أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد سليمان - بصدد تعريف اللامركزية الإدارية: مؤسسات محلية تحت إشراف الدولة














المزيد.....

بصدد تعريف اللامركزية الإدارية: مؤسسات محلية تحت إشراف الدولة


أحمد سليمان
شاعر وكاتب في قضايا الديمقراطية

(Ahmad Sleiman:poet And Writer On Democratic Issues)


الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 11:32
المحور: المجتمع المدني
    


تثار في سوريا اليوم نقاشات واسعة حول مفهوم "اللامركزية الإدارية" بين من يراها وسيلة لإصلاح مؤسسات الدولة وتقريب القرار من المواطنين، وبين من يخشى أن تتحول إلى مدخل لتقسيم البلاد أو فرض سلطات أمر واقع. ويعود هذا الجدل إلى غياب تعريف واضح ومتفق عليه لهذا المفهوم، وإلى الخلط المتكرر بين اللامركزية الإدارية – التي تنظمها القوانين الدولية كجزء من الحكم – وبين الفيدرالية السياسية أو الانفصال، وهو خلط يؤدي إلى سوء الفهم وإثارة المخاوف.

عند الحديث عن اللامركزية الإدارية، يجب التأكيد أولاً على أنّ أي مشروع للإصلاح السياسي أو الإداري لن ينجح ما لم يتم ضبط السلاح المتفلت ووضعه بالكامل تحت سلطة الدولة، مع حلّ جميع الكتل أو المجموعات المسلحة والمليشيات التي تعمل خارج إطار القانون، بما يضمن حماية المدنيين وحقوقهم الأساسية. فلا يمكن الحديث عن إدارة محلية حقيقية أو توزيع عادل للصلاحيات في ظل وجود قوى الأمر الواقع أو هيمنة السلاح.
وبحسب التعريف القانوني الدولي، تعني اللامركزية الإدارية نقل بعض الصلاحيات الإدارية – وليس السيادية – إلى هيئات محلية منتخبة، مع بقاء الدولة المركزية مسؤولة عن السياسات العليا كالجيش والدفاع والعلاقات الخارجية والأمن الوطني. ويجب أن تُمارس هذه السلطات المحلية ضمن إطار الشفافية والمساءلة، مع احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع المواطنين، وضمان عدم وجود أي فرز مناطقي أو شعبوي أو طائفي داخل مؤسسات الدولة، خصوصاً الجيش والأجهزة الأمنية والمراكز السيادية.

وفي هذا السياق، يجب تذكير الجميع بأن الحكومة القائمة في المرحلة الانتقالية ليست نهائية، ولا يجوز التصرف كما لو كانت مؤسّسة دائمة. وفق القوانين الدستورية والممارسات الدولية، تُعدّ الحكومات الانتقالية كيانات مؤقتة تُنشأ لإدارة شؤون الدولة خلال فترة محددة، ريثما يتم إجراء انتخابات حرة ونزيهة أو إقرار دستور جديد. وأي ترتيبات أو قرارات يجب أن تراعي انتهاء دور هذه الحكومة بعد الفترة المحددة، بما يضمن احترام إرادة الشعب وسيادة الدولة، وحق المواطنين في المراقبة والمساءلة والمشاركة في صنع القرار.
وقبل الدخول في أي ترتيبات إدارية أو مناقشة صلاحيات المحافظات والمجالس المحلية، يجب أن تكون هناك مرجعية سياسية واحدة واضحة، تتمثل في برلمان وطني منتخب يمثل جميع السوريين عبر اقتراع حر ونزيه، ويضمن مشاركة كل المكوّنات بلا استثناء أو تمييز، مع حماية الحقوق السياسية والمدنية للجميع.

إنّ ما نحتاجه اليوم هو إنهاء احتكار القرار السياسي، ورفض أي محاولة لتزييف الأهداف الوطنية أو الالتفاف على قيم العدالة المجتمعية، سواء تحت شعارات ديمقراطية مزيفة أو لافتات دينية أو طائفية ضيقة. فالوطن لا يبنى بالهيمنة أو التقسيم المقنّع، بل بالشراكة الكاملة بين أبنائه، وباحترام الدستور والقانون، وتكافؤ الفرص في إدارة الموارد واتخاذ القرار.

اللامركزية الإدارية يمكن أن تكون أداة قوة ووحدة إذا ارتبطت بسيادة الدولة والشرعية الشعبية، لكنها تتحول إلى تهديد خطير إذا استُخدمت غطاءً لتفتيت البلاد أو فرض سلطات أمر واقع. ومن هنا، فإن الانطلاق من برلمان جامع، ونزع السلاح خارج الدولة، وتفكيك الكتل والمجموعات والمليشيات المسلحة، وضمان حيادية مؤسسات الدولة، ومراقبة عمل الحكومة الانتقالية قانونياً وحقوقياً، هو السبيل الوحيد لتأسيس نظام سياسي عادل ومتوازن يعبّر عن إرادة السوريين جميعاً.



● ينُشر في وقت واحد بالتزامن مع نشطاء الرأي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا : ضرورة إبرام -اتفاقية أخلاقية- في فضاء النشر المفتوح ...
- الانفصال لا يُقرّره فرد أو تكتل، بل يُحسم بالدستور الوطني - ...
- من يحاكم القتلة؟… خطر ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب في ذاكرة ...
- الإعلان الدستوري: بين ضرورته السياسية وتهديده لمدنية الدولة
- مشيخة رقابة الدولة - ظاهرة خفية خلف إدارة الدولة السورية
- العدالة الثالثة ومخاطر الاحتراب في المشهد الانتقالي السوري
- أحداث الساحل – قراءة في نتائج لجنة تقصي الحقائق وتوصيات لضما ...
- سردية المظلومية بين الابتزاز والواقع
- سوريا بين وحدة الدولة وتعدد الرؤى: لا وطن يُبنى على السلاح و ...
- واشنطن وسوريا: انفتاح مشروط وحذر استراتيجي
- في أول رد فعل حقوقي : أحمد سليمان يقترح جمال قارصلي لرئاسة ا ...
- تابعية الدين والطائفة
- دراسة في ” أرواح هائمة ” للكاتب التونسي كمال العيادي
- سوريا : جوازات سفر مُغَمّسة بالدم ، في خطوة من اجل انتخاب رئ ...
- معمودية الدم السوري ... مفترقات الثورة والعدالة الفالتة
- كفى تلاعبا بطوائفكم .. أمراء الإرهاب صناعة المخابرات
- مسودات من جنّة - باير - عن بنت -السنكري - و ” قوّاد الحتة ”
- نبيّك مكسور يا وقت
- أربعة اعوام على سجنها… طل الملوحي كاتبة وأسيرة حرب
- الحق إن الثورة أنثى بلباس مذكر ( femen.man ) فيمن رجل


المزيد.....




- اشتباكات في السليمانية واعتقال قيادي كردي بارز على خلفية مذك ...
- صحة غزة: إعلان المجاعة جاء متأخرا والمطلوب وقف الحرب فورا
- جيش الاحتلال يعلن اعتقال منفذ عملية إطلاق النار قرب رام الله ...
- عشرات الآلاف يتظاهرون في اليمن وموريتانيا رفضا للتجويع والإب ...
- أسباب اعتقال سياسي معارض بعد مواجهات مسلحة في السليمانية
- صحة غزة: إعلان المجاعة جاء متأخرا والمطلوب وقف الحرب فورا
- اعتراف الأمم المتحدة بمجاعة غزة.. ما أبرز مجاعات التاريخ الح ...
- السعودية تعرب عن قلقها البالغ إزاء إعلان حالة المجاعة رسميًا ...
- جيش الاحتلال الاسرائيلي يعلن اعتقال منفذ عملية بلدة المغير ب ...
- الأونروا: غزة على حافة المجاعة المتعمدة والأطفال يدفعون الثم ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد سليمان - بصدد تعريف اللامركزية الإدارية: مؤسسات محلية تحت إشراف الدولة