أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - متى ستنزع المنظمة الشغيلة في تونس جبة حشاد وعاشور؟














المزيد.....

متى ستنزع المنظمة الشغيلة في تونس جبة حشاد وعاشور؟


عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 8442 - 2025 / 8 / 22 - 17:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البرلمان السيرك كان في فترة حكم النهضة وسيلة للتمكين وربط تونس بالإيالة العثمانية في عشرية الخراب الإخوانية ليست سوى ديمقراطية للواجهة وغير حقيقية وهي في الحقيقة نظام هجين وديمخطرانية في خدمة الإسلام السياسي والطبقة البورجوازية ونخب الفشل والريع النقابي والتجارة بالدين والجري وراء المناصب والتنكيل بضعاف الحال أيما تنكيل وهذا ما أضر بالطبقة الضعيفة والمهمشة ولهذا هبوا هبة رجل واحد ثائرين على الحكم البرلماني العاجز على تلبية المطالب الشعبية مطالبين بحله وإقرار دستور جديد يعيد للدولة هيبتها وسيادتها وهكذا استجاب الرئيس قيس سعيد لإرادة الشعب وطبق كل ما يطلبه وهذه هي أسمى مبادئ الديمقراطية الحقيقية وليس كما فعلته النهضة بتشريعها للقوانين في الظلام وعن طريق الإغراءات بالمناصب وتلفيق الملفات وشراء ذمم النواب وتخويفهم. فالإتحاد اليوم لا علاقة له باتحاد حشاد والفترة الأولى من قيادة عاشور حيث كان واضعا يده بيد الدولة ومساهما في النضال من أجل الإستقلال ثم بناء الدولة والمساهمة في التنمية بالإحاطة بالعمال ودفعهم للعمل والكد ومراعاة ظروف الدولة والمؤسسات عند تقديم مطالب الشغالين دون شطط ومزايدات لكن الأمر تغير مع هذه القيادة المرفهة والتي لم تعد لها علاقة عضوية بالعمال ولا يهمها ديمومة المؤسسة ومواطن الشغل وظروف العمل فقط تريد تريد التمعش من التفرغ النقابي وتسلم الإقتطاعات والتي لا يعلم أحدا كيف تصرف كل تلك الأموال في غياب الشفافية والتدقيق والمحاسبة.وبما أن الدولة في العهد الجديد تحملت وزر المسائل الإجتماعية وخاصة ضعاف الحال والعمل الهش والزيادة في الأجور الدنيا فشعرت المنظمة الشغيلة بأن البساط قد سحب من تحتها خاصة بعد أن رفضت دعوة الرئيس قيس سعيد للحوار الوطني بمناسبة كتابة الدستور الجديد فاتجهت نحو التصعيد مستعملة سلاح الإضرابات الذي أضر بالإقتصاد الوطني ونكل بمصالح المواطنين خاصة تلك التي شملت القطاعات الحيوية مثل النقل والتعليم والصحة وهذا التوجه سيؤثر حتما على شعبية الإتحاد وحقد كل المتضررين وسخطهم عليه ويعطي للدولة كحامية للأمن القومي ومصالح المواطنين الذريعة اللازمة للقيام بما يلزم للمحافظة على السلم الإجتماعية وديمومة النظام الجمهوري وكلنا يتذكر ما قام به الزعيم بورقيبة إثر الإضراب العام الذي قام به الإتحاد العام التونسي للشغل في الخميس الأسود عندما أحس الإتحاد زمن عاشور بفائض من القوة وضعف الدولة وتراخي يدها نتيجة مرض الزعيم فكان ما كان. فالشعف التونسي المشبع حاليا بخبايا التاريخ ومكره والفطن بنزعة الإتحاد للإستقلالية وكأنه دولة داخل الدولة لا يخضع إلا لقوانينه الداخلية وله سلطة اعتبارية لا سلطان عليها وهو الآن مرعوب ومتوجس ومستنفز مما حدث لحزب النهضة الإسلامي وبرلمانها ومقراتها ورموزها خاصة بعد أن تم تهميشه عند النظر في الملفات الإجتماعية بعد أن كان يصول ويجول ويحكم بأحكامه وله رأي مسموع ونافذ ولهذا استعمل بإفراط السلاح الوحيد الذي بقي بين يديه وهو سلاح عندما يستعمل بإفراط وتهور سيؤثر ويؤلم الطبقة الشغيلة عند إقتطاع أيام الإضراب ويصعد من منسوب سخط المواطنين على قيادات المنظمة الشغيلة التي لا تفكر إلا في مصالحها الضيقة والطبقة المشتغلة ولا تعطي بالا لمواطن الشغل ووضعية المؤسسات المالية والفئات الأخرى المحرومة من العمل وفقراء الحال والطبقة المهمشة عموما وهذا قد يضعف موقف الإتحاد في صراعه المستقبلي مع الدولة والشعب المتضرر ويجعله في النهاية بلا سلاح وبدون مخالب ومساندة. ومن الحكمة ورجاحة العقل أن لا تعيش المنظمة الشغيلة في جلباب الماضي وجبة حشاد وعاشور فالزمن قد تغير جذريا ومن المفيد التوجه نحو تغيير قانونها الداخلي ووضع مقاربات وآليات جديدة تمكنها من التعايش السلمي مع دولة ترعى الحقوق الإجتماعية وتقف مع العمل والمهمشين وتتخلى عن النزعة التصادمية مع النظام القائم كما هو حال جميع نقابات العالم وتجمد أصحاب الرؤوس الحامية والغير عقلانية والذيين لا يفكرون إلا في مصالحهم الخاصة على حساب العمال والكادحين وما يتحصلون عليه من امتيازات نتيجة الريع النقابي والابتزاز عن طريق سلاح الإضرابات.



#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن للنقابات في تونس تغيير خطابها وآليات عملها؟
- ما هدف إتحاد الشغل من المواجهة مع الدولة والشعب؟
- أمة الدعاء والعويل والبؤس الوجودي
- مكانة المرأة الدونية في النصوص الدينية
- كيف يتم وضع حد لفوضى النقابات في تونس
- إتحاد الشغل في تونس وتحديات المرحلة
- نهاية الريع النقابي
- لا تنمية مستدامة بدون إدارة فعالة
- للتاريخ والعبرة
- الدولة بالضرورة كيان علماني
- ثورة يوليو ثورة خالدة لم تمت
- بورقيبة رئيسا مدى الحياة والمماة
- هل ستتغير الحدود والجغرافيا في الشرق الأوسط؟
- النصوص الدينية ادعاء بالباطل وتحدي للمعرفة الكلية للإله
- الغرب هو أساس مآسي العالم الحديث وبؤسه
- نهاية النظام العربي
- المتطرفون وإله الشر
- العرب ودين الذكاء الإصطناعي
- هل تتحول الورطة الإسرائيلية في إيران إلى ورطة أمريكية؟
- لهذه المعطيات ستنتصر إيران على إسرائيل


المزيد.....




- مسؤول سوري: مقتل مسلحين من -داعش- حاولا مهاجمة حاجز أمني بدي ...
- تحويل -جبل أحد- في العراق إلى مستشفى
- ميس الكريدي في بلا قيود: أُسقطت اللُحمة الوطنية على يد السلط ...
- إيران تكشف عن محادثات مرتقبة الثلاثاء مع الأوروبيين.. وزير خ ...
- -الوقت ضيق-- اتفاق إيراني أوروبي على موعد استئناف المحادثات ...
- تعيين قنصل كيني في غوما يثير غضب الكونغو الديمقراطية
- ما الدول العربية الأكثر تضررا من مظاهر الطقس المتطرف؟
- البرازيل تعلق إجراء مهما لحماية غابات الأمازون المطيرة
- ماء الإلكتروليت مشروب مثالي لتعويض أملاح الجسم بالأيام الحار ...
- ترامب: جمع بوتين وزيلينسكي صعب ويشبه خلط الزيت بالماء


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - متى ستنزع المنظمة الشغيلة في تونس جبة حشاد وعاشور؟