صالح مهدي محمد
الحوار المتمدن-العدد: 8455 - 2025 / 9 / 4 - 22:43
المحور:
الادب والفن
ريح تهمس بظلالها
صالح مهدي محمد
أنبثقُ من شرارةٍ تتفتّت،
وأخبو في بقاياها،
كأنّ الحروفَ قشرةٌ
تلفظني إلى هوّةٍ أخرى.
أيّها الصمتُ المضيء،
أنتَ المدارُ الذي لا ينكسر.
كلّما حاولتُ أن أتنفّس،
تفجّرت في رئتي سلالمُ غامضة،
وارتجفت ذاكرتي
كفانوسٍ يتدلّى من سقفٍ
لا يثق بوجوده.
الخلاص؟
أن أُطلَّ على الهاوية
فأرى ملامحي تتقشّر،
كأنّ السقوطَ
مجرّد عودةٍ إلى نواةٍ سحيقة.
أشتهي أن أكون بلا وشم،
بلا أثرٍ يُطارِد خطاي،
بلا ماضٍ يعضُّني.
أشتهي أن أكون لغزًا
يطرد الحلولَ من مكامنها،
ويتركها عاريةً في فوضى الضوء.
ما نسمّيه عيشًا
ليس سوى تدريباتٍ على الانسلاخ:
ننسلخ عن الأشياء،
عن الأجساد،
عن الوجوه التي احتضنتنا،
حتى ننسلخ عن ذواتنا،
ونغدو فتاتَ ريحٍ
تنقشُنا كما تشاء،
وتنثرنا كقصيدةٍ
لم تولد.
#صالح_مهدي_محمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟