أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سليمان - سردية المظلومية بين الابتزاز والواقع














المزيد.....

سردية المظلومية بين الابتزاز والواقع


أحمد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 8425 - 2025 / 8 / 5 - 07:29
المحور: حقوق الانسان
    


في المشهد السوري المعقّد، يبقى التضامن الإنساني واجبًا أخلاقيًا لا مساومة فيه. ولا يقبل عاقل أن تُجَوّع مدينة أو يُعاقب أهلها جماعيًا. لكن في حالة السويداء، تبرز تساؤلات جدّية حول طبيعة ما يُروّج له كـ"حصار"، وهل هو واقع ميداني فعلي أم أداة دعائية تستخدمها قوى أمر واقع تفرض سلطتها داخل المدينة.

عرض الحقائق بناء على مصادر ميدانية

1. الطرق مفتوحة: المعابر المؤدية للسويداء، خصوصًا من جهة درعا، مفتوحة ولا تخضع لحصار من الجيش أو من جهات رسمية. تدخل منها مواد غذائية ووقود، وفق توثيق منظمات إنسانية محايدة.

2. سيطرة داخلية: مداخل المدينة تدار من قبل فصائل مسلحة تدين بالولاء لحكمت الهجري، وهي التي تحدد بشكل انتقائي ما يدخل ويخرج من المدينة.

3. غياب الحصار العسكري: لا وجود لدبابات أو حواجز نظامية تمنع الطعام أو الدواء، بخلاف ما حصل في مضايا أو الغوطة، ما يضعف مصداقية الخطاب المروج لمظلومية مشابهة.

4. التطهير والتهجير: يتم تجاهل إعلامي لتهجير عشرات العائلات من البدو والمسيحيين من ريف السويداء، والذين يعيشون اليوم في ظروف صعبة بضواحي دمشق.

● التلاعب العاطفي

انتشرت على وسائل التواصل صور موائد طعام تحت وسم "#متضامن_مع_السويداء"، وهو تضامن يبدو سطحيًا، وربما مضادًا للغرض الإنساني، إذ يغفل الكارثة الأعمق: من هم المسؤولون الفعليون عن معاناة السكان؟

● البعد الأخلاقي

ليس المطلوب الدفاع عن السلطة أو إدانة المجتمع المحلي، بل تسليط الضوء على الواقع الإنساني الحقيقي، وتجنب تحويل التضامن إلى أداة تبييض لفصائل ارتكبت تجاوزات موثقة بحق المدنيين.

● الواقع الميداني

السويداء ليست محاصرة من الخارج، بل تعيش حالة حصار داخلي مفروض من قوى محلية تحت غطاء طائفي. محاولة إيهام الناس بأنها مدينة معاقبة جوعًا تخفي حقيقة أن أهلها، مثل كل السوريين، يُعاقبون من منظومات السلاح والانقسام.

○ ملحق / تحديث: توثيقات وانتهاكات متبادلة

تؤكد فيديوهات موثقة صحة وجود انتهاكات متبادلة في السويداء نتيجة اشتباكات مسلّحة بين فصائل درزية وعشائر بدوية سنّية. كما ظهر طرف ثالث، بدوافع غير بريئة، استغل الفوضى لينفّذ اعتداءات على الطرفين.

توسعت الاشتباكات إلى المناطق الجبلية وغرب المحافظة، حيث سيطرت فصائل بدوية على قرى: المزرعة، الطيرة، الدور، سميع.

بعد انسحاب الجيش والأمن السوري، ارتكبت مجموعات مسلحة محسوبة على بعض الفصائل الدرزية:

1. مجازر وانتهاكات بحق عشائر بدوية.

2. احتجاز نساء وأطفال.

3. إحراق منازل.

4. تصفيات ميدانية.

كما وثقت جهات مستقلة إعدامات ميدانية نفذتها مجموعات ترتدي زياً شبيهاً بالأمن العام، إضافة إلى تجاوزات قيل إنها ارتكبت من قبل عشائر بدوية. رافق ذلك عمليات نهب وإهانات رمزية مثل حلق الشوارب الدرزية.

● تواطؤ داخلي وأجندات خارجية

تداول نشطاء صورًا ومعلومات حول قادة ميليشيا حكمت الهجري، كاشفين عن تناقض صارخ بين شعارات "الكرامة" التي ترفعها هذه الميليشيا، وواقع تحالفها مع شخصيات أمنية وعسكرية من بقايا النظام الأسدي، أبرزهم العميد سامر الشعراني، المتهم بارتكاب جرائم تعذيب وقتل في محيط دمشق. هذه الوقائع الموثّقة تُظهر أن من يزعمون الدفاع عن السويداء، هم أنفسهم جزء من شبكة أوسع تعمل على حماية فلول النظام، الأمر الذي يعزز فرضية وجود "طرف ثالث" يذكي الفوضى ويضرب نسيج المجتمع السوري عبر إشعال النزاعات المحلية.

في المقابل، أعلن الأمن السوري أنه سيلاحق جميع المتورطين "مهما كان انتماؤهم ومرجعيتهم العسكرية"، في تصريح يُنظر إليه على أنه تبرؤ متأخر من أطراف كان لها ارتباط وثيق بالأجهزة الأمنية سابقًا.

وقد ازداد المشهد تعقيدًا مع تدخل جوي إسرائيلي، بدعوى "حماية الدروز"، حيث استهدفت الغارات مواقع عسكرية سورية قرب مناطق التوتر، في تطور يطرح أسئلة حول تداخل الأجندات الخارجية مع الصراع المحلي في المحافظة.

● التحليل والضرورة

1. الأزمة أكثر تعقيدًا من صراع مباشر بين الدروز والبدو، وتشمل قوى ثالثة تنفذ اعتداءات ضد المدنيين.

2. الاعتماد على رواية طرف واحد لا يكفي لبناء تقييم عادل.

المطلوب: لجنة تحقيق مستقلة ومحايدة، تضم:

1. خبراء حقوقيين ومراقبين.

2. تمثيل المجتمع المدني والمنظمات المستقلة.

مهام اللجنة:

○ جمع شهادات من جميع الأطراف.
○ فحص الأدلة الميدانية والفيديوهات.
○ إصدار توصيات عملية لضمان العدالة ومنع تكرار الانتهاكات.

الخلاصة:
نقف مع شعب السويداء كما مع أهالي الساحل، حلب، الرقة، ودرعا. ونطالب بـ لجنة مستقلة لزيارة المدينة وتقييم الواقع الإنساني بعيدًا عن الضجيج الدعائي، وبما يخدم الحقيقة والعدالة.

صادر عن نشطاء الرأي



#أحمد_سليمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بين وحدة الدولة وتعدد الرؤى: لا وطن يُبنى على السلاح و ...
- واشنطن وسوريا: انفتاح مشروط وحذر استراتيجي
- في أول رد فعل حقوقي : أحمد سليمان يقترح جمال قارصلي لرئاسة ا ...
- تابعية الدين والطائفة
- دراسة في ” أرواح هائمة ” للكاتب التونسي كمال العيادي
- سوريا : جوازات سفر مُغَمّسة بالدم ، في خطوة من اجل انتخاب رئ ...
- معمودية الدم السوري ... مفترقات الثورة والعدالة الفالتة
- كفى تلاعبا بطوائفكم .. أمراء الإرهاب صناعة المخابرات
- مسودات من جنّة - باير - عن بنت -السنكري - و ” قوّاد الحتة ”
- نبيّك مكسور يا وقت
- أربعة اعوام على سجنها… طل الملوحي كاتبة وأسيرة حرب
- الحق إن الثورة أنثى بلباس مذكر ( femen.man ) فيمن رجل
- إلى الحب أوﻻ-;- … بالعدالة يا أربابكم
- مايا ... دفتر أبيض و خبز مذبوح
- أحمد سليمان : الكاهن إبراهيم سروج و” محرقة ” مكتبته
- حلب صندوق دنيا يحترق
- كيماوي “بشار” نووي إيران وفخ أمريكي
- تعليق علي ما حدث بسيناء
- الحركة الإحتجاجية في سوريا وآفاق العصيان المدني
- بعد ثورتين ... يسيل لُعابنا وتذبل عيوننا كُلما قرأنا عن مظاه ...


المزيد.....




- اليونيسف: 28 طفلا يستشهدون بغزة يوميا جراء القصف والتجويع
- السعودية.. إعدام مواطنين أدينا بارتكاب -جرائم إرهابية-
- يونيسف: 28 طفلا يستشهدون بغزة يوميا جراء القصف والتجويع
- عندما يفضح الغرور صاحبه.. جدل في اعتقال هاكر مغربي في إسباني ...
- اليونيسف تكشف حصيلة صادمة لأعداد الشهداء من الأطفال في غزة
- حماس: الاحتلال حول غزة إلى معسكر اعتقال أسوأ من معسكرات النا ...
- الأمم المتحدة: الناس يتضورون جوعا في غزة ولا بد من فتح كافة ...
- الأمم المتحدة: الناس يتضورون جوعا في غزة ولا بد من فتح كافة ...
- القناة 13 العبرية: وثائق تؤكد رفض نتنياهو مقترحات أمنية لإعا ...
- الرئيس الأيرلندي يدعو الأمم المتحدة لتفعيل الفصل السابع بحق ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سليمان - سردية المظلومية بين الابتزاز والواقع