محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8474 - 2025 / 9 / 23 - 20:13
المحور:
قضايا ثقافية
إلى أولئك الذين اغتصبوا إنسانيتي،
أنا لا أستطيع أن أصف لكم كم كان ذلك الألم كبيراً. لكني أعلم أنكم لن تشعروا به، ولن تدركوا عمق الخسارة التي أصابتني. لقد سرقتم مني أكثر من مجرد جسدي، لقد سرقتم حياتي، سلبتم مني القدرة على الثقة في العالم الذي كنت أعتقد أنه يحمي، سلبتم مني الأمان الذي كنت أعتقد أنه من حقي.
أعلم أنكم ربما لا تهتمون بما أشعر به، أو ربما حاولتم إقناع أنفسكم أن ما فعلتموه كان شيئاً "عادياً"، لكن لا يوجد شيء عادي في تعذيب شخص آخر. لا يوجد شيء عادي في استغلال ضعف شخص آخر لتحقيق رغباتكم. لا يوجد شيء عادي في تدمير إنسان على قيد الحياة.
لقد خانتكم ذواتي، ولامني جسدي على ما حدث. لكنكم يجب أن تعلموا أنكم لن تكسروني، حتى لو كسرتم أجزائي. لن تسمحوا لي بالإختفاء في الظلام، سأظل هنا أصرخ وأتحدث، وسأظل أطالب بالعدالة التي تليق بي. أنتم لا تملكون حقي في أن تكونوا صامتين، كما كنت.
ما فعلتموه لن يُنسى. لن أسمح لكم بأن تسرقوا مني ذكرياتي، لأنني سأظل أعيش لتذكير الجميع بما أنتم عليه، وما أنتم اخترتم أن تكونوا.
لا تتوقعوا أن أصفح. ما سرقتموه لن يعود، ولا يمكنني العودة للوراء. لكنكم لن تخرجوا من ذاكرتي أو من العدالة. وعندما يحين الوقت، ستدفعون ثمن ما فعلتموه.
أريدكم أن تعلموا أنني لن أظل في الصمت، ولن أختبئ، بل سأواصل الصراع. فمهما فعلتم بي، لن تكونوا أنتم من يحددون من أكون.
ألمكم لن يكسرني.
مُغتَصَبة
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟