عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 22:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الإتحاد هو دولة داخل الدولة ويلعب في السياسة ويحس بفائض من القوة وبما أنه مازال يعيش في جبة الماضي وحشاد وعاشور رغم تغير كل المعطيات ولم يتعظ من الخميس الأسود فسيصطدم بالشعب مباشرة لأن سلاح الإضرابات سيؤثر ويؤلم المواطنين البسطاء وهم الأغلبية والدولة كحامية للأمن القومي ستجد نفسها مضطرة للتصرف كما فعل الزعيم بورقيبة. لكنه يتكلمون عن الإنقلاب وكأن 14 جانفي ليس إنقلابا وكأن النهضة لم تحاول الإنقلاب على بورقيبة وعلى بن على وكأنها لا تريد استخدام الإتحاد بعد تخويفه بالهجوم عليه ووضع الزبلة أمام بابه. وقيس سعيد عندما رأى أن وضع البلاد سيذهب للفوضى تحرك وقام بما يجب فعله لحظتها وربما كان مضطرا لذلك وربما هناك قوى نصحته بذلك المهم ما قام به الرئيس في تلك اللحظة كان شيئا ضروريا وإيجابيا لإنقاذ البلاد من الفتنة وهذا يدخل في صميم واجباته كرئيس ولا تنسى أن هذا الفعل أنقذ النهضة أيضا ولا بد من الإعتراف بفشلها في التسيير وأن الحكم البرلماني لا يتماشى مع عقلية الشعب التونسى وأن الشعارات والشطحات البرلمانية والتلاعبات والخزعبلات الحكومية في ذلك الوقت لم تنتج شيئا ولابد من الإعتراف بذلك وليس التوقف فقط على فكرة بأن ذلك انقلاب عن الديمقراطية فلم تكن في ذلك الوقت إلا شكل من أشكال ديمقراطية الواجهة والفوضى والإستعراض والشعارات الجوفاء التي لا تغير الواقع وعلميا في البلدان المتخلفة والتي يسود فيها الجهل والفقر والتهميش والأمية لا يمكن الكلام عن الديمقراطية إلا دجلا وسفسطة لغوية وترف نخب تعيش في قصور عاجية ولا تفقه حتى مفهوم الديمقراطية وتاريخها وآليات تحقيقها حتى أصبحت شعارا يلوكه العامة في كل مناسبة فهي مجرد لعبة نخب لا تعني شيئا للبطال والمهمش والجائع وقد يرى فيها رغيف خبز أو قطعة حلوى وأذكرك في النهاية أن تاريخ المجتمعات العربية المتخلفة وقد حدث ذلك في عهد الخلفاء الراشدين وهم ما هم هو مجموعة من الدسائس والمكر والإنقلابات من الداخل والخارج وهو أمر عادي في تاريخ الشعوب وألية من آليات التغيير وتجاوز الأزمات والمهم أخذ العبرة والتقدم للمستقبل وإلى الأمام لا البكاء على الأطلال وجلد الذات.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟