أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - قراءة بعيون فلسطينية لخطة ترامب لوقف الحرب














المزيد.....

قراءة بعيون فلسطينية لخطة ترامب لوقف الحرب


ناضل حسنين
الكاتب الصحفي

(Nadel Hasanain)


الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 09:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


تُقدم خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة، والتي تتألف من حوالي 20 بندًا، على أنها حل إنساني وسياسي للصراع الدائر. ومع ذلك، فإن نظرة متعمقة من منظور فلسطيني تكشف عن أهداف خفية تتجاوز مجرد إنهاء الأعمال العدائية، لتصل إلى تفكيك ممنهج للسيادة الفلسطينية في القطاع، وتحويله إلى كيان مُدار دوليًا وتكنولوجيًا. هذا المقال يحلل الأبعاد المختلفة لهذه الخطة وتأثيراتها المحتملة على الشعب الفلسطيني ومستقبله.
أولا: إقصاء الفصائل الفلسطينية والوصاية الدولية
تُعد النقطة الأبرز في خطة ترامب هي الإقصاء الكامل لحركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى من أي دور سياسي أو أمني في إدارة غزة. بدلاً من ذلك، تقترح الخطة تشكيل لجنة تكنوقراطية فلسطينية غير سياسية، تشرف عليها هيئة انتقالية دولية جديدة تُسمى "مجلس السلام" (Board of Peace)، برئاسة دونالد ترامب نفسه، وتضم شخصيات دولية بارزة مثل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
من المنظور الفلسطيني، لا يمثل هذا الترتيب حماية للسكان، بل يفرض وصاية خارجية مباشرة على القطاع. إن استبدال القيادة الفلسطينية المنتخبة أو الممثلة بلجنة تكنوقراطية دولية يعني تجريد الفلسطينيين من حقهم في تقرير مصيرهم وإدارة شؤونهم الداخلية. كما أن وجود "مجلس السلام" برئاسة ترامب وبلير، وهما شخصيتان مثيرتان للجدل في السياق الفلسطيني، يعزز فكرة أن الخطة تهدف إلى فرض أجندة خارجية بدلاً من تمكين الفلسطينيين.
ثانيا: نزع السلاح مقابل المساعدات
تطالب الخطة بنزع السلاح الكامل للفصائل الفلسطينية، بما في ذلك تدمير الأنفاق ومصانع الأسلحة، مع ضمان السيطرة الأمنية المطلقة لإسرائيل. وفي المقابل، تُقدم المساعدات الاقتصادية وإعادة الإعمار كـ"صفقة ترضية".
هذا البند، من وجهة نظر فلسطينية، يترك الشعب الفلسطيني بلا أي وسيلة للدفاع عن نفسه في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
إن ربط المساعدات الأساسية بنزع السلاح يضع الفلسطينيين في موقف ضعف، حيث يُجبرون على التخلي عن الدفاع عن أرضهم وشعبهم مقابل الحصول على الخدمات الأساسية التي هي حق إنساني غير قابل للمساومة. كما أن عملية نزع السلاح ستتم تحت إشراف مراقبين دوليين مستقلين، مما يؤكد على فقدان الفلسطينيين للسيطرة على أمنهم.
ثالثا: السيطرة على الهوية الثقافية
تتضمن الخطة بعدًا تعليميًا وثقافيًا مثيرًا للقلق، حيث تصر إسرائيل على إصلاحات في مناهج التعليم الفلسطينية، وقد تطالب بحذف بعض النصوص الدينية كشرط لقبول أي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة القطاع.
يمثل هذا التدخل امتدادًا للسيطرة الإسرائيلية والدولية ليشمل الهوية الثقافية والدينية للمجتمع الفلسطيني. إن محاولة إعادة تشكيل المناهج التعليمية وحذف نصوص دينية معينة يُنظر إليها على أنها محاولة لطمس الهوية الوطنية الفلسطينية وتاريخها، وفرض رواية تتناسب مع المصالح الإسرائيلية. هذا البعد من الخطة يهدد جوهر المجتمع الفلسطيني ويقوض حقه في الحفاظ على ثقافته وقيمه.
رابعا: إعادة الإعمار
تتحدث الخطة عن إعادة إعمار غزة وفتح المعابر وتوفير برامج اقتصادية، لكنها تتجنب أي ذكر صريح للاحتلال أو حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة. وتُشير الخطة إلى "مسار نحو استقلال فلسطيني" مشروط بالتنفيذ الكامل لبنودها، بما في ذلك برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية.
هذا يعني أن أي أفق سياسي حقيقي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة يُلغى ما لم يوافق الفلسطينيون على جميع شروط إسرائيل والوصاية الدولية.
إن تحويل غزة إلى نموذج للوصاية الاقتصادية والسياسية المقننة، حيث تُقدم المساعدات والتنمية مقابل التنازل عن الحقوق الأساسية، لا يحل جوهر الصراع، بل يؤجله ويخلق واقعًا جديدًا من التبعية.
خامسا: القوة الدولية
تقترح الخطة نشر قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار (International Stabilization Force - ISF) في غزة، تعمل على تدريب ودعم قوات الشرطة الفلسطينية. وستنسحب القوات الإسرائيلية (IDF) تدريجيًا بناءً على معايير وجداول زمنية مرتبطة بنزع السلاح، مع بقاء وجود أمني إسرائيلي حول محيط غزة حتى يتم تأمين القطاع بشكل كامل من أي تهديد امني قد يتجدد.
من المنظور الفلسطيني، هذه القوة الدولية، وإن بدت كحل أمني، إلا أنها تخدم في الواقع الأجندة الإسرائيلية لضمان أمنها دون التزام حقيقي بإنهاء الاحتلال.
إن الانسحاب الإسرائيلي المشروط وبقاء "وجود أمني" يعني استمرار السيطرة الإسرائيلية غير المباشرة على القطاع، ويحول القوة الدولية إلى أداة لتطبيق الشروط الإسرائيلية بدلاً من حماية حقوق الفلسطينيين.
من منظور فلسطيني، لا تمثل خطة ترامب لغزة خطة سلام حقيقية، ولا يمكن الاعتماد عليها كضمانة للانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، ولكم في الاتفاق مع لبنان مثالا على ذلك، بل هي محاولة لإعادة تشكيل القطاع تحت وصاية إسرائيلية ودولية كاملة.
تهدف الخطة إلى تفكيك القدرات العسكرية الفلسطينية، وإلغاء تدريجي للسلطة السياسية والثقافية، وضمان بقاء الفلسطينيين تحت إشراف خارجي طويل الأمد.
إن الإصلاحات المطلوبة للسلطة الفلسطينية ليست مجرد تغييرات إدارية، بل هي محاولة لإعادة تشكيل الهوية الوطنية والسيطرة على التعليم والدين، دون أي التزام حقيقي بحق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
ما اتوقعه شخصيا ان اسرائيل وغداة استلام كافة الرهائن الأحياء منهم والأموات، ستتحين أي فرصة مهما كانت تافهة للإعلان ان الطرف الآخر لا يلتزم ببنود الاتفاق ولهذا فإنها تعود الى الحل العسكري ومواصلة الحرب وكأن لا اتفاق بعد الآن.



#ناضل_حسنين (هاشتاغ)       Nadel_Hasanain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كولومبيا تصرخ... والعرب يبتلعون ألسنتهم
- عقوبات المستوطنين: تبرئة الدولة وتجاهل جوهر المشكلة
- مثقفون بسقف واطئ
- أهو دعاء أم عتاب لطيف؟
- العالم العربي: طفل تصفعه اسرائيل متى غضبت
- الحضارة بين الإنتاج والحضانة
- أمة بلا سؤال.. أمة بلا مستقبل
- كيف يصوت الناخب العربي في إسرائيل ولماذا؟
- راحة الإعتراف أمام الغرباء..
- نسير إلى الأمام وعيوننا نحو الخلف
- أخلاق بلا وحي
- غزة: مقبرة الصحافة وصمت العالم
- تحليل: العالم يعيد كتابة الرواية
- ما وراء نوايا احتلال مدينة غزة
- فكر معي: هل نعبد الله حبًا أم طمعًا؟
- حل الدولتين: ستار دخان على فضيحة أخلاقية عالمية
- لماذا يكتب مستقبل فلسطين بغير الحبر العربي؟
- رحيل عبقري لم يعرف التنازل في حياته..!
- العرب يرقصون وغزة تحترق
- فلسطين: فضيحة العرب


المزيد.....




- -صُنع في إيطاليا-..علامات تجارية -تحيي- الشعار الرنان بميلان ...
- نتنياهو يهدد: إسرائيل -ستُنهي المهمة بنفسها- إذا رفضت -حماس- ...
- البيت الأبيض ينشر صورة لحظة -إجراء ترامب ونتنياهو- اتصالا مع ...
- كاميرا ترصد لحظة إطلاق مسيرة إسرائيلية النار على رأس ممرض في ...
- محمد بن عرفة: السلطان المغربي الذي غاب عن ذاكرة التاريخ
- -غزة منزوعة السلاح- و-مجلس السلام- يحكم القطاع، ما أبرز بنود ...
- فشل محادثات ترامب مع الديمقراطيين ينذر بإغلاق حكومي
- صراع أميركي روسي على سوق القمح بغرب أفريقيا
- ثورة في علم التغذية.. -نكهة حارة- تغير قواعد خسارة الوزن
- بعد فيضان النيل.. -نداء عاجل- من وزارة الري السودانية


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناضل حسنين - قراءة بعيون فلسطينية لخطة ترامب لوقف الحرب