أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صالح مهدي محمد - يوم منظم... أو هكذا نعتقد!














المزيد.....

يوم منظم... أو هكذا نعتقد!


صالح مهدي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8513 - 2025 / 11 / 1 - 08:50
المحور: كتابات ساخرة
    


هل نعيش أيامنا وفق خطة محكمة، أم أن الحياة مجرد مهرج يجرّنا من أكمام قمصاننا كما تُجرّ الدمى في مسرح صيفي؟
سؤال بسيط، لكن إجابته قد تجعلك تضحك بصوت عالٍ، أو تلتهم وسادتك بدموع النعاس.

لنبدأ من الصباح:
المنبّه يصرخ كصفارة إنذار في فيلم نهاية العالم. تضغط الزر وتقول: «خمس دقائق فقط»، ثم تستيقظ بعد خمسين دقيقة لتكتشف أن عقارب الساعة تآمرت ضدك، وأن الكون كله ينتمي إلى زمن آخر.
تبدأ يومك بالركض... لا رياضةً، بل مطاردةً للحافلة، ثم للمواعيد، وربما لمستقبلك الذي يلوح في الأفق وكأنه شبح ساخر.

وعندما تصل أخيرًا إلى العمل، تتظاهر بالانشغال الشديد: الكتاب مفتوح، الكمبيوتر قيد التشغيل، وقلمك يرقص على الورقة كراقص باليه... كل هذا بينما تبحث في نفسك عن سبب وضعك لملعقة الشاي في جيب البنطال منذ متى؟ هل هي خدعة أم علامة؟

وفي منتصف اليوم، يأتيك شعور مضحك بالخداع: أنت «منظم».
ملفاتك مرتبة (على سطح المكتب فقط)، جدولك واضح (في رأسك فقط)، والغداء محسوب بدقة (حتى ترى صحن شاي زميلك في المكتب المقابل فتبدأ بتسعيره داخليًا).
تقول لنفسك: «غدًا سأرتب كل شيء!»
لكن الغد، كالعادة، يظهر متنكرًا على هيئة نسخة أخرى من اليوم ذاته، ويضحك في وجهك ضحكة شريرة كأنك بطل فيلم كوميدي رديء الإنتاج.

ثم يحل الليل، وقت الراحة...
تفتح الهاتف «لخمس دقائق فقط قبل النوم»، لتجد نفسك فجأة خبيرًا في تاريخ الأهرامات، أساطير الفراعنة، وصفات المعكرونة، حياة القطط العاطفية، وفنون ترتيب النباتات في المنزل، دون أن تعرف كيف وصل عقلك إلى هذا الكم الهائل من المعلومات التي لن تحتاجها أبدًا.
وتنام أخيرًا بضمير مرتاح، لأنك على الأقل... حاولت التنظيم!

الحقيقة أن يومنا ليس منظمًا ولا عشوائيًا، بل كائن هجين:
يبدأ بخطة صارمة، وينتهي بوجبة غير محسوبة، ويتخلله مشهد كوميدي غير متوقع كل ساعة.
إنه كعازف جاز؛ يلتزم بالنغمة الأولى، ثم يترك الباقي للإلهام، أو ربما للصدفة... أو هل تريد الضحك على نفسك فقط؟

لكن في قلب هذه الفوضى الساحرة، هناك درس صغير:
ليست المشكلة في الفوضى، بل في أن ننسى الضحك وسطها.
فالتنظيم جميل، نعم، لكنه ممل أحيانًا، بينما العشوائية — رغم فوضويتها — تمنح يومنا القصير نكهة المغامرة، تجعل القهوة أكثر مرارة، والعودة إلى المنزل أكثر إثارة، وحتى قراءة إشعارات الهاتف أكثر تشويقًا.

فلتنظّم عشوائيتك إذن، وابتسم... فحتى الساعة المتوقفة تصيب الوقت مرتين في اليوم!
وإذا لم تنجح، لا تقلق: على الأقل لديك قصصًا مضحكة لترويها عن نفسك في المستقبل، بينما يضحك الكون في الخلفية.



#صالح_مهدي_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القراءة... سؤال الوعي في زمن السرعة
- رجل المعرفة… أو هكذا يظن!
- التاريخ يعيد نفسه
- قصة قصيرة : حارس النسيان
- اللمسة الأولى
- بين الإنسانية والسياسة وحدها تظهر ملامح الاستكبار
- قصة قصيرة : دكّان الضوء
- قصة قصيرة : العائدون من الغياب
- مقال بعنوان : لغة الإعلام السياسي وتوصيفات الخطاب
- الإدراك والفهم السياسي المجتمعي بين الوعي والممارسة
- قصة قصيرة وجوه الذاكرة
- نص : أماكن للتنزه
- السياسة والاعلام في زمن التواصل الاجتماعي
- عدنا ولكن
- لا يجيبني البحر
- رثاء إلى أبي
- ارتباك الكائن في مرآة الحلم
- خارج الشاشة
- ريح تهمس بظلالها
- قصة قصيرة: خرائط الرماد


المزيد.....




- تــــابع كل المسلسلات والأفلام الهندي والعربي.. تردد قناة زي ...
- المتحف المصري الكبير.. هل يعيد كتابة علاقة المصريين بتاريخهم ...
- سميرة توفيق في أبوظبي: الفن الأصيل ورمز الوفاء للمبدعين العر ...
- -الخارجية- ترحب بانضمام الخليل إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبد ...
- جمعية الصحفيين والكتاب العرب في إسبانيا تمنح ‏جائزتها السنوي ...
- فيلم -Scream 7- ومسلسل -Stranger Things 5- يعدان بجرعة مضاعف ...
- طبيبة نرويجية: ما شاهدته في غزة أفظع من أفلام الرعب
- -ذي إيكونومست- تفسر -وصفة- فنلندا لبناء أمة مستعدة لقتال بوت ...
- لن تتوقع الإجابة.. تفسير صادم من شركة أمازون عن سبب تسريح نح ...
- حزب الوحدة ينعى الكاتب والشاعر اسكندر جبران حبش


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صالح مهدي محمد - يوم منظم... أو هكذا نعتقد!