW



---------------
* ينُشر في وقت واحد بالتزامن مع نشطاء الرأي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يتحوّل الغناء إلى مرآةٍ للخراب
- الفساد لا يُكافَح بالفضائح، بل بالمحاكم
- نساء في الظل: حين يتحوّل الخطف إلى أداة تضليل
- هل المستشار الألماني ميرتس من جذور سورية؟ عن صورة المدينة، و ...
- اتحاد الكتاب العرب وإشكالية تحديثه في إطار العدالة الانتقالي ...
- لا شرعية لنشيد يُفرض خارج إرادة السوريين: النشيد الوطني يُقر ...
- السويداء بين فلول النظام والهجري وتفاهمات الدولة.. ملامح إعا ...
- موسكو بين إرث الجرائم وصفقة النفوذ / زيارة أحمد الشرع تفتح م ...
- لافروف... محامي الشيطان في محكمة الذاكرة السورية
- العقل الاستراتيجي الأميركي في سورية والمنطقة: شرعنة الانقسام ...
- «قتلوا حبيبي يا رفيقنا...»، قالت غزل.
- غريتا تونبرغ تستحق نوبل
- الولايات المتحدة تتحمّل مسؤولية تفجير البنية الجغرافية السور ...
- قبل أول انتخابات بعد سقوط الأسد: لجنة التحقيق الدولية تبدأ ع ...
- انتخابات مجلس الشعب: هل تعكس إرادة السوريين أم إعادة إنتاج ا ...
- على أمل اتفاق سلام وشيك في غزة/ اتفاق 21 نقطة لإنهاء الحرب
- أهداف اللعبة الدولية في سوريا بشأن المفاوضات الأمنية
- المخاض السوري بين تحديات الداخل والتهديدات الإقليمية
- ابتسامة المُكر الأمريكي والثمن السوري... رفع العقوبات كهدنة ...
- سريالية المشهد السوري على شاشة أمريكية: التقاء الأضداد في لح ...


المزيد.....




- إسرائيل تقول إن الجثث الأخيرة التي تسلمتها لا تعود للرهائن، ...
- مسؤولون كبار في إدارة ترامب ينتقلون للإقامة داخل القواعد الع ...
- تومر يروشالمي تستقيل بعد إقرارها بالموافقة على تسريب فيديو س ...
- إلى أين وصلت التحقيقات في سرقة متحف اللوفر؟
- جلسة -7 دقائق- بمحاكمة محام تونسي وتعليق نشاط جمعية صحافية
- دفاع أميركي عن قرار ترمب استئناف التجارب النووية
- الخارجية الأميركية: ندعم رفع عقوبات قانون -قيصر- عن سوريا
- غارات إسرائيلية على غزة بعد تعثر مسار تسليم الرفات
- أوكرانيا تهاجم خط أنابيب نفط في موسكو وروسيا تتصدى لـ98 مسير ...
- ترمب: لا أريد أن يجوع الأميركيون


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد سليمان - هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون إنسانياً؟ … قراءة في أطروحات رزكار عقراوي