عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 22:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مادام الإتحاد جمعية مستقلة عن الدولة فلماذا تقوم مصالح هذه الأخيرة بجمع المساهمات لصالح الإتحاد وتسمح بتفرغ النقابيين وعدم قيامهم بعملهم في الإدارات التي انتدبتهم ثم إن الإتحاد كجمعية ليس من مهامه التدخل في مهمة السلطة التنفيذية السياسية والإقتصادية والإجتماعية. فالصراع داخل الإتحاد بين النقابيين تحول إلى صراع بين الإتحاد والسلطة نتيجة الجنوع لفرض الذات والزعامة عن طريق الإضرابات المتتابعة في قطاعات هامة مثل النقل والتعليم والصحة وذلك من أجل فرض وجود وتحدي لكن هذا التوجه من طرف الإتحاد سيؤثر على مصالح المواطنين بصفة كبيرة ويجعلهم في صف السلطة مما يمنحها ورقة هامة تمكنها من أخذ القرارات التي تحمي المصلحة العامة لتضع حدا لوجود تاريخي منفلت لجمعية نقابية تحولت إلى دولة موازية لا تراعي ظروف المواطنين والإمكانيات المالية للبلاد والمؤسسات المشغلة ولهذا نعتبر أن الإتحاد وقع في فخ تكتيكي وظن نفسه أنه مازال يعيش في زمن السبعينات وعاشور والمد اليساري الزاحف. ففي ظل العولمة تغيرت الأساليب والآليات النقابية في العالم ولم تعد مطلبية الهوى وفي صراع حياة أو موت مع السلطة القائمة وتستعمل سلاح الإضرابات الفتاك من أجل حماية الريع النقابي وامتيازات أعضائه المرفهين دون تطوير إنتاج وإنتاجية العمال للمحافظة على ديمومة المؤسسة باستعمال التكوين المستمر ودفع العمال على بذل المزيد من الجهد والرفع من وعي العمال. فلابد للعمل النقابي من مراجعة آليات عمله على ضوء ما حدث من تغيرات على مستوى العلاقة الشغلية وخاصة في فترة الأزمات الإقتصادية والتحولات الإجتماعية الكبرى وإحداث قطيعة معرفية نقابية تتماشى مع العصر ولا تبقى رهينة الماضي البعيد والتغني بشعارات جوفاء بالية والخطب الرنانة وعنتريات بلا مضمون من شأنها تأجيج الوضع والذهاب إلى طريق مسدود وعبثي مثلما حدث في الخميس الأسود سنة 1978. فلا أحد يمكنه لي ذراع الدولة أبدا فهذا من المسلمات التاريخية الثابتة حتى لا يتوهم أصحاب الرؤوس الحامية مدفوعين بجلبة الغوغائيين لإدخال البلاد الآمنة والمستقرة في فتنة لا طائل منها.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟