محفوظ بجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 8507 - 2025 / 10 / 26 - 16:48
المحور:
المجتمع المدني
في زمنٍ تتكاثر فيه الأزمات وتقلّ فيه المبادرات، وقف الشعب الجزائري ليُعطي العالم درسًا جديدًا في الإرادة والعمل الجماعي.
في الخامس والعشرين من أكتوبر 2025، غُرست مليون شجرة بأيدٍ جزائرية، في مشهدٍ بيئيّ وإنسانيّ بامتياز، أثبت أن حبّ الوطن لا يُقاس بالشعارات، بل يُترجم بالفعل الميداني، بالعرق والتراب والماء.
لقد قدّم الجزائريون نموذجًا نادرًا للوحدة الوطنية حول فكرة نبيلة وبسيطة: حماية الحياة.
من أقصى الشمال إلى عمق الصحراء، خرج الناس من مختلف الأعمار والمهن، ليجعلوا من يوم الغرس يومًا للأمل والانتماء الحقيقي.
إنّها الجزائر حين تُنادي، فيلبي أبناؤها النداء بلا انتظارٍ ولا مقابل.
هذه الحملة لم تكن مجرد حدث بيئي، بل رسالة حضارية تعبّر عن وعيٍ جديد يتشكل في المجتمع الجزائري:
وعيٌ بأن التنمية تبدأ من احترام الطبيعة، وأنّ حماية الغابات والمناخ ليست ترفًا، بل واجب وطني لا يقلّ شرفًا عن الدفاع عن الحدود.
ومن هنا، تبرز الدعوة إلى أن تتحول هذه المبادرة إلى مشروعٍ وطني دائم، تُؤطّره الدولة عبر وزارة الفلاحة والمديرية العامة للغابات، ويُواكب علميًا بنظامٍ رقميّ حديث يُسجّل كل شجرة، موقعها ونوعها وعمرها وجدواها البيئية.
فالمعرفة الدقيقة بالثروة الغابية هي الطريق إلى حمايتها وتنميتها.
يا أبناء الجزائر، لقد برهنتم أنّ هذا الوطن لا يعيش بالكلمات، بل بالعمل الصادق والتكافل الحقيقي.
وما غرستموه اليوم من شجر، سيغدو غدًا غطاءً أخضر يروي حكاية شعبٍ يؤمن بالحياة مهما اشتدت العواصف.
هنيئًا لكم بهذا الفعل العظيم،
وهنيئًا للجزائر بأبنائها الذين يعرفون كيف يحولون الأمل إلى واقع، والغرس إلى عهدٍ جديد بين الإنسان والأرض.
#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟