هيثم ضمره
الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 21:57
المحور:
كتابات ساخرة
كل سنة، في ليلة 31 أكتوبر، يخرج أطفال الحي بأزياء غريبة، أقنعة مرعبة، وحقائب صغيرة يجمعون فيها الحلوى من الجيران.
يضحكون، يصرخون، يتزاحمون على الأبواب، ويرجعون بوجوه ملوّنة وسعادة لا توصف.
وأنا أقف أراقبهم من بعيد وأفكر:
يا سبحان الله… لم أرَ طفلًا واحدًا قتلته يقطينة!
لكن في المقابل، رأيت رجالًا يقتلون شعوبًا باسم الدين، والسياسة، والوطن، وحتى باسم “النية الطيبة”.
رأيت الدم يسيل في الشوارع، بينما “الشيطان” الذي نخاف منه مشغول على الأرجح بتوزيع الحلوى على الأطفال.
الهالوين يا جماعة مش مؤتمر لتجنيد عبدة الشيطان.
ولا هو طقوس سحرية تُقام تحت ضوء القمر.
هو ببساطة مهرجان طفولي بريء، فيه شوية ديكور “خرع” لا أكثر ولا أقل.
لكن بعض العقول قررت أن تراه تهديدًا للعقيدة والهوية، وكأن الإيمان سيسقط بسبب قناع بلاستيكي بـ 5 دولارات!
المضحك أن هؤلاء لا يعترضون على الفساد، ولا على القتل، ولا على الكذب،
لكنهم ينتفضون إذا رأوا يقطينة مضيئة على باب جيرانهم.
سبحان الله، الشيطان ما يحتاج يعمل مجهود… البشر قايمين بالمهمة أحسن منه!
يا سادة،
الهالوين ليس عبادة.
هو مناسبة اجتماعية تزرع الفرح في قلوب الأطفال،
بينما الحروب والسياسة تزرع الخوف في قلوب الكبار.
فبدل ما نحارب الهالوين، جربوا تحاربوا الجهل، الفقر، والكراهية.
صدقوني، اليقطينة بريئة…
كل التهمة إنها حاولت تضيء الظلام.
#هيثم_ضمره (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟