أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد سليمان - أهداف اللعبة الدولية في سوريا بشأن المفاوضات الأمنية














المزيد.....

أهداف اللعبة الدولية في سوريا بشأن المفاوضات الأمنية


أحمد سليمان
شاعر وكاتب في قضايا الديمقراطية

(Ahmad Sleiman:poet And Writer On Democratic Issues)


الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 10:53
المحور: المجتمع المدني
    


(تعطيل دور الأمم المتحدة يفتح الطريق لغطرسة إسرائيلية وتضارب إقليمي)

في وقتٍ سابق، حذّرنا من أن تعطيل دور الأمم المتحدة في الملف السوري لن يؤدي إلا إلى تفرد الولايات المتحدة بالقرار، بعيداً عن أي مساءلة دولية. يومها قوبل كلامنا بالتشكيك والاتهامات السلبية، لا بهدف مناقشة الموقف، بل لتشويهه، من دون إدراك لانعكاسات المشهد السياسي على المستوى الوطني.

أما اليوم، فقد تبيّن بما لا يدع مجالاً للشك صواب ما قلناه بالأمس. ومن اعترض آنذاك، لعلّه يقتنع الآن بأن ما تقوم به إسرائيل من تجاوزات ومحاولات فرض إملاءات على سوريا ليس سوى نتيجة مباشرة لتعطيل دور الأمم المتحدة، وتحويل أدوات الضغط الدولي إلى يد واشنطن وحدها.

هذا الواقع لا يُظهر فقط انحيازاً أمريكياً، بل يكشف عن خلل بنيوي في آليات التفاوض الأمني، حيث تتحول سوريا إلى ساحة مفتوحة للتدخلات، وتُدار المفاوضات كأوراق ضغط لا تعبّر عن تطلعات السوريين، بل عن مصالح القوى الكبرى.


أسباب تعثر المفاوضات الأمنية:

1. الولايات المتحدة: مدير إيقاع لا وسيط نزيه
واشنطن لا تتحرك كوسيط، بل كمنسّق للتصعيد أو التهدئة، وفق مصالحها الاستراتيجية الأوسع في المنطقة.

2. إسرائيل: تجاوزات بلا رادع
الاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية تُمرّر بلا اعتراض دولي جاد، ما ينسف أي مسار تفاوضي ويضعف مصداقيته.

3. الأمم المتحدة: غياب الفاعلية
شلل مجلس الأمن وتهميش الشرعية الدولية حوّلا الملف السوري إلى ساحة مفتوحة للتجاذبات الثنائية والإقليمية.

4. القوى الإقليمية: مشاريع متضاربة
لكل من تركيا وإيران وإسرائيل أجندة مختلفة داخل سوريا، ما يجعل أي اتفاق أمني هشّاً أمام أول تعارض في المصالح.

5. سوريا كورقة مساومة
يُستخدم الملف السوري للابتزاز في قضايا إقليمية كبرى، من النووي الإيراني إلى توازنات شرق المتوسط، وحتى صراع النفوذ بين واشنطن وموسكو وبكين.

6. غياب الضمانات الملزمة
المفاوضات الأمنية تفتقر إلى قواعد واضحة وآليات تنفيذ، وتقوم على تفاهمات هشة تنهار عند أول اختبار ميداني.


السوريون في قلب العاصفة:

ما يجري ليس مجرد تعثر تفاوضي، بل تعمّق لسياسة تحويل سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات. وبينما تُدار المفاوضات الأمنية وفق مصالح اللاعبين الدوليين، يبقى الشعب السوري في مواجهة نتائجها: نزيف اقتصادي، غياب للأمن، وتهديدات إقليمية مستمرة.

غياب موقف دولي حازم يعيد الاعتبار للقانون الدولي، يجعل أي مفاوضات عرضة للانهيار، ويُبقي السوريين الحلقة الأضعف في لعبة تُدار فوق رؤوسهم.


الأمن والسياسة: حلقة مفرغة

لا يمكن فصل تعثر المسار الأمني عن مستقبل الحل السياسي. فالأمن هو القاعدة الصلبة لأي تفاوض حول شكل الدولة أو مستقبل الحكم. من يتحكم بالأمن، يملك أوراق السياسة.

القوى الدولية، وعلى رأسها واشنطن، تستخدم الملف الأمني كأداة ضغط لفرض رؤى سياسية لاحقاً. أما إسرائيل، فتستثمر التجاذبات الأمنية لتكريس واقع جديد على الأرض، يجعل أي نقاش سياسي مستقبلي محكوماً بمعادلات القوة لا بشرعية القانون.

تضارب الأجندات بين إيران وتركيا وروسيا، وغياب موقف عربي موحّد، يجعل المسار السياسي رهينة لهذه التوازنات الأمنية المتغيرة. فكيف تنجح جولات تفاوض تحت رعاية الأمم المتحدة بينما الميدان مفتوح أمام التدخلات العسكرية بلا رادع؟

النتيجة: تعثر أمني يقود إلى انسداد سياسي، وانسداد سياسي يبرر استمرار الفوضى الأمنية. وما لم يتوفر توافق دولي على أولوية الأمن كمدخل للحل، ستظل العملية السياسية مؤجلة، ويبقى السوريون بين مطرقة التدخلات وسندان غياب الإرادة الوطنية الجامعة.

خلاصة سياسية-أخلاقية:

لا أمن ولا سياسة في سوريا دون استعادة القرار الوطني المستقل. المفاوضات باتت أوراق ضغط تُدار من الخارج، لا تعكس تطلعات السوريين. وحده الشعب السوري يملك حق إنهاء دوامة المساومات، وإلا ستبقى البلاد ساحة مفتوحة للغطرسة الدولية والإقليمية، ويظل الأمن والسياسة رهينتين بيد الآخرين، بينما يتأجل حق السوريين في العدالة والسلام إلى إشعار آخر.


* ينُشر في وقت واحد بالتزامن مع نشطاء الرأي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخاض السوري بين تحديات الداخل والتهديدات الإقليمية
- ابتسامة المُكر الأمريكي والثمن السوري... رفع العقوبات كهدنة ...
- سريالية المشهد السوري على شاشة أمريكية: التقاء الأضداد في لح ...
- اتفاق أمني سوري - إسرائيلي برعاية أميركية
- بين خارطة الطريق والبيان الرافض: أي مستقبل للسويداء؟
- قراءة في الاتفاق بشأن أحداث السويداء بين البيان الرسمي والهو ...
- سوريا بين موسكو وأنقرة وتل أبيب: قراءة في حوار الشرع وتحولات ...
- الإطار القانوني لاسترداد أصول شركات مخلوف في سياق العدالة ال ...
- ملف حقوقي موسّع حول بطلان عقود الاستثمار التي تبرمها ميليشيا ...
- سوريا: السُلطة في قبضة الفساد وتزييف الألقاب الأممية
- القضاء الفرنسي مدعو إلى تجاوز الإعلان نحو الملاحقة الفعلية
- تحقيق : السومرية بين مطرقة الحق التاريخي وسندان الواقع السكا ...
- العدالة العمياء: كان يجب أن يترافق تعليق قيصر مع مذكرة اعتقا ...
- اعتقال الرئيس الافتراضي لسوريا /صابر شرتح
- وصل إلى السلطة بفضل الثورة… فهل يُبرّر الإنكار؟
- بين جمهوريتين: برلمان ما بعد الحرب هل يمهّد الطريق لسوريا جد ...
- سوريا بين توازن النفوذ وتعثر السيادة: إدارة أزمة أم غياب حل؟
- بصدد تعريف اللامركزية الإدارية: مؤسسات محلية تحت إشراف الدول ...
- سوريا : ضرورة إبرام -اتفاقية أخلاقية- في فضاء النشر المفتوح ...
- الانفصال لا يُقرّره فرد أو تكتل، بل يُحسم بالدستور الوطني - ...


المزيد.....




- إيران ترسل رسالة احتجاج إلى الأمين العام للأمم المتحدة
- إعدام أحد أهم عملاء الكيان الصهيوني في إيران
- إيران: تنفيذ حكم الإعدام بحق -أحد أهم عملاء إسرائيل-
- بريطانيا تعتزم تشديد قوانين الإقامة الدائمة للمهاجرين
- عاجل | الموقع الإعلامي للسلطة القضائية الإيرانية: تنفيذ حكم ...
- بريطانيا تتجه لتشديد شروط منح الإقامة الدائمة للمهاجرين
- الجامعة العربية تدعو الأمم المتحدة لتنفيذ قرارات الشرعية الد ...
- نادي الأسير وهيئة الأسرى: مصادقة الاحتلال على قانون إعدام ال ...
- تونس تدعو المجتمع الدولي لإنهاء الحصار الإسرائيلي والمجاعة ب ...
- معاناة النازحين الفلسطينيين تتفاقم جنوب غزة


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد سليمان - أهداف اللعبة الدولية في سوريا بشأن المفاوضات الأمنية