تأكد مقولة العرب ظاهرة صوتية

عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 8468 - 2025 / 9 / 17 - 00:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

العرب المهزومين هم ظاهرة صوتية لا يحسنون غير نشر البيانات الكاذبة لتخدير شعوبهم واجتماعات بلا هدف ولا معنى ولا مضمون في محيط عالمي لا يعترف إلا بمنطق القوة فإما أن تكون أسدا ولك أنياب ومخالب أو تكون ضبعا وحملا وديعا لا يحسن غير الثغاء . فلو صارح هؤلاء المهزومين شعوبهم بالحقيقة المرة والصادمة لاحترمناهم وقدرناهم أما أن يكذبوا علينا فذلك خدش لكرامتها وتذاكي غير مبرر لعقولنا كشعوب واعية وعارفة بدقائق الأمور ولم يعد يخفى عنها شيئ. لقد استعملتكم الدوائر المتنفذة في العالم ووظفتكم للإطاحة بالأنظمة المناوئة للغرب والكيان وفتتتها وحطمتها من أجل المصالح الاستراتيجية الدولية وجلب مجانين الدين والقتل والسبي للعالم العربي لإضعافه وتسليمه لقمة صائغة للكيان حتى تكون جميع الأنظمة العربية من المحيط إلى الخليج وكل شعوبهم وثرواتهم ومقدراتهم تحت أمر وفي خدمة مشروع الكيان التوسعي. فاسألوا أنفسكم أيها السادة من حطم العراق ولبنان وليبيا ولمصلحة من ومن سلم دمشق العروبة للمتطرفين وفتح أبوابها للكيان حتى يصول ويجول ومن استعمل التجارة بالدين لإفساد الحياة الإجتماعية ونشر الفكر القروسطي الخرافي لدى الشباب العربي وتغييب العقل النقدي والنتيجة تغول الكيان وتراجع الأمة العربية وسقوطها في حضيض التخلف والبؤس الوجودي.وبهذا تتأكد مقولة المفكر القصيمي بوصفه للعرب بالظاهرة الصوتية أي قد تسمع ضجيجا ولا ترى طحينا والأدهى من ذلك يقع توظيف دولنا لتفتيت بعضها البعض والتآمر على بعضهم وعلى شعوبهم المقهورة والمغيبة عن المشاركة السياسية الفعلية حتى وصل بهم الأمر إلى استعمال المقدس في مخططات الغرب الإستراتيجية وتكوين عن طريق الشيوخ ومنظومة المساجد المنتشرة في كل أحياء البلدان العربية والتي فاق عددها بأضعاف المدارس والجامعات جيوشا من مجانين الدين والمتطرفين وأخذوهم لمواجهة الروس بتمويل ومساعدة عربية في أفغانستان ثم جاءت أمريكا فحاربت طالبان وبعد سنوات طويلة فرت من هناك ولم تحقق لا ديمقراطية ولا نماء إقتصادي وتركت الفوضى ومجتمعا متخلفا وبائسا. ثم حيكت لشعوبنا مؤامرة كبرى سميت بالربيع العربي للقضاء على القليل من المنجزات الإجتماعية والإقتصادية التي تحققت بعد الإستقلال في ظل أنظمة وطنية عن طريق جلب جماعة الإسلام السياسي والبدائية السلفية لتسلم الحكم بعد فرض ضغوط ودسائس على الأنظمة القائمة فغادرت كرها الساحة فحل مكانها العبث والدجل السياسي الذي فشل فشلا ذريعا في تحقيق المطالب الشعبية الملحة.وقد تمكنت بعض الدول التخلص من تلك الفترة المظلمة بفضل يقظة ووعي شعوبها مثل تونس ومصر وبقيت دول أخرى تصارع مثل ليبيا المقسمة بين طرفين متناقضين بحكم التجاذبات والمصالح الخارجية وقد سقطت سورية بعد صراع طويل ومؤلم في قبضة المتطرفين والمطلوبين للعدالة الدولية ضمن طبخة مسمومة وتكالب دولي محموم لا مثيل له.

#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل