أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - النقابات المنفلتة خطر على الدولة والمجتمع : حالة تونس














المزيد.....

النقابات المنفلتة خطر على الدولة والمجتمع : حالة تونس


عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 8448 - 2025 / 8 / 28 - 18:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قيادات إتحاد الشغل بتونس مرفهة ومن طبقة البورجوازية ولا علاقة لها بالبسطاء ووالمهمشين والمعطلين يتمعشون من الريع النقابي وكل همهم الدفاع عن مصالحهم وامتيازاتهم الشخصية والتهرب من المساءلة والمحاسبة يلوكون شعارات لا معنى لها ويكذبون كذبا فاضحا فبدعون أنه وقع هجوم على مقرهم وهو في الحقيقة احتجاج على الإضراب الذي قام به الإتحاد أخيرا في قطاع النقل لمدة ثلاثة أيام كاملة وعطل مصالحهم وأعمالهم وكبد المجموعة الوطنية خسائر فادحة. ونطالب الدولة زيادة على حجب أجور أيام الإضراب سحب التكلفة الجملية التي تسببها الإضرابات من الإقتطاعات التي تقوم بها الإدارة لفائدة إتحاد الشغل . فرئيس الجمهورية بمناسبة كتابة الدستور الجديد مد يده للجميع وخاصة المنظمات الوطنية وقدم الدعوة بالخصوص للإتحاد العام التونسي للشغل لحضور اجتماعات الحوار الوطني لكنه رفض ولم يستجب لدعوة رئاسة الجمهورية وفي هذا خروج عن النص وعن النواميس السياسية وإحساس بالتعالي والفوقية وتضخم الذات وشعور بفائض من القوة وكأنه دولة موازية قائمة الذات ذاخل الدولة وقبل ذلك وتحت قانون موانع كورونا في التجمع أسقط في ظروف ملتبسة الفصل 20 من قانونه الأساسي المؤسس للديمقراطية المتمثل في تحديد المدة بدورتين فقط للإنتماء لقيادة المنظمة الشغيلة وجعلها ممتدة وذلك للمحافظة على المناصب والإمتيازات أطول فترة ممكنة مما خلق تزعزع وتشقق ومعارضة داخل الإتحاد وفقد بذلك احترام المواطنين والشغالين والكثير من النقابيين وعوض القيام بمراجعات وإصلاحات داخل البيت تتماشى مع المرحلة الجديدة والآليات الحديثة المطبقة في العمل النقابي المؤسس على الرفع من كفاءة العامل وإنتاجيته داخل المؤسسة للمساهمة في تطويرها للرفع من مستوى تنمية البلاد والمحافظة على مواقع العمل وزيادة الإستثمارات بالمرابيح المحققة والتي ترفع من وتيرة بعث مواطن شغل جديدة لاستيعاب المعطلين عن العمل يتجه الإتحاد إلى العكس من ذلك مستعملا أدوات قديمة وبالية لم تعد تذهب إليها كل النقابات في العالم وهي تعطيل ماكينة الإنتاج عن طريق سلاح الإضرابات حتى تنهار الدولة ولم تعد قادرة على الإيفاء بالتزاماتها خاصة إذا كانت في حالة صعوبات مالية مثل تونس.فهل ما يقوم به إتحاد الشغل هو دفاع حقيقي عن طبقة العمال الذين يتمتعون بأجور محترمة وعمل قار يمكنهم من العيش الكريم مقارنة بالآلاف المعطلين عن العمل والعائلات المعوزة والعمل الهش الذين لا يوليهم الإتحاد بالا والدولة فقط هي وحدها من تسعى جاهدة البحث عن حلول لهم أم هو دفاع عن النفس كإجراء وقائي نتيجة خوف مبطن من المساءلة والمحاسبة بجعل الشغالين رهينة لقيادة تتمعش من التفرغ والريع النقابي مقابل رفع الشعارات السياسية والدعوة للإضرابات بدون القيام بأي عمل مفيد للشعب والمجموعة والوطنية؟ فإتحاد الشغل يعيش انفصاما تاريخيا ويعيش أزمة هوية بين نضال الأيام الخوالي عندما كان في جبة حشاد ومنضويا تحت خيمة الدولة البورقيبية وبين فترة عاشور و إحساسه بفائض من القوة مقابل ضعف الدولة فبنى لنفسه دولة داخل الدولة وحكومة موازية فحكم البلاد دون تحمل المسؤولية وتحصل نتيجة ذلك على فوائد كثيرة حتى بات موجودا في كل مفاصل الدولة وعندما أفاق بورقيبة من غفوته الطويلة وجد الماء يتسرب من تحت قدميه فانتفض للمحافظة على بقايا من زعامة في آخر أيامه كادت أن تفلت من بين يديه فقلب الطاولة على الجميع فكان إضراب الخميس الأسود ووضعت القيادات النقابية حامية الرؤوس والمتنطعة رهن سجن برج الرومي. فمن مازال يظن واهما أن الدولة ضعيفة وعنده فائض من القوة يمكنه أن يتحدى سلطتها وإرادتها وأن يفرض عليها ما يريد فهو لا يعرف التاريخ ولا يفهم مساره ونتائجه وعليه التواضع ومراجعة حساباته وتفقد مداركه العقلية فلا أحد يمكنه أن ينتصر على الدولة أبدا فهي باقية ودائمة ومستمرة بقوة القانون وإرادة الشعب الحر.



#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإتحاد والنهضة والإنقلاب
- متى ستنزع المنظمة الشغيلة في تونس جبة حشاد وعاشور؟
- هل يمكن للنقابات في تونس تغيير خطابها وآليات عملها؟
- ما هدف إتحاد الشغل من المواجهة مع الدولة والشعب؟
- أمة الدعاء والعويل والبؤس الوجودي
- مكانة المرأة الدونية في النصوص الدينية
- كيف يتم وضع حد لفوضى النقابات في تونس
- إتحاد الشغل في تونس وتحديات المرحلة
- نهاية الريع النقابي
- لا تنمية مستدامة بدون إدارة فعالة
- للتاريخ والعبرة
- الدولة بالضرورة كيان علماني
- ثورة يوليو ثورة خالدة لم تمت
- بورقيبة رئيسا مدى الحياة والمماة
- هل ستتغير الحدود والجغرافيا في الشرق الأوسط؟
- النصوص الدينية ادعاء بالباطل وتحدي للمعرفة الكلية للإله
- الغرب هو أساس مآسي العالم الحديث وبؤسه
- نهاية النظام العربي
- المتطرفون وإله الشر
- العرب ودين الذكاء الإصطناعي


المزيد.....




- أبٌ ينشر فيديو اللحظات الأولى بعد إطلاق نار يُظهر أطفالا مرع ...
- لمرة أخيرة.. مجلس الأمن يمدد ولاية -اليونيفيل- حتى نهاية 202 ...
- رواندا تستقبل أول دفعة مهاجرين مرحلين من الولايات المتحدة
- بعد خدمة نصف قرن... مجلس الأمن ينهي مهمة اليونيفيل في لبنان ...
- فرانسوا بايرو: هل بدأ العد التنازلي؟
- روسيا - أوكرانيا: هل انتهت جهود السلام؟
- مجلس الأمن الدولي يصوت على تمديد مهمة حفظ السلام في لبنان حت ...
- مشروع إسرائيل لضم الضفة.. هل اقتربت ساعة الصفر؟
- محللون: 3 سيناريوهات إسرائيلية لضم الضفة وهذه خيارات الفلسطي ...
- إسرائيل تخطط لـ-إجهاض- الاعتراف بدولة فلسطينية، والسلطة الفل ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - النقابات المنفلتة خطر على الدولة والمجتمع : حالة تونس