أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - الحضور الذي اختير لا يلقي وداعًا.














المزيد.....

الحضور الذي اختير لا يلقي وداعًا.


ميشيل الرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8483 - 2025 / 10 / 2 - 21:52
المحور: الادب والفن
    


نيران لا ترتفع، أودعت عقلها في البنك ولم تعد بحاجة إليه. طائر يتشبث بقرنه: الصغير جدًا، الناضج جدًا، يا عصور ما قبل التاريخ.
صعود غاضب للقصيدة، مسرحة البنوك القاحلة للشعر.
العالم الضعيف، المتجول في مياه مسطحة لأنها لم تختَر محيطها، يحتاج طرفًا اصطناعيًا اخترعه الشاعر.

مرض فلكي غير قابل للشفاء، الحياة تعطيه وهم الصحة بشكل شيطاني. لماذا؟ ظل الكتاب لا يقيس نفسه، الزلزال بداخله، انقطاع الطمث، الدم معروف، الحيوانات تكذب عليه، المجاعة سرقت وصنعت طبقًا أصبح مرآة لهزائمها.

دخل المشهد: حجر في البكاء، ذبابة تقتل نفسها، ازدواجية الظل، النهار المسائي.
قناع جنائزي تحت مطر طويل، الحب فوق الزهور لا يترك إلا أفواه أفاعٍ غير ملتفة، تخون، تسرق، لا تميز أي شيء بسبب كراهية الظلام.
الحضور الذي اختير لا يلقي وداعًا.

كل الكلمات الأخرى هراء، لا أملكها، لم أتمكن من وضعها. أقوم بدور المرشد، أمزق تذكرتها قبل أن تُطفأ الأضواء.
الصف الأمامي للأفكار السينمائية: الطفل قريب جدًا من الشاشة التي تؤذي عينيه، عليه أن يجد مكانًا آخر، دعونا نتلمسه.

الليل ينكر الماضي الإنساني، أراضٍ سماوية لملء النفس من أجل الوضوح، دموع سرية ترى كل شيء من الجدران الصغيرة، تداعب دفء الحب، والأصوات التي لا تُسمع تمدح.

لون مخلص للحب كالسماء للصخر، في الليل يصبح الشعر والدراما والطبيعة واحدًا، يرتفعون ويمتصون بعضهم البعض.
الطرقات تجولت، غبارها طار، الأيدي المفيدة والوردة الباكية — الانتهاك المرتجل والقاتل — تفتح اليد وتظهر الخطوط. الليل ينمي حياة مستقبلية داخل إنسان يُعاد تأهيله.

الشكل الأرضي ثلث السعي المستمر، نقطة في اتجاه الينبوع!
سمكة جاءت، فيفيفيفيش، فيفيفيفيفي-فيفيفيفي- (صافرة حادة). هيكل عظمي استلقى على الهاوية، الحركة البطيئة، حجر الخلود يقترب من المساحة المغلقة، نجم المطر الخفي قادم، الرغبات نزعت ثوبها في عزلة البرد، مصباح وردي، الرياح مشرقة.

طير ذو ريش أجمل من الماضي يطالب بإحصاء ريشه المتناثر، ديكور نظرات المحطمة، فخ النجوم. العالم منجم مفتوح، من أعلى جسر المشاة، الرغبة المجتمعة في قفزة فراغ، تتنفس في مظلة العيون، غبار الشموس يسكن مظلات الحرق من وصايا دم السفينة. القفز إلى ارتفاع النجوم السمينة، وضع نقاط وإشارات على طرف أعلى عمود المغامرة.

ألف حارس مجهول، ألف حديقة منسية تحت الرمال مربوطة برمية المجهول، حفرت في أدمغة الليالي العنيدة: منفى، عطش، الأغصان، ملاعق للغثيان، المطر المتفجر ينتظر ثمار الجوع.

قارب بحري كئيب مرصع بالجزر على الحميمية الفارغة.
الاحتجاج الطويل: الظلام الذي سيغرس في النفس تحكمه شهوة صعود شمسي، الاحتجاج الطويل على أرض معذبة يخترع النهار، أيقظه صوف ريح لا يلقي وداعًا.

النسيان (نشوة ثمرة مكان اختفى)، كررت المدينة نفسها في نهار لم يرحل. النهار حيوان لم تُسمع صرخات ثورة في جدران المنزل، الجثة النحاسية الصفراء تنام عميقًا في رمل كثيف ومظلم، بئر الذاكرة تحت إعصار الملح حيث يهيمن رأس الحلم على أرجل الساعة.

على رماد الحياة أبراج منهارة من الرغبات، لا تكاد تمضغ ثم تلفظ حطامًا يفتقد، عروق غناء ليلي تنفجر في حبوب اليد التي تشق البحر وتداعب الأصابع الطائرة، نائم مجنح في الدواخل، مدمر في الخارج (مقبرة).

طالما أن الكلمات متاحة مجانًا، سياج الهدية معدٍ الملقح، الأرقام المتساقطة لا يمكن شراؤها بشكل منفصل، فيضانات تذهب مرتدية قناع حيوان أعراس ليلية بيضاء، الثلج يتساقط على الحمى وأول حليب للحيوانات.

أول شيء هش وعقيم، أولى ثلوج الغياب، على شرائط كبيرة منسوجة من الحلم تقول "فضاء"، تنمو إلى الأعلى والأسفل، تستقيم وتجذر في الغرف والمناطق المحيطة. فليأتِ من يحفر الوجود، في انتظار.
الوجه يخوض حروبًا جديدة (لقد كان ميتًا قبل هذه القصيدة)، دخان اللذة يدخن رأس المتدينين في وجه العرافة بالزهور على كرسي الحديد، لتدفق البحر المنسوج حتى بساتين الهاوية.

حمى الليلة التي تسبق الرحلة البحرية يرعى في وعاء الجنون، مرحبًا بالطيور التي تفتح بمناقيرها بطن المستنقع، مرحبًا أيها الطيور التي تقسم وتفرق دائرة، سيأتي الوقت الذي يُحيى فيه ندبات المقفرة الخادعة على جرح المياه.

المياه العارية تحمل البقع الناضجة من الشمس، فقاعات دافئة منقطة بالغبار: الطيور والبحارة، خمور عنيفة مثل الكوارث، ما لم تفرزها أنابيب السموم القديمة. قضبان خفيفة مع الدخان الذي ينفخها لاستقبال العام الجديد.



#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضور أبدي يبكي
- عن الم الوردة
- يزداد الطيران ثقلا
- النَّهْرُ الأَعْمَى
- مياه الموت الجليدية في قبورها /هذه النار التي تحرق وتحرق في ...
- الخروج من مصر
- مقهى المعقدين
- كَسْرٌ فِي الْكَمَالِ الشَّكْلِيِّ
- غرف المغامرات الأبدية
- ضد غباء المكعبات
- الكتابة إلى فيديل سبيتي
- إلى النهار الماضي lll
- عن الشكل
- إلى النهار الماضي ll
- إلى النهار الماضي
- لقد دخلت الأبدية للتو إلى الحديقة
- مكتبة في مدينتي
- كهانة المطبخ
- مطبخ الكهانة
- أغمض عينيّ: ينهض المعنى


المزيد.....




- مئات المتاحف والمؤسسات الثقافية بهولندا وبلجيكا تعلن مقاطعة ...
- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...
- تهنئة بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة صوت الصعاليك
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - الحضور الذي اختير لا يلقي وداعًا.