أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سليمان - سوريا : ضرورة إبرام -اتفاقية أخلاقية- في فضاء النشر المفتوح وكذلك إمعان النظر في طبيعة السُلطة














المزيد.....

سوريا : ضرورة إبرام -اتفاقية أخلاقية- في فضاء النشر المفتوح وكذلك إمعان النظر في طبيعة السُلطة


أحمد سليمان
شاعر وكاتب في قضايا الديمقراطية

(Ahmad Sleiman:poet And Writer On Democratic Issues)


الحوار المتمدن-العدد: 8441 - 2025 / 8 / 21 - 16:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وسط ضجيج الشائعات وتدفق الأخبار غير المؤكدة، يبدو أن المشهد السوري بحاجة إلى وقفة جماعية. لم يعد مقبولًا أن تتحول شبكات التواصل إلى منابر تُصنَع فيها الحقائق على عجل. تصريحات تُنشر وكأنها أخبار مؤكدة، بلا مصدر ولا تحقق، فتؤجج الخوف والانقسام بدل أن تفتح طريقًا للحل.
قد يكون الوقت مناسبًا لأن يتفق أصحاب التأثير على قاعدة بسيطة: "ما لم يكن هناك مصدر موثوق... لا يُعاد نشره."

الجهود السياسية والدبلوماسية الحالية، محلية ودولية، تركز على تهدئة الأوضاع، حماية المكونات السورية، وتهيئة مسارات لوقف إطلاق النار بعيدًا عن أي مشاريع تمس وحدة الأرض السورية أو تنتقص من السيادة الوطنية.

وحدة سوريا: ثابت وطني قبل أن يكون خطابًا رسميًا
رغم الضغوط، لا توجد أي وثيقة رسمية تتبنى مشروع "اللامركزية الشاملة" في جميع المحافظات. هناك خطوات إدارية محدودة لتوسيع الصلاحيات المحلية في قطاعات خدمية وتعليمية، لكنها لا تمثل تغييرًا في شكل الدولة أو تخليًا عن مركزيتها.

نعم، هناك أصوات – غير رسمية – تطالب بلامركزية أوسع، لكنها تبقى في إطار النقاش السياسي، لا الالتزامات الفعلية على الأرض.

اتفاق فك الاشتباك لعام 1974: إطار لم يسقط بعد:
فيما يتعلق بالجولان والحدود مع إسرائيل، لا تزال اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 سارية تحت رقابة قوة الأمم المتحدة (UNDOF)، وقد جدد مجلس الأمن مهامها في يونيو 2025. هذا الاتفاق يبقى الإطار الوحيد المتفق عليه دوليًا لضبط الحدود، ولا يتضمن أي "ضمان أميركي" كما يروّج البعض.

أما من يتحدث عن دور بديل أو قوة مشابهة لـ"اليونيفيل" اللبنانية، فذلك لا يشكل حاليًا جزءًا من المشهد السوري-الإسرائيلي.
حماية الحدود مع الأردن ولبنان والعراق تبقى أولوية وطنية، ولا أحد يريد لسوريا أن تصبح ساحة مفتوحة للاستقطاب الإقليمي.

حراك السويداء: بين الإدارة الذاتية المؤقتة... وخطاب التحريض
تشهد السويداء نشاطًا مدنيًا يسعى إلى إدارة محلية لسد فراغ سياسي واجتماعي، لكن الإعلام يبالغ أحيانًا في تصويره كمقدمة لتقسيم البلاد.
الحقيقة أن غالبية السوريين – في السويداء وخارجها – يرفضون أي مشروع انفصالي أو خطوة تمس وحدة الأرض. حتى من يرفعون شعارات الاستقلال يعلمون أنها غير واقعية، وغير مقبولة قانونيًا أو وطنيًا.
الأجدى اليوم هو فتح ممر سياسي وإنساني آمن بين السويداء ودمشق، لإعادة الثقة وتخفيف الاحتقان بدل تضخيم المخاوف.

التزام الدولة ومسؤولية الأجهزة الأمنية:
من الضروري أن تلتزم مؤسسات الحكومة السورية، وبخاصة العاملين في المجال الأمني، بمسؤوليتها الوطنية في حماية المواطنين والحفاظ على الأمن العام، مع ضرورة عزل أي عناصر تثير الفوضى أو تستفز مشاعر المواطنين، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في أي مخالفة بهذا الخصوص.

النضال المدني والسياسي:
مهما كان حجم الانقسام أو شدة الخلاف مع الحكومة، ومهما تعددت الأخطاء والانتهاكات التي يدينها السوريون والمجتمع الدولي، يبقى الحل الوطني الحقيقي رهين النضال المدني والسياسي.
أليس الوقت مناسبًا لنقل النقاش السوري من صخب الشارع إلى طاولة حوار حقيقية؟ إن إعلام الانقسام ومسرح التصعيد باتا يلتهمان الخطاب الوطني، تاركين الوطن عالقًا بين الطموح والدعاية.

مدنية الدولة والتشاركية.. ضد التقسيم:
على الحكومة الانتقالية أن تعيد النظر في سياساتها وأدوات إدارتها لشؤون البلاد، وأن تُغلّب المفهوم الوطني الجامع على أي مقاربات محلية أو أيديولوجية ضيقة. وإن تعميم التجربة الإدارية في إدلب على كامل الجغرافيا السورية لم يعد ممكنًا ولا مقبولًا، إذ إن هذا النموذج قد يكون كان مناسبًا لمرحلة لها خصوصيتها أثناء القتال ضد الطغمة الأسدية وفرض برنامج حكم مؤقت آنذاك، لكنه اليوم لم يعد صالحًا لإعادة فرضه على مجتمعات سورية لم تُستشر ولم توافق على طبيعته أو على هوية الدولة المستقبلية.

إن الإصرار على هذا النهج يهدد وحدة المجتمع السوري، ويكرّس الانقسام الطائفي والمناطقي، بل ويعرض الحكم الانتقالي نفسه لخطر الفوضى وفقدان الشرعية. المطلوب هو ترسيخ مبادئ مدنية الدولة والتشاركية الحقيقية بين جميع المكونات، بما يضمن إدارة عادلة وشفافة ويؤسس لحل وطني شامل لا يقصي أحدًا.

إشارات أساسية:
1. لا مؤشرات على مشروع تقسيمي رسمي في الوقت الراهن.
2. اتفاق فك الاشتباك لعام 1974 ما زال الإطار الدولي لضبط الحدود.
3. مطالب اللامركزية الإدارية موجودة لكنها ليست التزامًا وطنيًا أو رسميًا.
4. الفوضى الإعلامية خطر حقيقي، والحل في "اتفاقية أخلاقية" بين الناشطين.
5. الحل الوطني يكمن في ترسيخ الحوار المدني وتعزيز العمل السياسي لا في خطابات التحريض.

فصل الختام:
إنّ إعادة بناء الثقة بين الدولة والمجتمع تبدأ بالاعتراف بمسؤولية الأجهزة الأمنية عن الفساد وانتهاك القانون، وبضرورة تفكيك شبكات الاستبداد التي عطّلت مؤسسات الدولة وأفقدتها هيبتها. فلا دولة قوية بلا مؤسسات خاضعة للمساءلة، ولا وطن موحد إذا شعر أي مكوّن أنه مُستهدف أو مهمّش.
كذلك، فإنّ الحل في سوريا لن يولد من مكاتب أجهزة الاستخبارات أو غرف المساومات الإقليمية، بل من مشروع وطني مدني يشارك فيه الجميع بلا إقصاء. مشروع يضمن المساواة في المواطنة، ويؤسس لنظام حكم تشاركي يوزّع السلطة بدل أن يحتكرها.

في النهاية، الحكومات تتغير والسياسيون يرحلون، أما الوطن فيبقى. ومن أراد الدفاع عن وحدة سوريا فعليه أن يدافع أولًا عن كرامة السوريين.



● ينُشر في وقت واحد بالتزامن مع نشطاء الرأي






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفصال لا يُقرّره فرد أو تكتل، بل يُحسم بالدستور الوطني - ...
- من يحاكم القتلة؟… خطر ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب في ذاكرة ...
- الإعلان الدستوري: بين ضرورته السياسية وتهديده لمدنية الدولة
- مشيخة رقابة الدولة - ظاهرة خفية خلف إدارة الدولة السورية
- العدالة الثالثة ومخاطر الاحتراب في المشهد الانتقالي السوري
- أحداث الساحل – قراءة في نتائج لجنة تقصي الحقائق وتوصيات لضما ...
- سردية المظلومية بين الابتزاز والواقع
- سوريا بين وحدة الدولة وتعدد الرؤى: لا وطن يُبنى على السلاح و ...
- واشنطن وسوريا: انفتاح مشروط وحذر استراتيجي
- في أول رد فعل حقوقي : أحمد سليمان يقترح جمال قارصلي لرئاسة ا ...
- تابعية الدين والطائفة
- دراسة في ” أرواح هائمة ” للكاتب التونسي كمال العيادي
- سوريا : جوازات سفر مُغَمّسة بالدم ، في خطوة من اجل انتخاب رئ ...
- معمودية الدم السوري ... مفترقات الثورة والعدالة الفالتة
- كفى تلاعبا بطوائفكم .. أمراء الإرهاب صناعة المخابرات
- مسودات من جنّة - باير - عن بنت -السنكري - و ” قوّاد الحتة ”
- نبيّك مكسور يا وقت
- أربعة اعوام على سجنها… طل الملوحي كاتبة وأسيرة حرب
- الحق إن الثورة أنثى بلباس مذكر ( femen.man ) فيمن رجل
- إلى الحب أوﻻ-;- … بالعدالة يا أربابكم


المزيد.....




- أكثر من نصف قرن على حرق المسجد الاقصى.. والنيران لاتزال متشت ...
- بين -سلاح الله- و-الجيش وحده يحمي-: الانقسام حول حزب الله يص ...
- حماس: لا شرعية للاحتلال في المسجد الأقصى
- استمرار الخلافات مع أستراليا.. نتنياهو يصعد هجومه على ألباني ...
- حتى لا يقال: -كحلم ترمب بالجنة-!
- الكنيسة الميثودية المتحدة تسحب استثماراتها من إسرائيل بسبب ا ...
- جيش الاحتلال يتجه إلى يهود الشتات لتشجيع التجنيد
- عاجل| جيش الاحتلال: سنتجه إلى أكبر الجاليات اليهودية في الشت ...
- بابا الفاتيكان يطلب من الكاثوليك الصوم يوم الجمعة للصلاة من ...
- كنائس فلسطين تحذر من تهجير المسيحيين وسط تصعيد الاحتلال


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد سليمان - سوريا : ضرورة إبرام -اتفاقية أخلاقية- في فضاء النشر المفتوح وكذلك إمعان النظر في طبيعة السُلطة