أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد سليمان - مشيخة رقابة الدولة - ظاهرة خفية خلف إدارة الدولة السورية














المزيد.....

مشيخة رقابة الدولة - ظاهرة خفية خلف إدارة الدولة السورية


أحمد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 8428 - 2025 / 8 / 8 - 09:48
المحور: المجتمع المدني
    


أثير في الآونة الأخيرة جدل واسع النطاق حول ظاهرة غير مألوفة في بنية إدارة الدولة السورية، تجسدت فيما يمكن تسميته بـ"مشيخة رقابة الدولة"؛ وهي حالة غامضة تتعلق بحضور مشايخ أو شخصيات ذات طابع ديني-أمني، يمارسون نوعًا من الرقابة والتوجيه داخل مفاصل الدولة، دون أن تُسند إليهم مناصب رسمية معروفة أو صلاحيات معلنة.

● بين الدولة العميقة والسلطة الظل

المتابعون للشأن السوري يلاحظون منذ سنوات ملامح "دولة عميقة" تتحرك في الظل. إلا أن الجديد اليوم، كما تشير منشورات وتحليلات متفرقة، هو أن بعض هذه الشخصيات، التي يُطلق عليها في الأوساط الشعبية اسم "المشايخ"، بات لها دور فعلي في رسم السياسات أو التأثير على آليات اتخاذ القرار في بعض الوزارات أو المؤسسات التنفيذية.

يُقال إن بعض هؤلاء لا يتلقون رواتبهم من الخزينة العامة، بل تُصرف لهم مخصصات عبر تطبيقات رقمية أو جداول غير معلنة، في آلية تفتقر إلى الشفافية وتثير تساؤلات مشروعة حول مصدر القرار ونطاق نفوذ الدولة الرسمي.

● الشيخ يقرر... والقانون يتراجع

الخطير في هذه الحالة ليس مجرد وجود دور استشاري ديني أو معنوي، بل ما يُتداول عن تدخلات فعلية في شؤون الإدارة، بما يشبه "الوصاية"، كما يصفها البعض. ففي قراءة سريعة لما يُنشر على الشبكات الاجتماعية، يجمع عدد من المثقفين السوريين على أن ثمة انزياحًا في مركز القرار، بحيث يُفسّر القانون ويُدار أحيانًا وفق توجيهات رمزية غير رسمية.

وقد عبّر أحدهم عن هذه المخاوف بالقول: "نحن نعيش في جهاز دولة يقف في ظل دولة أخرى. القانون موجود، لكنه يُفسَّر ويُدار من قبل شيخ غير مسؤول أمام أحد." وأضاف: "هذا الشكل من شخصنة الدولة مرعب، ومن الصعب أن يستمر على المدى الاستراتيجي، لأن البلدان لا تُدار بهذه الطريقة."

● محاولات تفنيد:
على نسق غريب، برزت أصوات أخرى تدافع عن الواقع الرسمي وتنفي ما يُثار عن وجود رقابة غير معلنة أو تدخل ديني في الحياة العامة. فقد أشار بعض من زاروا سوريا مؤخرًا إلى أن هذه الادعاءات غير صحيحة جملة وتفصيلًا، واعتبروها مبالغات لا تستند إلى معلومات واقعية. بل إن بعضهم اتهم منتقدي الظاهرة باختلاق روايات لا تدعمها الوقائع الميدانية.

واللافت أن هذا التفنيد جاء رغم توفر فيديوهات توثق حالات في كل من حلب ودمشق، إضافة إلى قرارات رسمية مثل القرار الصادر عن وزارة السياحة بخصوص لباس البحر، والتي اعتُبرت جميعها مؤشرات على ازدياد مظاهر التشدد والتدخل في الحياة الشخصية. ومع ذلك، أصرّ المدافعون على أنها تفسيرات مغلوطة أو مبنية على تهويل إعلامي.

ويرى مراقبون أن هذا التناقض في السرديات يعكس انقسامًا واضحًا في المجتمع السوري، بين من يرصد مظاهر التشدد والتغوّل غير الرسمي، وبين من يحاول تقديم صورة أكثر تجميلًا للواقع، أحيانًا بدافع الخوف من العواقب المستقبلية على التصريحات الشخصية، أو لأسباب تتعلق بالسعي نحو مناصب وظيفية أو استرضاء شبكات النفوذ داخل مؤسسات الدولة.

● الوصاية القديمة بثوب جديد

ليست ظاهرة الوصاية الدينية أو الأمنية على القرار السوري وليدة اليوم، لكن ما يحصل الآن – بحسب مطلعين – هو تغير في الشكل والوسيلة. لم تعد هذه الوصاية تأتي من خلال أجهزة معلنة أو رتب رسمية، بل من خلال حضور رمزي لكنه نافذ، يفرض على المعنيين بالتنفيذ خيارات لا تمر عبر السُلم الإداري أو المؤسساتي.

قال أحد العاملين في القطاع الحكومي – طالبًا عدم ذكر اسمه – إن التوجيهات تصل أحيانًا بصيغة: "الشيخ قال"، ولا يملك المدير أو حتى الوزير صلاحية الاعتراض، حتى إن تعارضت مع الأنظمة والتعليمات.

●غياب الشفافية ومخاطر مأسسة "الظل"

يرى مراقبون أن أخطر ما في هذه الظاهرة ليس فقط تأثيرها الفعلي، بل كونها غير قابلة للمساءلة. فالدولة بمفهومها القانوني والدستوري تعتمد على التراتب المؤسسي، والرقابة المتبادلة، والمحاسبة عبر القضاء أو السلطة التشريعية. أما حين يصبح مصدر القرار خارج هذا النسق، فإن البنية القانونية تفقد فعاليتها، وتصبح الدولة واجهة شكلية لسلطة غير مرئية.

المسألة لا تتعلق هنا بدور الدين أو الأخلاق في الإدارة، بل بطبيعة السلطة ذاتها: من يقرّر؟ ومن يُحاسَب؟ وكيف تُدار شؤون المواطنين في ظل غموض المرجعية؟

● الحاجة إلى مكاشفة وطنية

إذا كانت المشيخة جزءًا من تقاليد اجتماعية أو دينية، فإن تحولها إلى سلطة فوق الدولة يشكّل اختلالًا في التوازن المؤسسي. ومع تفاقم التحديات الاقتصادية والإدارية في سوريا، يصبح من الضروري، أكثر من أي وقت مضى، إعادة ضبط العلاقة بين الرمزي والسياسي، وبين الرسمي وغير الرسمي، ووضع ضوابط قانونية تمنع تسلل السلطة من خارج قنواتها الدستورية.


صادرعن نشطاء الرأي



#أحمد_سليمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة الثالثة ومخاطر الاحتراب في المشهد الانتقالي السوري
- أحداث الساحل – قراءة في نتائج لجنة تقصي الحقائق وتوصيات لضما ...
- سردية المظلومية بين الابتزاز والواقع
- سوريا بين وحدة الدولة وتعدد الرؤى: لا وطن يُبنى على السلاح و ...
- واشنطن وسوريا: انفتاح مشروط وحذر استراتيجي
- في أول رد فعل حقوقي : أحمد سليمان يقترح جمال قارصلي لرئاسة ا ...
- تابعية الدين والطائفة
- دراسة في ” أرواح هائمة ” للكاتب التونسي كمال العيادي
- سوريا : جوازات سفر مُغَمّسة بالدم ، في خطوة من اجل انتخاب رئ ...
- معمودية الدم السوري ... مفترقات الثورة والعدالة الفالتة
- كفى تلاعبا بطوائفكم .. أمراء الإرهاب صناعة المخابرات
- مسودات من جنّة - باير - عن بنت -السنكري - و ” قوّاد الحتة ”
- نبيّك مكسور يا وقت
- أربعة اعوام على سجنها… طل الملوحي كاتبة وأسيرة حرب
- الحق إن الثورة أنثى بلباس مذكر ( femen.man ) فيمن رجل
- إلى الحب أوﻻ-;- … بالعدالة يا أربابكم
- مايا ... دفتر أبيض و خبز مذبوح
- أحمد سليمان : الكاهن إبراهيم سروج و” محرقة ” مكتبته
- حلب صندوق دنيا يحترق
- كيماوي “بشار” نووي إيران وفخ أمريكي


المزيد.....




- الإعلام الحكومي في غزة: الاحتلال يعرقل عمل الأونروا ويُحاصر ...
- الصعق بالكهرباء أحدث أساليب الاحتلال الإسرائيلي للتنكيل بالأ ...
- الصعق بالكهرباء أحدث أساليب الاحتلال الإسرائيلي للتنكيل بالأ ...
- مؤتمر الحسكة يوحد موقف الأقليات قبل لقاء باريس: دعوة لدولة ل ...
- آخر المستجدات على صعيد الوضع الإنساني والميداني في قطاع غزة ...
- عضو كنيست: الحكومة تضحي بالأسرى والجنود لإرضاء بن غفير وسموت ...
- هيئة الأسرى: إدارة سجن جلبوع تعذب الأسرى بالصعقات الكهربائية ...
- صحف سويسرية: مطالب بإغاثة سكان غزة وسخط في الشارع الإسرائيلي ...
- عائلات الأسرى الإسرائيليين: قرار احتلال غزة حكم بالإعدام على ...
- عضو بالكنيست الإسرائيلي: الحكومة تضحي بالأسرى والجنود لإرضاء ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمد سليمان - مشيخة رقابة الدولة - ظاهرة خفية خلف إدارة الدولة السورية