هيثم ضمره
الحوار المتمدن-العدد: 8509 - 2025 / 10 / 28 - 10:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قراءة اقتصادية في موازين القوى الجديدة
هناك زلزال اقتصادي قادم من الشمال، عنوانه كندا.
بينما تنشغل الولايات المتحدة بحروبها التجارية وصراعاتها الداخلية، تتقدّم كندا بخطوات ثابتة نحو مركز القيادة العالمية الجديد — قيادة تُبنى على الموارد، وعلى المصداقية، لا على التهديد والعقوبات.
السياسات الليبرالية الكندية لم تعد ترفًا أخلاقيًا كما يظن البعض. إنها اليوم مشروع دولة يواجه النموذج الأمريكي القائم على الهيمنة والابتزاز الاقتصادي. وبين هذين النموذجين، يقف اسم واحد يُرعب وول ستريت ويُلهم أوتاوا: مارك كارني.
كارني ليس مجرد اقتصادي.
هو العقل الذي أعاد تعريف معنى النمو، ودفع العالم ليرى أن الاقتصاد لا يُقاس بالناتج المحلي فقط، بل بالقدرة على الصمود والاستدامة.
في زمن ينهار فيه الدولار أمام الواقع، يطرح كارني نموذجًا جديدًا: اقتصاد أخلاقي، أخضر، متنوّع، ومستقل عن احتكار واشنطن التاريخي للقرار المالي العالمي.
كندا اليوم تملك كل أوراق اللعبة:
• موارد طبيعية ضخمة.
• شراكات متوازنة مع الصين وأوروبا.
• واستقرار سياسي يحوّلها إلى ملاذ عالمي لرأس المال.
في المقابل، تتراجع أمريكا أمام نفسها:
مجتمع منقسم، اقتصاد مثقل بالديون، وسياسة خارجية تحارب كل شيء إلا نفسها.
حتى حلفاؤها التاريخيون بدأوا يديرون ظهورهم تدريجيًا، بحثًا عن نموذج أكثر عقلانية وإنسانية — وكندا تقدّم هذا النموذج بهدوء وذكاء.
قد يكون من المبكر إعلان نهاية “القرن الأمريكي”،
لكن المؤشرات واضحة: القرن القادم كنديّ الملامح، شماليّ الاتجاه، وإنسانيّ المبادئ.
وإذا ما استمرت واشنطن في إدارة الحروب الاقتصادية كوسيلة للبقاء، فإن اللحظة التي تنكسر فيها الإمبراطورية من الداخل لن تكون مفاجأة… بل ستكون تتويجًا لمسار طويل من الغرور السياسي وسوء الحسابات.
مارك كارني، الذي يمثل ضمير الاقتصاد الحديث، لا يحتاج إلى جيش ولا إلى قواعد عسكرية.
يكفيه أن يُقنع العالم بأن الثقة أهم من الدولار، وأن المستقبل لا يُشترى بالرصاص بل يُبنى بالعقل.
#هيثم_ضمره (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟