عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8503 - 2025 / 10 / 22 - 20:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إضراب إتحاد الشغل هو هدر للأموال وضياع ساعات عمل على المجموعة الوطنية بدون فائدة تذكر بما أن الدولة ملتزمة بمتابعة الأمر وحل هذه المشكلة البيئية العويصة باتباع تمشي عقلاني ومدروس وعلى مراحل مضبوطة. وما قام به الإتحاد والمنظمات الأخرى من الإحتجاج والركوب على الحدث لم يقوموا به منذ حكم نظام بن علي ونظام حكم النهضة فالتلوث موجود هناك منذ سنوات طويلة وكانوا صامتين وبلا صوت لأنه إما كانوا خائفين من ردة فعل الحكم أو كانوا موجودين في ركابه ومساندين له. وقد خرجوا اليوم ليس حبا في أهالي قابس بل معارضة لنظام قيس سعيد وكأنهم أحزاب سياسية وليس جمعيات وطنية مستقلة.الوسائط النقابية مثلا والتي تجعل من العمال رهينة عندها لابتزاز الدولة والمؤسسات لتحقيق منفعة شخصية لأعضائها المتفرغين عن العمل ويقبضون هنا وهناك دون القيام بعمل منجز لا فائدة منها لأنها تستعمل الريع النقابي للتعطيل والتشويش و السمسرة.فالركوب على الأحداث بصفة مستمرة لتحريك الشارع من طرف المنظمات الوطنية والتي ليس من مهامها الأساسية العمل السياسي الخاص بالأحزاب السياسية وحدها يعد خروجا عن النص والمنطق وتجاوزا للعرف والمألوف. فتحميل الأعضاء المنتمين والمنخرطين وزر أفعال وتصرفات لم يقع الإتفاق عليها ولم توجد في القوانين الأساسية تعد بذلك من أعمال المعارضة قد تصل إلى درجة المناكفة والتحدي للسلطة القائمة وهذا يخرج عن دورها المحدد بالقانون وهو الدفاع عن مريديها سلميا. فالمنظمات والجمعيات الوطنية مثل إتحاد الشغل ليست حزبا معارضا حتى يبحثوا ويجروا وراء السلطة أو تغييرها أو التحالف مع أحزاب أخرى لتقويض السلطة القائمة باستعمال الإضرابات المتكررة والركوب على الأحداث لتعطيل الحياة الإقتصادية والإجتماعية وتهديد أمن واستقرار البلاد بما تملك من جيش من المنخرطين في كل الإدارات والمؤسسات وتوفرها على المال الوفير وتحكمها تاريخيا ومنذ الإستقلال بعنق الدولة بما لها من نفوذ قوي على الساحة السياسية وتأثيرها على رجال الأعمال واستقرار المؤسسات الإقتصادية وديمومتها. وهذا التوجه تراه الدولة خطرا على سلطتها وتحديا لوجودها مما ينبئ بتطور الصراع الملتهب خفية وعلى نار هادئة منذ فترة إلى صراع علني مفتوح على المواجهة مثلما جد في سبعيتات القرن الماضي. وقد كان ذلك الحدث الكبير وبالا على الإتحاد وعلى زعامة بورقيبة وأثر على الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية طيلة عقد كامل ومازال يتذكره الساسة إلى يوم الناس هذا.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟