محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)
الحوار المتمدن-العدد: 8490 - 2025 / 10 / 9 - 13:57
المحور:
القضية الفلسطينية
غزة ليست مجرد مدينة محاصرة على شريط ضيق من الأرض، بل هي رمز خالد للعزة والكرامة، وصرخة في وجه الطغيان لا تخمدها قنابل ولا يخنقها حصار. في زمن تهاوت فيه الأقنعة واصطفت المصالح فوق المبادئ، بقيت غزة تقاوم باسم الأمة كلها، وتقاتل بدمها نيابة عن كرامة المقهورين في كل مكان.
في غزة تتكلم الحجارة، وتغني المآذن رغم الجراح. هناك أطفال يولدون على رائحة البارود، لكنهم يضحكون، لأنهم يعرفون أن الحرية لا تُوهب، بل تُنتزع. هناك أمهات يزغردن للشهداء، ورجال لا يهابون الموت، لأنهم آمنوا أن الموت في سبيل الله حياة.
وغزة اليوم ليست وحدها. من اليمن السعيد انطلقت الأصوات الحرة، تهتف باسم فلسطين، وترسل رسائل الوفاء الصادق من جبال صعدة إلى سواحل الحديدة. اليمن الذي خبر معنى الحصار والجوع، لم يتخل عن أخيه، بل قالها بصدق الإيمان:
“نحن مع فلسطين، لا خوفاً ولا مصلحة، بل عقيدة ومبدأ.”
وكذلك من جبل عامل، ومن أرض المقاومة في الجنوب اللبناني، تعانقت الأرواح قبل الأيدي، وتوحدت القلوب التي تعرف معنى الكرامة. فهؤلاء لم يبيعوا القضية في سوق السياسة، ولم يقايضوا الدم بالمال، بل وقفوا حيث يجب أن يقف الأحرار.
إن غزة اليوم تمثل الاختبار الأخلاقي للأمة الإسلامية، فمن وقف معها فقد اختار طريق الحق، ومن صمت عنها فقد خان نفسه قبل أن يخونها.
غزة مدرسة في الإيمان والثبات، تعلم العالم أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحرية لا تُقاس بعدد الصواريخ، بل بعدد القلوب التي ما زالت تنبض بالعزة.
سلام على غزة، سلام على أطفالها الذين يكتبون بالدم أغنية الوطن، وسلام على كل يد تمتد نصرة لها من اليمن، ومن كل أرض لا تزال تنبض بالضمير الحي.
* محمود كلّم، كاتبٌ وباحثٌ فلسطينيّ، يكتب في الشأنين السياسيّ والوجدانيّ، ويُعنى بقضايا الانتماء والهويّة الفلسطينيّة. يرى في الكلمة امتداداً للصوت الحرّ، وفي المقال ساحةً من ساحات النضال.
#محمود_كلّم (هاشتاغ)
Mahmoud_Kallam#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟