أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن مدبولى - كيف خان الفلسطينيون غزة؟














المزيد.....

كيف خان الفلسطينيون غزة؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8494 - 2025 / 10 / 13 - 17:11
المحور: القضية الفلسطينية
    


غزة تُركت تواجه الموت وحدها ـ لعامين كاملين بلا حراك فعلي من الضفة أو القدس أو الداخل،
إنها حقيقة صادمة، لكنها تستحق وقفة نقدية صادقة، فكيف تحولت لحظة تاريخية كان يمكن أن تغيّر مسار القضية الفلسطينيةبرمتها ، إلى مأساة دفعت ثمنها غزة وحدها؟

فمنذ اللحظة الأولى، لم تكن طوفان الأقصى مجرد هجوم عسكري، بل كانت ومعها ماسبقها من نضال غزى محاولات لإشعال انتفاضة وطنية شاملة.
وقد أراد قادة المقاومة من خلال عملية طوفان الأقصى تحديدا أن تُحدث الصدمة الأولى ـ انهيار التحصينات، ارتباك القيادة، وصور فقدان إسرائيل لزمام المبادرة ـ تأثيرًا يدفع الفلسطينيين في كل مكان للتحرك. كانت الرسالة واضحة: اللحظة ناضجة للانفجار الشعبي، فاغتنموها.بل وطالب قادة القسام بذلك الانفجار صراحة وفق ماورد على ألسنة السنوار والضيف وأبو عبيدة،،

لكن ما حدث كان عكس المأمول. بقيت المقاومة في الميدان أيّامًا، بدّلت وحداتها واستنزفت قدراتها، على أمل أن تمتد الشرارة إلى الضفة والقدس والداخل. غير أن الواقع خذل التوقعات: فلم تتحرك الجماهير، ولم تهتز المدن، بل بدت بعض القيادات الفلسطينية وكأنها تراهن على الصمت والنجاة الشخصية لا على التغيير وصناعة المستقبل، .

كانت إسرائيل في تلك الأيام تعيش واحدة من أضعف لحظاتها ميدانيًا ومعنويًا، والفرصة كانت سانحة لانتفاضة قد تقلب الموازين. لكن الخوف، والارتباك، والحسابات السياسية الضيقة، أطفأت ما كان يمكن أن يكون لحظة تحرر تاريخية. فبقيت غزة وحدها في الميدان، تدفع الثمن كاملًا.

ذلك الصمت لم يكن مجرد تقصير أخلاقي، بل خطأ استراتيجي قاتل. فغياب أي ضغط شعبي من الضفة والداخل ـ عصيان مدني، إضرابات، تعطيل للمدن، مظاهرات متواصلة ـ منح الاحتلال الوقت الكافي لاستعادة أنفاسه، وإعادة تنظيم صفوفه، وتحويل اللحظة الفارقة إلى حرب استنزاف طويلة. المقاومة التي أرادت إشعال الوطن، وجدت نفسها تحترق وحدها.

النقد هنا لا يجب أن يُوجَّه فقط للعالم العربي أو الإسلامي، على صمته المشين الذى لامبرر له ، بل إلى الداخل الفلسطيني أولًا: أين كان فعل الشعب حين احتاجته غزة؟ أين الضفة؟ أين فلسطينيّو 1948؟ أين جموع الشتات؟ لماذا تُركت غزة وكأن دماء أطفالها شأن داخلي معزول؟

نعم، كانت هناك عمليات بطولية فردية في الضفة، لكنها غالبًا ما قُمعت سريعًا: بالاغتيال، أو الاعتقال، أو حتى التسليم من أجهزة الأمن المحلية. هذه الوقائع لا تعكس فقط بطولات فردية، بل تكشف منظومة خنق وسيطرة تُصادر الفعل الجماعي. السلطة، التي يُفترض أن تكون حاضنة للمقاومة، بدت في أحيان كثيرة جزءًا من منظومة المنع والتقييد.

الأرقام تتحدث بوضوح: ملايين الفلسطينيين موزعون بين الضفة والقدس والداخل والشتات، في مقابل أقلية محاصرة في غزة تواجه الإبادة وحدها. هذا التفاوت لا يُقاس بالعدد فقط، بل بمقدار العجز عن تحمّل المسؤولية الجماعية واتخاذ المبادرة.

الخلاصة القاسية أن القوة الحقيقية الكفيلة بتغيير ميزان الصراع ليست في الخارج، بل في الداخل الفلسطيني ذاته. الفلسطينيون ـ أصحاب الأرض والهوية والخبرة ـ هم وحدهم من يملكون القدرة على إرباك الاحتلال. المأساة ليست في نقص الدعم العربي، بل في خوف الداخل أو خضوعه لتوازنات صغيرة تضمن البقاء وتفرغ المقاومة من مضمونها.

في النهاية، هذا الحديث ليس تجريحًا لأحد، بل هو دعوة إلى الوعي وتحمل المسؤولية. إن أردنا أن يكون ماحدث بغزة قيمة تتجاوز الألم في معادلة الحرية والإستقلال .



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنرال المصرى المتفرنس!؟
- من كتالونيا الى السويداء،،
- التطبيع القسرى !!
- الجنرال النحيف !!
- الدوجماتية !!
- الواقع والكرامة والإذعان !
- التطهير القادم !؟
- المغرب على حافة الهاوية
- أستنساخ النزع !!
- إحتلال العقل المصرى!؟
- جدلية غزة والزمالك ،،
- ذكرى المشير طنطاوى
- من الأولى بالعداء !؟
- الفلسفة والبوابين !!
- حلفاء اسرائيل بالمنطقة!؟
- الحساسيات المصرية !!
- محور الهزيمة الماسخ ،،
- الحرب على ايران مرة أخرى!
- الإعتراف بدولة فلسطين !؟
- ماقبل الطوفان ،،


المزيد.....




- -انتظرت حتى آخر أسير نزل من الحافلة، لكنني لم أرَه-: فرحة نا ...
- لافروف ينفي تعرض الأسد للتسميم في موسكو.. والشرع يتعهد بملاح ...
- جمعت بين الثروة والتأثير السياسي.. من تكون ميريام أدلسون الت ...
- ++ الوسطاء يوقعون في شرم الشيخ وثيقة اتفاق إنهاء الحرب في غز ...
- وافق ثم تراجع.. لماذا رفض نتنياهو حضور قمة شرم الشيخ؟
- العاهل المغربي يطلق أشغال إنجاز مركب صناعي لمحركات الطائرات ...
- شكرًا تميم.. شكرًا جنرال.. شاهد ما قاله ترامب بعد توقيع اتفا ...
- قمة غزة.. ماذا يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّعه ترامب؟ ...
- -لحظة تاريخية فارقة-.. الكلمة الكاملة للسيسي بعد توقيع اتفاق ...
- هل يقف إرث العراق وصلات بلير بإبستين وراء تردد ترامب في إشرا ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - حسن مدبولى - كيف خان الفلسطينيون غزة؟