أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - مالا ينطق به الليان تنطق به العين














المزيد.....

مالا ينطق به الليان تنطق به العين


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 8480 - 2025 / 9 / 29 - 16:14
المحور: قضايا ثقافية
    


‏"ما لا ينطق به اللسان تنطق به العين"

‏المقدمة

‏تُعتبر العين نافذة الروح ووسيلةً للتواصل غير اللفظي تحمل من المعاني ما قد يفوق الكلام. فبينما يعبّر اللسان بالكلمات، تستطيع العين أن تنقل العواطف والانفعالات بدقة وعمق، مثل الفرح والحزن والحب والرفض، حتى في غياب اللغة المنطوقة. لقد أولت الدراسات في علم النفس والاجتماع أهمية كبيرة لدور التواصل البصري في بناء العلاقات الإنسانية وفهم الرسائل الخفية بين الأفراد.

‏العين كلغة غير منطوقة

‏التواصل البصري يُعد من أهم أشكال التواصل غير اللفظي، حيث يساهم في نقل الانفعالات وتنظيم الحوار. يشير بيردويستل (Birdwhistell, 1970) إلى أن أكثر من 65% من التواصل بين البشر يتم عبر الإشارات غير اللفظية، والعين تحتل مركزًا رئيسيًا في هذه العملية. فعلى سبيل المثال، يعبّر طول النظرة أو قصرها عن معانٍ مختلفة، فقد يُفهم الإطالة في النظر كتعبير عن الاهتمام أو التحدي، بينما قد يُفهم تجنّب النظر كدلالة على الخجل أو الانسحاب.

‏العين والعاطفة

‏تظهر قوة العين بوضوح في نقل العواطف. فقد أثبت إيكمان وفرسن (Ekman & Friesen, 1975) أن العينين والحاجبين يلعبان دورًا حاسمًا في التعبير عن الانفعالات الأساسية كالخوف والغضب والدهشة. كما أن التقاء العيون بين شخصين يمكن أن يولّد إحساسًا بالحميمية أو بالمواجهة، مما يجعلها وسيلة مزدوجة للتقارب أو الصراع.

‏العين في الثقافة والفن

‏لا يقتصر دور العين على علم النفس فحسب، بل يمتد إلى الأدب والفن. فقد عبّر الشعراء عن العين باعتبارها مرآة القلب ولسان المشاعر. في الأدب العربي القديم، قيل: "حديث العيون أبلغ من حديث اللسان". وفي الفنون البصرية، لطالما كانت العيون مركزًا للتعبير الجمالي والدلالي، كما يظهر في لوحات مثل "الموناليزا" لليوناردو دافنشي حيث تبدو العينان محملتين بالأسرار.

‏الخاتمة

‏إن ما لا ينطق به اللسان يمكن أن تنقله العين ببلاغة فريدة، تجعلها وسيلة أساسية لفهم الذات والآخر. فهي لغة صامتة لكنها عالمية، تتجاوز حدود الكلمات واللغات، وتمنح الإنسان أداة للتواصل العاطفي العميق.

‏المراجع

‏Birdwhistell, R. L. (1970). Kinesics and context: Essays on body motion communication. University of Pennsylvania Press.

‏Ekman, P., & Friesen, W. V. (1975). Unmasking the face: A guide to recognizing emotions from facial clues. Prentice-Hall.

‏Argyle, M., & Dean, J. (1965). Eye-contact, distance and affiliation. Sociometry, 28(3), 289–304.

‏Mehrabian, A. (1972). Nonverbal communication. Aldine-Atherton.

‏Sen, A. (2004). The eyes as the mirror of the soul: Cross-cultural perspectives. Journal of Human Communication, 7(2), 145–162.




#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ‏الأمم المتحدة: خطاباتٌ عظيمة… وأزماتٌ تستمر بلا حل
- السلاح  والإنسان
- سبية
- وامعتصماه
- قانون التنظيمات العثماني ودوره في دمج العلويين بالمجتمع السن ...
- خطاب ضد الطائفية
- اغتصاب
- حكايات سورية -6-‏المليونير الأحمق والفتاة الذكية
- ‏ -القاف-: دفاع عن اللسان والهوية
- رسالة إلى أولئك الذين اغتصبوا إنسانيتي
- في متاهة الحب
- الاستنسابية في المجتمع: المظاهر، التداعيات، وآفاق المعالجة
- عند ملقاك
- ‏سيكولوجيا الاغتصاب: دراسة للفاعل والضحية
- ‏القاف: قوة المعنى في اللغة العربية
- قِيمٌ وقُدَمٌ: رحلة في قُدرةِ القَلبِ والعقل
- في ظل غياب المساءلة، سيتفاقم العنف الطائفي في سوريا
- عقول خالدة
- هل لدينا وقت للمتعة بعد الآن؟
- لماذا يجب أن يكون الحب دليلنا في عصر الذكاء الفائق


المزيد.....




- الحكومة السورية تصدر بيانا عن -هتافات مسيئة لمصر ترددت خلال ...
- ترامب: لا أحد يعلم ما يخبئه المستقبل للفلسطينيين.. وإيران ست ...
- ترامب يعلن عن خطة لإنشاء -مجلس السلام-.. شاهد كيف وصفه ومن س ...
- إنهاء حرب غزة والسلام الأبدي والشرق الأوسط الجديد والاتفاقيا ...
- هل يستنزف أصدقاؤك طاقتك؟ ثلاث طرق للتعامل مع الأشخاص السلبيي ...
- ترامب ونتنياهو يتفقان على خطة لإنهاء الحرب في غزة وينتظران م ...
- كوريا الشمالية: لن نتخلى أبدا عن ترسانتنا النووية
- إصابة شخصين جراء هجوم على سفينة شحن قرب عدن
- سيلفيا ساليس من رمي المطرقة إلى عمدة جنوة إلى غزة
- ميديا بارت: جولة مغن مؤيد لحرب إبادة غزة تثير جدلا في أوروبا ...


المزيد.....

- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - محمد عبد الكريم يوسف - مالا ينطق به الليان تنطق به العين