صالح مهدي محمد
الحوار المتمدن-العدد: 8478 - 2025 / 9 / 27 - 09:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الإدراك والفهم السياسي المجتمعي
بين الوعي والممارسة
في عالم اليوم، لا يقتصر فهم السياسة على متابعة الأخبار أو حفظ أسماء السياسيين. الإدراك السياسي المجتمعي يعني أكثر من ذلك بكثير؛ إنه فهم كيف تُتخذ القرارات، وكيف تؤثر على حياتنا اليومية، وكيف يمكن لكل فرد أن يكون جزءاً فاعلاً في هذا المشهد المعقد.
الوعي السياسي يبدأ بالتعليم والثقافة، لكن لا يكتمل إلا بقدرة الفرد على استيعاب المعلومات، وتمييز الحقائق من الشائعات، وربط السياسة بالواقع الاجتماعي والاقتصادي من حوله. المجتمعات التي توفر تعليمًا جيدًا وإعلامًا حرًا، تخلق مواطنين أكثر نضجًا، قادرين على التفكير النقدي واتخاذ القرارات المدروسة.
الفهم السياسي ليس مجرد حفظ للقوانين أو متابعة للبرامج التلفزيونية. إنه القدرة على تحليل المواقف، التنبؤ بتداعيات القرارات، والمشاركة بوعي في النقاشات العامة. عندما يعرف المواطن كيف تعمل السلطة، ويستوعب تأثير السياسات على حياته، يتحول من متلقٍ سلبي إلى فاعل مؤثر، مما يخلق توازناً حقيقياً بين المجتمع والسلطة.
الإدراك السياسي المجتمعي يتشكل عبر التاريخ والثقافة والتنشئة الاجتماعية، ومع كل تجربة يكتسبها الفرد، يرتفع مستوى وعيه. كل نقاش، كل خبر، كل تجربة حياتية، هي فرصة لبناء فهم أعمق وأكثر قدرة على مواجهة التحديات السياسية.
كما يمكن القول ان المجتمع الذي يفهم السياسة ويعي تداعياتها هو المجتمع الذي يستطيع المشاركة بفعالية، وصناعة مستقبله بدل أن يكون مجرد متفرج. الإدراك والفهم السياسي ليس رفاهية، بل ضرورة لاستقرار أي مجتمع ونضج نظامه السياسي.
#صالح_مهدي_محمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟