أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سليمان - أحداث الساحل – قراءة في نتائج لجنة تقصي الحقائق وتوصيات لضمان الإنصاف والمساءلة














المزيد.....

أحداث الساحل – قراءة في نتائج لجنة تقصي الحقائق وتوصيات لضمان الإنصاف والمساءلة


أحمد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 8427 - 2025 / 8 / 7 - 02:58
المحور: حقوق الانسان
    


أولاً: مدخل عام

تُعدّ أحداث الساحل السوري التي اندلعت في مارس/آذار 2025 واحدة من أخطر النكبات الوطنية ذات الطابع الطائفي في التاريخ السوري الحديث، لما تخلّلها من انتهاكات جماعية جسيمة بحق المدنيين، طالت أرواحهم وكرامتهم وممتلكاتهم من جميع الأطراف، وتمثّلت في:

●إعدامات ميدانية خارج نطاق القانون.

●تهجير قسري واسع النطاق، مع حرق منازل ومؤسسات دينية ومدنية.

●انتهاكات جنسية موثّقة بحق نساء وفتيات، في سياق تطهيري وانتقامي.

●خطاب طائفي تحريضي مباشر، مسجّل بالصوت والصورة، يحضّ على الثأر والكراهية.

وتُظهر الشهادات الميدانية وتقارير منظمات حقوقية مستقلة أنّ هذه الانتهاكات ارتُكبت من قِبل مجموعات مسلحة خارجة عن سيطرة الدولة من الجانبين، فضلًا عن عناصر من فلول الأجهزة الأمنية والميليشيات المرتبطة بالنظام السابق، في سياق انتقامي خطير استهدف مجتمعات محلية على خلفية طائفية، وعمّق شروخًا وطنية واجتماعية يصعب ترميمها دون مساءلة وإنصاف شاملين.

ثانيًا:موقف لجنة التحقيق وتقريرها النهائي

اطلعنا على التقرير الصادر عن لجنة تقصي الحقائق، والمسلّم رسميًا إلى رئاسة الدولة في 20 تموز/يوليو 2025. ونُثمن الجهد الكبير الذي بذلته اللجنة في الاستماع للإفادات، وتوثيق عدد من الوقائع رغم ما يحيط بالملف من ظروف سياسية وأمنية معقدة.

وفقا لتصريح اللجنة أكدت بأنها اعتمدت منهجية ميدانية تضمنت زيارة 33 موقعًا في محافظات اللاذقية، طرطوس، وحماة، وجمع 938 إفادة من شهود وضحايا، منها 452 حالة قتل و486 حالة سلب وحرق وتعذيب. كما استمعت إلى 23 إحاطة رسمية، واطّلعت على أدلة رقمية، وحددت أسماء 265 مشتبهًا من فلول النظام، و258 شخصًا من الطرف المقابل، يُشتبه في تورطهم بانتهاكات متنوعة بينها:

●القتل والتعذيب.
●السلب المسلح والانتحال.
●الشتم الطائفي والتحريض.
●الانتهاكات ضد أسرى ومصابين.
●أعمال نهب وانتهاك حرمة المنازل.

وبحسب تقرير اللجنة، فقد بلغ عدد القتلى 1,426 ضحية، بينهم 90 امرأة، وتُرجّح اللجنة أن بعض القتل تم خارج العمليات العسكرية المباشرة، أي كجرائم حرب أو جرائم انتقام.

ومع أهمية هذه المؤشرات، فإننا نرى أن التقرير – بصيغته المعلنة – يعاني من نقاط ضعف جوهرية، يتوجب تجاوزها لضمان التزامه بمعايير العدالة الانتقالية والحق في معرفة الحقيقة. ونوجز أبرز الملاحظات كالتالي:

1. غياب الإعلان العلني للتقرير الكامل ومرفقاته، مما يحول دون تدقيقه من قبل منظمات المجتمع المدني المعنية والمراقبين المستقلين.

2. عدم تسمية أي من المتورطين أو الجهات المسؤولة، والاكتفاء بلغة عامة دون الإشارة إلى مسارات قضائية محددة للمحاسبة.

3. تجاهل وقائع محورية، منها تسلسل المسؤولية الزمنية في ارتكاب المجازر، وبخاصة البدايات المنسوبة إلى عناصر النظام السابق، فضلًا عن عدم التطرّق إلى شهادات موثقة بشأن الانتهاكات الجنسية.

4. عدم وضوح تصنيف الانتهاكات بين الجرائم الفردية والأوامر المؤسسية، وهو ما يعيق معرفة مدى تنظيمية الجرائم أو ارتجاليتها.

5. غياب تمثيل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني في صياغة التوصيات، ما يُضعف الثقة المجتمعية بنتائج التقرير.

ثالثًا: توصيات عملية لإنصاف الضحايا وتحقيق العدالة الوطنية

انطلاقًا من مبدأ الشراكة المجتمعية، والحق في المحاسبة دون انتقائية، من المفيد اعتماد الحزمة التالية من الإجراءات العملية:

1. إحالة كل من تثبت مسؤوليته – من جميع الأطراف – إلى محاكم وطنية مختصة، علنية وشفافة، بعيدًا عن المحاكم الاستثنائية أو ذات الطابع السياسي.

2. تشكيل هيئة قضائية وطنية مستقلة وخاصة بملف الساحل، يشرف عليها قضاة مشهود لهم بالنزاهة، لا يرتبطون بماضٍ أمني أو سياسي، وتخضع لرقابة مدنية.

3. ملاحقة المتورطين الفارين خارج البلاد، عبر التعاون مع الإنتربول، ومنظومة العدالة الدولية، وضمان عدم الإفلات من العقاب.

4. إنشاء لجنة وطنية دائمة لحقوق الإنسان، تضم:

●شخصيات حقوقية وقانونية مستقلة.
●ممثلين عن منظمات المجتمع المدني وأهالي الضحايا.
●ناشطين حقوقيين لا ينتمون إلى أي طرف سياسي أو عسكري.
●مراقبين من منظمات حقوقية دوليية بصفة استشارية لضمان الشفافية والتوازن المؤسسي.

5. إطلاق خطة مصالحة وطنية متكاملة تشمل:

●الاعتراف بجميع الضحايا المدنيين دون تمييز.
●تعويض المتضررين ماديًا ومعنويًا.
●تسهيل عودة المهجّرين قسرًا.
●تجريم التحريض الطائفي وتجفيف منابعه في الإعلام والتعليم والدين.
●تجريم حيازة السلاح خارج إطار الدولة.

رابعًا: الدعوة إلى التوازن والإنصاف

إن العدالة لا تتحقق بمحاكمة طرف وتجاهل آخر، بل تقوم على الاعتراف المتساوي بالضحايا، بغضّ النظر عن انتماءاتهم، وعلى ضمان محاسبة جميع المتورطين في الانتهاكات دون تسييس أو تسوية.

ولا يقتصر التحدي على التوثيق، بل يشمل ترجمة هذه الوثائق إلى إجراءات قضائية شفافة، وتأسيس بنية حقوقية وطنية راسخة تضمن عدم تكرار هذه الانتهاكات مستقبلًا، وتحول دون توظيفها سياسيًا أو طائفيًا في أي سياق قادم.

●الملف صادر عن "نشطاء الرأي"



#أحمد_سليمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سردية المظلومية بين الابتزاز والواقع
- سوريا بين وحدة الدولة وتعدد الرؤى: لا وطن يُبنى على السلاح و ...
- واشنطن وسوريا: انفتاح مشروط وحذر استراتيجي
- في أول رد فعل حقوقي : أحمد سليمان يقترح جمال قارصلي لرئاسة ا ...
- تابعية الدين والطائفة
- دراسة في ” أرواح هائمة ” للكاتب التونسي كمال العيادي
- سوريا : جوازات سفر مُغَمّسة بالدم ، في خطوة من اجل انتخاب رئ ...
- معمودية الدم السوري ... مفترقات الثورة والعدالة الفالتة
- كفى تلاعبا بطوائفكم .. أمراء الإرهاب صناعة المخابرات
- مسودات من جنّة - باير - عن بنت -السنكري - و ” قوّاد الحتة ”
- نبيّك مكسور يا وقت
- أربعة اعوام على سجنها… طل الملوحي كاتبة وأسيرة حرب
- الحق إن الثورة أنثى بلباس مذكر ( femen.man ) فيمن رجل
- إلى الحب أوﻻ-;- … بالعدالة يا أربابكم
- مايا ... دفتر أبيض و خبز مذبوح
- أحمد سليمان : الكاهن إبراهيم سروج و” محرقة ” مكتبته
- حلب صندوق دنيا يحترق
- كيماوي “بشار” نووي إيران وفخ أمريكي
- تعليق علي ما حدث بسيناء
- الحركة الإحتجاجية في سوريا وآفاق العصيان المدني


المزيد.....




- خبراء أمميون يطالبون إسرائيل بإعادة تفعيل منظومة مساعدات الأ ...
- آلاف العائلات تواجه خطر المجاعة في مدينة الفاشر السودانية، و ...
- رايتس ووتش: تخريب إسرائيل لمدارس بجنوب لبنان -جريمة حرب-
- عمليات دهم واعتقالات واسعة بالضفة ومواجهات في رام الله
- الأونروا: قتل الفلسطينيين أثناء محاولتهم تأمين الطعام أمر لا ...
- رايتس ووتش: تخريب إسرائيل لمدارس بجنوب لبنان -جريمة حرب-
- خفض المساعدات يهدد حياة اللاجئين في إقليم غامبيلا بإثيوبيا
- عمليات دهم واعتقالات واسعة بالضفة ومواجهات في رام الله
- 41 شهيدا بغزة منذ الفجر والأونروا تدين قتل الباحثين عن الطعا ...
- 41 شهيدا بغزة منذ الفجر والأونروا تدين قتل الباحثين عن الطعا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد سليمان - أحداث الساحل – قراءة في نتائج لجنة تقصي الحقائق وتوصيات لضمان الإنصاف والمساءلة